بعد جدل واسع إثر مشاركة فيلم السيدة الشجاعة في مهرجان بإسرائيل، خرجت وزارة الثقافة بقرار جديد يعطيها الحق في معرفة المهرجانات التي تشارك فيها الأفلام المموّلة من طرف الدولة، كما يتيح لها منع هذه الأفلام من المشاركة في بعض المهرجانات. وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إن "أيّ تمويل تقدمه الدولة للأعمال السينمائية يجعل أصحابها مطالبين بالكشف عن المهرجانات التي ترغب بالمشاركة فيها"، ممّا يعني أن الجزائر في اتجاه منع أفلامها بشكل رسمي من المشاركة في المهرجانات الإسرائيلية. لكن يبدو أن مرزاق علواش ضرب هذا القرار في عرض الحائط وتمسك بموقفه المعادي لوطنه الرافض لأي تعاون مع الصهاينة وبهذا القرار الجريء يكون علواش قد خسر دعمه من الجزائر وتنكر لأصحاب الفضل في نجاحه حينما قال إنّ مشاركة فيلمه في المهرجان الإسرائيلي "لا تُلزم في شيء الدولة الجزائرية التي لم تساهم في إنتاجه، ولا تلزم المساعدات المادية التي تعطيها الجزائر للأفلام، والتي لا تضع أيّ شروط في العرض الدولي". وكان وزير الثقافة قد قال إن الدولة التزمت بمساعدة علواش بحوالي 20 مليون دينار جزائري لأجل إنتاج فيلم، وأنها قدمت له حصة أولى من الدعم بقيمة 8 ملايين دينار، بينما نفى علواش أن يكون قد توّصل بهذا الدعم، متحدثًا أنه لن يرضخ لمطالب الوزارة بسحب الفيلم من المهرجان الإسرائيلي. وكان مخرج جزائري آخر، هو إلياس سالم، قد أعلن مشاركة فيلمه "الوهراني" في مهرجان أسدود بإسرائيل، غير أنه سحبه من المهرجان بعد ذلك بسبب ضغط الشارع الجزائري الذي يتبنى القضية الفلسطينية ويرفض أيّ شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل. .. علواش تبرأ من بيئته في فيلم "السطوح " هذا ليس غريبا على مرزاق علواش الذي كان في كل مرة يظهر عدائه لبيئته ودينه فمثلا في فيلمه السطوح الممول من طرف فرنسا أبدى انزعاجه من صوت الآذان واعتبر الفيلم مؤشرا على دور الإسلام بالتخلف والمعاناة والازدواجية بالممارسات السلبية وإدمان المخدرات وقمع المرأة وممارسات طرد الجن والفسوق والحب المثلي والانتحار والعنف المجاني، كما اعتبره مؤشرا على المعاناة الداخلية وتفكك المجتمع الجزائري، وربما لهذا السبب وافقت فرنسا على تمويله. وقال مخرج الفيلم مرزاق علواش في رسالة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: "لن أسحب فيلمي من المهرجان الإسرائيلي، ومشاركتي في مهرجان حيفا لا تلزم الدولة الجزائرية التي لا تعتبر منتجة للفيلم،ولا حتى مساعداتها المالية التي لم أتحصل عليها إلى الآن ولا تتكيف مع معايير التوزيع العالمية". وندد علواش بموقف وزارة الثقافة التي وجهت له استدعاء لإرجاع الدعم المالي الذي تلقاه لإخراج فيلمه "السيدة الشجاعة"، ووفقا للمخرج فإن: "هذا التصرف لا يلزمني الصمت حتى لو منعوني من التصوير في الجزائر"، متحديا السلطات الجزائرية وجميع منتقديه.