استنفرت الجزائر أجهزتها الأمنية التابعة للملاحة الجوية المدنية والعسكرية، اثر تأكد حيازة الإرهابيين بطرابلس 11 طائرة مدنية عقب المواجهات الضارية التي دارت بالمطار الأسبوع الماضي بين الميليشيات المسلحة، وتمكنت الحركات الجهادية من احتجاز 11 طائرة. واعتمدت الجزائر على تقرير أوروبي حذر كل من الجزائر وتونس و المغرب من هجمات إرهابية جوية تحضر لها العناصر الجهادية الليبية المرابطة بمطار طرابلس، وتستهدف من خلالها مؤسسات اقتصادية ومراكز حيوية، بالدول الثلاثة المذكورة، وأوضحت المعلومات الاستخباراتية أنه يحتمل جدا ، أن يكون المسلحون قد قاموا بتلغيم الطائرات بالمتفجرات تحسبا لاستعمالها ضد أهداف محددة، بينما استنفرت القيادات العسكرية بالدول الثلاثة، قصد وضع ترتيبات أمنية احتياطية، للرد على أي هجوم محتمل، وبالجزائر قررت قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم غلق عدد من الممرات الجوية التي كانت تستعملها طائرات نقل مدني ليبية بسبب "عدم وضوح الرؤية حول وضعية مطار العاصمة الليبية طرابلس الذي يشهد اشتباكات بين فصائل مسلحة ليبية" . ولم تتوصل الدول المعنية بالتهديدات الإرهابية، الآتية من ليبيا، والتي يحاول ارهابيو ليبيا محاكاة هجمات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك من خلالها، إلى معلومات دقيقة بخصوص أماكن توجد الطائرات المحتجزة من قبل الارهابيين، وما زاد من مخاوف هذه الدول عدم وجود معلومات دقيقة عن أماكن وجود الطائرات ال11 الذين تغيرت مواقعهم مباشرة بعد المعارك الطاحنة التي دارت فصولها بمحيط المطار، قبل تمكن جهاديين يعتقد تحالفهم مع تنظيم القاعدة، من السيطرة عليها. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، آخر من عمد على إجلاء دبلوماسييها من العاصمة الليبية، من جملة الدول العظمى، وكان ذلك، السبت الماضي، وعلقت واشنطن نشاطها الدبلوماسي بليبيا بعد المواجهات العنيفة التي دارت بمطار طرابلس، على ما اعتبره كاتب الدولة للشؤون الخارجية ، جون كيري بوجود" خطر حقيقي " على دبلوماسيي بلاده بطرابلس. وقبل واشنطن كانت كل من ألمانياوفرنسا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية قد أجلت دبلوماسييها من طرابلس لتصاعد أعمال العنف. وصار مطار طرابلس بليبيا، مثار مراقبة مكثفة جدا ، اثر تأكد احتجاز عناصر "ارهابية" الطائرات المدنية التي يحضر لها ان تقوم بهجمات إرهابية، بدول المغرب العربي، بينما تناقلت تقارير على نطاق واسع ما مفاده أن حركات جهادية، ترتب للقيام بهجمات جوية بواسطة هذه الطائرات تستهدف على الخصوص مؤسسات حساسة بالدول الثلاثة محاكاة لهجمات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك وواشنطن. وقد وضعت الدول الثلاثة وخاصة الجزائر تحذيرات الأوروبية في الحسبان بعد التهديدات المتأتية من ليبيا والتي تستهدف دول مرتبة ضمن لوائحها أنها عدوة للحركات الجهادية، وذكرت النشرة التي اعتمدت على معلومات استخباراتية، أن دول شمال إفريقيا مستهدفة بهجمات مبرمجة، تطال مؤسسات حساسة ومواقع إستراتيجية بهذه البلدان، وقد دارت قبل أسبوعين معارك ضارية بمطار طرابلس، من قبل الميليشيات المسلحة، و الجهاديين وخلفت 47 قتيلا ، قبل أن تسيطر مليشيات جهادية على المطار بالكامل، بينما عززت وسائل إعلام ليبية، فرضية حيازة الجهاديين على الطائرات لتحويلها فيما بعد من رحلات طيران مدني إلى هجوم إرهابي، ضد أهداف عسكرية واقتصادية ومؤسساتية بكل من الجزائر وتونس و المغرب. وليس الدول الثلاثة المذكورة فقط من استنفر للرد على التهديدات الآتية من إرهابيي ليبيا، فقد ثبتت أجهزة المراقبة الجوية بكل من فرنسا وايطاليا واسبانيا ومالطا و اليونان، ومصر، راداراتها صوب مطار طرابلس الدولي وكل الفضاء الجوي الليبي، لوضع الطائرات الليبية تحت المراقبة الدائمة و المتابعة مقربة، منذ إقلاعها، و الرد السريع في حال ثبت محاولة استغلال أي طائرة في هجمات إرهابية.