كثر الحديث عن ندرة خرجاتك الإعلامية بعد انسحابك من تدريب المنتخب الوطني، فإلى ماذا ترجع ذلك ؟ حتى أكون واضحا في هذا الشأن، فإنني لأول مرة أجري حوارات لوسائل الإعلام منذ استقالتي من تدريب المنتخب الوطني، حيث لم أدل بأي تصريحات لوسائل الإعلام الجزائرية، وأتأسف كثيرا من تصرفات بعض الجرائد التي نسبت إلي تصريحات لم أدل بها من أساسها. إلى ماذا ترجع هذا الصمت الذي خلّف الكثير من التساؤلات ؟ ليس هناك صمت، فبعد استقالتي كان علي الركون مؤقتا إلى الراحة بعد عمل شاق، حتى أنني لم أحس بطول المدة التي اشتغلت بها على رأس المنتخب الوطني، كما أنه لم يكن لدي أي استعداد للكلام، لأن الفترة التي يمر بها المنتخب الوطني تتطلب الحكمة والرزانة بدلا من اللجوء إلى تصريحات لا جدوى من ورائها. تعرّضت إلى نقذ لاذع طيلة فترة تواجدك على رأس “الخضر”، إلا أن خرجاتك على القنوات الفضائية ظهرت فيها هادئا ولم ترد على الذين حمّلوك مسؤولية الوضع الذي وصل إليه المنتخب، ما قولك ؟ لا اندفع وراء الكلام الذي يهدم، لأنني أشعر بصعوبة المهمة عندما يتعلّق الأمر بتدريب المنتخب الوطني، وهو ما جعلني في أكثر من مناسبة أدعو إلى التعقل والعمل الجماعي، ربما الذين لم يشتغلوا في هذا المستوى لا يشعرون بثقل المسؤولية، وهو ما يجعلني لا أعير اهتماما خاصة للانتقادات التي لا تستند إلى أسس منطقية وفنية. لو نعود الى خلفيات استقالتك، هل ترى أنها حتمية أو نتيجة قناعة شخصية ؟ الشعب الجزائري على علم بالعمل الذي قمنا به طيلة إشرافنا على المنتخب الوطني، وهو ما يجعلني مرتاحًا من هذا الجانب، خاصة أنني توليت المهمة في ظروف صعبة واجتزنا مراحل شاقة، والحمد لله أنني تركت المنتخب في أجواء أفضل من سابقاتها سواء من حيث الانجازات المحققة بعد عودتنا إلى نهائيات كأس العالم التي غبنا عنها لمدة 24 سنة أو نهائيات كأس إفريقيا التي حرمنا من الظهور فيها في الدورتين السابقتين. نفهم من كلامك أنك راض عمّا حققته طيلة فترة إشرافك ؟ راض تمام الرضا سواء من حيث الانجازات أو المستوى الفني الذي وصل إليه المنتخب الوطني، حيث أشرفت على المنتخب وهو يحتل المرتبة 104 في ترتيب “الفيفا” في الوقت الذي قفز إلى المرتبة 27، وهو إنجاز لم يسبق أن حدث في تاريخ الكرة الجزائرية والإفريقية وبهذه السرعة العملاقة، كما أن خبراء “الفيفا” والكاف أشادوا كثيرا بالمستوى الذي أظهره المنتخب خلال الاجتماع الأخير الذي عقدناه في مصر، وهذا يشرّف الكرة الجزائرية، ويؤكد مسايرتنا للخطوط العريضة التي رسمها خبراء “الفيفا” على ضوء دراستهم لمشاركات مختلف المنتخبات في نهائيات كأس العالم الأخيرة. الكثير أشار أنك أُرغمت على الاستقالة من “الخضر” فماذا ترد بهذه المناسبة ؟ العقد الذي أمضيته مع الاتحادية انتهى في نهاية جوان، وهو ما يجعلني معفى من أي التزام، لكن أمام الفترة الانتقالية التي مر بها المنتخب الوطني توصلنا إلى صيغة مع رئيس الفدرالية لمواصلة المهمة رغم صعوبتها، لأن أي مدرب يقود المنتخب في تلك الفترة يستحيل أن ينجح في مهامه انطلاقا من عدة معطيات منطقية من اللازم على العقلاء والفنيين أخذها بعين الاعتبار. ما هي هذه الاعتبارات ؟ الجميع يعرف الوضعية الصعبة التي مر بها لاعبو المنتخب خاصة في فترة الراحة التي دامت أسبوعين فقط، وتزامن لقاء تنزانيا مع فترة غير مناسبة تماما، وفي هذا الجانب طلبت من الجميع أن يقفوا إلى جانب المنتخب حتى نتجاوز هذه الفترة الانتقالية، لأنه يتطلب الكثير من الصبر حتى يستعيد اللاعبون إمكاناتهم الحقيقية، لكن البعض ربما نسي أننا نملك منتخبا متوسطا يتعيّن أن نساهم في رعايته. وهو ما جعل المهمة تصعب أكثر بدليل التعادل الذي فرض علينا أمام منتخب تنزانيا. حمى الانتقادات تحوّلت إلى خليفتك بن شيخة سواء في خياراته الفنية أو اقتراح تدعيمه بمدرب أجنبي، ما تعليقك ؟ حتى لا أخوض كثيرا في هذه النقطة وتفاديا لكل التأويلات، فقد كان لي لقاء مع بن شيخة، حيث جلسنا مع بعض خلال تواجدنا في مصر وأنا هنا لا أنشر فحوى الحديث الذي جمعنا بقدر ما أؤكد أن كلامنا كان واضحا وصريحا وصب في الجوانب التي تخدم المنتخب الوطني، ولا تنس أن بن شيخة تلميذي، حيث درّسته في المعهد العالي للرياضة. هل نفهم أن البرمجة لم تخدم المنتخب الوطني في لقاء تنزانيا ؟ هذا صحيح، والدليل أنني طرحت هذا الانشغال على خبراء “الفيفا” خلال تواجدي الأخير في مصر، ووقفوا على حجم هذه المشكلة، خاصة أنه يصعب على اللاعبين ضمان استعادة إمكاناتهم في الفترة التي جرى فيها لقاء تنزانيا، خاصة في ظل المشاكل الكثيرة التي مر بها لاعبونا سواء في نوعية التحضير مع أنديتهم أو في تأخر إمضاء البعض لعقودهم، وهو ما جعلهم غير جاهزين لهذا الموعد، وقد أكدت في أكثر من مناسبة على ضرورة التحلي بالصبر، لأن لاعبينا لن يستعيدوا إمكاناتهم إلا بعد عدة أشهر. إذن لم تكن متخوفا من تنزانيا. لم أكن متخوفا تماما لأنني أعرف إمكانات اللاعبين، والذين يقولون أنني كنت خائفا من تنزانيا لم يفهموا ما حدث بالضبط، واللاعبون ليسوا آلات أو ماكينات حتى يظهروا بكامل إمكاناتهم في أي وقت. تعرضت إلى انتقادات العديد من الأطراف بما في ذلك بعض اللاعبين الذين مروا ب “الخضر” ؟ كما قلت ضميري مرتاح، وكل طرف مسؤول عن كلامه، لأن القرارات التي اتخذتها تمت وفق الظروف التي مر بها المنتخب، والحمد لله أن الشعب الجزائري وقف على حجم الانجازات المحققة بصرف النظر عن كل الأطراف التي تهوى سياسة الانتقاد في كل شيء وبأي طريقة. كيف تقيّم تجربتك في الفترة الأخيرة على رأس المنتخب ؟ أعتقد أن الأشياء التي أتيت من أجلها قد حققتها وتجاوزت الطموحات التي كان يطمح إليها البعض، حيث عدنا إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب ربع قرن وأدينا مشوارا مشرّفا في نهائيات كأس إفريقيا ختمناه بالمرور إلى الدور نصف النهائي رغم كل الأحداث التي عرفها لقاؤنا أمام مصر. تقصد طريقة طرد حليش. لا أريد الحديث كثيرا عن هذا اللقاء، حتى لا أساهم في إشعال النار، لكن هناك نوايا خفية من أجل زعزعة التشكيلة خاصة من الناحية الدفاعية، وكان طموحهم منصبّ على طرد إما بوڤرة أو حليش وفي نهاية المطاف حقّقوا غرضهم بطرد حليش الذي لم يكن منطقيا تماما، من أجل تسهيل مهمة المنافس بعد أن وقفوا على الإمكانات الدفاعية للمنتخب، وأجدّد التأكيد أن ما حدث كان لأغراض غير معلومة، والحمد لله أن الشعب الجزائري كان ذكيا واستقبلنا بحرارة رغم هزيمتنا بنتيجة ثقيلة. لو نعود إلى كأس العالم، أنت تتحدث عن العودة إلى هذه المنافسة في حين الكثير يطالب بالمرور إلى أدوار متقدمة.. لسنا كوت ديفوار أو غانا حتى نطمح الى المرور إلى أدوار متقدمة، لأن هذه المنتخبات سجلت مشاركات منتظمة في المدة الأخيرة، عكس منتخبنا الذي عاد إلى الواجهة العالمية بعد 24 سنة، يجب ألا نكون مبالغين في طموحاتنا، حيث أن تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم كان بمثابة المعجزة، لأننا نملك منتخبا متوسطا كان في حاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام بدلا من تضخيم الطموحات بالشكل الذي يساهم في تغليط الشعب الجزائري. لكن المنتخب الوطني كان في رواق جيد للمرور إلى الدور الثاني لو حقق نتيجة إيجابية في لقاء سلوفينيا مثلا.. لا يمكن أن أنفي ذلك، فرغم أننا نملك حظوظا للتأهل إلا أننا يجب أن ننظر إلى الأمور من زاوية إيجابية ونتحدث عن عودة تدريجية للمنتخب الوطني بدلا من المطالبة بقفزة عملاقة في نهائيات كأس العالم، لأن هذا غير منطقي تماما، ولا ننس أن كرة القدم الحديثة أصبحت تلعب على جزئيات حديثة بمقدورها أن تخلق الفارق في أي لحظة. لو نعود قليلا إلى مباراة سلوفينيا، من يتحمّل مسؤولية الخسارة، شاوشي أو غزال ؟ غزال ذبحنا في هذا اللقاء، إثر طرده بعد 5 دقائق فقط من دخوله، لأن خطأ شاوشي يدخل في نطاق الجزئيات التي باتت تخلق الفارق في كرة القدم، وليس هذا الأخير هو الوحيد الذي تلقى هدفا بهذا الشكل في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا خاصة في ظل ارتفاع هذا البلد عن مستوى البحر، وبخصوص طريقة طرد غزال فإن أغلب الأندية التي تعرّض لاعبوها إلى الطرد خسرت في النهاية باستثناء الأروغواي أمام فرنسا الذي عرف كيف يحافظ على النتيجة بلجوئه إلى الدفاع. الكثير اقترح قبل نهائيات كأس العالم تعزيز الطاقم الفني بمساعدين أكفاء، لكن رفضت هذا الطلب، لماذا في رأيك ؟ ما هو الشيء الذي يرغمني على اتخاذ هذا القرار، أعتقد أن البعض يهوى التغيير من أجل التغيير، ويسعون إلى تكرار سيناريو 82 و86، بدلا من الاستمرار في سياسة الاستقرار، أقول للجميع لماذا لم تملوا مقترحاتكم عند مباشرة مهامي على رأس المنتخب، أم أن الرؤية اختلفت واقتنعوا أن الطاقم الفني غير كفء، كنت مرتاحا مع مساعدي اللذين اخترتهما عن قناعة وحققت معهما نجاحات منذ بدء التصفيات، والحمد لله أن البرنامج المسطّر سار في ظروف طبيعية والنتائج المحققة هي التي تتحدث بنفسها، وأريد أن أشير إلى نقطة مهمة في هذا الشأن. تفضّل.. البعض سامحهم الله سعوا إلى استغلال الفترة الصعبة التي مررنا بها بعد نهائيات كأس إفريقيا وموازاة مع التحضير لنهائيات كأس العالم، من خلال تحضيرهم مخطط يرغمنا على الانسحاب واستبدالنا بطاقم جديد، وهو ما يكشف النوايا السيئة للأطراف التي لم تكن راضية بالسير الحسن للمنتخب الوطني، لكن نواياهم لم تتحقق، وعندما حان وقت الانسحاب قدمت الاستقالة وضميري في كامل الارتياح. هل هناك أوراق تنوي كشفها لتوضيح خلفيات الانتقادات التي تعرّضت لها وتكون قد ساهمت في استقالتك ؟ ليس لدي أوراق أخفيها، فأنا حاليا بعيد عن المنتخب الوطني وأنا مرتاح الضمير، لأنني اشتغلت بنية صافية والنية مهمة في هذه الأمور، كما أن أي مدرب يشرف على “الخضر” خاصة إذا كان جزائريا فأنا مستعد لمنحه يد المساعدة وسأظل أسخّر خبرتي للمنتخب الوطني والكرة الجزائرية من بعيد، وأتمنى التوفيق من قلبي للمنتخب في المباريات المقبلة حتى يتسنى له العودة إلى نهج النتائج الإيجابية السابقة. هل هناك أطراف حتّمت عليك المغادرة من بيت الاتحادية ؟ العلاقة طيبة مع أعضاء الاتحادية وفي مقدمتهم روراوة وبقية المسيّرين الذين قدموا الكثير للمنتخب طيلة فترة إشرافي على “الخضر“ وعلى رأسهم زفزاف، صادي وغيرهما، وصراحة فقد كان العمل جماعيا وفعالا وهو ما ساهم في الوصول الى تحقيق نتائج شرّفت الكرة الجزائرية في المحافل الإقليمية والعالمية. ماذا تقول عن مرحلة الاحتراف التي دشنتها الكرة الجزائرية انطلاقا من هذا الموسم ؟ بصراحة فإن المبادرة التي قام بها رئيس الجمهورية ومجلس الحكومة تستحق التنويه والشكر، لأنها مشروع كبير للنهوض بالكرة الجزائرية وإعادتها الى السكة الصحيحة، وأتمنى أن تمس بقية الرياضات خاصة أن الرياضي يعد بمثابة سفير لبلده في الخارج، لكن لا يجب أن يفهم البعض أن المهمة سهلة، انظروا إلى تجربة جيراننا في تونس الذين قضوا فترة انتقالية لمدة 5 سنوات ومددوها إلى 7 سنوات، ولحد الآن لم يصلوا إلى الأهداف المرجوة. على الجميع التحلي بالصبر والعمل الجاد والنظامي لمدة 10 سنوات، لأن هناك مراحل يجب المرور عليها بداية من تصفية الديون وضمان المنشآت القاعدية وغيرها من الجوانب التي يجب توفرها في هذا الإطار، لذلك فإن نجاح الاحتراف يتطلب العمل القاعدي إضافة إلى الصبر والاستقرار والاستمرار. ما رأيك في الندوة الصحفية التي نظمتها في باتنة حول موضوع الاحتراف ؟ أشكر أصدقائي بباتنة الذين اقترحوا علي تنظيم هذه الندوة، حيث اقترحوا علي الفكرة بعد حوالي يومين من استقالتي من على رأس الخضر وأيّدت مسعاهم، وأنا جد سعيد بتواجدي في باتنة التي قضيت فيها طفولتي وشبابي، وعندما أجد أصدقاء فترة الدراسة والشباب استعيد معهم الذكريات الجميلة التي لا يمكن أن تُمحى بسهولة. خضت مؤخرًا مجال التحليل مع قناة “كنال +” المغاربية، فكيف تقيّم هذه التجربة ؟ هي تجربة جديدة ومفيدة رغم أنها كانت قصيرة نوعا ما، وهذا من باب تسخير خبراتي الكروية والتدريبية في الحقل الإعلامي وإن شاء الله هناك أهداف أخرى أسعى إلى تطبيقها في مناسبات قادمة سواء في مجال التدريب أو التحليل أيضا. هل تؤكد التحاقك بقناة نسمة بعد فسخك العقد مع “كنال +” ؟ كنت صريحا مع قناة “كنال +”، وأكدت لهم أنني سأعمل معهم في فترة محدّدة ولست مستعدا لحصر نفسي في هذه المهمة لمدة أطول، خاصة إذا جاءتني عروض في مجال التدريب أو أي مجال آخر، وبخصوص سؤالك فإن المفاوضات موجودة مع قناة نسمة وعدة قنوات وسوف اتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ماذا عن العروض التي تلقيتها من عدة منتخبات وأندية اقترحتك للإشراف عليها ؟ صحيح أنني تلقيت عروضا عديدة، إلا أنها لا تتماشى وطموحاتي، فأنا تقدمت نوعا ما في السن وعلي مراعاة ظروفي الشخصية والعائلية بالدرجة الأولى، كما أفكّر في خوض نشاط في مجالات أخرى ومن ذلك العمل كخبير في الكرة، خاصة أنني أملك تجربة في هذا الجانب سواء في التدريب أو التدريس أيضا. هل أنت متحمّس لخوض عالم السياسة ؟ السياسة لا تهمني ولا تستهويني وأتركها لأهلها، أنا متخصّص في كرة القدم وسوف أعمل في هذا الجانب وأنفي نفيا قاطعا مثل هذه الإشاعات التي لم أفهم لحد الآن مغزاها الحقيقي. ما هو إحساسك واسم سعدان يرتبط بأبرز انجازات “الخضر” هذا يجعلني في قمة الارتياح والسرور، والحمد لله أنني وفقت في تسخير خبرتي الكروية لبلدي رغم كل الانتقادات الصادرة من البعض، لأن الأهم هو العمل والبرهنة فوق الميدان والجميع يعرف ما قدمته للمنتخب والكرة الجزائرية سواء في الجزائر أو الخارج. هل من إضافة في الأخير ؟ أشكر الشعب الجزائري على وقفته الكبيرة مع المنتخب الوطني، حيث فرحنا جميعا وقضينا ذكريات رائعة بفضل الانجازات التي حققها المنتخب الوطني، وأطلب من كل الأطراف أن تتجنّد وراء المنتخب الوطني وتسعى إلى رد الاعتبار للكرة الجزائرية، لأن العمل الجماعي هو الذي يؤدي إلى النجاح، كما أؤكد أنني مرتاح الضمير بعد انسحابي من تدريب المنتخب، لأنني حققت ما هو مطلوب مني وأعدت البسمة إلى الجزائريين، وأتمنى كل التوفيق لكل المشرفين على المنتخب الوطني حتى يساهموا في استعادة نكهة النتائج الايجابية.