باقتراب شهر رمضان تعرف أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ارتفاعا جنونيا يعزز ذلك الإقبال المتزايد على اقتنائها عشية رمضان الشهر الذي لا يغفل خلاله الجزائريون الاهتمام بتنويع الأطباق والأكلات التي تتطلب بدورها مستحضرات كثيرة قد لا نجدها على مائدة العائلة الجزائرية في باقي أيام السنة. اعتبر مسؤول من وزارة التجارة أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية المسجلة خلال كل شهر رمضان لاسيما المنتوجات الفلاحية الطازجة هو نتيجة زيادة "محسوسة" في الطلب و أكد أن مهمة وزارة التجارة تقتصر على مراقبة الأسعار الخاضعة للتنظيم. في تصريح لوكالة الأنباء أوضح المدير العام للضبط و تنظيم النشاطات بوزارة التجارة عبد العزيز آيت عبد الرحمان أنه "بالرغم من العرض الوافر من هذه المنتوجات تأخذ الأسعار في بداية شهر رمضان منحى تصاعديا تفسره زيادة في الطلب ناجمة عن تغيير في نمط الاستهلاك خلال شهر الصيام من خلال ظاهرة التخزين". قبيل أيام من شهر حلول شهر رمضان تعرف أسعار المنتوجات الفلاحية الطازجة لاسيما الخضر زيادة مفرطة في الأسعار. و اعتبر السيد آيت عبد الرحمان أن تذبذب الأسعار يعود جزئيا إلى المضاربة، مضيفا أن مهمة وزارة التجارة في مجال مراقبة السعار تقتصر على مراقبة الأسعار الخاضعة للتنظيم. و أضاف قائلا أن بعض التجار يريدون تحقيق مزيدا من الربح خلال هذه المناسبات مؤكدا أن أسعار هذه المواد حرة و لا يسع الدولة التدخل. لضمان استقرار الأسعار اتخذت الدولة إجراءات لتموين السوق ببعض المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان. استنادا لأرقام وفرتها وزارة الفلاحة أوضح المسؤول أن الديوان الوطني لإنتاج أغذية الأنعام قرر بصفته منتجا للحوم البيضاء وضع كمية 6000 طن من اللحوم البيضاء المجمدة في حين قررت شركة تسيير المساهمات للمنتوجات الحيوانية تموين السوق ب 42.000 طن منها لتباع بسعر 250 دج للكيلوغرام الواحد. و أضاف أن شركة تسيير المساهمات قررت أيضا استيراد 14.000 رأس بقر و تسويق 1500 طن من لحم البقر المجمد من الهند في شكل أطباق بسعة 500 غرام و كليوغرام واحد ابتداء من 450 دج. و تعتزم هذه الشركة تحسبا لشهر رمضان تسويق 2600 طن من لحم الغنم 900 منها طازجة و 1700 طن مجمدة. إضافة لنقاط البيع ال 74 التابعة لها منحت الشركة اعتمادا ل 346 متعامل خاص لبيع هذه الكميات. و برأي السيد آيت عبد الرحمان فإن هذه الإجراءات ستساهم في كبح زيادة اسعار اللحوم خلال شهر الصيام. حسب كشف أسعار الاستهلاك الخاصة بالمواد الغذائية الأساسية سجل معدل سعر لحم الغنم المحلي خلال شهر جوان 2013 (الذي وافق شهر رمضان) زيادة قاربت 5 بالمائة مقارنة بشهر جويلية من نفس السنة ليبلغ 1275 دج للكيلوغرام. أما سعر لحم البقر المجمد فقد سجل خلال نفس الفترة زيادة ب 1 بالمائة ليبلغ 594 دج/للكلغ في حين زاد سعر لحم الدجاج بنسبة 23 بالمائة ليصل الى 335 دج/للكلغ الواحد. أما معدل أسعار الخضر فقد كانت مستقرة نسبيا حسب كشف الوزارة. و من جهتها اعتبر الاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين أن تذبذب أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع سببه المضاربة التي يمارسها بعض التجار الذين يريدون زيادة أرباحهم خلال هذه المناسبات. وأوضح الأمين العام للاتحاد صالح صويلح أن تجار التجزئة هم الذي يحددون توجه الأسعار إذ أننا نسجل زيادات من 20 الى 30 بالمائة في اسواق التجزئة مقارنة بأسعار سوق الجملة. كما أن عودة الاسواق الموازية عند حلول شهر رمضان من كل سنة تشجع ارتفاع الأسعار. و أوضح السيد آيت عبد الرحمان أن الأسواق التي تبرز خلال شهر رمضان هي أسواق ظرفية مبرزا أن عملية القضاء على الأسواق الموازية متواصلة و أن هدف القضاء على كل المواقع لن يتحقق إلا من خلال إنجاز كل المرافق المسجلة في هذا البرنامج و التي يقدر عددها ب 1000 هيكل جديد على المستوى الوطني..