"الهناء" هو الشرط الأساسي الذي كنا نسمعه من والدي كل فتاة مقبلة على الزواج في كل عائلة عربية وخاصة البيوت الأسر الجزائرية عندما يتقدم أهل العريس لطلب يد العروسة لأبنهم بعبارة متداولة في مجتمعنا "جينكم بالحسب و نسب"،حيث بدت هذه العبارة باندثار لتغطى علها المصلحة،و أصبحت "المادة" الشرط الأساسي لاستكمال المشوار الزوجي لكلا الطرفين و تصبح مفتاح تبنى عله سعادتهم الزوجية جريدة "الحياة العربية" قامت باستطلاع لبعض العينات لمعرفة شروط اختيار الشريك الحياة الزوجية عندما تصبح المادة الشرط الأساسي في اختيار شريك الحياة. رغم وفرة متطلبات الحياة ..و لكن المادة من كماليته "كريم" موظف في قطاع التربية،صاحب 36 سنة متزوج شاءت الصدف و التقينا به في إحدى حفلات التخرج،تقربنا منه بحكم قصته التي تداولت في وسط الزملاء،كانت بداية الدردشة معه حول المستوى المعيشي الحالي و صعوبة بناء علاقة زوجية صالحة، لنخوض بعده مباشرة في لب الموضوع، أجابني "كريم" بارتياح "الحمد لله فأنا ماديا أستطيع توفير المعيشة لعائلتين،ورغم أنني قبل زواجي كان مستواي المعيشي جد بسيط، وفور زواجي انتقلت حياتي البسيطة إلى مستوى عال،والفضل يعود إلى زوجتي فهي من عائلة غنية ومن باب الصدف كانت هذه أمنيتي في الحياة لأني عشت ظروف جد قاسية، أكملت دراستي بصعوبة لكن رغم هذا لم أستطع أن أوفر ما يحلم به كل شاب، ولهذا أقولها بكل صراحة ميولي للمادة أجبرني أن أشترط في المرأة المستقبلية غناها،والحمد لله وفقت في هذا، والبعض يراه ضعفا في الشخصية لا يعني أنني رجل فاشل فلي مسؤولية على زوجتي و أبنائي و حتى على أمي، أنهض باكرا للعمل وأتعب في وظيفتي كما أنني أقوم بصرف كل راتبي على أسرتي و أنتظر الراتب الثاني في الشهر الموالي بفارغ الصبر، ولا يعني هذا أنني غير قنوع،بل كل واحد منا يريد كماليات في هذه الحياة فمنا من يجدها جاهزة دون أن يشقى عليها ومنا من لا يستطيع توفيرها، فأنا شخصيا وجدتها عند امرأة عرضت عليا الزواج" .. بسبب المادة التي ولدت معي… خسرت الحب أما "زهيدة" والتي كانت تمتطي سيارة من طراز جميل أبدت رأيه بصراحة تامة عن كماليات الحياة ومبدأها الأساسي هو المادة تقول"هذه السيارة هدية من والدي رحمه الله …اشتراها لي في حفل تخرجي وعن اختيار المستقبل تقول "أريده مثل أبي بكل المواصفات فلا يمكنني أن أرتبط بشخص يملك راتبا شهريا بسيطا، ولا حتى يمكنني أن ّأتصور نفسي أعيش في عائلة بسيطة،لأنني ترعرعت في وسط عائلي ثري جدا، لست أبالغ ولا أستصغر بالبسطاء، ولكنني لا أفكر بتاتا أن أعيش حياة أدنى من الحياة التي أعيشها في بيت أمي لست مادية بالدرجة الأولى، فالمادة ولدت معي حتى أصدقائي جلهم أغنياء، هذا هو تفكيري فلا ربما عائلتي لم في نفسي القناعة في الحياة و تلقيني مفهوم الدنيا جيدا،و أعترف أنه بسبب تشبثي بكل ما هو مادي خسرت أناس يملكون أشياء ملموسة لا تشترى، كالحب الذي وجدته من طرف شاب ذو مستوى معيشي متوسط، وفور تخيلي لحالتي المستقبلية معه سوف تتغير للأدنى عرضت عليه كل ما أملكه لكي لا أخسره،فرفض بطلبي فرفض هو عرضي لأضيع حلم مستقبلي". .. المادة في وقتنا الحالي طغت على كل الأخلاق "ناهد"، طالبة جامعية تخصص حقوق سألناها عن أي أساس تختار شريك حياتها، أجابت في بادئ الأمر وقبل حصول على البكالوريا ودخولي الجامعة، كان حلمي أن تكون علاقة حب تجمعني بشريك مستقبلي، حيث كنت أحلم بعلاقات مثل أفلام الرومانسية،ولكن بعد دخول الدراسة و نظرا لمتطلبات الحياة، اختلفت نظرتي بكثير عن ما مضى صرت أصنف "المادة" في مقدمة أولوياتي للزواج،فلا أستطيع أن أعيش مع رجل كما تقول صديقتي "اليوم يكفي و غدوة يشتكي"،فصحيح أنني متأملة على منصب جيد بشهادتي ولكن يبقى راتبي يخصني، فإذ كنت شريكة مع زوجي في مصروف البيت و الأولاد،فما الفائدة لإقحام طرف ثاني في حياتي إذ لم يلبي طلباتي،أفضل العيش وحدي بدل قضاء نصف حياتي في الركوض وراء متطلبات الحياة،فللأسف لا استطيع إقناع نفسي و أعيد الحياة التي عاشتها أمي من جحود و حرمان،بسبب الفقر الذي عانته وويلات المرض والجوع، فلم تجد من ساندها في حياتها، وأقسمت أن لا أعيد تجربتها في الحياة، فانا نظرتي للحياة لم تكن هكذا أردت تكوين حياتي بالدراسة و الحمد لله أنا في مشواري،والكل من يراني يقر بجمالي وخلقي، ولكن أنا شخصيا أستهزئ بي من طرف الكثير، ممن يملكون المال و الذي يوفر لهم كل شيء، فنظرتهم حولتني غلى إنسانة مادية، حتى وصفت من طرف الكثير بعاشقة "المادة" وهذا ما أقربه. .. فشل في بناء حياته لتكون المادة شرطه الأساسي للزواج أما "سارة" صاحبة 30 سنة أبدت رأيها عن هذا الموضوع فتقول "من منا لا يحب حياة الترف و لكن المهم كيف نوظفها في الحياة، العيب أننا نعيش في حياة في زمن كثرت فيه المادة على حساب الغير،صدقيني فأنا شخصيا تعرضت لمثل هذه المواقف من عدة أشخاص صادفتهم في حياتي الشخصية،ففور ما أتعرف على شاب بنية سليمة مبينة على أساس إتمام نصف الدين أفاجئ مباشرة أن طريقة حياته مبنية على أساس المادة و المؤسف أنه لا يحصلها من جهده بل على حسابي "لتضيف "سارة" فمؤخرا تعرفت على شاب بدأت علاقتي معه عادية عبر الهاتف، كان في كل مرة يسألني عن مهنتي وحياتي الاجتماعية ،حيث بدا لي انه يميل كثير في كلامه إلى المادة، حينها أوهمته أنني أملك شقة وسيارة وراتب شهري يفوق راتبه، تفاجئ الشاب ولا عرض فورا الزواج علي دون معرفتي أكثر، مع انه كان معارضا لهذه الفكرة وأنه لا يتصور نفسه صاحب مسؤولية على امرأة سواء لشراء البيت أو الكراء حتى النهوض للعمل باكرا،تغير الشاب في ليلة و ضحاها و أصبح كثير الاتصال بي، حتى أنه أصبح يناديني "زوجتي المستقبلية" وطلب مني الالتزام بالحجاب الشرعي مبديا غيرته على جمالي، استمر بإلحاح على خطبتي" تضيف "سارة" وهي تضحك بصوت مرتفع "الفاجعة عندما أخبرته أنني وافقت على الزواج منه و لكن أمي لا توافق باعتبار تفكيره يتنافى مع معتقدانا و تقاليد مجتمع الجزائري، فالقوامة والمسؤولية تكون من صفات الرجل وليس المرأة، حينها ثارت ثائرته، صرخ وتمرد بكلام فاحش على كل النساء وقال لي"قولي ليماك النقود تموت وتخليهم" وأنت أحببت فيك مالك أما الجمال فهو موجود على أرصفة الطريق".