يعرف تدريس اللغة الأمازيغية التي أدمجت في منظومة التربية الوطنية، تطورا "بطيئا" حيث يواجه "عدة صعوبات" بولاية غرداية، حسبما أفادت جمعيات أولياء التلاميذ. و"يتعين ترقية اللغة الأمازيغية التي تعد جزءا لغويا ألفيا، وعنصرا من التراث الثقافي الوطني وتعميمها بقطاع التعليم من خلال وضع تخطيط وتوحيد لغوي، وإعداد كتب مدرسية وتوفير وسائل سمعية بصرية لتلقينها"، حسبما أوضح أعضاء تلك الجمعيات. ويبرز انعدام مدرسين متحكمين بشكل جيد في اللغة الأمازيغية والطرائق البيداغوجية التي تمكن من تدريسها، وكذا عدم توفر كتب مدرسية – حسب تقديرهم – من بين المعوقات الرئيسية التي تجعل من تدريس اللغة الأمازيغية ضعيفا بمنطقة غرداية. هذا العجز المسجل بخصوص الإمكانيات البشرية والوسائل البيداغوجية لتدريس الأمازيغية في المؤسسات التعليمية بغرداية، قد أكدته مصالح المديرية المحلية لقطاع التربية الوطنية. وقد اتخذت تدابير هامة من قبل وزارة التربية الوطنية لتعميم تدريس الأمازيغية في كامل المدارس الجزائرية، حسبما ذكر مدير التربية لولاية غرداية عمار تباني. ويتوقف تعميم تدريس الأمازيغية على مدى توفر مدرسين متكونين ومختصين في هذه اللغة ونوعية في البرامج الموضوعة، وأيضا في الوسائل البيداغوجية المسخرة. وتدرس الأمازيغية بولاية غرداية في ثلاثة أقسام مفتوحة بمنطقة القرارة من قبل مدرس متطوع، بعدد 152 تلميذا يستفيدون من تعلم هذه اللغة بدون كتب مدرسية أو دعائم أخرى بيداغوجية تتطلبها عملية تدريسها، حسبما ذكرت مديرية التربية. وتكمن نقائص تعليم هذه اللغة بمنطقة غرداية في انعدام المترشحين لمنصب أستاذ الأمازيغية، مثلما أوضح مدير التربية، مشيرا أن خمسة مناصب قد فتحت من قبل الوزارة الوصية، إلا أن شخصا واحدا فقط قد تقدم للترشح. وسيكون الدخول الدراسي المقبل (2016-2017) سنة التعميم التدريجي لتدريس الأمازيغية في مدارس الولاية، حسبما أشار ذات المسؤول، مؤكدا بأن عدد الأقسام سيبلغ نحو خمسة عشر قسما بعدد يفوق 400 تلميذا. وبرأي عديد الملاحظين فإن الأمازيغية في قطاع التربية الوطنية وترقيتها، يمر عبر تدريسها الإجباري في الطور الابتدائي، سيما وأن هذه اللغة قد تم دسترتها رسميا في فيفري 2016. ويتطلب تعميم الأمازيغية في قطاع التعليم وضع برامج وكتب تربوية وتكوين أساتذة في الأمازيغية، حسبما أجمع عليه فاعلون محليون (جمعيات ومديرية ). في حين لم يخف عديد الأشخاص ارتياحهم بشأن إدماج الأمازيغية في وسائل الإعلام، على غرار إطلاق وكالة الأنباء الجزائرية بوابة إلكترونية باللغة الأمازيغية، والتي تمنح اليوم مزيدا من فرص التقدم في الاعتراف الكامل بها.