أجمعت كل من الجزائر ومصر وإيطاليا الاثنين بالجزائر العاصمة على ضرورة مواصلة التشاور في إطار الآلية التشاورية حول الوضع في ليبيا وبحث سبل الخروج من الأزمة في هذا البلد عبر الحوار الشامل بين الإطراف الليبية التي"تبقى سيدة في اختيار ما يناسبها في إطار حل سياسي توافقي". فقد أكد كل من وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية, عبد القادر مساهل, ووزيرا الخارجية المصري, سامح شكري, والايطالي, باولو جانتيلوني, خلال اجتماعهم الثلاثي التنسيقي بشأن الوضع في ليبيا على أهمية الإسراع في تشكيل حكومة انتقالية يتوافق عليها الليبيون أنفسهم وتكون ممثلة لكل أطياف هذا الشعب لتسيير المرحلة الانتقالية وتكون مبنية على أسس تمكنها من مواجهة التحديات, خاصة الأمنية منها والاقتصادية. كما تم خلال هذا اللقاء توجيه دعوة إلى المجتمع الدولي من أجل دعم الحكومة الليبية في حال إنشاءها وتمكنيها من مواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة التي تتهدد هذا البلد وتهدد كذلك أمن واستقرار البلدان المجاورة. مساهل: نؤيد مسار الأممالمتحدة وأتمنى أن تستمر هذه الجهود في الأيام المقبلة وأوضح مساهل أن الجزائر سجلت ب"ارتياح كبير" توصل الأممالمتحدة عبر سنة من المفاوضات إلى مشروع اتفاق سياسي قال انه "يمثل في نظرنا توافقا كافيا لمبادرة بإمكانها إدارة الفترة الانتقالية بليبيا". وأوضح مساهل أن تنسيقا كاملا يجمع حكومات البلدان الثلاث (الجزائر مصر وايطاليا) كما يجري في هذا الاجتماع حول الشأن الليبي, مبرزا تطابق الآراء حول الوضع بليبيا ومخرجاته, وضرورة التوصل إلى اتفاق في أقرب الآجال حول حكومة الوحدة الوطنية التي قال أن "الجزائر تطالب بتشكيلها منذ بداية المسار الأممي". كما شدد مساهل عل أهمية التنسيق بين دول الجوار, مشيرا في هذا الإطار إلى استضافة الجزائر شهر نوفمبر الجاري للاجتماع السابع لدول الجوار. وقال على وجه الخصوص "أننا نؤيد مسار الأممالمتحدة وأتمنى أن تستمر هذه الجهود في الأيام المقبلة حتى نصل إلى اتفاق نهائي خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة ليبية". شكري: الوضع بليبيا يؤثر حتما على دول الجوار ومن جهة أخرى كانت "تطلعات الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار والأمن والخروج من الأزمة التي يتخبط فيها" منطلقا لكلمة الوزير المصري في ختام الاجتماع الوزاري الثلاثي حيث أكد على "العمل من أجل دعم هذه الإرادة ودعم الشعب الليبي في اتخاذ القرارات التي يجدها مناسبة ومتوافقة مع الحفاظ على مقدراته وعلى الأراضي الليبية التي ستظل موحدة ضمن إطارها الإقليمي وضمن الدول العربية الشقيقة" كما أبرز الوزير المصري أهمية توصل الأطراف الليبية للقرار الذي يناسب الشعب الليبي طبقا لما تمليه "الأوضاع الداخلية والتركيبة الاجتماعية الخاصة بالشعب الليبي", منبها إلى أن "الوضع بليبيا يؤثر حتما على دول الجوار". وفي هذا الإطار قال الوزير المصري "نحن متوافقون اليوم على أهمية استمرار عملنا المشترك في إطار دعم حكومة الوحدة الوطنية حالة تشكيلها ودعم تطلعات الشعب الليبي والعمل على تحقيق هذه التطلعات وتحقيق الاستقرار والقضاء على ظاهرة الإرهاب التي لا تهدد أمن ليبيا ودول الجوار فحسب, بل أيضا أمن منطقة المتوسط". وأعرب سامح شكري عن تطلعه في أن يتوصل مجلس النواب الليبي, المعترف به دوليا بطبرق, الذي من المقرر أن يجتمع اليوم الاثنين, في "اتخاذ القرار المناسب" بما يمكن من "تحقيق تطلعات الشعب الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية له", كما أبدي أملا في أن يلقى الاتفاق الأممي الأخير "ارتياح من كافة الإطراف خاصة فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية". كما دعا رئيس الدبلوماسية المصرية المجتمع الدولي إلى دعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية حال تشكيلها حتى تستطيع أن تضطلع بمسؤولياتها . .. جانتيلوني: قرار التوجه نحو حكومة وحدة وطنية بين أيدي الليبيين ومؤسساتهم. من جانبه، جدد رئيس الدبلوماسية الايطالية, باولو جانتيلوني, دعم بلاده لاتفاق سياسي من شأنه التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا. "نحن ندعم الجهود في هذا الاتجاه الرامي إلى تحقيق اتفاق سياسي بليبيا بغرض تشكيل حكومة وحدة وطنية وبطريقة تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة المتوسطية", يقول السيد جانتيلوني, مشددا على أن قرار التوجه نحو حكومة وحدة وطنية هو بين أيدي الليبيين ومؤسساتهم. وأوضح السيد جانتيلوني انه من خلال اجتماع الجزائر فان البلدان الثلاث تبعث ب"رسالة سلام" إلى ليبيا, معربين في ذات المناسبة عن استعدادهم لمساندة ومرافقة مسار الاستقرار وإعادة إعمار ليبيا.