يحظى باليوكا، الدولي الإيطالي السابق بشعبية واسعة لدى كل الإيطاليين، نظرا لتألقه المميز مع منتخب بلاده لفترة طويلة وخاصة في دورتي نهائيات كأس العالم 1994 و1998، وكذا مع فرق سمبدوريا، الإنتير وبولونيا، حيث يعتبرونه أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ الكالتشيو، في هذا الحوار الذي خصّنا به أعرب باليوكا عن اعتقاده الراسخ أن المنتخب الجزائري سيحقق نتائج طيبة في المونديال نظرا لإمكانات لاعبيه وخص بالذكر مراد مغني الذي تربطه به علاقة مميزة كشف لنا عن جوانب منها كما تطرّق معنا إلى مواضيع أخرى هامة. شكرا على إتاحتنا الفرصة لإجراء هذا حوار؟ لا شكر على واجب، ثم إنني سعيد بالحديث إلى صحافي جزائري كلف نفسه عناء البحث عني برغم أنني صرت شبه متقاعد بعد أن وضعت حدا لمشواري الاحترافي منذ حوالي 4 سنوات. وأود أن أشير إلى أنه حين كنت في الطريق إلى الموعد تذكّرت بعض النقاط، عن الكرة الجزائرية... يسعدنا كثيرا أن نسمع كلاما عن الكرة الجزائرية من بطل في مستواك، ولكن ماذا تذكرت بالذات؟ أول ما تذكرته هي المفاجأة التي فجرها المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا إثر فوزه أمام المنتخب الألماني (2-1). و قد كان حدثا مدويا بحق ذلك لأنني لم أكن أعرف أي شيء عن الكرة الجزائرية، والتغلب على ألمانيا، بطل أوروبا آنذاك لم يكن بالأمر الهين، خاصة وأن المنتخب الجزائري لم يكن لديه لاعبون معروفون. ولأن المنتخب الإيطالي أحرز كأس العالم في الدورة ذاتها فمن الطبيعي أن يبقى إنجاز الجزائر في تلك الدورة راسخا في ذهني. وأشير إلى أنني قبل نحو سنتين كنت على وشك أن أصبح زميلا لواحد من أولئك الجزائريين الذين كانوا أبطال الفوز أمام ألمانيا. من تقصد بالضبط؟ ما كنت أود الإشارة إليه هو أنه قبل فترة تلقيت عرضا للعمل في قناة “الجزيرة الرياضية“ وقد قيل آنذاك إن رابح ماجر هو أحد أبرز المعلّقين على مباريات البطولات الأوروبية، ولكن الجهة التي قدّمت لي العرض قطعت الاتصال، وعرفت بعد ذلك أنه تم الاتفاق مع صديقي “تشيزاري مالديني“ و“أليساندرو ألتوبيلي“. هل عرفت جزائريين آخرين؟ عرفت مراد مغني، بل أؤكد أنني أعرفه جيدا وذلك لأننا لعبنا سويا عدة سنوات في بولونيا، وإلى اليوم مازلت أتابع أخباره عن طريق ما تكتبه عنه وسائل الإعلام. وقد فرحت له كثيرا عندما علمت أنه سيشارك في نهائيات كأس العالم مع المنتخب الجزائري، فهو لاعب ممتاز وعلاقتي طيبة جدا به، ولذلك ومن أجله فإنني سأناصر المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم، وذلك بالإضافة إلى المنتخب الإيطالي. وماذا تعرف عن مغني؟ لقد عرفت مراد مغني حين كان في بداية مشواره الرياضي. وأذكر أن سنه كان آنذاك لا يتجاوز 16 عاما عندما انضم إلى فئة الأشبال في نادي بولونيا. وحينها كنت الحارس الأساسي لفريق الأكابر، غير أنني عرفته نظرا لموهبته التي أبهر بها مسؤولي وفنيي النادي. وقد تعارفنا أكثر وأفضل فيما بعد إثر انضمامه إلى فريق الأكابر. وماذا تذكر عنه؟ أذكر عن مغني ما يذكره كل أهل ومسؤولي بولونيا. يعني أنه صاحب موهبة نادرة بدليل أنه لقب آنذاك ب “زيزو الصغير“ نظرا لما كشف عنه من إمكانات فنية هائلة أعادت إلى أذهان الناس بطل العالم زيدان باعتبار أنه أيضا من أصول جزائرية. ولكن أضيف شيئا آخر أراه في غاية الأهمية وهو أن مغني ترك انطباعا طيبا لدى مسيّري النادي وأهل مدينة بولونيا بفضل أخلاقه العالية في الملاعب وخارجها. كيف تذكر مردوده في السنوات التي لعبتما فيها سويا في بولونيا؟ لقد كان مردوده رائعًا في مباريات كثيرة، وخاصة في بعض المواجهات أمام الفرق الكبيرة. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر مباراة أمام جوفنتوس تألق فيها بشكل ملحوظ، وأخرى أمام روما، وذلك ما جعله محل اهتمام أكبر الأندية في تلك الفترة. ولكنه واصل مشواره الاحترافي مع بولونيا... أعتقد أن السبب الرئيسي في عدم انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة آنذاك يعود إلى الإصابات الخطيرة التي تعرض إليها أكثر من مرة. وحين سقط بولونيا إلى القسم الثاني في نهاية موسم 2005-2006، انتقل إلى نادي “سوشو“ الفرنسي غير أنه عانى من المشكل ذاته ، أي كثرة الإصابات. وأذكر أنه عندما عاد إلى بولونيا لم يلعب إلا موسما واحدا انتقل بعده إلى “لازيو“. وكيف تتوقع أن يكون مردوده مع المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم؟ لا يراودني أدنى شك في أنه سيقدّم مردودا راقيا لو يتمتع بكامل إمكاناته البدنية، خاصة أنه صاحب تجربة معتبرة في المنافسات الدولية مع “لازيو“ وقبل ذلك مع منتخبات فرنسا للفئات الصغرى. حيث فاز بكأس العالم لفئة أقل من 17 عاما في ذات الفترة التي انضم فيها إلى فريق الأكابر لبولونيا. وماذا ترى بشأن المنتخب الجزائري؟ أظن أن المنتخب الجزائري الغائب عن المنافسات الدولية لمدة طويلة سيحرص على إحراز نتائج طيبة. ولذلك أتوقع أنه سيحدث أكثر من مفاجأة، خاصة أن معظم لاعبيه محترفون في أوروبا، ما يعني أنهم يعرفون كيف يتعاملون مع ما تفرضه عليهم مباريات هامة. هل تعتقد أنه بإمكان المنتخب الجزائري أن يمر إلى الدور الثاني؟ أعتقد ذلك، لأنه باستثناء المنتخب الإنجليزي الذي أعتبره أحد أبرز المرشّحين للتتويج باللقب فإن المنتخب الجزائري قادر على أن يحصد نقاطا في مقابلتيه أمام منتخبي سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية، نقاط ستؤهله إلى الدور الثاني. هل تعرف لاعبين آخرين غير مراد مغني؟ لا أعرف إلا غزال لكونه يلعب في البطولة الإيطالية التي أتابع كل تفاصيلها وأعلق على مبارياتها في قناة تلفزيونية. غزال يقدّم خدمات كبيرة لسيينا، بل إليه يعود الفضل في بقاء حظوظ الفريق في القسم الأول نتيجة لتألقه في مقابلات كثيرة وإحرازه أهدافا رائعة فضلا عن كونها هامة. وماذا تقول عن جمال مصباح؟ مصباح أضحى أحد أبرز اللاعبين في ليتشي وهو يساهم في صعوده إلى القسم الأول. ولأنني أعرف صرامة مدربه دي كانيو، فأعتقد أنه ما كان له أن يفتك مكانا في التشكيلة الأساسية لو لم يكن صاحب إمكانات كبيرة ومنضبطا في الحصص التدريبية. ما هي المنتخبات التي ترشّحها للفوز بكأس العالم؟ ذكرت قبل قليل المنتخب الإنجليزي، وأضيف إليه منتخبات إسبانيا، البرازيل، الأرجنتين، وإيطاليا. ما هي أكبر مفاجأة تتوقّعها في المونديال المقبل؟ لأول مرة تستضيف إفريقيا نهائيات كأس العالم، ولا أستبعد أن تكون المفاجأة وصول منتخب من القارة السمراء إلى الدور نصف النهائي، وقد يكون المنتخب الجزائري هو من “يفعلها”. بماذا تود أن نختم الحوار؟ أبارك للجمهور الجزائري تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم، وأتمنى التوفيق للاعبين وخاصة إلى صديقي مراد مغني.، وأغتنم هذه الفرصة الطيبة التي تمنحني إياها “الهدّاف” لأبعث إليه سلاما حارا وتحياتي القلبية، وأقول له: “هل مازلت تذكر، يا مراد، الفترة الطيبة التي قضيناها في بولونيا ؟ حظ سعيد في المونديال، وأنا وكل من عرفوك وأحبوك في بولونيا سنكون إلى جانبك بتشجيعاتهم“. البطاقة الفنية الاسم واللقب : جان لوكا باليوكا تاريخ ومكان الازدياد : 18 ديسمبر 1966 القامة والوزن : 1،90م، 87 كلغ المشوار الاحترافي : سمبدوريا 1987-1994، الإنتير 1994-1999، بولونيا 1999-2006، أسكولي 2006-2007 السجل الذهبي : بطولة إيطاليا 1991 مع سمبدوريا، كأس إيطاليا 3 مرات مع سمبدوريا 1988، 1989، 1994. المشوار الدولي : لعب مع المنتخب الإيطالي في 39 مباراة، وشارك معه في نهائيات كأس العالم مرتين، 1990 المرتبة الثالثة، و1994 المرتبة الثانية.