رحل اللاعب السابق لشيبة القبائل والمنتخب الوطني مصطفى عنان إلى الأبد، حيث وافته المنية أول أمس عن عمر يناهز ال60 سنة، وقد ووري المرحوم التراب ظهيرة أمس، بعد صلاة الجمعة بمقبرة مدوحة بتيزي وزو أين دفن المدرب السابق للشبيبة المرحوم جعفر هاروني، وقد حضر مراسيم الجنازة عدد كبير من الوجوه الكروية والرياضية المعروفة على مستوى الساحة الوطنية، وأصدقاء وأحباب وأقارب المرحوم، وهذا بالنظر إلى أخلاقه الحميدة التي عرف بها، إضافة إلى محبيه الذين كانوا أمس في الموعد، وكانت المنطقة القبائلية في حداد، باعتبار أنها خسرت أحد أعمدة الكرة الجزائرية. حشد كبير بالقرب من منزله لتوديع المرحوم هذا، وقبل أن ينقل المرحوم إلى مقبرة، توجه الجميع إلى منزله بتيزي وزو، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وتوديعه، ومواساة عائلته التي رغم صبرها على فراق مصطفى عنان، لم تتمكن من إخفاء حزنها العميق عليه. فمنذ الصبيحة، بدأت المنطقة تمتلئ بأحباب وأصدقاء المرحوم الذين جاؤوا من مختلف المناطق خاصة من العاصمة. خالف، حناشي، عبد السلام وآخرون كانوا في الموعد من بين الشخصيات الرياضية البارزة التي حضرت مراسيم جنازة المرحوم مصطفى عنان، المدرب السابق للشبيبة والمنتخب الوطني محي الدين خالف الذي لم يرد تفويت هذا الموعد نظرا لاحترامه الشديد للمرحوم، إضافة إلى الرئيس الحالي للشبيبة محند شريف حناشي الذي رفض التنقل مع فريقه إلى البرج خصيصا لحضور مراسيم دفن عنان الذي قضى معه أجمل الأيام عندما كانا لاعبين في الشبيبة سنوات السبعينيات، إضافة إلى بقية الأصدقاء أمثال كمال عبد السلام ورشيد زغدود. قدامى الحراش، المولودية، القبة، بلوزداد، وبرج منايل كانوا حاضرين من جهة أخرى، فإن حضور الشخصيات الكروية لم يكن مقتصرا على اللاعبين السابقين لشبيبة القبائل، بل كان هناك العديد من اللاعبين القدامى الذين سبق لهم أن لعبوا في أندية عاصمية أمثال فرڤاني، عمر بتروني، إبراهيم رمضاني، والرئيس السابق لشباب بلوزداد جيلالي سالمي، حيث أبوا إلا أن يكونوا حاضرين في مراسيم جنازة الفقيد الذي وصفه الجميع بحسن الأخلاق والتربية ولم يكفوا عن تذكر الذكريات الجميلة التي قضاها الجميع سويا سواء داخل الميدان أو خارجه. 12:00 مصطفى ينقل من منزله إلى مسجد المدينة في تمام منتصف نهار أمس، وبعد أن ألقى جميع الحضور النظرة الأخيرة على المرحوم وودعوه بقلب صاف، أخرج أبناء الفقيد والدهم في النعش متجهين إلى مسجد المدينة لتأدية صلاة الجمعة، ثم صلاة الجنازة، وقد رافقه معظم الجمهور الذي كان أمام منزل المرحوم عنان. ... ثم إلى مقبرة مدوحة لإنهاء مراسيم الجنازة بعد نهاية صلاة الجنازة اتجه الجميع إلى مقبرة مدوحة بتيزي وزو حتى يوارى مصطفى عنان التراب ويتم توديعه إلى الأبد، وقد كان الحاضرون متأثرين كثيرا لرحيل أحد أعمدة الكرة القبائلية والجزائرية بشكل عام، هذا وقد كانت جنازة المرحوم عنان فرصة التقاء بالنسبة للأشخاص الذين لم يلتقوا بعضهم ببعض منذ مدة نظرا لانشغال كل واحد بمهامه. ---------------- محي الدين خالف: “مصطفى سخر حياته حبا للشبيبة” من بين الشخصيات البارزة التي حضرت مراسيم جنازة المرحوم مصطفى عنان، المدرب السابق للمنتخب الوطني سنوات الثمانينيات، محي الدين خالف الذي يعرف جيدا اللاعب السابق للشبيبة عنان، وقد قال فيه بعد الجنازة: “يصعب الحديث عن خصال المرحوم في بضعة أسطر، يمكنني أن أقول الآن فقط أنه إنسان شهم، وكان دائما يخدم الشبيبة، خصصه حياته حبا لهذا الفريق، سواء كلاعب، أو كمسير بعد أن توقف عن ممارسة الكرة، أهم ما يذكرني باللاعب هو قوته البدنية التي كان يتمتع بها والتي ساعدته كثيرا في تأدية دوره فوق الميدان، لقد كان إنسانا صافيا ولم يغش أبدا في عمله، لذلك كان الجميع يكن له احتراما شديدا، نطلب من المولى أن يرحمه ويسكنه الجنة”. فرڤاني: “لم يسعفن الحظ في اللعب إلى جانبه لكني كنت أحترمه كثيرا لتواضعه” أما اللاعب السابق للشبيبة والنصرية علي فرڤاني فقد أكد بخصوص المرحوم عنان قائلا: “أتذكر أن اللاعب المرحوم مصطفى عنان كان من أحسن اللاعبين في منصبه في وسط الميدان، لم يسعفن الحظ في اللعب إلى جانبه في الشبيبة لأنني لما التحقت بصفوفها كان قد توقف عن ممارسة اللعبة، لكني لعبت أمامه وقد كانت مبارياتنا دائما قوية ومحتدمة، لكن الشيء الأكيد هو أنه كان لاعبا يحظى باحترام الجميع، وإنسانا يتمتع بشخصية قوية، باسمي وباعتباري مسؤولا في جمعية الودادية أتقدم بتعازي الخالصة لعائلة الفقيد، ونطلب من الله أن يرحمه ويلهم ذويه الصبر والسلوان. “إنا لله وإنا إليه راجعون”. “سننظم مباريات اعتزالية لقدامى الكرة الجزائرية” وقد أضاف علي فرڤاني قائلا: “أرى بأن اللاعبين القدامى الذين صنعوا مجد الكرة الجزائرية يستحقون كل الخير نظرا لما قدموه في حياتهم خدمة للرياضة ككل، وعليه فقد ارتأينا أن ننظم مباريات اعتزالية لجميع اللاعبين القدامى، ولا ننتظر حتى يتوفى أحدهم لكي نتذكرهم، إنهم مَثلٌ لجميع اللاعبين الحاليين، والأجيال الصاعدة يجب أن تعرف من صنع مجد الكرة الجزائرية”. حناشي: “مصطفى كان يحب الفئات الصغرى وقدوة لهم” من جهته فإن الرئيس الحالي لشبيبة القبائل فضل البقاء في تيزي وزو وعدم التنقل مع فريقه إلى البرج خصيصا لحضور مراسم جنازة صديقه مصطفى عنان، وقد صرح حناشي قائلا: “أعرف مصطفى عنان حق المعرفة، لقد لعبت معه في صفوف الشبيبة وحققنا سويا عدة ألقاب، إنه رجل عظيم، وله قلب واسع، سواء لما كان لاعبا أو كمسير للفريق، أهم شيء أتذكره في المرحوم هو أنه كان يحب كثيرا الشبان والفئات الصغرى، يحب رؤية الأجيال الصاعدة في كرة القدم، وحتى اللاعبين الصغار يعتبرونه قدوة ومثالا لهم”. مجيد عنان (شقيق المرحوم): “شكرا لكل من واسانا ووقف إلى جانبنا” مجيد عنان شقيق المرحوم مصطفى، وقد كان أشد الناس تأثرا برحيله، وكيف لا وهو الذي يعتبره أكثر من أخ، وقد صرح قائلا: “أولا أود أن أتقدم بشكري الجزيل إلى جميع من حضر معنا في هذه المناسبة الأليمة لمواساتنا والوقوف إلى جانبنا في هذه المحنة، فعلا حضور هذا العدد الكبير من الأصدقاء والمحبين أثر فينا كثيرا. أما بخصوص أخي مصطفى فقد كان لاعبا محبوبا من طرف الجميع، والكل يحترمه، فمنذ بلوغه سن ال14 وهو يمارس كرة القدم وقدم الكثير لشبيبة القبائل كلاعب أو كمسير”. صالح يوسفي (لاعب سابق في الشبيبة): “عنان كان يلعب دون مقابل وهذا ما جعله إنسانا محترما” أما اللاعب السابق للشبيبة صالح يوسفي، فقد صرح قائلا: “على غرار جميع اللاعبين القدامى في الكرة الجزائرية، كان يلعب ولا يطلب أبدا المقابل، كان يلعب حبا لكرة القدم، وحبا لشبيبة القبائل والمنطقة القبائلية بشكل عام، عكس اللاعبين الحاليين الذين لا يمضون على عقد مع أي ناد قبل التفاوض والمطالبة بأموال باهظة، من جهة أخرى، أرى أنه لأمر مؤسف أن نتذكر اللاعبين القدامى بعد وفاتهم، أطلب من الأندية أن ينشئوا لجانا اجتماعية خاصة لمساعدة اللاعبين القدامى الذين يمرون بظروف صعبة والذين قدموا الكثير للأندية التي لعبوا لها من قبل، لقد خسرنا كمال عويس، ومصطفى عنان دون أن يحظيا بالأهمية اللازمة، ولا نريد فقدان كل اللاعبين بهذه الطريقة”. ======== آيت طاهر: “كان ولا يزال مثالا يُقتدى به بالنسبة لي” “لا يسعنا في هذا المقام إلا أن ندعو لأخينا مصطفى بالمغفرة وأن يلقى الثواب من عند الله عز وجل، وها هي جنازته جاءت في يوم مبارك مثل الجمعة ولن ننساه أبدا، ومن جهة أخرى فقد كان مصطفى ولا يزال مثالا يقتدى به كلاعب مثالي لكرة القدم، حيث كان يقدم كل ما لديه فوق الميدان من أجل إسعاد الأنصار ولا يكترث بأمور أخرى، وأنا متأكد أن كل من يعرفه يتحدث عنه بالخير لأنه كان إنسانا طيبا، وفي جيلنا ترك لنا مسؤولية ثقيلة بعد المستويات الكبيرة التي كان يقدمها رفقة بقية رفاقه وعلى رأسهم المرحوم عويس، وندعو لهما بالرحمة ونؤكد لهما أن الشبيبة ستبقى وفية لهما وهما اللذين قدما لها الكثير من دون مقابل”. عبد السلام كمال: “كان يحب الشبيبة ولم يلعب يوما من أجل المال” “مصطفى يملك معزة خاصة لدي ودائما كنت أتحدث عن مشواره الكروي مع شبيبة القبائل لأنه كان لاعبا فريدا من نوعه ولم أشاهد مثله الكثير في حياتي، لأنه لم يكن يكتف بتقديم أداء كبير بل كان يملك إرادة قوية فوق الميدان وكل مباراة يلعبها وكأنها نهائي كأس العالم بالنسبة له، والجميع يشهد له كذلك بأخلاقه العالية التي نفتقدها كثيرا لدى الجيل الحالي وهذا أمر مؤسف، وما تجدر الإشارة إليه أن مصطفى عنان كان يضحي بنفسه من أجل الشبيبة ولم يلعب يوما من أجل كسب المال أو ما شابه ذلك. فراقه صعب لكن هذه هي سنة الحياة وعلينا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جنانه”. سالمي جيلالي: “مصطفى كان محاربا فوق الميدان ولديه هيبته” “مهما أقول عن مصطفى فلن يكفي لأنه كان شخصا رائعا وعزيزا كثيرا على قلبي وأطلب من كل من يعرفه من بعيد أو من قريب أن يدعو له بالمغفرة والرحمة، وعن مشواره الكروي فهو غني عن كل تعريف ويتحدث عنه فمن جهتي لم يسبق لي اللعب إلى جانبه في فريق واحد لكني واجهته في عدة مناسبات وبمجرد مشاهدته فوق الميدان فإنه يجعلك تحترمه لأنه يملك هيبة خاصة وحتى أنصار الفرق المنافسة يدركون ذلك، وخلاصة القول أنه كان مثالا حيا لللاعب الناجح والكامل في جيل كانت فيه كرة القدم الجزائرية متعة حقيقية، ولا أظن أن هناك من يخالفني في هذه النقطة وأدعو له بالرحمة ووداعا أيها الغالي علينا”. حمناد: “أحببته منذ أن كنت طفلا صغيرا أناصر للشبيبة” “لما أسمع اسم مصطفى عنان فإنني أتذكر عدة أمور جميلة، فطالما صنع أفراح القبائل وأتذكر جيدا لما كنت طفلا صغيرا ومناصرا لشبيبة القبائل كنت أتنقل إلى الملاعب من أجل مناصرته وأرتاح كثيرا لما أراه فوق الميدان لأنه كان يساهم بقسط كبير في انتصارات الفريق وعليه فقد أحببته قبل أن أعرفه، ومن حسن حظي أنني تعرفت عليه بعد أن لعبت في الشبيبة وهو صار مسيرا في الفريق وتعلمت منه الكثير خاصة بنصائحه القيمة وخبرته الطويلة في الميادين، ولو أواصل الحديث عن عمي مصطفى فلن أتوقف لأنه غال على قلبي وفراقه صعب علينا جميعا، وأطلب له الرحمة وأدعو الله أن يسكنه فسيح جنانه إنا لله وإنا إليه راجعون”. بطروني: “لدي عدة ذكريات جميلة مع أخي مصطفى” “من الصعب الحديث في هذا المقام والمأساة التي حلت علينا، تأثرت كثيرا بسماعي خبر وفاة أخي مصطفى الذي أكن له احتراما خاصا ولدي معه عدة ذكريات جميلة، سنفتقده كثيرا بعدما فارق الحياة لكن ما يمكنني تأكيده هو أن مصطفى سيبقى في أذهاننا دائما لأنه كان إنسانا خلوقا ورائعا وترك لدى الجميع انطباعات حسنة، لكن ها هو يفارق الحياة ويلتحق بالدار الآخرة وعلينا جميعا أن ندعو له في صلواتنا حتى يسكنه الله جناته ويغفر له ولجميع المؤمنين، وأقول أنتم السابقون ونحن اللاحقون لا أحد يمكنه أن يهرب من القضاء والقدر وأدعو الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان، لا حول ولا قوة إلا بالله والله يرحمك يا أخي مصطفى”. طالبي: “ندعو له بالمغفرة ولن ننساه أبدا” “تفاجأت كثيرا لما سمعت بخبر وفاة الأخ مصطفى عنان الذي فارق الحياة في سن مبكرة بعض الشيء وهو الذي لم يبلغ من العمر إلا 60 سنة على ما أعتقد، لكن هذه هي سنة الحياة لا أحد سيخلد في هذه الدنيا وبالتالي يجب أن لا نجهل لأننا مسلمون والله أكرمنا بنعمة الإسلام، وبالنسبة إلى مصطفى فإن ذكراه ستبقى راسخة وخالدة في أذهاننا لأننا نحبه كثيرا وأنا شخصيا أكن له احتراما خاصا لأنه كان إنسانا ليس كغيره من الناس وكان يحب فعل الخير ومساعدة الآخرين، وهذا أقل ما يقال عن مصطفى رحمه الله وأدعو الله له بالمغفرة والرحمة في هذا اليوم المبارك. إنا لله وإنا إليه راجعون”. رمضاني: “مصطفى فارقنا صغيرا لكنه قدّم الكثير للشبيبة” “الله يرحمك يا مصطفى هذا أول شيء وأكثر ما يجب أن نتلفظ به في جنازة المغفور له، فراقه صعب علينا لكن هذا هو قضاء الله وقدره ولا أحد يمكنه أن يغيره، وعن فراقه فأقول إنه فارقنا صغيرا وأخذته المنية من بين أيدينا لكنه ترك خلفه مشوارا ثريا بالإنجازات والجميع يحترمه سواء من لاعبين ورفاق في الدرب أو مدربين أشرفوا عليه، لأنه كان لاعبا متواضعا ونشيطا فوق الميدان ولا أحد يمكنه أن ينكر أن مصطفى قدم الكثير لشبيبة القبائل هذا الفريق الذي يرتبط اسمه ب مصطفى عنان رحمه الله، عويس وغيرهم من أبطال العقود السابقة، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة. إنا لله وإنا إليه راجعون”. زغدود رشيد: “الكرة الجزائرية فقدت أحد أعمدتها” “كان صديقا وأخا، لا أحد يمكنه أن ينكر أن الكرة الجزائرية فقدت أحد أعمدتها وهو الذي صنع أفراح وأمجاد الشبيبة في الماضي، واسمه سيبقى راسخا في أذهان الأجيال المقبلة لأنه كان لاعبا فريدا من نوعه وأقل ما يمكن أن يقال عنه أنه سيبقى مثالا يقتدى به، وندعو الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه وأن يلهم ذويه الصبر. الله يرحمك يا مصطفى”. المبيت كان في “روايال” بالبويرة قضى وفد شبيبة القبائل الليلة التي سبقت مباراة أهلي برج بوعريريج في فندق “روايال” بالبويرة، حيث فضل مسيرو الشبيبة المبيت في هذا الفندق بدل التنقل إلى سطيف حتى يبقى اللاعبون في البويرة التي يناصر غالبية سكانها شبيبة القبائل. التنقل إلى البرج على الخامسة بعد المبيت في فندق “روايال” بالبويرة تناول اللاعبون وجبة الغداء بالفندق وبعدها أخذوا قيلولة قصيرة، قبل أن يشدوا الرحال إلى مدينة برج بوعريريج في تمام الساعة الخامسة زوالا، وهو ما يعني أن وفد الشبيبة تنقل ساعتين قبل انطلاق المباراة.