تمكن شباب قسنطينة من العودة إلى الديار بكامل الزاد، بعد أن أطاح أول أمس بمضيفه إتحاد بسكرة ب(3-2) برسم الجولة 27 في مباراة شيقة... خاصة في مرحلتها الثانية، وبهذا الفوز رفع بأصحاب اللونين الأخضر والأسود رصيدهم من النقاط إلى 42 نقطة بفارق 4 نقاط عن صاحبة المقدمة مولودية سعيدة، ما يعني أن الفريق عاد إلى الواجهة من جديد وهو الذي كان قريبا من الاكتفاء باللعب على تفادي السقوط. سيناريو مجنون وروح “الداربي” كانت حاضرة لعب الشباب إحدى أحسن مبارياته خارج الديار في البطولة بملعب العالية، حيث أندية قليلة مهما كانت قوتها يمكنها تحقيق التعادل فيه على أقصى تقدير، لكن أبناء سيدي راشد رفعوا التحدي ورفضوا أن يكونوا لقمة سائغة لأصحاب الأرض، بفضل الأداء الكبير والعزيمة القوية على تحقيق نتيجة إيجابية، وهو ما يشبه الوجه الرائع الذي ظهروا به قبل جولتين في لقاء “الداربي” أمام الجار “الموك”. وسيطرة مطلقة في الشوط الثاني رغم أن الشباب أنهى الشوط الأول منهزما بهدفين مقابل هدف واحد، إلا أن الموازين تغيرت في المرحلة الثانية وسيطر الضيوف على منقطة بسكرة حيث كثفوا العمل الهجومي بغية العودة في النتيجة، وهو ما تحقق في الأخير حيث سجل دربال وزيان هدفي الفوز معلنين عودة النادي الأكثر شعبية في مدينة الجسور المعلقة إلى الواجهة. العودة في النتيجة مرتين تؤكد الرغبة في الفوز أهم ما ميز أداء رفقاء ضيف في مباراة بسكرة هي الروح القتالية التي تحلوا بها طيلة 90، وما عودتهم في النتيجة مرتين إلا دليل على أنهم كانوا أقوى إرادة للظفر بالنقاط الثلاث من خلال معادلتهم النتيجة في مناسبتين متتاليتين، مع إضافة هدف قاتل في ربع الساعة الأخير من المواجهة ما كان بمثابة رصاصة على دفاع المحليين الذين استسلموا بعدها للأمر الواقع. ثالث فوز خارج الديار وخامس لقاء على التوالي دون هزيمة يعتبر الفوز على إتحاد بسكرة الثالث لأصحاب اللونين الأخضر والأسود منذ بداية المنافسة، بعد أن أطاحوا بكل من إتحاد سطيف ورائد القبة في مرحلة الذهاب، كما أن النتيجة الإيجابية المحققة أول أمس جعلت الفريق يلعب الجولة الخامسة على التوالي دون تجرع الخسارة، بعد التعادل أمام سكيكدة وبارادو قبل الفوز على “الموك” ثم التعادل في آخر جولة بحملاوي. 4 نقاط تفصل عن سعيدة صاحبة الريادة وإذا كان الفوز على بسكرة قد أعاد الثقة إلى التشكيلة بعد التعثر الأخير أمام أمل مروانة، فإنه يعتبر قفزة نوعية في سلم الترتيب، خاصة أن نتائج هذه الجولة خدمت الشباب كثيرا في ظل تعثر أغلب أندية المقدمة، ما سمح لأشبال رواس بالاقتراب أكثر من سعيدة صاحبة المرتبة الأولى المنهزمة في بارادو، حيث لم يعد تفصلهم عنها سوى أربع نقاط قبل 7 جولات من نهاية البطولة. الهجوم ينتفض ويسجل ثلاثية بعد أن فقد النادي العديد من النقاط داخل الديار وخارجها بسبب تضييع لاعبي الهجوم أهدافا كثيرة بطريقة تافهة، خالف هؤلاء القاعدة هذه المرة وسجلوا ثلاثية في مرمى بسكرة واضعين بذلك حدا لعزوفهم عن زيارة الشباك، خاصة في الجولات الأخيرة فلولا تألق المهاجمين على غرار بولمدايس وتسجيلهم عدة أهداف ما كان النادي الآن على بعد 4 نقاط من الريادة. 5 تغييرات في التشكيلة الأساسية شهدت مباراة أول أمس 5 تغييرات مقارنة بآخر لقاء أمام مروانة، حيث غاب بوتريعة، مجوج وبوقوس المعاقبون ومزياني وبولمدايس المصابان، وهي الغيابات التي لم تؤثر في المردود العام بما أن اللاعبين الذين عوضوهم كانوا في مستوى الحدث، بعد أن وقفوا الند للند أمام المحليين وعادوا بفوز هام أمام منافس يصارع من أجل البقاء، ما يؤكد أن مهمة أشبال رواس لم تكن سهلة لحاجة البساكرة للنقاط الثلاث التي كانت تبعدهم عن منطقة الخطر. نحيلي لعب في الوسط وميهوبي عاد إلى التشكيلة الأساسية أشرك المدرب رواس المدافع نحيلي في وسط الميدان على غير العادة بسبب الغيابات العديدة ونقص التعداد، ما جعل رواس يستنجد به لتعزيز الوسط، وقد وفق اللاعب إلى حد بعيد في المهمة المسنودة إليه بما أن الفريق حصد النقاط الثلاث، وفي سياق آخر عاد المدافع ميهوبي من جديد إلى التشكيلة الأساسية في لقاء أول أمس، وهو الذي لازم كرسي الاحتياط أمام مروانة في آخر جولة، وكعادته أدى ابن بو الصوف ما عليه طيلة المواجهة. دربال سجل هدف في غاية الروعة استغل لاعب الأواسط دربال الفرصة التي منحها له رواس حين أشركه في التشكيلة الأساسية، وسجل هدفا رائعا حيث راوغ مدافعين ثم أسكن الكرة في مرمى بسكرة بقدفة قوية من خارج منطقة العمليات، وبعد المستوى الجيد الذي أبان عليه هذا اللاعب الشباب فإن الدعوة التي تلقاها للالتحاق بالمنتخب الوطني للمدارس لم تكن صدفة، للإشارة فإن الهدف الذي سجله دربال يعتبر الأول له منذ ترقيته إلى صنف الأكابر. وشتيح يطرد ويضيع فرصة تحصل اللاعب الشباب شتيح على بطاقة حمراء هي الأولى له منذ ترقيته إلى الأكابر مطلع مرحلة العودة، ورغم أن اللاعب هو الذي تعرض إلى اعتداء بالمرفق من طرف أحد لاعبي بسكرة، إلا أن الحكم قدر أن اللاعبين يستحقان الطرد. ويتطلع شتيح أن لا يتعرض إلى عقوبة قاسية قد تبعده عن المنافسة فترة طويلة ولو أن القانون يؤكد أنها لن تقل عن مقابلتين، إذا دوّن الحكم شيئا آخر في ورقة اللقاء. حزي يؤكد عودته القوية ومعاقب أمام القبة بدوره قدم المدافع الأيمن حزي مباراة كبيرة وساهم بشكل كبير في عودة فريقه بالفوز، كما أن ابن العاصمة لم يكتف بدوره الدفاعي بل ساعد في بناء الهجمات وكاد يسجل هدفا رائعا، بعدما نفذ مخالفة مباشرة من بعد 25 مترا اصطدمت بالعارضة الأفقية لحارس بسكرة، وبهذا يؤكد حزي عودته القوية في آخر الجولات بفضل جديته في التدريبات، ولم تكتمل فرحة حزي بفوز فريقه وأدائه القوي أمام بسكرة بعد حصوله على إنذاره الثالث، ما يعني أنه سيغيب عن مواجهة رائد القبة في الجولة القادمة. الشباب خرجوا تحت التصفيقات اعترف الجمهور البسكري بالمردود جيد الذي قدمه أشبال رواس، وكان رياضيا حيث صفق طويلا لرفقاء ضيف بعد نهاية المقابلة، وهو ما يؤكد أنهم لم يسرقوا الفوز بل كان ذلك بطريقة عادلة ونزيهة، وفي ظل اعتراف أنصار المنافسين بما قدمه أشبال المدرب رواس، فإن “السنافر” محتم عليهم تقديم الدعم اللازم للفريق خاصة أنه حافظ على كامل حظوظه في التنافس على تأشيرة الصعود إلى القسم الأول، وتفادي الخروج من المنافسة مبكرا بعد تعثر مروانة الأخير داخل الديار.