كان الموعد سهرة يوم الثلاثاء داخل معسكر المنتخب الوطني ببني مسوس مع حصة لمعاينة شريط “فيديو” خاص بمنافس “الخضر” منتخب إفريقيا الوسطى في العاشر من شهر أكتوبر الجاري، وهو الشريط الذي يتعلق بمباراة هذا الأخير في الجولة الأولى أمام المنتخب المغربي، شريط كان بن شيخة قد عاينه منذ فترة... وإنتقى من خلاله أهم اللقطات التي تبرز المنهجية التكتيكية التي ينتهجها المنافس، وأبى هذه المرة إلا أن يعاين تلك اللقطات التي إنتقاها مع لاعبيه حتى يقفوا سويا على نقاط ضعفه وقوته، ويأخذوا نظرة كافية عن طريقة لعبه، ويتسنى لهم بعدها التعامل مع المنافس بالصورة التي تمكنهم من الإطاحة به في عقر داره. طول قامتهم وقوّتهم البدنية سلاحهم وحسب ما علمته “الهداف” فإنّ اللاعبين الذين شاهدوا هذا المنافس وهو يلعب لأوّل مرة، وقفوا على العديد من نقاط قوته، على غرار طول قامة لاعبيه، وقوتهم البدنية، وهو سلاح إنتهجه المنافس في الجولة الأولى وسمح له الأمر بالتفوق في الكرات العالية الطويلة على لاعبي المنتخب المغربي، وهي نقطة توقف عندها بن شيخة كثيرا وحث لاعبيه على التفطن لها سواء المهاجمون أو لاعبو الخط الخلفي. فنّيًا محدودون لكنّهم يعتمدون على الهجمات المعاكسة وحسب مصادرنا أيضا فإن منتخب إفريقيا الوسطى لم يبد قويا من الناحية الفنية للاعبين، بل منتخب يوظف طول لاعبيه وقوتهم البدنية، وقدرتهم على التحمل، مع إنتهاجه سلاحا فتاكا يكمن في سرعته في القيام بالهجمات المعاكسة، وهي نقطة وقفوا عليها من خلال لقاء المغرب الذي شنوا فيه عددا من الهجمات المعاكسة التي لم يجسدوها بسبب محدودية لاعبي قاطرتهم الأمامية، والذين كانوا لا يجيدون التعامل مع الكرة لدى وصولها إليهم حسب ما تأكد منه اللاعبون. حارسهم يجيد التعامل مع الكرات الثابتة والعرضية والطويلة ووقف اللاعبون أيضا خلال حصة المعاينة على قوة الحارس العملاق الذي يمتلكه منتخب إفريقيا الوسطى، وهو حارس طويل القامة يجيد التعامل مع الكرات الطويلة والعرضية، وتجده في كل مرة يرتقي فوق الجميع لإلتقاطها من الرؤوس، كما أنه يجيد التعامل مع الكرات الثابتة، وهي نقطة حذر بن شيخة منها اللاعبين الذين سيوظفهم على الأجنحة وطالبهم بالتدقيق قبل التوزيع وعدم إهداء هذا الحارس كرات يكون من السهل عليه الإنقضاض عليها، وأمرهم أيضا بالإعتماد على الكرات القصيرة التي تأكد أن منتخب إفريقيا الوسطى يجد صعوبات في التعامل معها. بن شيخة حذّرهم وظل في كل مرة يتوقّف ليخاطبهم وحسب ما علمناه فإن بن شيخة كان في كل مرة يلجأ إلى توقيف شريط “الفيديو” عند أي لقطة من اللقطات الهامة، وذلك من أجل معاينتها أكثر من مرة مع لاعبيه، والخروج منها بملاحظات قيمة تفيدهم، حيث كان يخاطبهم ويوجههم، ويطالب بتفادي هذا والقيام بهذا يوم المباراة، إلى غير ذلك من النصائح التي قرر اللاعبون أخذها بعين الإعتبار. اللاعبون تأكدوا أن تعادلهم في المغرب لم يكن مفاجئا ورغم تيقنهم من أن منافسهم محدود جدا من الناحية الفنية، إلا أن اللاعبين وقفوا على قوة هذا المنافس، وتأكدوا من أن تعادله في المغرب لم يكن مفاجئا، بالنظر إلى الإرادة التي لعب بها، والقوة البدنية التي أظهرها، وقدرة التحمل أيضا في مباراة دامت 97 دقيقة لم يتمكن خلالها الأشقاء المغاربة من الوصول إلى مرماه، ولو أن لاعبينا أدركوا أن الصيام كان مؤثرا في رفاق الشماخ مثلما كان مؤثرا فيهم أمام تنزانيا، وهو ما جعلهم يعقدون العزم على توخي الحيطة والحذر منه، وأخذ الأمور بمأخذ الجدّ لتجاوز عقبته في عقر داره والإبقاء على حظوظ الوصول إلى غينيا الإستوائية والغابون سنة 2012 قائمة.