بعد قضاء أوقات ممتعة وحماسية رفقة الكرة المستديرة في إطار منافسات كأس العالم هاهم العاصميون على موعد جديد مع الشاشة الضخمة بساحة البريد المركزي بوسط العاصمة ليقضوا أجواء رمضانية بهيجة رفقة الفن السابع الذي غادر القاعات المظلمة ليلتحق بالهواء الطلق ويقدم أروع ما جادت به السينما الكلاسيكية الجزائرية. و قد تمكن هواة كرة القدم من متابعة مباريات شيقة على الشاشة الضخمة بمبادرة من بلدية الجزائر الوسطى قبل أن تلتزم الصمت لمدة يومين وتعود مجددا إلى جمهورها لتمتعه بأفلام جزائرية خالدة من طراز عطلة المفتش الطاهر (1973) رفقة الممثل الراحل الحاج عبد الرحمان والطاكسي المخفي مع المرحوم يحيى بن مبروك (1989). و منذ انطلاق السهرات السينمائية الأربعاء الماضي بساحة البريد المركزي لا تكاد الأرصفة والمدرجات تخلو من المتفرجين من شتى الأعمار لا سيما الشباب منهم ناهيك عن بائعي الشاي والمشروبات المنعشة التي تضفي على السهرات الرمضانية نكهة مميزة. الجمهور على موعد مع عمر قاتلتو وعثمان عريوات ووردية ويعود الجمهور بذكرياته إلى السبعينيات والثمانينات من خلال بث أفلام ذات 8 مم على الجدران لروائع السينما الجزائرية مبديا تجاوبا تاما مع ممثلين من العيار الثقيل أمثال عثمان عريوات ووردية وبوعلام بناني وبن مبروك ومحمد دقة. و قال مواطن من الجيل السابق في هذا الشأن "إنني لمسرور ومتفاجئ لرؤية شباب يهتمون بهذا النوع من الأفلام ويتجاوبون معها مما يدل على أن منتوج من نوعية جيدة لا يمكن أن يتلاشى مع مرور الزمن". و في هذا الصدد أثار سينمائيون ومهنيو الفن السابع خلال لقاء بالجزائر العاصمة بحضور وزيرة الثقافة نادية لعبيدي مشكل التكوين بحيث دعوا إلى إنشاء مدارس متخصصة في مختلف مهن السينما. و أوضحت الوزيرة أن هذا اللقاء الذي خصص لمناقشة انشغالات الفنانين يهدف إلى "تجنيد كل الجهود" لإصلاح وترقية السينما الجزائرية مشيرة إلى عقد في سبتمبر المقبل ندوة وطنية حول السينما. و قد سمحت هذه الأفلام الكلاسيكية بفضل موهبة ممثليها خاصة في الطابع الكوميدي بإطلاق العنان لمخيلة الشباب الذي استغل مواقع التواصل الإجتماعي ليتداول بعض العبارات الخالدة لهؤلاء الفنانين خاصة لعثمان عريوات ويحيا بن مبروك والمفتش الطاهر بغية إثراء الصور المركبة لا سيما على الفايس بوك.