مع حلول المولد النبوي الشريف تقوم العديد من العائلات الجزائرية على غرار الأمة العربية المسلمة بالإستعداد لإستقبال هذا اليوم المميز وهو ميلاد الحبيب مصطفى صلى الله عليه وسلم حيث تنظم المساجد جلسات لذكر السيرة النبوية الشريفة بهدف تنوير الجيل الصاعد بمدى أهمية هذا اليوم ومن جهة أخرى ربات البيوت فتعمل على تحضير أشهى الأطباق لإعطاء ميزة خاصة لهذا اليوم . بلاغ حياة سارة تتنوع الأطباق التقليدية خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الجزائر كل على حدة فتتفنن أنامل المرأة الجزائرية في تحضير أشهى المأكولات الخاصة بهذه المناسبة . الشخشوخة ..الرشتة ..أطباق تحتل الصدارة .. إذ يعد طبق "الشخشوخة" سلطان المائدة الجزائرية في المولد النبوي الشريف حيث تقام الحفلات ودعوة الأقارب والأهل والجيران، من أجل الاحتفال بتلك المناسبة والتي تعتبر بالنسبة للعائلات الجزائرية فرصة للالتقاء و لتجميع شمل الأحباب وتبادل أطراف الحديث فهو فرصة ثمينة لصلة الأرحام كما وصانا عليها صلى الله عليه وسلم . الاجتماع حول المائدة ..وتبادل أطراف الحديث .. في هذا اليوم تقام سهرة عائلية تجتمع فيها الأسرة الكبيرة لتناول وجبة العشاء والتي تتكون عادة من "الشخشوخة" ولحم الخروف او الدجاج وفي السهرة تتنوع المشروبات من "صينية القهوة" المصحوبة بالشاي والمكسرات وطبق "الطمينة" والتي تعتبر هدية للمسلمين في ليلة الاحتفال بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم و تعتبر بذلك عادة يتمسك بها الجزائريون منذ القدم. ولمعرفة عادات وتقاليد كل عائلة قامت "الحياة العربية" بزيارة بعض البيوت فكانت البداية بمنزل خديجة أم لثلاث أولاد قالت أنها تنحدر من ولاية الجلفة ومن عاداتهم تحضير الكسكسي الذي يكون مزينا بلحم الخروف والبيض والقليل من العسل مضيفة بأن أولادها يحبون كثيرا هذه الأكلة التقليدية، كما ستقوم بتحضير المسمن والذي ستقدمه لعائلتها رفقة القهوة. في حين قالت امينة وهي "أستاذة بثانوية" وبحكم انتمائها إلى منطقة الجنوب الجزائريبسكرة بأن من عاداتهم تحضير طبق "الشخشوخة"الذي لا يمكن الاستغناء عنها كعشاء لأفراد عائلتها كما ستشتري بعض الشموع لتشعلها ليلة المولد النبوي الشريف و ستضع الحناء لبناتها ااثلاث ولكي تبقى راسخة في ذهنهن هذه العادات التي توارثناها من جيل الى جيل وهذا فأل خير لهن على حد تعبيرها . اما نصيرة طبيبة اطفال التقيناها باحد الاسواق قائلة بانها لا تستطيع صنع "فتات المعارك" الخاص بطبق الشخشوخة فهي مضطرة لشرائه من محلات المجاورة للحي الذي تقطن فيه وعليه ستقوم بتحضير المرق الخاص بالطبق بنفسها . من جهتها نزلت "الحياة العربية "الى الأسواق المعروفة بالحركة حيث عرفت محلات بيع اللحوم البيضاء إقبال كبير من طرف المواطنين، حيث قال أحد الجزارين بسوق "باش جراح" أنه تزايد الطلب خلال هذه الأيام على اللحم والدجاج إلا أن هذا الأخير هو الأكثر طلبا في هذه الفترة لتحضير الأطباق الخاصة بهذه المناسبة مضيفا بأنهم قاموا بعرض الرشتة وفتات الشخشوخة نظرا للطلب الكبير على هذه المواد حيث بلغ ثمن الرشتة 120دينار أما الشخشوخة فيصل ثمنها إلى 150دينار.