عادت تشكيلة اتحاد حجوط غانمة وبالزاد كاملا في خرجتها إلى قسنطينة الجمعة الفارط بفوزها على مولودية قسنطينة، وهي نتيجة في غاية الأهمية ولم يكن ينتظرها أحد في محيط النادي، خاصة وأنها الأولى من نوعها خارج القواعد في مرحلة العودة منذ إسناد مهمة الفريق للمدرب عربوش ابن الفريق الذي نجح في تحقيق مفأجاة من الوزن الثقيل. وأكد بها أحقيته في قيادة “الخضراء”، مؤكدا أن الإدارة لم تخطىء بعدما وضعت فيه الثقة رغم تشكيك البعض في قدرته على إخراج الاتحاد من وضعيته في المنطقة الحمراء وتحمله المسؤولية. حيث المستطاع الحصول على عدة نتائج إيجابية ارتقى على إثرها الفريق إلى المرتبة الثانية عشرة بعدما كان في الصف السادس عشر. وقد عرف هذا التقني كيف يعيد الروح إلى المجموعة وعدم الاستسلام لمعرفته الجيدة للاعبين ومحيط الاتحاد الذين سهلوا له المهمة نظرا للثقة المتبادلة بين الطرفين، زيادة على العمل الكبير الذي قام به طيلة الأسبوع، خاصة من الجانب المعنوي بتأكيده على ضرورة جلب أكبر عدد من النقاط من خارج الديار وعدم تضييعها في حجوط مستقبلا، وهي الرسالة التي فهمها الجميع. “الخضراء“ كانت قادرة على تحقيق نتيجة أثقل وبالعودة إلى مجريات مواجهة قسنطينة الأخيرة، حيث حقق أشبال عربوش فوزا ثمينا وفي غاية الأهمية من الناحية المعنوية بشكل خاص، إلا إنه كان بإمكان بادني ورفاقه العودة إلى الديار بنتيجة أثقل نظرا للأهداف المحققة التي ضيعوها وهذا لسوء الحظ وأرضية الميدان الصعبة ونقص الفاعلية التي حالت دون القضاء على آمال المولودية في أكثر من مناسبة، سيما في لقطتي نياطي وساحوي اللذين تباطآ في القذف، وهي النقاط التي دوّنها المدرب. طلاح في تحسّن مستمر ومن بين العناصر التي أدت دورها وأصبحت قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، نجد المدافع المحوري طلاح الذي كان سدا منيعا ولعب بارتياح كبير، حيث كان كالصخرة تصطدم به كل محاولات مهاجمي “الموك” سواء تعلق الأمر بالكرات العالية أو العرضية، خاصة وأنه أبدى تفاهما وانسجاما كبيرين بينه وبين بلحاجي. إذ كانا يتبادلا تغطية المنطقة الدفاعية وإيصال الكرة إلى لاعبي الوسط والهجوم، ما جعل كل محبي وعشاق “الخضراء” يؤكدون التحسن المستمر لطلاح منذ مرحلة العودة على وجه الخصوص بعدما وضعت فيه الثقة. آخر فوز خارج القواعد كان أمام بن طلحة وكان آخر فوز خارج الديار للاتحاد أمام وداد بن طلحة في نهاية شهر أوت، وبالضبط تحت قيادة صديقي وبنتيجة هدف لصفر من تسجيل المهاجم بختي في الجولة الثالثة من مرحلة الذهاب. وبذلك فانتصار الجمعة الفارط في قسنطينة على “الموك” هو الثاني من نوعيه خارج الديار. مابلي سيكون غائبا أمام أرزيو وستفتقد التشكيلة الحجوطية لخدمات الحارس مابلي مراد في لقاء الجولة المقبلة يوم الجمعة القادم أمام أولمبي أرزيو، وهذا بعدما أشهر في وجهه حكم اللقاء رحمين البطاقة الحمراء في مباراة مولودية قسنطينة الأخيرة، وهذا بعد حصوله على إنذارين في د73 ود74، الأول لتعمده تضييع الوقت والثاني لاحتجاجه على القرار. الإلتحاق بحجوط في منتصف الليل وكانت رحلة العودة برا ومباشرة بعد نهاية اللقاء جد متعبة، وهذا بواسطة حافلة الفريق، إذ باستثناء توقف وحيد في مدينة سطيف من أجل أخذ وجبة العشاء فقط، لم يكن أي توقف آخر إلى غاية وصول الوفد إلى مدينة حجوط في منتصف الليل. إلا أن حلاوة الفوز والأهمية القصوى للنقاط الثلاث أنسيا اللاعبين والطاقمين الفني والإداري مشاقة السفر والإرهاق الذي نال منهم بعد رحلة الذهاب والإياب إلى قسنطينة برا. وهذا ما جعل المدرب عربوش يمنح رفقاء حدلان راحة يومين من أجل استرجاع الأنفاس للعودة إلى أجواء التحضير للتحديات التي تنتظر الفريق مستقبلا.