تحرر شباب باتنة أخيرا عقب الفوز الثمين الذي حققه على أرضه على حساب نصر حسين داي ولو بصعوبة بهدف دون مقابل، من توقيع اللاعب الشاب بوشوك الذي منح فريقه ثلاث نقاط ثمينة، وعكس المردود الذي ظهر به الفريق في خرجتيه المتتاليتين بتقديمه وجها طيبا رغم انهزامه فيهما، فإن الذي حدث أمام النصرية كان عدم تقديم التشكيلة للوجه الذي كان منتظرا منها وكان باديا أنها كانت تسعى إلى تحقيق الفوز على حساب الأداء، ويبقى الأهم أن الفريق تخلص من العقدة ويرتقب أن يكون هذا الفوز انطلاقته الجديدة في البطولة ما دام أن الرزنامة القادمة ستكون في صالحه. ثلاث نقاط في الوقت المناسب فوز النصرية لم يكن بالنسبة لأصحاب اللونين الأحمر والأزرق كقيمة فنية وفقط بحصول الفريق على النقاط الثلاث والتي بفضلها التي رفع رصيده من النقاط إلى 7 كاسبا لذلك على الأقل مرتبتين، لأن التوقيت الذي تحرر فيه الفريق بعد خسارتي “الموك” وبسكرة يمكن القول إنه كان مناسب وهذا قبل مقابلة شبيبة سكيكدة خارج الديار والتي تسبق الموعد الهام الذي ينتظره كل “الشواية” في “داربي” الأوراس أمام الجار مولودية باتنة، والذي سيدخله رفقاء بوشوك في حال العودة بنتيجة إيجابية وهم في كامل استعداداتهم. عوينة “عماها” ودقائق أخيرة صعبة وقبل ذلك، عاش دفاع “الكاب” خلال الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء لحظات صعبة للغاية عقب السيطرة المطلقة التي فرضها المنافس رغبة منه في وصوله إلى تعديل النتائج وعجز الهجوم في الجهة المقابلة عن ترجمة الهجمات المضادة التي كان يقودها من حين لآخر، وساهم الحكم عوينة الذي أدار المقابلة في فرض الضغط على دفاع “الكاب” من خلال تصفيراته العشوائية لمخالفات على مقربة من مرمى بابوش لفائدة المنافس، ومن حسن الحظ أن استماتته مكنته من الحفاظ على نظافة شباكه. اللاعبون قرروا ألا يفرحوا بالفوز ! دخل لاعبو “الكاب” غرف تبديل الملابس بعد نهاية المقابلة وفي رصيدهم النقاط الثلاث دون إعلانهم عن فرحتهم بذلك مثلما هو معتاد، حيث عادوا إلى أرضية الميدان مجددا لإجراء حصة استرخائية قبل أن يأخذوا بعدها حمامهم في صمت، لينصرف كل إلى حاله، وحسب ما علمناه فإن لاعبي “الكاب” تأثروا كثيرا بالانتقادات التي وجهت إليهم بعد تعثراتهم الأخيرة في “الموك” وبسكرة وهو ما جعلهم يقررون تأجيل الفرحة إلى غاية استعادة نشوة النتائج الإيجابية، لكن الأكيد أنهم “مخبيين” الفرحة الكبرى لمقابلة الجولة السابعة التي يراهنون فيها على أن تكون مفتاح بداية الأفراح. “الشواية” أوقفوا المقاطعة، لكن ترتقب عودتهم أكثر لقيت نداءات ضرورة إيقاف المقاطعة صدى لدى الكثير من الأنصار الذين حضروا مقابلة نصر حسين داي، وكان للمناصر الوفي ورئيس لجنة الأنصار الجديد فتحي دور كبير في ذلك من خلال حملات التوعية والتحسيس التي قام بها قبل المقابلة على مستوى جميع الأحياء التي تناصر “الكاب”، ويرتقب أن لا تكفي المدرجات عدد “الشواية” في مقابلة الجولة السابعة التي تنتظر الفريق أمام الجار مولودية باتنة والتي سيكون “الكاب” فيها الفريق المستقبل. إيلول بهلول أحسن ثنائي لعب الثنائي بهلول إيلول الدور الجديد الذي كلف به على غير العادة أمام النصرية، وهو استرجاع الكرات وبناء الهجمات، حيث ساهم اللاعبان في تغطية الفراغات التي كانت بادية للعيان أمام ترجي مستغانم، وإذا كان تألق بهلول أصبح يمر دون الحديث عنه كونه أصبح أمرا اعتياديا فإن الثاني قد كشف بعد استعادته لكل إمكاناته أن استقدامه لم يكن عبثا، ويرتقب بعد الوجه الطيب الذي قدمه الثنائي أن يحافظ المدرب يعيش على منصبه الجديد والذي سيكون إحدى نقاط قوة الفريق بمرور الجولات. بوشوك “كبسولة” جديدة... ويكسب القلوب لفت المهاجم سعيد بوشوك كل الأنظار في مقابلة أول أمس التي كانت الأولى له كأساسي بباتنة، والتي قدم فيها أكثر مما يمكن أن يقدمه لاعب نجح في التجارب، فرغم أن المدرب يعيش حد من حريته في المقابلة من خلال إلزامه بأداء الدور الدفاعي بعد تضييع فريقه الكرة رغم أن منصبه الأصلي هو مهاجم صريح، إلا أنه رغم ذلك كان سما قاتلا في دفاع النصرية الذي عانى كثيرا من تحركاته السريعة وتوغلاته التي كللت إحداها بتمكنه من تسجيل هدف الفوز الوحيد. الوجه الطيب الذي ظهر به بوشوك أمام “الشواية” لأول مرة ومساهمته الفعالة في الفوز جعلته يكسب قلوبهم واصفين إياه بالكبسولة الجديدة. هدفه صورة طبق الأصل لهدف جبور في مرمى الحضري هدف بوشوك الذي سجله في مرمى ناتاش والذي استفاد فريقه بفضله ثلاث نقاط ثمينة كان صورة طبق الأصل للهدف الثالث الذي سجله رفيق جبور لاعب المنتخب الوطني أمام المنتخب المصري بملعب البليدة، حين تمكن من الإفلات من مراقبة مدافعين وتوغل إلى مقربة من منطقة الأمتار الستة، ومن زاوية مغلقة سدد بكل قوة مسكنا الكرة في الشباك، وهو الهدف الذي سجد ابن بئر العرش نظيره شكرا لله ما دام أنه الأول للاعب في البطولة، وأيضا على توفيقه في أول ظهور أمام أنصار “الكاب”. للإشارة فقد تلقى بوشوك بطاقة صفراء هي الأولى له من طرف الحكم عوينة، وهذا عند تغييره. بوشوك: “وفيت بالوعد رغم ما حدث لي صبيحة اللقاء” وفي حديث معه بعد نهاية المقابلة، أكد لنا بوشوك أنه سعيد بالهدف الذي سجله ومنح فريقه بفضله النقاط الثلاث، وأيضا بتمكنه من الوفاء بالوعد الذي قطعه، فرغم الحالة النفسية الصعبة التي عاشها صبيحة المقابلة والتي وصلت إلى حد رغبته في عدم اللعب بسبب الصورة التهكمية لإحدى الجرائد اليومية المختصة ضده، إلا أنه رفع التحدي وكان بطلا حيث قال: “لا يمكن وصف الرغبة التي كانت تجتاحني للتسجيل، إلى درجة أنني كنت واثق من فعلها والحمد لله ربي كان معايا وماخيبنيش... أشكر الشواية على وقفتهم معنا وأؤكد لهم أن المستقبل أمامنا”.