حظيت جمعية فرسان الركح للفنون المسرحية بأدرار، باختيارها لتمثل الجزائر والقارة الأفريقية بصفة عامة في الدورة السادسة للمهرجان الدولي بابل للمسرح برومانيا المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 1 إلى 12 جوان القادم، إلى جانب فرق أجنبية. وأوضح المخرج شيخ عقباوي رئيس الجمعية أن مهرجان بابل برومانيا يعد محطة ثقافية مهمة، لأنه بمثابة مختبر لاستعراض أحدث الأعمال المسرحية والإبداعات الجديدة في هذا المجال، مشيرا أن العرض الذي سيشارك به هو عرض"أزوزن"الناطق بالأمازيغية، والذي يعني "هدهدة"بالعربية، وقد سبق له وأن شارك من خلاله في مهرجانات دولية على غرار مهرجان المسرح التجريبي بمدينة شنغهاي بدولة الصين الشعبية، ومهرجان الأورومتوسطي للمسرح بمدينة الحسيمة بالمغرب، إلى جانب مشاركته بمهرجان المسرح التجربي بولاية ميلة الذي نال فيه جائزة أحسن عرض متكامل، قد تم اختياره من ضمن 100عرض مسرحي من مختلف الدول العربية والأوروبية. مسرحية "أزوزن" هي من إنتاج مشترك بين جمعية فرسان الركح بأدرار، وجمعية تاليات المسرحية بتزي وزو، أخرجها للركح شيخ عقباوي، فهي تعد رابع عمل مسرحي له من ناحية الإخراج، تعالج راهن الشعوب التي تغط في سبات عميق تحت تأثير هدهدة حكامها الذين يريدون القضاء على إنسانيتها وأخلاقها وعادتها وتقاليدها، المسرحية تنتمي إلى المسرح بسيكو درامي حيث تصور مأساة عائلة تفقد أبناءها الأربعة بسبب طمع الآباء وأنانيتهم في حب المال والشهرة، فالأب الطبيب والأم الممرضة يكتشفان لقاح يطيل عمر الإنسان، وباعتقادهم أن هذا الاكتشاف الذي لم يسبقهم أحدا إليه، فعلا وسيحقق لهما كل أحلامهما وطمحوهما جرباه دون تفكير ودون البحث في عواقب اكتشافهما على أبناءهم الأربعة، الذين حولوهم بفعلتهم هذه إلى فئران لاكتشافهما، ولأن النتائج كانت عكس ما توقع وتوفى الأبناء مباشرة بعد ذلك، فيصاب الأبوين على إثر ذلك بصدمة حادة تنتهي توصلهما إلى حد الجنون، لينقلا بعدها إلى مصحة الأمراض العقلية حيث يقوم الدكتور المعالج والممرضات بتبادل الأدوار مع الزوجين المجنونين قصد تسهيل عملية علاجهما. المسرحية حسب ما صرح به المخرج عقباوي ل"الحياة العربية"، تسوق مجموعة من الرسائل ذات أبعاد اجتماعية وسياسية من خلال حالات وإسقاطات صريحة على أوضاع الشعوب المضطهدة من طرف حكامها، والتي هي الأخرى فئران تجارب لأنظمة ومخططات يائسة قضت على كل القيم الإنسانية والاجتماعية، كما تصور المسرحية انهيار قيمة الإنسان في مجتمعات نما فيها حب الذات والمصلحة. نسرين أحمد زواوي