فغالبا ما تنفجر لتتسرب إلى منازلهم، و على الرغم من أن السلطات المحلية قد انطلقت في انجاز مشروع ربط سكناتهم بشبكة صرف صحي جديدة إلا أن الأشغال توقفت منذ فترة بسبب وفاة احد العمال ومنذ دلك اليوم توقف المشروع، و في هذا الإطار قالت إحدى النساء القاطنات بالحي "لقد أطلقت السلطات منذ فترة مشروع توصيل بيوتنا بأنابيب لقنوات الصرف الصحي، وظننا أننا تخلصنا من الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس و المياه الملوثة المتسربة إلى منازلنا و التي تسببت في إصابة معظم أفراد عائلاتنا بأمراض خطيرة تكلفنا أموال باهظة نحن في غنى عنها و لا نستطيع تغطية مجملها، إلا أن فرحتنا لم تكتمل حيث توفي احد العاملين بالمشروع نتيجة سقوطه داخل حفرة، أين قام صديقه الذي كان يقود الشاحنة بإفراغ كل ما كان داخل الشاحنة من أتربة فوقه و مات على الفور، ومنذ تلك الحادثة توقفت أشغال المشروع ونسي المعنيون أمرنا"، و ما أثار امتعاضهم الشديد الأكواخ التي يعيشون فيها و التي أصبحت حسب ما أكدوه غير ملائمة للسكن بسبب الأضرار التي لحقت بها فضلا على أنها تمثل مصدرا لأمراض خطيرة أصابت اغلبهم، بسبب الرطوبة خاصة في فصل الشتاء، إضافة إلى مشاكل أخرى كالانقطاعات المتكررة للكهرباء و انتشار القمامات و الفضلات المنزلية، و بذلك أصبح الحي ملجأ للقوارض و الحيوانات الضالة التي تشكل هي الأخرى خطرا يحدق بنزلاء الحي، خاصة الأطفال منهم لم يجدوا مكانا يلعبون فيه سوى تلك القمامة، كما يعاني السكان من اهتراء مسالك الحي، و تلك مشقة أخرى يكابدونها سواء في فصل الصيف بتصاعد التربة الكثيفة إلى أكواخهم أو شتاء، حيث تتحول تلك الطرقات إلى برك و مستنقعات مليئة بالأوحال لتعيق تنقل الراجلين و سائقي المركبات على حد سواء.و على أساس المشاكل العديدة التي يعاني منها سكان حي عين المالحة يجدد هؤلاء مطالبتهم إلى السلطات المحلية بضرورة الالتفات العاجل لمعاناتهم و أخذها بعين الاعتبار خاصة و أنهم سئموا من التهميش الذي يطالهم منذ سنين طويلة، على الرغم من أنهم وجهوا عدة نداءات و شكاوى لمختلف الجهات المعنية إلا أنهم مازالوا يتخبطون في حلقة مفرغة يميزها الفقر و العزلة و الأوضاع المزرية.