لا تزال عمليات القصف التى ينفذها التحالف الدولي الفرنسي البريطاني والأمريكي ضد أهداف عسكرية ليبية متواصلة في الوقت الذي دعت فيه ليبيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي معتبرة هذا القصف «عدوانا وانتهاكا صارخا لمجالها الجوي». ويأتي هذا القصف الثلاثي الفرنسي البريطاني الأمريكي وفق قرار 1973 لمجلس الأمن الدولي الذي أجاز فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وسمح باستخدام «جميع الإجراءات الضرورية باستثناء القوات على الارض لحماية المدنيين المهددين فى البلاد» . كما جاء قرار القصف بعد ساعات من قمة باريس التى انعقدت يوم السبت والتي تم خلالها إصدار قرار التدخل العسكري وقصف مواقع عسكرية تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي. وبدأت الغارات الجوية بعد ظهر السبت بمروحيات فرنسية مقاتلة من طراز «رافال» و«ميراج 2000» في أول عمل عسكري أجنبي فى ليبيا منذ تبني القرار الأممي. وشرعت قوات التحالف في شن هجمات جديدة على بعض المناطق في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرة إلى أن 19 طائرة أمريكية مشاركة في العملية، كما أسقطت الطائرات الأمريكية نحو أربعين قنبلة على إحدى القواعد الجوية الليبية. وترفض ليبيا هذه العمليات وتعتبرها «عدوان جوي وبحري صاروخي» إستهدف العديد من المناطق المدنية غرب البلاد وأوقع ضحايا مدنيين وألحق أضرارا بمرافق مدنية من بينها طرق ومستشفيات ومطارات. وأعلنت مصادر أن هذا القصف خلف مقتل 64 شخصا وإصابة 150 آخرين، وكان الرقم المعلن هو 48 قتيلا. كما تعتبر ليبيا أن هذا الهجوم قد أنهى مفعول القرار 1973 الخاص بفرض منطقة حظر جوي حيث أصبح من حق الجماهيرية العربية «أن تستخدم الطيران العسكري والمدني دفاعا عن النفس» وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الليبية. وفي أعقاب القصف الصاروخي الذي تعرضت له بعض المواقع الليبية من طرف الطيران والبحرية للتحالف الدولي طلبت الجماهيرية الليبية عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لوقف هذه الهجمات. من جهته أكد العقيد معمر القذافي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الليبي أمس بالتصدي للعدوان قائلا: «انه سيفتح مخازن الأسلحة وتسليح كل الليبيين للدفاع عن استقلال ليبيا وشرفها» . وتؤكد الدول المشاركة في القصف وعلى رأسها باريس ولندن وواشنطن ان ما تقوم به «ضروري وقانوني وصحيح يهدف إلى حماية المدنيين من أعمال العنف». ووعدت كل من دولة الإمارات العربية بتوفير 24 طائرة حربية بينما وعدت قطر بتقديم ما بين 4 إلى 6 طائرات ولم يتم بعد تحديد قاعدة نشر الطائرات حيث ترغب فرنسا في أن تتمكن طائراتها من التحليق مع طائرات الدول العربية المشاركة في العمليات. وأكدت النرويج إرسال ست طائرات مقاتلة للمشاركة في العمليات العسكرية ضد ليبيا كما أعلنت إسبانيا على لسان رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو إرسال أربع طائرات مقاتلة للانضمام إلى العملية في ليبيا. وأيد وزير الخارجية الاسترالي كفين رود الاجراء العسكرى واصفا إياه بأنه «مهمة أخلاقية وضرورية» مشيرا إلى أن «الأمر يتعلق بعمليات عسكرية واسعة النطاق لحماية الشعب الليبي» . وقالت وزيرة دفاع الدنمارك جيته ليليلوند بيك: «ان بلادها لديها أربع مقاتلات مستعدة للانضمام للعمليات العسكرية ضد ليبيا أمس وأنها مستعدة لتلقي توجيهات من الولاياتالمتحدة». وأعلنت تركيا من جهتها أنها ستقدم «المساهمة الوطنية الضرورية والملائمة لفرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا لحماية المدنيين»، مشيرة إلى أن الاستعدادات اللازمة تتم بالتنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية. وتبقى كل من الصين وروسيا تتحفظان على مثل هذا الاجراء وتدعو مجددا جميع الأطراف فى ليبيا والمشاركين في العملية العسكرية بأن يفعلوا كل شئ لمنع معاناة المدنيين من هذه الإجراءات ووقف إطلاق النار «في أسرع وقت». وعلى الصعيد الافريقي دعت لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى لحل الأزمة الليبية إلى وقف فوري للأعمال القتالية في ليبيا معربة عن أسفها لعدم تمكنها من السفر إلى البلاد لمواصلة مساعيها لحل سلمي للازمة. وأوضح بيان للجنة أن طلبا تقدمت به إلى الأممالمتحدة بعد بدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا قوبل بالرفض وهو ما جعلها تقرر عدم التوجه إلى ليبيا كما كان مقررا أمس . موسكو تدعو الدول الغربية لوقف الإستخدام «العشوائي» للقوة
دعت روسيا أمس الأحد الدول الغربية لوقف الإستخدام «العشوائي» للقوة في ليبيا نظرا لسقوط مدنيين في العملية العسكرية المتعددة الجنسيات التي بدأت يوم السبت ضد النظام الليبي. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن التقارير تقول إنه خلال الغارات الجوية على ليبيا وجهت الهجمات على منشآت غير عسكرية أيضا.. وبالنتيجة فقد أفيد عن مقتل 48 مدنيا وجرح أكثر من 150 آخرين.. وبهذا الخصوص نحن ندعو الدول المعنية لوقف الاستخدام العشوائي للقوة. ونقلت الوزارة عن سفارتها في طرابلس أنه لم يتضرر أحد من الدبلوماسيين والمواطنين الروس الموجودين في ليبيا أثناء العملية العسكرية التي بدأتها الدول الغربية أمس الأول. وجددت مطالبتها للدول المشاركة في العملية العسكرية بضمان أمن المواطنين الروس بما في ذلك أثناء حركة مواكب الإجلاء. كما أكد ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية (المجلس الأعلى في البرلمان الروسي) أنه لا يستبعد أن تقوم قوات حلف شمال الأطلسي بعمل عسكري بري على الأراضي الليبية. ونقلت وكالة انباء «نوفوستي» الروسية عن مارجيلوف قوله: أن «ظروفا قد تنشأ وتستدعي إنزال قوات حية على الأراضي الليبية، على سبيل المثال من أجل إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم، فالليبيون كما نعرف لديهم وسائل دفاع جوي». وأشار مارجيلوف إلى أن العملية البرية «ستعني حربا حقيقية، تكون نتائجها سلبية مع الأخذ بالاعتبار المزاج العام في الوطن العربي المعادي للغرب والأمريكيين». وأكد مارجيلوف أن الأطراف المتحاربة في المنطقة لن تترد في وضع المدنيين كدروع بشرية، كما أن التجربة تؤكد أنه لا مناص من وقوع ضحايا بين السكان المدنيين في حال تنفيذ ضربات دقيقة. وعن توقعاته لتطور الأحداث في ليبيا أعرب مارجيلوف عن «اقتناعه بأن ليبيا ستصمد أمام الضربات الدقيقة للطيران الغربي». أزيد من 90 قتيلا في معارك بنغازي ليومي الجمعة والسبت أفادت مصادر طبية وإعلامية أن أزيد من 90 شخصا قتلوا مساء الجمعة ويوم السبت الماضيين في المعارك التي دارت بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمتمردين في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال طبيب بمستشفى جلاء وسط بنغازي أن المستشفى تلقى يوم السبت 50 جثة وأصدرنا أمس 35 شهادة وفاة، مشيرا إلى وجود عناصر من المتمردين ومدنيين من بين الضحايا . وكانت معارك عنيفة دارت مساء الجمعة وصباح السبت إثر الهجوم بالأسلحة الثقيلة الذي شنته قوات القذافي على المتمردين في الأحياء الغربية من بنغازي، مما حمل آلاف السكان على ترك المدينة.
مسلحون يحتجزون طاقم سفينة إيطالية في ميناء طرابلس قام مسلحون باحتجاز طاقم سفينة قاطرة ايطالية في ميناء طرابلس العاصمة الليبية . وأفادت وكالة الانباء الايطالية صباح أمس عن مصادر موثوقة قولها أن طاقم السفينة وهم ثمانية إيطاليين وهنديان وأوكراني احتجز مساء السبت أثناء إنزالها عمالا ليبيين بميناء العاصمة الليبية. وأوضحت أن أحد المسلحين قدم نفسه بوصفه «قائد المرفأ» وقاموا باحتجاز الطاقم ومنعوا السفينة من الابحار. قلق أممي من الأوضاع الإنسانية أعربت الأممالمتحدة عن بالغ قلقها من الأوضاع الإنسانية في ليبيا التي قالت أنها أثرت على الدول المجاورة. ونقل راديو الأممالمتحدة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله: أن مبعوثه الخاص وزير الخارجية الأردني الاسبق عبد الإله الخطيب ومنسق الشؤون الإنسانية إلى ليبيا رشيد خليكوف لم يتمكنا من الحصول على الكثير من المعلومات عن الوضع الحالي الخاص بالحالة الإنسانية. ليبيا توقف تعاونها الخاص بالهجرة السرية قررت ليبيا وقف تعاونها مع الاتحاد الاوروبي في مكافحة الهجرة غير الشرعية حسب مسؤول أمني ليبي أمس. وقال المصدر مسؤول باللجنة الشعبية العامة للأمن العام «وزارة الداخلية الليبية»، ان «الجماهيرية العظمى التى كانت لها مساهمة فعالة فى مكافحة هذه الهجرة باعتراف الأوروبيين أنفسهم قررت رفع يدها عن هذه الهجرة إلى أوروبا لأن هذه المسألة لم تعد حاليا ضمن اهتماماتها».