ضيع إتحاد بسكرة أول أمس فرصة الظفر بالنقاط الثلاث وتحسين مركزه في الترتيب بعد التعادل الذي فرضه عليه الرائد مولودية سعيدة فوق ملعب العالية في مواجهة لم توف بوعودها من حيث الإثارة، التنافس واللعب الجميل، وانحصر اللعب في أغلب فتراته في منطقة وسط الميدان، الأمر الذي جعل بعض من تابع المباراة يؤكد بأن الملل كان السمة السائدة بالرغم من رغبة أشبال المدرب حوحو سمير في تجاوز عقبة رائد البطولة بسلام، إلا أن نقص الخبرة والتجربة والحكم “اللي كان حيلي” أجل على البساكرة فرصة تجديد العهد مع النتائج الإيجابية. ميّال بشوطين مختلفين وقبل الخوض في مردود التشكيلة البسكرية، يجب العودة إلى طريقة إدارة الحكم ميال للمباراة، فبعد شوط أول أداره بطريقة جيدة، فإن الآية انقلبت في المرحلة الثانية وكان همه أن “يخرج اللقاء طابلة” من خلال عرقلته لهجمات الإتحاد بإعلانه مخالفات عوض ترك مبدأ الأفضلية في أكثر من مناسبة وتغاضى عن ركلة جزاء شرعية للاعب مرازقة في (د84) وأعلن عن تماس بعد إخراج حارس سعيدة الكرة رغم تعمد هذا الأخير عرقلة مرازقة داخل منطقة العمليات. ”قريب خلّطها” في د80 وبغض النظر عن ركلة الجزاء التي لم يشاهدها ميال، فإنه كاد يخرج اللقاء عن إطاره الرياضي في (د80) حين أعلن وأمام مرأى أحد مساعديه عن تماس وهمية لصالح مولودية سعيدة رغم أن أحد مدافعيها هو من أخرج الكرة، ما جعل الفوارس يشتمونه ويرغبون في الدخول لأرضية الميدان لولا تدخل قوات الأمن التي احتوت الوضع، كما ندد الطاقم الفني ب “حڤرة” هذا الحكم. الخبرة صنعت الفارق وعلى الرغم من أن زملاء هريات كانت تحدوهم رغبة شديدة في الفوز وطرد نحس النتائج السلبية التي لازمتهم منذ إنطلاق الإياب بدليل اللعب الهجومي المعتمد من طرف الطاقم الفني لاسيما أنه أقحم ثلاثة مهاجمين ويتعلق الأمر ب خوالد، مرازقة وفدياس، إلا أن نقص الخبرة والتجربة أمام لاعبين من أمثال بسباس، دلالو، بختاوي، تمورة وبلعواد صنع الفارق ومكن المولودية من العودة بنقطة ثمينة جدا. مرازقة “دار اللّي عليه” ومادمنا نتحدث عن الهجوم، فيجب التنويه بمردود الهداف مرازقة الذي أقلق دفاع سعيدة بتحركاته ومراوغاته و”دار اللي عليه” رغم أن كرات زملائه كانت تصله نادرا، ما جعله أمام حتمية العودة إلى وسط الميدان لجلب الكرة وبناء الهجمات، ورغم معاناته من آلام على مستوى اليد إلا أنه فضل مواصلة اللعب، كما لم يحالفه الحظ في (د45) في تسجيل هدف السبق بعدما قام بعمل فردي وسدد كرة قوية أبعدها حارس سعيدة بصعوبة على مرتين. التغييرات لم تأت بثمارها من جانب آخر لم تأت التغييرات التي أجراها المدرب حوحو على التشكيلة خلال المرحلة الثانية بإقحامه الثنائي شروف – ترينت بثمارها، رغم تحركات ترينت، ما جعل الجميع فوق المدرجات يجمع على أن “الخضراء” لا تملك بدائل حقيقية بإمكانها منح الإضافة اللازمة، وهو ما اعترف به حوحو ل”الهداف” في أعداد سابقة، وتجدر الإشارة إلى أن اللاعب بوزيدي تعرض لإصابة ليست بالخطيرة قبل مواجهة سعيدة ب 48 ساعة. هريات أحسن لاعب كعادته قدم القائد هريات حمزة مباراة جيدة وكان متميزا في تحركاته على مستوى وسط الميدان واستعادته للعديد من الكرات الحاسمة في الدفاع بمساعدة الثنائي لخذاري- دبيلي، كما ساهم في بناء العديد من الهجمات ومنح كرات جيدة لخوالد وفدياس لم تستغل بكيفية جيدة بسبب السرعة ونقص التركيز داخل منطقة العمليات، ولم يتقبل ابن حي الحرية نتيجة التعادل وغادر أرضية الميدان بعد نهاية المباراة وعلامات القلق بادية على وجهه. حوحو: “مهاجمونا لا يملكون الخبرة في مثل هذه الظروف” “كما شاهدتم، فقد ظهر لاعبو فريقي بمردود جيد طيلة ال90 دقيقة مقارنة بمواجهة سطيف، حيث لعبنا بإرادة قوية وأظهرنا استعدادا بدنيا كبيرا أمام فريق يملك تشكيلة مكتملة أغلب لاعبيها سبق لهم اللعب في القسم الأول عكس فريقي الذي يفتقد لمهاجمين يملكون الخبرة التي تمكنهم من صنع الفارق في مثل هذه الظروف، وعلى العموم أرى أن التعادل منطقي وأتفاءل في الوقت نفسه بمستقبل “الخضراء”.