يعتبر جان كارلو أنتونيوني أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم المدرسة الإيطالية، وقد تألق بشكل ملحوظ مع منتخب بلاده الفائز بكأس العالم 1982 في إسبانيا، البطاقة الفنية الاسم واللقب: جان كارلو أنتونيوني تاريخ ومكان الازدياد: 01 أفريل 1954 مركز اللعب: وسط ميدان المشوار الاحترافي: 1970-1972 أستي ماكوبي (إيطاليا)، 1972-1987 فيورنتينا، 1987-1989 لوزان السويسري. السجل الذهبي: كأس العالم 1982، كأس إيطاليا مع فيورنتينا 1975 وكذلك مع فيورنتينا الذي بقي وفيا له طوال 15 عاما برغم تلقيه عروضا من أكبر الأندية الإيطالية والأوروبية. وفي هذا الحوار الذي خصّنا به في موناكو، أين كرّم من قبل ڤولدن فوت (GoldenFoot) أعرب عن إعجابه بالمردود الطيب للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم وخاصة في مباراته أمام المنتخب الإنجليزي، كما تطرق إلى نقاط أخرى في غاية الأهمية... في البداية، أهنئك بمناسبة تكريمكم من قبل ڤولدن فوت... شكرا جزيلا، فأنا في غاية السعادة. ذلك لأنني لم أكن أتوقع أبدا أن يدرج اسمي ضمن قائمة الذين أبهروا عشاق كرة القدم مثل مارادونا، زيدان، دي ستيفانو، رومينيڤي، كوبا، فونتين، زيكو، روماريو، جورج وياه وغيرهم من عمالقة الرياضة الأكثر الشعبية في العالم، وفضلا عن التكريم الذي أشرتم إليه فقد كنت سعيدا أيضا بلقاء أبطال كبار أمثال الألماني بيكمباور والبرازيلي دونڤا والمكسيكي هوڤو سانشيز. وما رأيك في نيل توتي جائزة ڤولدن فوت؟ فرانتشيسكو توتي يستحق هذا التتويج وكنت سباقا إلى تهنئته. فهو صاحب إنجازات باهرة مع روما وبطل العالم مع المنتخب الإيطالي في دورة 2006 بألمانيا. ولأن انتخابه جاء من قبل إعلاميين رياضيين من القارات الخمس وكذا من الجمهور الرياضي من مختلف أنحاء العالم فهذا يعني أن قائد روما أهل بامتياز لمثل هذا التتويج. ماذا يعرف أنتونيوني عن الكرة الجزائرية؟ لا أدّعي أنني أعرف الكثير عن الكرة الجزائرية ولكن لا أجهل أن بلدكم مهد لمواهب كثيرة، وأذكر الآن المفاجأة المدوية التي فجرها في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا. ولأنني أحرزت كأس العالم في تلك الدورة بالذات، فمن الطبيعي أن كل ما حدث آنذاك يبقى راسخا في ذهني. وأعرف أيضا ماجر الذي تألق لفترة طويلة مع بورتو كان على وشك الانضمام إلى الإنتير، ولا أجهل أن زيدان الذي صنع مجد الكرة الفرنسية حين قادها إلى التتويج بكأس العالم وكأس أوروبا هو من أصل جزائري، وفضلا عن كل هذا فقد أتيحت لي الفرصة لأن أتعرف على المنتخب الجزائري في بعض المناسبات. وما هي هذه المناسبات؟ لقد شاهدت عن قرب المنتخب الجزائري العام الماضي في كوفيرتشانو حين أجرى تربصه استعدادا للمباراة أمام المنتخب المصري المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، ولأنني أسكن في فلورنسا وأعمل في مركز كوفيرتشانو ضمن الطاقم الفني المشرف على منتخبات الفئات الصغرى، فقد كان من الطبيعي أن أتعرف عن قرب على المنتخب الجزائري وأتابع أخباره بعد ذلك، وقد فرحت لتأهله إلى كأس العالم، ويبدو أن التربص عندنا في كوفيرتشانو كان فأل خير على منتخب بلادكم (يضحك). هل شاهدت مبارياته في نهائيات كأس العالم؟ شاهدت مباراته أمام المنتخب الإنجليزي ولقطات من مقابلتيه أمام سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية. أعتقد أن المنتخب الجزائري قدم مردودا ممتازا أمام تشكيلة فابيو كابيلو التي كانت ضمن قائمة المنتخبات المرشحة للتتويج بكأس العالم. وما الذي أثار انتباهك فيه؟ أذكر أن المنتخب الجزائري كان يلعب بإرادة قوية وعزيمة أقوى. وبدا لي وكأنه استعد كما ينبغي للمونديال ولذلك لم يكتف بالصمود أمام المنتخب الإنجليزي وإنما وقف أمامه ندا قويا، بل كان قادرا في أكثر من مناسبة على مفاجأته بهدف. ولو حصل ذلك فلا شك أن المنتخب الإنجليزي كان سيرتبك لأنني أعتقد أن الإنجليز لم يكونوا يتوقعون ذلك المردود الطيب من الجزائريين. وما لفت انتباهي أيضا أن المنتحب الجزائري كان يدافع جيدا ويخرج الكرة من منطقته بطريقة جيدة، وأذكر أنني في نهاية المباراة استخلصت أن اللاعب الجزائري مثل اللاعب الإيطالي ومعظم اللاعبين في البلاد المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، يهوى التحديات ولا يخيّب الآمال في المواعيد الكبيرة. ومن هم اللاعبون الذين أثاروا انتباهك آنذاك؟ أول من أذكره هو الحارس الذي تألق بشكل ملحوظ، في تلك المباراة وكذلك اللاعب الذي يشبه كانافارو (يقصد مجيد بوڤرة)، ولكن ما أود التأكيد عليه هو أن المنتخب الجزائري كان قويا أمام المنتخب الإنجليزي وذلك في خطوطه الثلاثة ولكن مع علامة خاصة لخطي الدفاع ووسط الميدان. ولكن المنتخب الجزائري لم يسجل أي هدف في المباريات الثلاث. كل شيء ممكن في كرة القدم. وما أذكره أن المنتخب الجزائري لم يكن سيئا في نهائيات كأس العالم، ولعلكم في الجزائر شاهدتم كيف خرج المنتخب الإيطالي حامل اللقب من مونديال جنوب إفريقيا، إنها كرة القدم فقد تعطيك أحيانا بلا حساب، وتشح أحيانا أخرى حتى تريك الأمرّين. ما رأيك في الجزائريين المحترفين في إيطاليا؟ أول من أذكره هو مراد مغني صاحب الإمكانات الفنية الباهرة، والذي توقع له الفنيون بمستقبل زاهر منذ وصوله إلى بولونيا قبل أكثر من عشر سنوات، ولكن الإصابات لم ترحمه، ولعل الذين لقبوه آنذاك ب “زيزو الصغير“ لم يلقبوه من باب المجاملة وإنما بالنظر إلى موهبته وذكائه في اللعب، وما لا شك فيه أن الفرصة مازالت أمامه كي يتألق على أعلى مستوى. وماذا تقول عن غزال؟ أعتقد أنه كان أحد أفضل اللاعبين في سيينا خلال الموسم الماضي، وأذكر أنه سجل أهدافا جميلة وتألق في عدة مباريات. ولذلك فبرغم سقوط فريقه إلى القسم الثاني إلا أنه حافظ على مركزه في القسم الأول بانضمامه إلى باري، وها هو يحقق معه نتائج معتبرة منذ بداية الموسم، وما يعجبني أكثر في غزال إصراره وكفاحه دون كلل ولا ملل طوال المباراة. وما رأيك في مصباح؟ لم أشاهده إلا في مناسبات قليلة، ولكن تحقيقه الصعود مع ليتشي دليل قاطع على إمكاناته، لأن بطولة القسم الثاني في الكالتشو ليست ضعيفة وانتزاع تأشيرة الصعود فيها ليس بالأمر الهين. وماذا تقول عن يبدة المنضم إلى نابولي؟ لا يمكنني أن أعطي رأيا فيه لأنني لم أشاهده إلا في بعض اللقطات من المباراة التي جرت بين نابولي وروما، ولكن استقدامه من قبل ناد كبير في حجم نابولي الذي يكافح على أكثر من جبهة هذا الموسم يعني أنه صاحب إمكانات كبيرة وإشراكه في المباراة التي أشرت إليها بالذات لدليل على الآمال المعلقة عليه من قبل المدرب. لنتطرّق إلى مشوارك، بعد إحرازك كأس العام مع المنتخب الإيطالي 1982 واصلت اللعب مع فيورنتينا برغم تلقيك عروضا من أندية كبيرة، ألم تندم بعد ذلك؟ أبدا، وأقول لك اليوم إنني حتى لو فزت بكأس العالم مرة ثانية لبقيت وفيا لفيورنتينا. ذلك لأن فيورنتينا لم يكن بالنسبة إلي مجرد ناد أدافع عن ألوانه مقابل أجرة وإنما أسرة أنتمي إليها، ومدينة (فلورنسا) يطيب العيش فيها وبين أهلها. ولكن مع فيورنتينا لم تفز إلا بلقب واحد طوال 15 سنة كاملة. أؤكد أنني لم أندم أبدا على وفائي لفيورنتينا. صحيح أنني لم أحرز إلا لقبا واحدا، وهي كأس إيطاليا عام 1975 إثر الفوز أمام ميلان (3-2) في مباراة مثيرة مازلت أذكر بعض أطوارها إلى اليوم، ولكني فزت بما هو أهم وأفضل في رأيي، وأعني به حب كل سكان فلورنسا وتقديرهم. صدّقني حين أتجوّل في المدينة وأرى في أعين الناس ما يكنّونه لي من احترام وعرفان أقول في نفسي إن هذه المشاعر تساوي عدة ألقاب هامة. بماذا يود أنتونيوني أن يختم هذا الحوار؟ شكرا جزيلا على إتاحتي الفرصة للحديث إلى الجمهور الرياضي في الجزائر. وفي هذه المناسبة السعيدة في موناكو حيث تم تكريمي من طرف “ڤولدن فوت“. تحياتي الحارة لكل ممارسي وهواة كرة القدم في الجزائر، وبالتوفيق لمنتخب بلادكم.