مع حلول المولد النبوي الشريف تقوم العديد من العائلات الجزائرية على غرار الأمة العربية المسلمة بالإستعداد لإستقبال هذا اليوم المميز، حيث تنظم المساجد جلسات لذكر السيرة النبوية الشريفة بهدف تنوير الجيل الصاعد بمدى أهمية هذا اليوم، أما ربات البيوت فتعمل على تحضير أشهى الأطباق، لإعطاء ميزة خاصة لهذا اليوم. ولمعرفة عادات وتقاليد كل عائلة، قامت »صوت الأحرار« بزيارة بعض البيوت، فكانت البداية بمنزل نوارة أم لثلاث أولاد، قالت أنها تنحدر من ولاية الجلفة ومن عاداتهم تحضير الكسكسي الذي يكون مزينا بلحم الخروف والبيض والقليل من العسل، مضيفة بأن أولادها يحبون كثيرا هذه الأكلة التقليدية، كما ستقوم بتحضير المسمن والذي ستقدمه لعائلتها رفقة القهوة، في حين قالت مليكة وهي أستاذة بثانوية وبحكم انتمائها إلى منطقة المسيلة بأن من عاداتهم تحضير طبق الشخشوخة كعشاء لأفراد عائلتها، كما ستشتري بعض الشموع لتشعلها ليلة المولد النبوي الشريف، كما ستضع الحناء لبناتها الأربع وهذا فأل خير لهن على حد تعبيرها مشيرة إلى أنها لا تستطيع صنع»فتات المعارك« الخاص بطبق »الشخشوخة« فهي مضطرة لشرائه من المحلات المجاورة للحي الذي تقطن فيه إلا أنها ستقوم بتحضير المرق الخاص بالطبق بنفسها. وفي نفس السياق قالت وسيلة بأنها ستشتري الكسكس لطبخه ليلة المولد النبوي الشريف، يكون على شكل »مسفوف« مرفوق بالقليل من الزبيب والبيض والعسل لأنها تنتمي لمنطقة بجاية وهذه هي أكلتهم الخاصة لهذا اليوم، كما ستصنع الكثير من »السفنج« أو ما يعرف ب»الخفاف« وتقوم بتوزيعه على جيرانها وهو من ضمن عاداتهم إضافة إلى أنها ستحضر صباح يوم المولد النبوي الشريف العصيدة المتكونة من الدقيق والماء يضاف لها القليل من الزبدة أو الزيت. ومن جهتها تفضل مريم من الجزائر العاصمة تحضير طبق الرشتة كعشاء في هذه الليلة يكون مرفوقا بمرق الدجاج إضافة إلى تحضير طبق»الطمينة«، وتقوم بدعوة أفراد عائلتها لحضور الإحتفال بهذا اليوم المميز، كما تشتري المفرقعات والنوالات لإضفاء بعض الفرحة على قلوب أطفال الأسرة، ومن جانبها قالت أم مريم الحاجة فاطمة بأن معظم الجزائريين أصبحوا يطبخون ما يفضلونه من مأكولات ولا يشترط أن يكون من منطقة القبائل أو منطقة أخرى لطبخ طبق الكسكسي ، مشيرة بأنهم في عائلة واحدة قد تتعدد طلبات أفرادها فيما تفضل صنع طبق الرفيس عوضا عن طبق الطمينة إلا أن أولادها لا يشاطرونها الرأي فهي تضطر لتلبية رغباتهم. في حين قالت السيدة أشواق أن العادات والتقاليد قد تغيرت قليلا بسبب الأمراض التي يعاني منها الجزائريون مثل أمراض السكري والكوليستيرول فبحكم مرضها بداء السكري يتوجب عليها الابتعاد عن المأكولات التي تحتوي على النشويات، في حين ستحتفل بتحضير طبق الشوربة إضافة إلى طبق أخر سيختاره أولادها، إضافة إلى طبق الطمينة الذي يقدم رفقة الشاي، كما سيقومون بتعليم الأطفال الصغار بعض الأغاني القديمة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء ربط الحنة لهم وستقوم المرأة الكبيرة بربطها، من جهتها عرفت محلات بيع اللحوم إقبال كبير من طرف المواطنين، حيث قال أحد الجزارين بشارع باش جراح أنه تزايد الطلب خلال هذه الأيام على اللحم والدجاج، إلا أن هذا الأخير هو الأكثر طلبا في هذه الفترة، مضيفا بأنهم قاموا بعرض الرشتة، وفتات الشخشوخة نظرا للطلب الكبير على هذه المواد، حيث بلغ ثمن الرشتة 120دينار أما الشخشوخة فيصل ثمنها إلى 150دينار .