أعطى فيلم ''معركة الجزائر'' للمخرج الإيطالي الشهير جيلو بونتيكورفو، الحائز على جائزة الأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا، ورشح لثلاث جوائز أوسكار العام 1966، إشارة انطلاق أسبوع السينما الجزائرية بدار الأوبرا المصرية، من تنظيم سفارة الجزائر بالقاهرة ومهرجان الأقصر للسينما، بحضور دبلوماسي وعدد من الفنانين المصريين، وتمثيل قوي للجالية الجزائرية بمصر، التي أبت إلا أن تشارك الجزائر فرحتها وهي تحتفي بمرور 50 سنة على تحررها من بطش وغطرسة المستعمر الغشيم. وتسلم سفير الجزائر بالقاهرة، نذير العرباوي، أول أمس، درع مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، عرفانا بمجهوداته في دعم التظاهرات الفنية والثقافية، ودوره في توطيد العلاقات بين البلدين، بحضور عدد من الشخصيات الفنية والسياسية البارزة، على غرار: رئيس الوزراء السابق عصام شرف، وزير الثقافة السابق عماد أبوغازي وحسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة الحالي. وتخلل الافتتاح، تنظيم ندوة أدارها الناقد السينمائي المصري سمير فريد، بعنوان ''الإنتاج السينمائي الجزائري المصري المشترك.. تاريخ وآفاق''. وتحدث الناقد سمير فريد عن تجربته الأولى في مهرجان كان السينمائي الدولي سنة 1967، وهي نفس السنة التي عرض فيها فيلم ''ريح الأوراس'' للخضر حامينا، وأحدث ضجة كبيرة في فرنسا، بسبب اللقطة التي ظهرت فيها الفنانة الراحلة كلثوم، وهي تبصق على فرنسا، وهي اللقطة، حسبه، التي أعجبت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وطلب إحضار الفيلم وعرضه بقاعات السينما المصرية، مرفقا بترجمة باللغة العربية، وهذا ما أثار امتعاض حامينا، حيث رفض ذلك بشدة، وكان سببا في عدم عرض الفيلم بمصر إلى يومنا هذا. من جهته، تطرّق الإعلامي الجزائري جمال الدين حازورلي، صاحب البرنامج الإذاعي الشهير ''سينيراما''، الذي وثّق وساهم في التعريف بالسينما الجزائرية، من خلال الضيوف الذين تداولوا على ميكرفون الإذاعة الوطنية، وتغطيته للعديد من المهرجانات العربية والدولية والمشاركة الجزائرية المتميزة فيها، في مداخلته التي جاءت تحت عنوان ''تاريخ السينما الجزائرية''، إلى الحديث عن أهم المحطات التي شهدتها السينما الجزائرية، منذ بدايتها وإلى يومنا هذا، مبرزا دور الفن السابع في التأريخ للثورة المجيدة، من خلال عدسات أباطرة السينما الجزائرية، على غرار: لخضر حامينا، أحمد راشدي، فاروق بولوفة ومرزاق علواش، وكذا توقف عجلة الإنتاج فترة العشرية السوداء التي حصدت الأخضر واليابس، كما تطرق إلى الوجوه النسوية، الممثلات والمخرجات اللائي سجلن بصمتهن بجدارة في تاريخ السينما الجزائرية. للإشارة، فإن هذه التظاهرة السينمائية التي تختتم فعالياتها يوم الخميس، ستشهد عرض ثلة من الأفلام التي تتناول جوانب من نضال الشعب الجزائري لاسترجاع سيادته وانتزاع استقلاله، من خلال ''العفيون والعصا'' لأحمد راشدي، ''وقائع سنوات الجمر'' للخضر حامينا، و''الخارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب، إضافة إلى ندوة بعنوان ''السينما الجزائرية الجديدة''، ينشطها الناقد السينمائي المصري أحمد فايق والإعلامي الجزائري نبيل حاجي.