يعتبر الفنان الحاج عبد الرحمان أو المفتش الطاهر المولود بتاريخ 12 أكتوبر سنة 1940 بالجزائر العاصمة ظاهرة فنية لم تتكرر منذ وفاته في 05 أكتوبر سنة 1981 بأحد المستشفيات بالعاصمة عن عمر يناهز 41 سنة. فبالرغم من قصر مدة حياته الفنية إلا انه أبدع في عديد من الأعمال كممثل ومخرج ومؤلف في كثير من الأعمال التي رسخت في ذاكرة المشاهد الجزائري منها: "عطلة المفتش الطاهر" و"يداس" و"المفتش الطاهر يسجل هدفا" كل هذه الأعمال أبدع فيه الحاج عبد الرحمان بأسلوبه الخاص ولهجته الجيجلية التي تميزه والتي خلقت له عدة مشاكل مع الجيجليين، حيث في أحد المرات اعتدوا عليه لكنه لم ييأس ولم يغير أسلوبه حتى فرضه على سكان جيجل وأصبحوا يضحكون على مواقفه خاصة لما أعرب لهم بأنه اختيار اللهجة الجيجلية لحبه الكبير لمدينة جيجل، وكانت له عدة مواقف مع الشرطة حيث كان يحترم من طرف أعوان الشرطة كأنه مفتش حقيقي وكانوا يبايعون له في الشارع وكان رفيق دربه يحي بن مبروك كأحد ركائز المفتش الطاهر في مسيرته الفنية، وتشاء الصدف أن تكون وفاتهما في شهر أكتوبر المفتش الطاهر يوم 05 أكتوبر 1981 و"لابرانتي" 11 أكتوبر 2004، وقد عبر يحي بن مبروك في أحد الحوارات بنبرة حزينة بأنه فقد أعز شخصية في حياته وكان لهذا الثنائي الفضل في اكتشاف عدة وجوه فنية منها عثمان عريوات الذي شاركهم في إحدى مسرحياتهما والفنان سيراط بومدين وغيرهما من الأسماء التي لمعت في ما بعد في السينما الجزائرية، وكان المخرج موسى حداد أحد مهندسي فيلم "عطلة المفتش الطاهر" سنة 1972 الذي جرت أحداثه بين الجزائر وتونس وحقق رواجا لا مثيل له ومازال حتى الآن، وفيلم "المفتش الطاهر يسجل هدفا" سنة 1977 قبل أن يركن للمرض الذي لازمه حتى وافته المنية سنة 1981 عن عمر يناهز 41 سنة، وترك فراغا رهيبا في الساحة الفنية الجزائرية، وقد كرمت عائلته في الأيام القليلة الماضية من طرف مسؤولي بلدية واد السمار كعرفان لدور المرحوم في إثراء الساحة السينمائية الجزائرية، وكان حضور عدد من أصدقائه المقربين، وكان السيد رابية أحد الحاضرين حيث أثنى على الجهد الذي كان يبذله المفتش الطاهر في إسعاد الجمهور بكتابة السيناريوهات بالرغم من تواضع مستواه الدراسي، وكان يتألم للحالة الاجتماعية التي سادت بعد خروج الاستعمار من بلادنا. وأضاف أن عبد الرحمان مارس المسرح مع الفنان القدير والمخرج علال المحب ومثل دور القصيص في مسرحية مونسيرا التي تناولت الإضطهاد والاستعمار، ولعب في مسرحية "بنادق أم كرار" لمؤلف ألماني. وتبقى الذاكرة الجزائرية تحتفظ بظاهرة فنية اسمها المفتش الطاهر الذي حفر اسمه بجدارة في تاريخ السينما التي تبقى مدانة له بالإثراء الذي ساهم فيه في خلق أسلوب جديد من الكوميديا مازال سائدا حتى الآن. تغمد الله روح المرحوم وأسكنه فسيح جنانه مع رفيق دربه يحي بن مبروك.