ترميم ما يفوق 60 بالمائة من القصبة تأخر في إصدار مراسيم التنفيذية عرقل في تنفيذ قانون حماية التراث كشف عبد الوهاب زكاغ مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية أن الديوان بصدد ترميم أكثر من 1400 بناية من أصل 1861 العدد الإجمالي، إلى جانب ملأ 57 فراغا تكون بفعل المؤثرات الخارجية، من أجل حد خطر الانهيار الذي أصبح يهدد حياة السكان. حاورته: نسرين أحمد زواوي من جانب أخر أشار زكاغ إلى أن الشطر الأول من المشاريع الذي أسندت للديوان و الخاصة بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سيسلم قبل موعد انطلاقها، ولمعرفة الجديد عن المخطط الاستعجالي الذي وضعته الدولة من أجل حماية القصبة وعن باقي المشاريع الموكلة للديوان تقربت الحياة العربية من مدير الديوان وكان لها معه هذا الحوار. .. أولا، نود معرفة حصيلة نشاط الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لسنة 2014؟ في البداية أقول أن الديوان يعمل على ترميم الممتلكات الثقافية المحمية المصنفة فقط، لأنه لا يمكن أن نتدخل لإجراء عملية الترميم بدون يكون تم إجراء تصنيف وطني من قبل، لان القانون لا يسمح إلا بترميم المعالم التابعة لأملاك الدولة أو ما يعرف بالوقف، أما بالنسبة لما تم انجازه فقد وصلت نسبة الترميم بالنسبة للمعالم المصنفة و التي لا تتجاوز 500 معلم، إلى أكثر من 40 بالمائة، و الأشغال لا تزال متواصلة و دائمة بالنسبة لهذه المعالم التي بقيت مهمشة طيلة 30سنة. … لما يعود تأخر في حماية التراث؟ للنصوص القانونية، فرغم أن أول قانون صدر لحماية التراث الثقافي كان في 1980، إلا أنه لم يكن مجدي في ظل غياب المراسيم التنفيذية، عكس القانون الساري حاليا قانون 98 _04 الذي تلته بعد 2003 مراسيم تطبيقية تسمح لنا باختيار المهندسين، و مكاتب الدراسات المختصة ، كما يسمح باختيار رئيس المشروع الذي ترى فيه الوزارة انه مؤهل لتسيير أو إنجاز ما يسند له، أما ما كان من قبل فهي مجرد مواد قانونية تتعلق بالهندسة المعمرية، أو التمدن لا أكثر. .. احتفت القصبة الأسبوع الماضي بعيدها الوطني، وفي كل سنة يعود الحديث إلى مشروع المخطط الاستعجالي الذي وضعته الدولة لحمايتها، ما هي حصيلة هذا المشروع، وما جديده؟ الأشغال في القصبة تسير بوتيرة حسنة قد بلغت نسبة ترميمات ما يفوق 60 بالمائة، الأشغال انطلقت من الحصن "قلعة الجزائر" و أنجزنا إلى غاية اليوم 12 مشروعا بما فيها قصر الباي وقصر الداي، خصصنا لذلك تسعة شركات جزائرية وواحدة مختلطة، إلى جانب 9 مكاتب دراسات جزائرية، وأثناء المخطط الدائم الذي قمنا به خلال الدراسة بين 2007 و2010 قمنا كذلك بتدابير استعجالية داخل القصبة التي تتربع على مساحة 105 هكتار حيث تمكنا من وقف النزيف والتدهور على مستوى 717 منزل وذلك بهدف إجراء الدراسات في أجواء آمنة بعيدة عن مخاطر الانهيارات ، بعدها سنمر إلى مرحلة الترميم لاسيما أن الدولة سخرت الأموال لذلك وجهزت 24 مكتب دراسات، وستشمل العملية أكثر من 1500 بناية، و البداية تكون ب ترميم 561 بناية المصنفة ضمن الخانة الحمراء، و بعدها إعادة بناء الفراغات 57 التي أحصيت مؤخرا حتى نحد من خطر الإنهيار، و بعدها سنباشر في باقي البنايات. ما هي أهم التدابير التي تضمنها المخطط الاستعجالي؟ قبل رد عن سؤالكم، يجب العودة إلى بدايات تطبيق هذا المخطط الدائم للقصبة الذي شرعنا في تطبيقه منذ سنة 2008، حيث قمنا بتدعيم مؤقت ل 394منزلا منها 66 لم يشأ سكانها العودة إليها مطالبين بإسكانهم أولا، وقد انتهت المرحلة الأولى لهذا المخطط سنة 2012، بعدها شرعنا في تطبيق المرحلة الثانية بعد أن صادق المجلس الشعبي الولائي على المشروع سنة 2011، لان مثل هذه المشاريع لا يمكن تنفيذها إلا بمرسوم تنفيذي أو قرار وزاري، و بما أن الإجراءات الإدارية تأخذ وقت طويل، قرّرنا أن ننطلق في مرحلة جديدة لأن البنايات القديمة و خطر انهيارها وارد في أي لحظة، لهذا انطلقنا في المرحلة الثانية من المخطط الاستعجالي بتدعيم 323 منزلا ليصبح عدد البيوت المدعمة منذ بداية المخطط أكثر من 700دويرة من أصل 1861، أي أكثر من ثلث البيوت دعمناها حتى لا ينتهي بها الأمر للانهيار، و هذه كانت أهم التدبير التي تضمنها المخطط الاستعجالي. .. أكيد هناك مشاكل عرقلت تجسيد مشاريع الترميم القصبة، هل لك أن تذكر لنا البعض منها ؟ واجهنا و لا زلنا نواجه مشاكل كثيرة، سيما منها ما يتعلق بعدم التصرف في المياه الجوفية وشبكة المياه المتواجدة في الجوف ، التي لم ترمم منذ زمن طويل، و يجب الإشارة إلى أن هناك ثلاث أنواع من القنوات، الأولى تعود إلى العهد العثماني و الثانية تعود إلى عهد الاحتلال الفرنسي، أما الثالث فهي قنوات جديدة محلية و هي الأخرى تعاني من إعطاب متفاوتة على مستواها، و المشكل يكمن في منطقة ملتقى هذه القنوات، بسبب اختلاف في شكلها و أحجامها و المواد المصنوعة بها، و لكثرت تسرب المياه زاد في هشاشة البيوت مما زاد في خطر الانهيار. .. وبخصوص البنايات الذي يمتلكها الخواص، على أي أساس تم الاتفاق مع أصحابها لترميمها؟ في الواقع الكثير من المشاكل تلقيناها بهذا الخصوص، لذا لجأت الولاية باعتبارها المنسق الدائم مع الديوان، إلى تخصيص لجنتين الأولى هي الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة بدار القاضي "القصبة"، تقوم بخارجات ميدانية من أجل إحصاء مالكي البيوت والطبيعة القانونية لها، وهذا حتى نبحث في حلول لها إما بشرائها عن طريق صندوق التراث الوطني، أما اللجنة الثانية تعمل لتحقق في قضية إعادة الإسكان. .. بنايات القصبة تمتلك طابع عمراني خاص، تتطلب خبرة و ذوي اختصاص لترميمها، كيف وجهتم هذا المشكل و لمن أسندتم هذه العملية؟ منذ البداية خصصت الدولة 24 مكتبا للدراسات موزع في القصبة، كل مكتب له من 30 إلى 40 بيتا، يهتم بتدعيمه أولا ثم ترميمه، وطلبنا من المكاتب تقديم الدراسات حول المرحلة القادمة، أما المؤسسات التي استعنا بها في المرحلة الاستعجالية تضم 142 حرفيا، سنختار الأفضل منها لمواصلة المهمة، وسندعمها بخبراء أجانب و ذلك في إطار قانون 51-49، بشرط أن يقوم هؤلاء بتكوين العمال وجلب خبراتهم التقنية والآلات التي تستعمل في عملية الترميم. أمام كل هذه الإمكانيات التي تكلمت عنها، هل يمكن للقصبة أن تلبس ثوب جديد غير الذي عهدناها به؟ نحن نريد أن نعيد للقصبة قيمتها، لكننا نريدها مدينة مثلما كانت بقصورها و أزقتها، و لماذا إذن صنفتها اليونسكو ضمن التراث العالمي، ما نحتاجه هو الوقت فقط، لأن ترميم أي مدينة تراثية يستغرق أكثر من 20 سنة لإعادتها إلى ما كانت عليه، فأي مخطط حفظ المدن التراثية لا يقل عن هذه المدة، و هذا ما هو معمول به في العالم. .. ماعدا القصبة هل هناك تدخلات استعجاليه الأخرى سجلت عبر الوطن؟ طبعا، عمل الديوان لا يقتصر على العاصمة، بل لكل المعالم الموجودة في 48 ولاية، و تدخلنا إلى الآن في بعض الولايات أذكر منها تلمسان والتدخلات التي قمنا بها كانت ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، و هي عبارة عن ترميمات خصت أكثر من 87 معلما تاريخيا متواجدا عبر كامل ولاية تلمسان بكل بلدياتها ودوائرها وليس بوسط تلمسان فقط، بالإضافة إلى وهران، بجاية، عنابة و قسنطينة. .. على ذكرك لقسنطينة، هناك الكثير من المشاريع الخاصة بالتظاهرة الثقافية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أسندت إلى الديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية، إلى أين وصلت نسبة الأشغال ونحن على بعد 45 يوما لانطلاق التظاهرة؟ منذ أن أحصينا عدد المعالم التي سيتم ترميمها و التي تتعدى 80 معلما، تتنوع بين قصور و حمامات ، و أضرحة أولياء الصالحين، قلنا أننا مستحيل أن ننجز كل تلك المشاريع في ظرف وجيز، خاصة و أن الترميم ليس مثل البناء، قلنا أننا سنسلم ثلث هذه المشاريع مع بداية التظاهرة، و الثلث الثاني خلال التظاهرة و هنا أقول أننا سنسمح للوفود المشاركة بالإطلاع على الورشات المفتوحة الخاصة بهذه العملية، أما الشطر الثالث و الأخير سيسلم بعد التظاهرة، فقط أريد تنويه إلى أن الهدف من هذه الترميمات هو إعادة بعث قسنطينة العاصمة كما كانت في السابق.