منذ وصول “الخضر“ أمسية أول أمس الجمعة هنا إلى “بانڤي“ لاحظنا أن لمسة المدرب بن شيخة ظهرت على المجموعة رغم أنه لم يتعد إشرافه على “الخضر“ بضعة أيام فقط، والذين تعوّدوا على السفر مع المنتخب الوطني إلى أدغال إفريقيا بالتأكيد أنهم لاحظوا أن أمورا كثيرة تغيّرت نحو الأحسن وأن ما كان يحدث في عهد رابح سعدان من تجاوزات رحل مع المدرب السابق. كل اللاعبين بلباس موحد “تاع الصح“ أول ما لوحظ على الوفد الجزائري بمجرد أن حطت الطائرة في مطار “بانڤي“ بإفريقيا الوسطى أن كل اللاعبين وحتى الطاقم الفني كانوا بلباس موحد حقيقي، وليس نصف موحد مثلما كان الحال مع المدرب رابح سعدان الذي كان يتغاضى عن هذه الجزئيات و”يدير روحو ما شافش” إلى درجة أن “الخضر“ وحتى خلال المونديال كانوا يتنقلون إلى التدريبات بنصف الفريق باللباس الأخضر والنصف الثاني باللباس الأبيض، ناهيك عن التبان الذي نجد كل لاعب يلبس التبان باللون الذي يعجبه من عتاد المنتخب الوطني طبعا، لكن هذه المرة لاحظنا أن كل الفريق كان بلباس موحد ولم نجد أي لاعب يحمل قميص مغاير وهي نقطة تحسب لبن شيخة. الثامنة إلا 5 دقائق الجميع على مائدة العشاء النقطة الثانية التي فاجأتنا هذه المرة هي احترام الموعد المحدد للأكل، إذ لم نر فيما سبق مع المدرب سعدان أبدا اللاعبون يحترمون الموعد المحدد للأكل حيث يصل في كل مرة قرابة 6 إلى 7 لاعبين متأخرين لتناول مختلف الوجبات وفي الكثير من المرات يغيب عن مائدة العشاء لاعبين أو ثلاثة ويفضلون أن يتناولوا الوجبة في ساعة متأخرة بعد أن يكون الجميع قد إلتحق بالغرف، لكن هذا لم نجده في أول يوم من الوصول إلى “بانڤي“، حيث تفاجأنا بنزول اللاعبين 5 دقائق قبل الموعد المحدد وبقوا ينتظرون إشارة المدرب للحاق بمائدة العشاء ليظهر الفريق هذه المرة بطريقة محترفة على غرار ما نشاهده في أكبر المنتخبات. بن شيخة “غسل” لاعبيه صبيحة أمس على النهوض المتأخر من جهة أخرى، وبعد أن خلد معظم اللاعبين للنوم مباشرة بعد تناول وجبة العشاء ما عدا الذين كانوا على موعد مع حصص خاصة بالتدليك، لم يتردد بن شيخة صبيحة أمس في الاجتماع الذي كان له مع اللاعبين بتقديم ملاحظاته بخصوص النهوض المتأخر لبعضهم، ما جعل المدرب يعبّر عن غضبه ويطالب بعدم تكرار ما حدث رغم تحجج البعض بالتعب لكن المدرب ذكّر بالقواعد التي وضعها مؤكدا أنه لن يتسامح مع أي كان في الجانب الإنضباطي. بن شيخة يشارك اللاعبين في الحصة التدريبية عكس ما كان يتوقعه لاعبو المنتخب الوطني بعدما سمعوا عن الصرامة الشديدة التي يتميز بها المدرب الجديد للمنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة، فقد وجدوا فيه المدرب الذي يحسن أسلوب مخاطبة لاعبيه إضافة إلى تواضعه الشديد معهم. وقد تأكدوا من هذا بعدما رأوه يشكل ثنائية مع اللاعب بلحاج خلال تدريبات الفريق أمس، وهذا نظرا لنقص التعداد الذي يضم 17 لاعبا فقط إضافة إلى ثلاثة حراس. وبما أن المدرب برمج حصة لتمرير الكرات بين اللاعبين، فقد تشكل في الفريق 8 ثنائيات تضم 16 لاعبا حيث وجد اللاعب بلحاج نفسه وحيدا لكن المدرب عبد الحق بن شيخة غطى النقص الموجود وشكل رفقة بلحاج ثنائيا رائعا. حليش يتدرب بصفة طبيعية ويؤكد استعداده للقاء تدرب صخرة دفاع المنتخب الوطني رفيق حليش رفقة زملائه اللاعبين بصفة طبيعية في الحصة التدريبية التي برمجت أمس في توقيت اللقاء، وعكس ما كان ينتظره الجميع بإجراء حليش لبرنامج خاص قصد التعافي من الإصابة التي تعرض إليها على مستوى الكاحل نهائيا، فقد كان اللاعب يتدرب بشكل طبيعي وهو ما ارتاح له المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة الذي سيجد أمامه عدة خيارات في الخط الخلفي قد تساعده على توظيف حليش رفقة بوڤرة في محور الدفاع. المصورون فقط داخل أرضية الميدان على الرغم من أن الحصة التدريبية كانت مفتوحة أمام الجميع من أجل حضورها ومتابعة أطوارها، إلا أن الطاقم الفني ل”الخضر“ منح تعليمات صارمة بألا يسمح لأي طرف بالدخول إلى أرضية الميدان ما عدا المصورين الذين كانوا في الملعب وسمح لهم التواجد على هامش المستطيل الأخضر، والبقية تابعوا اللقاء من وراء الشباك أو في المدرجات، وحتى رئيس الاتحادية روراوة لم تطأ قدميه أرضية الميدان. التلفزيون الجزائري بذل مجهودات جبارة لنقل اللقاء يقوم الطاقم التقني والصحفي للتلفزيون الجزائري المتواجد في إفريقيا الوسطى بمجهودات جبارة من أجل تغطية تواجد “الخضر“ في “بانڤي“، بالإضافة إلى أنهم يعملون على قدم وساق من أجل السهر على النقل الحي للقاء عشية اليوم. ويأتي على رأس الصحافيين سامي نور الدين الذي سعى جاهدا من أجل الحصول على الإشارة التقنية للنقل المباشر، وهو ما كان لهم في نهاية المطاف بفضل المجهودات التي بذلوها هنا في “بانڤي“. الحصة دامت ساعة و10 دقائق فقط لم تدم الحصة التدريبية للاعبي المنتخب الوطني التي جرت أمس إلا ساعة وعشر دقائق، ما يعني أن هذه الحصة كانت خفيفة وأراد من خلالها المدرب عبد الحق بن شيخة أن يبقي لاعبيه في لياقتهم العالية ولا يرهقهم بالعمل الشاق عشية اللقاء الهام أمام إفريقيا الوسطى. وجرت الحصة التدريبية في ظروف جيدة مع جاهزية عالية للاعبين الذين شاركوا كلهم فيها، ما أراح كثيرا المدرب الوطني الذي يملك خيارات عديدة في مختلف المناصب. التدريبات جرت في حماس كما جرت عليه العادة دائما في تدريبات المنتخب الوطني، فإن الحماس دائما موجود بين اللاعبين الذين يريدون أن يضفوا على عملهم بعض الحيوية حتى يتغلبوا على درجة الحرارة وعوامل أخرى مؤثرة بالإضافة إلى الرطوبة والضغط الذي يزداد من ساعة إلى أخرى قبل انطلاق اللقاء. وكانت الأجواء عائلية بين اللاعبين ما يبشر بالخير قبل هذا اللقاء المنتظر أمام إفريقيا الوسطى. وجدية كبيرة في العمل من خلال تواجدنا في تدريبات المنتخب الوطني، وقفنا على جدية كبيرة لدى اللاعبين في العمل وهم الذين أكدوا لنا من خلال مختلف تصريحاتهم أنهم واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم قبل هذا اللقاء المصيري. وما وقفنا عليه من خلال هذه الحصص الأخيرة، فإن أشبال بن شيخة غيّروا كثيرا في طريقة عملهم عكس ما كان عليه الحال من قبل مع سعدان وغابت “الدقايشات” ومختلف التصرفات التي كان يقوم بها غزال ورفاقه. 4 كاميرات لتغطية اللقاء ستكون هناك أربع كاميرات تلفزيونية ستسهر على نقل مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره إفريقيا الوسطى. وعلى الرغم من بعد المسافة، إلا أن الجماهير الجزائرية سيكون باستطاعتها متابعة هذا اللقاء على المباشر على التلفزيون الجزائري الذي سهرت بعثته على نقل كل صغيرة وكبيرة في انتظار البث الحي اليوم ابتداء من الساعة الثالثة زوالا العودة ستكون في منتصف الليل مباشرة بعد انتهاء لقاء منتخبنا الوطني عشية اليوم أمام إفريقيا الوسطى، فإن اللاعبين سيعودون إلى الفندق من أجل حزم أمتعتهم وتناول وجبة العشاء لتكون العودة إلى الجزائر في رحلة خاصة وفي الطائرة التي أقلّت الوفد إلى “بانڤي“ على أن يكون الإقلاع في تمام منتصف الليل على أن تدوم الرحلة حوالي 5 ساعات ما يعني أن الوصول سيكون على الخامسة فجرا إلى مطار هواري بومدين. الاتحادية تدخلت لمساعدة التلفزيون تدخل رئيس الاتحادية الوطنية محمد روراوة لمساعدة بعثة التلفزيون الجزائري في إفريقيا الوسطى، وهذا بعدما طالبت الاتحادية المحلية من الجانب الجزائري دفع 1500 دولار من أجل الحصول على موقع التصوير في الملعب. وبما أن التلفزيون الجزائري يملك حقوق النقل المباشر لهذه المباراة، فإن صحفيي التلفزيون الجزائري رفضوا دفع هذه القيمة المالية المبالغ فيها فتدخل روراوة وحسم الأمور وسمح بذلك للتلفزيون الجزائري بأخذ مواقع التصوير والعمل بكل ارتياح.