تجري التحضيرات على قدم وساق لتنظيم حدثين هامين، تزامنا مع الذكرى الواحدة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، بمبادرة من دار الحكمة الدولية، للتنمية البشرية والتأهيل المؤسساتي و الجودة، الممثل الحصري لمنظومة ثورة العقول، لإقامة البطولة الجزائرية الأولى لفائدة الأطفال من 4 إلى 14 سنة، في الحساب الذهني وتنمية الذكاء، بدءا من الثاني نوفمبر المقبل بالعاصمة، في حين برمجت البطولة العربية ب"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" يوم 16 أفريل المقبل. وحسبما أوضحه السيد بوكري بوحفص، المكلف بالإعلام، فإن الملتقى الوطني الثاني لممارسي "السوروبان" لفائدة الأساتذة المدربين، سيتلقون خلاله تكوينا تأهيليا لجعلهم على اطلاع مستمر على ما توصّلت إليه المدارس العالمية في التّعلم السريع والتعلم النشيط تحت شعار "عقول نابغة" من أجل شباب فخور بانتمائه ونافع لوطنه، بغية تمكين أطفال الجزائر من رؤية مستقبلية يمجد قيم الاستقلال وحب الوطنية، بالاعتماد على تجارب عدد من الخبراء والمدربين من داخل وخارج الوطن، ولتحقيق هذه الغايات، اعتمد المنظمون ثلاثة محاور "السّوروبان" أو"المعداد الياباني" برنامجا لتنمية الذّكاء والحساب الذهني عند الأطفال، حيث يمثّل هذا البرنامج رؤية شمولية تطويرية، تنبثق فلسفتها من حاجة المؤسّسات التّعليمية والأسر، إلى طرق واستراتيجيات تنمّي ذكاء الطّفل وخصوصا الجانب الرّياضي والمنطقي، مما يعطيه ثقة في النّفس ودافعية أكبر للتعلم، بالتّالي زيادة مردوديته في التّحصيل العلمي، وقد أثبت هذا البرنامج نجاعته في 80 دولة في العالم، مما جعله مطلبا ملحا عند العديد من الدول، وبخصوص تجربة الجزائر، أوضح المتحدث بأن نقل" السوروبان" تعد سابقة حصرية من نوعها لدار الحكمة الدّولية، والمدرّبين المختصّين في هذا المجال، رافعين شعار "إيتنا بطفلك عاديا واسترجعه عبقريا"، عن طريق تقديم مختلف الدروس والنشاطات الذهنية التطبيقية، وكذا الألعاب المختلفة التي تعتمد على استخدام العقل والقدرات الذهنية، وقد تم إلى حد الآن تخريج 127 ممارسا في 08 دورات موزعين عبر 30 ولاية، في انتظار استكمال البقية قبل نهاية السنة الجارية. مضيفا أننا مستعدون للتواجد في نتائج مشرفة في البطولتين الجزائرية والعربية، تحسبا لدخول العالمية مطلع سنة 2018، في حين سيتناول المحور الثاني برنامج "الهدهد" ل«الطّفل المبدع" الذي يرتكز على ما وصلت إليه أرقى مدارس التّفكير في العالم من مهارات التّفكير عند إدوارد ديبونو وسكامبل والحلول الإبداعية في حلّ المشكلات عند تيريز، إنطلاقا من أنّ تعليم التّفكير أصبح ضرورة تربوية ملحة لا تقبل التأجيل لأن الأمر يتعلق ببناء الجيل الذي يكمل مسيرة الشهداء. أما المحور الثالث من خلال برنامج "الرّوبوتيزم" عند الأطفال الذي سيطلق قبل السّداسي الأول من العام القادم، حيث ستوظف الطاقة العالية والحركة الزائدة عند الأطفال إلى الابتكار والإنتاجية. وعن الأهداف المرجوة ككل، أوضح السيد بوحفص أن المبادرة تهدف في المقام الأول إلى التقليل من آثار الآفات الاجتماعية بتحويل تركيز الأطفال والشباب من النظرة السوداوية للمستقبل إلى النظرة المتفائلة، وفقا لمخططات تأخذ في الحسبان انشغالات الشباب، إضافة إلى نشر وعرض كل ما يربط الأطفال والشباب بأهدافهم وتعزيز انتمائهم لوطنهم من دوريات وحصص تلفزيونية وإلكترونية، تخلد الذكرى الستينية لاندلاع الثورة، وفي المقابل نشر ثقافة التدريب، لاسيما في الولايات الداخلية لما له من تأثيرات على السلوك والعمل على تلقين وكسب الخبرات.