أعلن أول أمس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن ترسيم أيام الفيلم العربي المتوج التي تنظم هذه السنة في دورة استثنائية في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، كتظاهرة ثقافية سينمائية يصنعها ويحتفي بها أبناء مدينة الجسور المعلقة سنويا. قال وزير الثقافة خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي لأيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة والتي هي امتداد للفيلم العربي بوهران، إن هذه الدورة جاءت للاحتفاء بالمتوجين العرب الذي نالوا جوائز وشرفوا السينما العربية في المحافل الدولية، وذلك من اجل منحهم فرصة الدفاع عن صورتهم وعن هويتهم، وذاكرتهم من خلال الثقافة وبالتحديد من خلال السينما التي تعتبر حسبه السلاح الحقيقي لمواجهة الانغلاق والتطرف، وأداة لتحقيق الكيان الإنساني، وسترسل الوزير في كلمته حول السينما الجزائرية عن أهمية ودور السينما في إرساء القيم الاجتماعية النبيلة ويقول أن الجزائر تمتلك مشروعا حقيقيا تسعى من خلاله أن تستعيد السينما مكانتها في المجتمع وان تتيح للجيل الجديد فرصة مواصلة ما قدمه الرواد ممن قدموا الكثير للسينما الجزائرية من خلال أعمالهم الرائعة على غرار "وقائع سنين الجمر" للمخرج لخضر حمينة وهو الفيلم العربي الوحيد المتوج بالسعفة الذهبية بمهرجان كان الدولي منذ 40 عاما بالإضافة إلى جوائز أخرى تضاف للعديد من الجوائز التي قدمتها السينما العربية وفي مقدمتها السينما المصرية الرائدة، التي كان لها حضورا طاغيا في البيوت العربية، والسينما السورية التي لا تزال صامدة رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. من جانبه، أكد والي ولاية قسنطينة في كلمته عن أهمية ما تحمله هذه التظاهرة من قضايا إنسانية وأن الشعار التسامح الذي حملته يدل على ترسيخ هذه القيم التي يعمل المخرجون على تقديمها في لحظة فارقة تعيشها الأمة العربية. لينطلق بعدها الحفل الذي حضره كوكبة من نجوم الدراما السورية والمصرية وغيرها على غرار الممثل السوري "عباس النوري "، النجم اللبناني "هشام الحاج"، الفنانة المغربية "هدى سعد"، المصرية "صفية العمري"، الفنانة السورية "فاديا خطاب"، المصرية "أنوشكا"، "بوسي" وغيرهم، بتقديم ومضة سينمائية لخصت البرنامج العام للتظاهرة والأفلام المشاركة ورسمت من خلال مقتطفاتها المقتضبة شعار الدورة "التسامح والإنتاج المشترك"، ثم بعدها تولى المخرجين المشاركين في هذه الأيام على المنصة الشرفية لتكريمهم وتقديم لهم ذرع المهرجان، وفي ختام الحفل عرضت لوحة كوريغرافية من إبداع الشباب الجزائري، أبدعوا في محاكاة التسامح عبر تعابير جسمية توحي بالتسامح والمقاومة وكذا في دعوة صريحة للسلام ومقاومة الباطل لتحقيق الأمن في العالم العربي الذي أصبح يعاني تحت غطاء الربيع العربي. للإشارة ستعرف أيام الفيلم العربي المتوج مشاركة 11 فيلما على غرار فيلم "جوق العميين" من المغرب الحائز على ذهبية قرطاج، "المهاجرين" المتوج بذهبية روتردتام، "على حلة عيني" من تونس اختير كأفضل فيلم من أيام فينيسا، "البئر" الفيلم الجزائري الذي حاز على أربعة جوائز في مهرجان الإسكندرية، "ذيب" من الأردن الفيلم الفائز بتسعة جوائز عالمية، "بتوقيت القاهرة" من مصر الحائز على ثلاثة جوائز بوهران، "تحت رمال بابل" من العراق المتوج بثلاثة جوائز عالمية، "الفيلم الأزرق الفائز بذهبية مهرجان الأقصر، "تمبوكتو" من موريتانيا الحاصل على سبعة جوائز سيزار، "الزيارة" من تونس الفائز بالجوهرة الزرقاء المغربية، "أمواج 98" من لبنان المتوج بالسعفة الذهبية.