ارسلت الجزائر تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود الشرقية التي شهدت ايضا تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع ولمقاتلات من سلاح الجو الجزائري في سياق تشديد المراقبة على الحدود مع تونس. وأفادت مصادر متطابقة أن قوات الجيش نقلت نهاية الأسبوع عن طريق البر والجو تعزيزات جديدة تمثلت في آليات عسكرية وطائرات حربية وعمودية أخذت وجهتها نحو الولايات الحدودية لشل ومحاصرة تحرك الجماعات الإرهابية المرابطة بمرتفعات "ششار" وكذلك بجبال بودخان بين ولايتي خنشلةوتبسة. ومن جهتها وضعت قوات الأمن في حالة تأهب قصوى على الشريط الحدودي الشرقي الرابط بين ولاية الوادي وولاية توزر التونسية، بسبب مطاردة الجيش التونسي لجماعات إرهابية بمرتفعات الشعانبي التابعة لولاية القصرين. وأفادت مصادر مطلعة أن الحصار العسكري المفروض، وبحزم، على الجماعات الإرهابية بالمناطق الساخنة كخنشلة وشمال ولايتي الواديوتبسة، يكون قد أدى إلى هلاك عدد منهم وهي المعلومة التي لم نتمكن من تأكيدها من مصدر رسمي. واستنادا إلى المصدر ذاته فإن تناحر الميليشيات المسلحة في ليبيا جعل قيادة أركان الجيش الوطني الجزائري تكثف من عمليات المراقبة الحازمة لتحرك هذه الجماعات على محور جبال بودخان جنوب ولاية خنشلة وشمال ولايتي الوادي والماء الأبيض بولاية تبسة إلى غاية بسكرة ثم باتنة، حيث تم تدمير عدد كبير من المسالك ونشر قوات على محاور يعتقد أن الجماعات الإرهابية تسلكها لفك الخناق عليها. وكانت تقارير أمنية قد حذرت من تصعيد النشاط الإرهابي إثر عمليات التسلل وتهريب كميات من الأسلحة والذخائر من ليبيا إلى الجزائر، عبر تونس. وقد تقرر، بناء على هذه التقارير إنشاء مناطق عسكرية يحظر التواجد والتنقل فيها على المدنيين، وتنتشر هذه المناطق في المنطقة الجنوبية من الحدود الجزائريةالتونسية، حيث تبدأ من موقع "شطيطة"، المعروف بأنه من أهم الممرات التي يستغلها المهربون في العرق الشرقي الكبير وشط الجريد بولاية الوادي إلى غاية العوينات وواد شابرو، شمالي ولاية تبسة، مرورا بجبال النمامشة المتاخمة لجبل الشعانبي، وتمتد المنطقة التي تشهد عمليات التهريب والتي شملها نظام المراقبة العسكري الكامل على مسافة 680 كلم من آخر نقطة في أقصى جنوب الحدود البرية بين الجزائروتونس إلى غاية ولاية سوق أهراسوتبسة. على صعيد اخر جندت الجزائر 3 آلاف عسكري إضافي لتأمين مواقع النفط ومقرات المؤسسات الأجنبية في 6 محافظات من البلاد، أغلبها بمنطقة الجنوب الصحراوي، وذلك ضمن الإجراءات الجديدة المتخذة في إطار مكافحة الإرهاب، وأكدت المصادر أن وزارة الدفاع رفعت من قواتها المكلفة بتأمين مواقع شركات النفط الأجنبية ب3 آلاف عنصر، من أجل تأمين مواقع الشركات النفطية الأجنبية في 6 ولايات هي ورقلة، أدرار، اليزي، تمنراست، الأغواط، وسكيكدة. وأضافت المصادر أنه تقرر زيادة القوات الأمنية في محيط مواقع الشركات النفطية الأجنبية مباشرة بعد أيام من إعدام الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال، الذي اختطفته جماعة مسلحة مقربة من تنظيم "داعش" تطلق على نفسها اسم جند الخلافة. ويأتي تأمين مواقع النفظ الواقعة في صحراء الجزائر في وقت تعرف فيه هذه المنطقة تحديات أمنية جراء تدهور الوضع في الدول المجاورة، وفي مقدمتها ليبيا وكذلك مالي. كما شرعت الجزائر في إقامة خنادق بمنطقة الدبداب- الحدودية مع ليبيا لمواجهة اختراق التراب الجزائري من قبل عناصر إرهابية وعمليات الترهيب، ونفى مصدر مطلع الاخبار المتداولة في الاعلام حول إقامة سياج كهربائي على مسافة 100 كم بين البلدين، وأضاف المصدر أن الأماكن التي تم بها إقامة الخنادق هي مناطق بعيدة للغاية ويتعذر فيها نشر وحدات من الجيش أو حرس الحدود.