دخل أول أمس، المسرح الجهوي لوهران منافسة مهرجان المسرح المحترف في دورته العاشرة من بابها الواسع، بعرض مسرحية "التفاح" للراحل عبد القادر علولة، والتي تعد النص الوحيد الذي كتبه الراحل ولم يقم بإخراجه، ليقدمها اقتباسا و إخراجا سمير بوعناني. مسرحية "التفاح" التي جسدها ركحيا كل من أمين ميسوم، مصطفى مراتية، مليكة نجادي، سناء نشاد، حسين فارس، زكريا عقيل، بالإضافة إلى بلال بن زويكة و باي ناصر، وقعها سينوغرافيا علي حزاتي، تناولت العديد من المواضيع الاجتماعية في قالب امتزج بين الهزلي و الدرامي، و في ديكور بسيط جرى التنقل من مشكل لأخر و العودة إلى الماضي، بسرد متسلسل و ممثلين متحكمين في تأدية أدوارهم، دارت أحداث العرض داخل مرحاض عمومي، في شكل ثلاثة مشاهد الأولى تروي قصة عائلة تسكن في مرحاض عمومي، بعد أن تفقد مسكنها ويتضامن معها صاحب المرحاض، وهو أيضا شخص فقير يقوم بإعادة تهيئة مرحاض عمومي وتسييره، والقصة الثانية تدور حول عامل بسيط يفقد عمله بعد غلق مصنعه وانهيار مؤسسته، يلجأ إلى المرحاض العمومي كي يعبر عن مشاكله عندما يجد نفسه عاجزا عن شراء فاكهة التفاح لزوجته التي "تتوحم"، أما القصة الثالثة فتتعلق بفنان شاب يتخذ من المرحاض مكانا للتدريب، بعد أن وجد نفسه مهمشا في مؤسسته، ورغم أن هذه القصص منفصلة عن بعضها، إلا أنها ارتبطت في العمق مشاكل المجتمع التي كان علولة يطرحها بذكاء فني وعمق فكري كبير، العرض كان مليء بالرمزية و الحركات التعبيرية فالمرحاض هو تعبير عن الفضاء العام والمجتمع، والتفاح هو رمزي، يمكن قراءته وتأويله على أكثر من صعيد، فالتفاح يرمز إلى زمن غير بعيد كانت فاكهة محرمة إلى الفقراء والبسطاء من جهة، ومن جهة أخرى هي قرينة بالخطيئة والمحرم، و بخصوص العمل يقول مساعد المخرج عبد القادر بلقايد، في حديثه للحياة العربية أنه تكريم لفقيد المسرح عبد القادر علولة و أنه اعتمد فيه على تقنية الفلاش باك والقوال وذلك للعودة ثلاثين عاما إلى الخلف، وقراءة جزائر تلك الفترة.