يحضر حاليا السينمائي جمال محمدي للانطلاق في تصوير فيلمه السينمائي الوثائقي "عائد إلى مهد السينما"، الذي يؤرخ ويوثّق لعدّة أفلام سينمائية صورت في منطقة الحضنة وبالتحديد في "المسيلة" و"بوسعادة" في بدايات القرن الماضي. "عائد الى مهد السينما"، وثائقي من 25 دقيقة، أنتجته جمعية نوافذ الثقافية يركز على مدينة بوسعادة باعتبارها واحة الفن السابع، أو الفضاء المفتوح الذي احتضن الكاميرا مع بداية 1923 إلى يومنا هذا. والتعريف بالنجوم العالميين والمحليين من ممثلين ومخرجين مروا من هنا وتركوا بصماتهم من خلال أفلام بقيت خالدة إلى اليوم بالاعتماد على مقابلات وحوارات مع مخرجين كبار صوروا أفلامهم بهذه المناطق ونقادا سينمائيين، يتقدمهم المخرج العالمي محمد لخضر حمينة، صاحب فيلم "سنين الجمر" الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان "كان"، وكذا السينمائي المعروف أحمد راشدي، إضافة إلى بن عمر بختي، موسى حداد، غوتي بن ددوش، وكذا نجل المخرج الإيطالي ادواردو مارقاريتي، والناقد أحمد بجاوي، الذي سيؤدي دورا في الشريط إلى جانب الإعلامي والإذاعي جمال الدين حازورلي مقدم البرنامج الإذاعي الشهير سينيراما، وهو المكلف بقراءة التعليق، وكذا على لقطات أرشيفية خاصة إلى جانب تصوير كل الأماكن التي شهدت كل الأفلام المعنية. استقبلت "الحضنة" على مدار السنوات الماضية مشاهير السينما في العالم في مجال الإخراج يتقدمهم سيسيل بي دو ميل ووماركو دوغاستين وجاك لي والفونس دودي، وريمون برنار، وانزو بيري، وانطونيو مارغريتي، من المخرجين الأجانب، ولخضر حمينة، ومحمد سليم رياض، وأحمد راشدي، وبن عمر بختي من المخرجين الجزائريين وغيرهم، وكذلك أشهر نجوم السينما العالمية والجزائرية أمثال: فيكتور ماتير، وهيدي لامار، وريمي، وكيرك موريس، وفيتوريو جاسمان، وحسان الحسني، وسيد على كويرات، وكلثوم ورشيد فارس، وكل السينمائيين الذين عانقوا يوما ما أحضان هذه المنطقة الساحرة. الوثائقي يقدم بطريقة مختلفة تماما حيث تحمل صبغة حديثة وعصرية فيما يتعلق بالبيوغرافيا والتأريخ، فهو سيصور مشاهد حقيقية في الحاضر بصورة الماضي، وهو يستند على تجربة إنسانية وفنية عاشها المؤلف شخصيا، بالقرب من الوسط الفني، وبلاتوهات التصوير بكل من "بوسعادة" و"المسيلة"، مما رسخ في ذهنه مع مرور الوقت، أنه آن الأوان لأن يثمن هذه التجربة الثرية، وأن يؤرخ لهذه التجارب الفنية السينمائية الجميلة، عبر رحلة حالمة صار عمرها الآن أكثر من 40 عاما، من خلال تسليط الضوء على تاريخ الأعمال الفنية السينمائية المصورة بالمدينتين، من العام 1923 إلى يومنا هذا، فالعمل وثائقي بمعالجة تكاد تكون درامية في بعض اللقطات من خلال إعادة تصوير بعض المشاهد واللقطات.