نجحت "أكاديمية العباقرة" المتخصصة في تطوير الجانب الذهني للأطفال بالجزائر في استقطاب أكثر من ثلاثة آلاف منتسب، ويقول القائمون عليها إنهم يسعون إلى خلق جيل من المبدعين باستعمال تقنية المعداد الياباني "السوروبان". وتعد هذه الأكاديمية -ومقرها الرئيسي بمدينة جيجل فرعا لأكاديمية العباقرة بتونس، وتعتمد في مناهجها على طريقة الحساب الذهني التي تسمى "السوروبان"، وهي طريقة ظهرت في اليابان وبدأت الانتشار عالميا مع بداية 1938. أكد مدير عبد العزيز عرجاني"أكاديمية العباقرة" المتخصصة في تطوير الجانب الذهني للأطفال بالجزائر أن الفئة المستهدفة هي الأطفال الذين تتراوح أعماهم بين 5 و13 سنة. وأوضح أن "السوروبان" عبارة عن رياضة ذهنية بطريقة الرياضيات الذهنية، والهدف من استعمالها "تنمية جوانب مخ الطفل، مع التركيز على جانب الإبداع الذي يعد أهم جزء في المخ، ومنه تأتي أغلب الاختراعات". وعن طريقة عمل الأكاديمية، أوضح عرجاني أنه في البداية يتم استعمال المعداد الياباني من خلال إجراء عمليات حسابية بسيطة يتشارك فيها الأطفال باستعمال عدة وسائل منها الألعاب، والهدف من ذلك تنمية الحس الجماعي والثقة بالنفس لدى الطفل. ومع مرور الوقت، تزيد تعقيدات البرنامج ليتم التحول إلى استعمال معداد ذهني تطبيقي، وهو ما يُشعر الطفل بالتطور. وأكد رئيس الأكاديمية أن المشاكل التي يعاني منها الأطفال تتباين بين مشاكل السمع والبصر، وعدم القدرة على الخيال والتفكير المحدود، ورغم أن الجميع "يولدون مع امتلاك ملكة الإبداع"، فإن القليل منهم -في رأيه- من "يطور ميكانيزمات الإبداع التي يمتلكها". ولاحظ عرجاني أن عدم التركيز هو الظاهرة القوية التي يعاني منها الأطفال في الجزائر، ووجد من خلال التجربة أن طريقة الحساب الذهني المعتمدة في الأكاديمية أثبتت جدواها في التغلب على هذه المشكلة، وهو السر في "الإقبال الكبير على مختلف فروع الأكاديمية المنتشرة عبر محافظاتالجزائر، ويقدر عددها ب 17 فرعا". من جانبها، أكدت مدربة الحساب الذهني بأكاديمية العباقرة بتونس وئام ستهم، التي كانت متواجدة بالجزائر للمشاركة في إحدى أنشطة الأكاديمية، أن طريقة "السوروبان" لاقت نجاحا كبيرا، وبينت أن البرنامج يسعى إلى تحقيق أهداف قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى. وبالنسبة للأهداف قصيرة المدى، فهي تتعلق "بمحاولة تحقيق الثقة في النفس لدى الطفل مع سرعة البديهة"، وهي النتيجة التي "تظهر خلال الأربعة أشهر الأولى من تطبيق البرنامج"، في حين تكون تنمية التركيز والذاكرة البصرية والسمعية للطفل أهدافا طويلة المدى.