يحتل الدولي الإيطالي السابق أنتونيو كابريني مكانة مرموقة في تاريخ “الكالتشو“ بفضل سجله الحافل بالألقاب مع منتخب بلاده، حيث كان أحد أبرز صانعي التتويج بكأس العالم 1982 وكذا بتألقه مع جوفنتوس 13 سنة كاملة، في هذا الحوار الذي خصنا به يذكر كابريني النتائج الرائعة للمنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا ويشير إلى أن غزال ورفاقه قادرون على تفجير أكثر من مفاجأة من جنوب إفريقيا. وأعرب كابريني عن أسفه الشديد لغياب المايسترو مراد مغني، الذي يعرفه جيدا، عن الدورة. كما تطرق إلى عدة نقاط أخرى كلها هامة. “الجزائر التي أنجبت أبطالا مثل زيدان وماجر لا بد أن تعود بقوة“ “الجزائر محفزة للاستماتة في المونديال“ “مصباح يحسن اللعب في الدفاع وفي وسط الميدان، وهو قادر على التكيف بسرعة مع عدة خطط” قبل أيام قليلة ينطلق المونديال، في ماذا يفكر كابريني الفائز بكأس العالم 1982؟ التتويج بكأس العالم إنجاز وحدث مميز في حياة اللاعب لا يستطيع أن لا يفكر فيه حتى وإن حاول ذلك، خاصة مع اقتراب نهائيات كأس العالم في مثل هذه الأيام حيث أن صور وأحداث مونديال 1982 تعود حية إلى الذاكرة بفضل البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي أدعى للمشاركة فيها فضلا عن الحوارات الصحفية، وهي كلها فرصة أعود من خلالها إلى أهم وأبرز محطة في مشواري الرياضي وفي حياتي كلها. وما هي الصورة التي تذكرها أكثر من مونديال 1982؟ لا شك أنها لحظات استلامنا كأس العالم إثر فوزنا أمام المنتخب الألماني في مباراة النهائي (3-1) ثم الدورة الشرفية تحت الهتافات المدوية لجمهورنا في ملعب سانتياڤو بيرنابيو، إنها صور رائعة لا تنسى أبدا. ولكنك ضيّعت ركلة جزاء حين كانت نتيجة المقابلة مازالت سلبية (0-0)؟ لم أنس أنني صيّعت ركلة جزاء، ولكن ذلك لم يؤثر فيّ إطلاقا ولا في زملائي بدليل أن مردودنا ارتفع بعد ذلك من حيث الوتيرة والفعالية، وأحرزنا ثلاثة أهداف كاملة في مرمى المنتحب الألماني، بطل أوروبا حينها والذي كان يتصدر قائمة المرشحين للتتويج باللقب العالمي. وما أود الإشارة إليه هو أن الإخفاق في محاولة أمر عادي في أي مباراة، ولكن بعض الإعلاميين يذكرون ركلة الجزاء التي أشرت إليه وينسوا أنني أحرزت الهدف الثاني في المقابلة التي فزنا بها أمام الأرجنتين (2-1). على ذكر المنتخب الألماني، هل تذكر أن المنتخب الجزائري فاز عليه في ذلك المونديال؟ أذكر ذلك جيدا وقد كان في الدور الأول، كما أذكر أن المفاجأة كانت مدوية لأن المنتخب الألماني كان يضم في صفوفه لاعبين بارزين وكان مرشحا من قبل الخبراء للتتويج باللقب، وكان قويا بدليل أنه لم يخسر إلا المباراة الأولى أمام المنتخب الجزائري ومقابلة النهائي أمامنا. وهل تذكر لاعبين جزائريين من مونديال 1982؟ لم أكن أعرف أي لاعب من منتخب بلادكم المشارك في نهائيات كأس العالم 1982، ولكن بعد ذلك عرفت رابح ماجر الذي تألق مع بورتو البرتغالي حيث فاز معه بكأس رابطة الأبطال الأوروبية (1987) وأعرف أنه كان يحلل المباريات في قناة الجزيرة التي حللت فيها مقابلات جوفنتوس في مسابقة كأس رابطة الأبطال الأوروبية قبل أن يقصى من قبل بايرن ميونيخ، كما أعرف أن زين الدين زيدان الذي قاد فرنسا إلى الفوز بكأس العالم 1998 من أصل جزائري، ولأنه تألق مع جوفنتوس ونفعها كثيرا فمن الطبيعي أن أكون من المعجبين به طالما أن “اليوفي” هو فريقي المفضّل باعتبار أنني عشت معه أحلى وأهم مرحلة في حياتي وفزت معه بكل الألقاب في المنافسات الإيطالية والأوروبية. كيف تتوقع مشاركة المنتخب الجزائري في المونديال المقبل؟ أعرف أن المنتخب الجزائري شرع في الإعداد مبكرا للمونديال، وهذا عامل هام ومفيد. كما أنني أعرف الطريقة التي تأهل بها حين لعب مباراة فاصلة بعدما حافظ على حظوظه في المقابلة التي جرت في القاهرة والتي أسالت الكثير من الحبر للأسباب المعروفة، كل هذا من شأنه أن يحفز اللاعبين على الاستماتة في مباريات المونديال وتحقيق نتائج طيبة. ولكن سمعت منذ قليل أن مراد مغني لن يشارك... ما رأيك بعد سماعك الخبر؟ تأسفت كثيرا لأنني أعرف مراد مغني جيدا منذ وصوله إلى بولونيا، النادي الذي تربطني به علاقة مميزة لعدة أسبابها من بينها أنني أنهيت فيه مشواري الاحترافي عام 1991. وأذكر مثل كل مسؤولي النادي والأنصار أنه أثار انتباه الفنيين الذين لقبوه حينا ب”زيزو الصغير” أو خليفة زيدان، وأود أن أشير بشأن هذه النقطة إلى أن هذا اللقب لم يطلق عليه لأنه من أصل جزائري مثل زين الدين الذي قاد المنتخب الفرنسي إلى الفوز بكأس العالم، وإنما نتيجة لموهبته التي كانت بارزة في بداية مشواره والتي تأكدت منها بعد ذلك من خلال ألقاب قاد إليها أشبال بولونيا ومنتخب فرنسا لفئة أقل من 17 عاما، وقد تألق بعد ذلك مع الفريق الأول ولكن الذي حدث أنه تعرض إلى عدة إصابات حرمته من تفجير موهبته وكل إمكاناته الفنية. وهل كنت تعرف أنه ساهم في تأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم؟ كنت أعرف لأن الصحف نشرت خبر انضمامه إلى المنتخب الجزائري في حينه، ولأنني كنت أعرفه فقد تابعت أخباره بعد ذلك، ولكن الآن ما يهم هو أن يسترجع عافيته وكل إمكاناته، لأن فرص التألق ما زالت أمامه كثيرة طالما أنه ما زال صغيرا. نعود إلى المنتخب الجزائري، هل تعتقد أنه قادر على المرور إلى الدور الثاني؟ سأكون صريحا معك ومع قراء صحيفتكم، مهمة المنتخب الجزائري لم تكن سهلة بالمرة، فمن الخطأ الاعتقاد أن بعض المنتخبات ستكتفي بشرف المشاركة، ولذلك أرى أنه من الضروري على المنتخب الجزائري ألا يعتقد على سبيل المثال أن المقابلة الأولى أمام سلوفينيا ستكون سهلة، أو المباراة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن كسب نقاط المباراة الأولى فإن حظوظه سترتفع كثيرا، أما المواجهة أمام المنتخب الإنجليزي فإنها ستكون الأصعب ليس لأن مدربها هو مواطني فابيو كابيلو ولكن لأن الفريق يضم لاعبين ممتازين ولهم رغبة قوية في الذهاب بعيدا في المنافسة. هل تعرف لاعبين آخرين في المنتخب الجزائري غير مراد مغني؟ أعرف عبد القادر غزال - المحترف مع سيينا - والذي لعب موسما طيبا رغم سقوط فريقه إلى القسم الثاني، لقد كافح كثيرا من أجل بقاء سيينا ضمن قسم الأضواء وأحرز أحيانا أهدافا رائعة ويكفيه هذا فخرا، وأعتقد أن سقوط فريقه إلى القسم الثاني لا يقلل من قيمته في شيء، ولا أعتقد أنه سيجد صعوبة في الانضمام إلى أحد الأندية من القسم الأول. وماذا تقول عن جمال مصباح؟ أعتقد أنه لا يختلف اثنان على أنه ساهم بقسط وافر في وصول ليتشي إلى تصدر ترتيب القسم الثاني حيث أصبح المرشح الأول للصعود إلى القسم الأول، إذ تكفيه نقطة واحدة في مباراة الجولة الأخيرة على أرضه حتى يودع القسم الثاني ولعل ما يبرز أهمية ومكانة مصباح في الفريق هو استنجاد المدرب به في مباراة الأحد الماضي أمام فيتشينزا رغم أن اللاعب كان في تربص مع المنتخب الجزائري، ومن ميزاته البارزة أنه يحسن اللعب على الجهة اليسرى في الدفاع وفي وسط الميدان، ما يعني أنه قادر على التكيف بسرعة مع عدة خطط. وأتصوّر أنه بعد تألق مغني، غزال ومصباح، فإن طريق “الكالتشو“ أصبح مفتوحا أمام اللاعبين الجزائريين، وقد لاحظت أن لديكم في المنتخب لاعب يشبه كثيرا كانافارو (يقصد بوڤرة) وهو لاعب ممتاز ويبدو أنه صاحب تجربة لأنه يلعب بثقة في النفس. وأضيف أنني كنت وما زلت أعتقد أن الجزائر التي أنجبت أبطالا مثل زيدان ورابح ماجر لا بد أن تعود إلى المنافسات الدولية بقوة، بل كنت أعتقد وإلى وقت قريب أن الدولي الفرنسي تريزيڤي هو أيضا من أصل جزائري، وربما كان اعتقادي ذلك بسبب العلاقة الجيدة بينه وبين زيدان. هل ترشح المنتخب الإيطالي للحفاظ على اللقب في مونديال جنوب إفريقيا؟ أعتقد أن مهمته ستكون أصعب مما كانت عليه قبل 4 سنوات في ألمانيا، ولكنه يبقي ضمن قائمة المرشحين التي يتصدرها كالعادة المنتخب البرازيلي، ثم المنتخب الأرجنتيني خاصة في حال تألق ميسي بالطريقة التي نعرفه بها في برشلونة وكذا تألق ميليتو بالفعالية التي قاد بها فريقه الإنتير إلى حصد كأس وبطولة إيطاليا وكأس رابطة الأبطال الأوروبية، ثم منتخبي إسبانيا وإنجلترا. هل تتوقع مفاجآت في المونديال؟ لا شك أن المفاجآت ستكون كثيرة وأتوقع أن مفجريها ستكون المنتخبات الإفريقية وأنتظرها على وجه الخصوص من منتخبات الجزائر وكوت ديفوار والكامرون. كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟ تحياتي إلى الجمهور الرياضي في الجزائر مع تمنياتي لمنتخبكم بالتوفيق في المونديال وأؤكد تفاؤلي بمروره إلى الدور الثاني وربما إلى أبعد من ذلك لم لا؟ خاصة إذا انطلق في المنافسة بالطريقة التي بدأ بها نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا. ------------------------- البطاقة الفنية الاسم واللقب: أنتونيو كابريني تاريخ ومكان الازدياد: 8 أكتوبر 1957، كريمونا (إيطاليا) لوزن والقامة: 1.78م. 72 كلغ. مركز اللعب: مدافع أيسر المشوار الاحترافي: كريمونا 1973-1975، أتالانتا 1975-1976، جوفنتوس 1976-1989، بولونيا 1989-1991. لمشوار الدولي: شارك مع المنتحب الإيطالي في 73 مباراة وسجل 9 أهداف. السجل الذهبي: كأس العالم مع المنتخب الإيطالي 1982، بطولة إيطاليا 6 مرات مع جوفنتوس 1977، 1978، 1981، 1982، 1984، 1986، كأس إيطاليا مرتين 1979 و1983، كأس الاتحاد الأوروبي 1977، كأس أوروبا الممتازة 1984، كأس الأندية البطلة 1985 (لم تكن تسمى كأس رابطة أبطال أوروبا حينها)، كأس ما بين القارات 1985.