قضت “الهدّاف” بعد زوال أول أمس وقتا ممتعا في بيت شيخ المدربين الجزائريين، عبد الحميد كرمالي، إبن ال 79 سنة، في “بومرشي” بسطيف. ورغم ثقل السنين، إلا أنه لا زال يُقاوم ولم يستسلم، كرمالي يقدم نصائحه للجميع ويتحدث بصراحة وبكل عفوية.. بداية نشكرك على استضافتك لنا. لا شكر على واجب، أنتم في بيتكم، أرحّب بكم دون أن أفكر لأن الإعلاميين يحبوننا أيضا وبفضلهم وصلنا إلى هذه المنزلة. يجب أن لا نغلق في وجوههم الأبواب، ولما كنت مدربا كانت علاقتي جيدة جيدا مع الصحفيين. هل لا زلت تتابع ما يدور في الساحة الكروية، أم أنك تعيش في “الركن” حاليا في هدوء؟ لا، بالعكس أتابع كل شيء، البطولة الوطنية والمنتخب وحتى المنافسات الأوروبية استمتع بمشاهدتها. كما أني في مرحلة نشاط مع فريق جبهة التحرير (FLN)، ولو في غياب الإهتمام الإعلامي، حيث كنت في العاصمة مؤخرا أين أنشأنا أكاديمية لكرة القدم للمواهب الشابة. حقيقة خسرنا الكثير من الوجوه من فريق الجبهة، وأنا أقول إنه عليكم استغلالنا والإستفادة من خبرتنا لأننا “كبرنا”. أقول لهم لا تخافوا لن نأخذ أماكنكم، على الأقل اهتموا بنا واستفيدوا منا قبل أن يأخذ الله أمانته. ما رأي الشيخ كرمالي فيما يحصل للمنتخب الوطني حاليا؟ أتابع المنتخب الوطني، لأنه حبي وحياتي إلى اليوم الذي أدفن فيه. وعن سؤالك أقول إنه لا يمكن في يوم أو يومين أو أسبوع أن نؤهل المنتخب الى كأس إفريقيا، 8 أيام نطلب فيها كل شيء من المدرب، هذا يعني أننا مجانين حقيقة. نعم هذا “هبال”، الناس تبقى سنوات تعمل وتحضر لكأس العالم ثم لا تذهب ونحن أردنا في يوم واحد أن نفوز في إفريقيا الوسطى ونتأهل، قمنا بتغيير ويجب أن نتحمّل مسؤوليته، حتى عن سعدان أريد أن أقول شيئا. تفضّل... هو من أهّل المنتخب إلى كأس العالم، ماذا نريد أكثر من هذا؟ وأنا أقول “إذا كانوا يرمون المدربين حتى يختبئوا، فهذا فعل غير رجولي“. أنا أسأل لماذا ضغطوا على سعدان ليرحل؟ ولماذا انتقدوه؟ علينا أن نتذكر ماذا كنا قبل سعدان، يعني تقريبا لا شيء، فهل يعقل أن نطالبه بأكثر من التأهل إلى كأس العالم ونصف نهائي كأس إفريقيا. لكن النتائج كانت سيئة مع سعدان في 2010 وكان يجب أن يرحل؟ سعدان شخص طيب وليس له الحق للأسف أن يكون كذلك، لأننا شعب عنيف و“قبيح“، الحمد لله ليس الكل، لكن كان قادرا لو كان أقوى أو على الأقل بعقلية الأغلبية منا أن ينجح. وعن سؤالك أقول كيف نتفطن بعد 3 سنوات أن سعدان “ماشي مليح”، أنا أقولها مرة أخرى أن المنتخب الوطني بحاجة الى مديرية فنية، “فيها الصحاح”، 2 من الشرق، 2 من الغرب، 2 من الوسط، تضم أسماء مثل خالف ومخلوفي، الآن أشعر أنهم سيتجهون إلى هذا الخيار، لكن أتمنى أن تكون كما قلت لك “مديرية صحيحة”، وتكون لها القدرة على اقتراح المدرب الوطني. أقول اقتراح وليس تعيينا، هذه الجهة يمنحها المدرب الوطني برنامجه ويشاركونه التصورات، ويكون هناك تنسيق. حاليا لا يوجد أي تنظيم، وماذا خسرنا لو عينّا مديرية فقد كان يمكنها أن تساعد سعدان وحتى تخفّف عليه الضغط، يتوزعون في المدرجات في المباريات الرسمية والودية مثلما يفعل الألمان حاليا، وكما يقال “4 عيون خير من زوج”، وفي النهاية هم من يقيّمون وليس الشارع وحتى لما ينتقدون لا ننسى أنهم أهل الميدان والإختصاص. نعود إلى المنتخب الوطني، ماذا تغيّر في رأيك بين 2009 و2010؟ تغيّرت طريقة اللعب. الطريقة التي فزنا بها على ألمانيا وبكأس إفريقيا والكأس الآفروآسيوية ذهبت، المنتخب صار يميل إلى الطرق الجديدة التي تعتمد على الكرات العالية، هذا ليس الحل. إذا كنا سنتعمد على هذه الكرات العالية من الأحسن أن نعرف كيف نختار اللاعبين، يجب أن نستدعي عناصرا تملك القوة البدنية وتجيد اللعب بالرأس، أنا أقول إنه لا يمكن أن نلعب بطريقة إنجلترا، وإنجلترا لا يمكنها أن تلعب بطريقة الجزائر. وبالمناسبة أريد أن أقص لك قصة. ما هي؟ مع المنتخب الوطني واجهنا البرازيل في وهران في الستينيات، توجهت الى بيلي في وقته حين كان لاعبا عظيما وسألته: “ما رأيك في منتخبنا“، فرد عليّ: “يجب أن تلعبوا بالطريقة الجزائرية، نحن لعبنا بطريقتنا البرازيلية وحصلنا على كؤوس عالمية”. أنا لست ضد التطور، ولكن الأمور الجميلة الخاصة بنا نحتفظ بها خاصة الفنيات، مع إنجلترا أدينا مباراة مقبولة في كأس العالم لأننا لعبنا بطريقتنا، لو اعتمدنا على الكرات الطويلة كنا سننهزم دون شك. المدرب بن شيخة، هل ترى أنه الرجل المناسب في المكان المناسب؟ أنا معه، مدرب شاب، طموح، نجح في تونس ومع المحليين، أنصحه بعدم الإستماع لأحد خاصة الإنتهازيين ما دام لا يملك مديرية فنية. الأمر الثاني أن يلعب ليمتع الناس وسيرى النتيجة، كما أقول له أننا وراءه وشخصيا أنا معه لأن مواقف مشابهة حدثت لي وواجهت صعوبات في مشواري، أتمنى أن ينجح. وإذا لم تتشكّل مديرية فنية أنصحه بأن يُشكّلها بنفسه، لأن “4 عيون أفضل من 2 و6 أفضل من 4”، يجب أن يكون هناك من يقدم وجهات النظر له لأنه سيغادر و“يلقى غير الفاليزا” تنتظره. أتذكر أن صحفيا قال لي أمام رئيس الإتحادية كزال: “ما رأيك في مستقبل المنتخب الوطني؟”، قلت له: “أنت تسألني عن المستقبل وأنا ما أعرفه أن الفاليزا أمامي”. أقول ل بن شيخة دائما لا تسمع لغير المقتدرين، فحقيبتك تنتظرك كما حملتها في يوم ما أنا، وقبلي خالف وماجر وغيرهم. ما رأيك في الضغط الموجود حاليا، خاصة ما يتعرض له بن شيخة؟ الشباب الآن في وقت “ثورة”، قرأت في إحدى الصحف أن ما حصل في العلمة يُؤكد أن هناك أمرا ما في شبابنا غير عادي، وهذا كلام فيه نوع من الصحة حتى مستوى أنصارنا الفكري هناك تراجع. أتذكر في نهائي كأس إفريقيا أن وسط جمهورنا كان هناك طلبة من أعلى مستوى، كانوا يعملون من المدرجات، فاجأوني لما أعطوني بعد لقاء نيجيريا معطيات قيمة، حيث حسبوا لنا الكرات الصحيحة والخاطئة ونسبة السيطرة وأمور كثيرة أفادتنا، هذا هو المستوى المطلوب. في قائمة بن شيخة الجديدة، أبعد 7 لاعبين كان بعضهم اعمدة الفريق، هل يمكن لهذا التغيير أن يحرر اللاعبين؟ ربما، ولكن أقول إن بن شيخة مطالب بأقصى سرعة أن يجد الفريق المثالي بالنسبة له. قبل مباراة إفريقيا الوسطى لم يكن بالإمكان الحكم عليه، لكن الآن لديه وقت وأقول له “بعقلك” لكن عليك أن تحدد التشكيلة الأساسية وتحاول لعب ما يمكن من مباريات. لكن الوقت ضيق وهناك تواريخ محددة من “الفيفا”؟ صحيح فعلا الكرة تغيّرت، قبل كأس العالم 1982 فزنا على ألمانيا لأن اللاعبين حفظوا بعضهم البعض، بعد أن لعبوا عددا كبيرا من اللقاءات ودية. نحن في كأس العالم الأخيرة لعبنا مباراة واحدة أو إثنتين وأردنا التألق، ألم تلاحظوا أن المنتخب الوطني يعاني من نقص في المستوى الجماعي؟ لا نملك سوى فرديات، طريقتنا صارت معروفة هي منح الكرة لزياني يركض بها. وما دامت الفرصة سانحة لا بد أن أقدم نصيحة أخرى الى المدرب. تفضّل... نحن لا نملك لاعبين بمستوى دحلب مصطفى الذي كان نجما لامعا، لهذا عليه أن يعامل الجميع سواسية محترفين أو لاعبين محليين، وعندما يشعر أن هناك من لا يملك الحماس ولا الوطنية “يبعثو يروح”، عليهم أن يضحوا ويأخذوا المثل من فريق جبهة التحرير، كنا نبلغ من العمر 19 و20 سنة، وكنا نجوما في فرق قوية ومع ذلك هربنا ولبينا نداء الثورة... شخصيا أتكلم عن موقف حصل لي مع لاعب في كأس إفريقيا ورجاء لا تسألوا عن الاسم. نحن في الإستماع. في التدريبات منحت التشكيلة التي ستلعب، فرأيت لاعبا يحرك رأسه كأنه يستهزئ، ومن يفعل ذلك مع المدرب فهو لم يحترم الوطن والعلم، لهذا قلت له “إحمل حقيبتك وارحل” وطردته. أنا “ما علاباليش” بأي لاعب، في المولودية أبعدت 7 لاعبين فقالوا عني أني “مهبول” ورغم ذلك توجت باللقب. ما رأيك في رغبة ماجر في ترؤس الاتحادية؟ له الحق مثل الجميع، ولو أنه منصب حساس جدا، ولكن ما دام رئيس الاتحادية الحالي في فترة عمل فعليهم مساعدته. روراوة وفّر كل شيء للمنتخب، واللاعبون أصبحوا حسب ما أقرأ ملوكا أينما يسافرون حتى في “الهيلكوبتر”، لهذا لا حق لنا في انتقاد روراوة، بل يجب أن نصحح له إن أخطأ. يعني لم نفهم موقفك من ماجر. لست ضده، لكن أقول إن المستقبل أمامه، ومن الأحسن أن يبدأ بالتدريج في “الفاف”. وإذا أراد أن يبقى بعيدا فأنصحه بتفادي الحروب الإعلامية. لم تجبنا عن السبب الذي جعل الكرة الجزائرية تعيش في هذه الفترة وضعية صعبة جدا؟ بصراحة لا أدري، السبب الذي أراه هو أننا ضيّعنا شخصيتنا وطريقة لعبنا، يعني هدفنا أمام ألمانيا في مونديال إسبانيا من المفترض أن يُدرس حتى يستفيد منه الجميع. الكرة لعبت في الأرض “ضربة، ضربة... في الشبكة”، لو علت قليلا لما سجلنا. أمر آخر أنا مقتنع به أننا نملك لاعبين، مرات أتجوّل هنا في “بومرشي” وأرى لاعبين في دورات الأحياء موهوبين جدا، الموهبة لا تنصقنا رغم أن الوضع الآن لا يعجب حتى رئيس الجمهورية غير مسرور بما يحصل. كيف عرفت ذلك؟ التقيته في إحتفالات أول نوفمبر الأخيرة، وقالي لي: “ما هذه الكرة التي أصبحتم تلعبونها؟”. رئيس الجمهورية بوتفليقة سألني وحدي من بين الجميع، وقد قلت له أنه علينا منح الفرصة للشبان، فقال لي: “هذا ما نتمناه حقيقة”. بالنسبة لك، كيف ترى مهمتنا أمام المغرب في تصفيات التأهل الى كأس إفريقيا؟ “الرجال يجيبو” التأهل، مرة ذهبت أنا وزوبا الى الكونغو وعدنا بالتأهل الى كأس إفريقيا. الجزائر حققت انتصارات في ملاعب “تروح ليها تموت“ وليس مثل الآن أين يلعبون في القطن، كنت أقول “حتى يكتبو شهادة وفاتك باش تحبس“، وهذا ما يلزمنا الآن... بالإضافة إلى معرفة كيفية مخاطبة اللاعبين، أنا كنت أتركهم يخرجون الى الملعب ليأكلوا الحشيش، في المغرب يجب أن يكون هناك لاعبون لا يخافون ومستعدون للموت على الميدان كما ضحينا نحن. ذكرى الثورة لم يمر عليها وقتا طويل، هل تتذكر كيف هربتم من فرنسا أنتم لاعبو جبهة التحرير؟ كيف لا أتذكر؟ فريق جبهة التحرير كان فريقا سياسيا، كنا 10 لاعبين كبار هربنا من نوادينا، لعبنا في كل مكان وحققنا الكثير من الإنتصارات، استقبلنا كل رؤساء العالم، الصين، الفيتنام والأوروبيين كلهم إلا في فرنسا. كل المنتخبات لعبت أمامنا، إلا المنتخب المصري الذي رفض ذلك خوفا من عقوبات “الكاف”، 80 ألف مناصر دخلوا ملعب القاهرة والمنافس لم يحضر وهو موقف لن أنساه. أتذكر أنه في دورة ودية لعبناها في تونس سنة 1958، كانت المرة الأولى التي عزف فيها النشيد الوطني، حيث التفت قليلا فوجدت كل أعضاء فريق جبهة التحرير يبكون، “يا حسراه” تركنا كل شيء من أجل الوطني وأتكلم عن نفسي. كنت نجما وملكا في أولمبيك ليون، حدثنا كيف هربت؟ كنت لاعبا محترفا، أتلقى مستحقاتي بالعملة العصبة، لدي أموالي في البنك، تركتها رفقة السيارة والبيت، حيث استحوذت عليهم الشرطة، وحتى زوجتي تركتها لأن نداء الثورة يمر قبل كل شيء، ولم أعد إلى فرنسا إلاّ بجواز سفر تونسي. كيف ذلك؟ السلطات التونسية أنجزت لنا جوازات سفر تونسية، وضعوا لي في المهنة “طالب” بفضلها توفّرت لنا حرية التنقل نحن لاعبو جهة التحرير إلى أي مكان، لكن لو أمسكونا “كنا نروحو فيها”. أتذكر لقاءنا بأعضاء الحكومة المؤقتة كريم بلقاسم، بن بلة وكل القيادات حيث قالوا لنا: “برافو، لقد نجحتم في تقديم الثورة الجزائرية 10 سنوات إلى الأمام“. نعرف أنك متعوّد على التضحيات، هل تتذكر يوم غادرت المولودية سنة 1989 متوجها إلى المنتخب؟ أتذكر أنهم سموني “كاميكاز”، كزال صرح قبلها: “إذا رفض كرمالي المهمة فهو محق، وإذا قبل فهو انتحاري”. جاؤوني إلى ملعب 5 جويلية وأنا أدرب المولودية فرفعت يدي وقلت للجميع: “المولودية خلاص، فالوطن ينادي“. الأمر الذي لن أنساه، أن الكل “خوفوني” بأن المهمة صعبة وأني سأفشل، تعرفون في الجزائر أن قلة فقط من تشجع المدرب والبقية تذبح. كما لا أنسى أن صحفيا قال لي: “يا كرمالي، حتى في لقاء ودي ولم نسجل”، فقلت له: “إننا سنترك الأهداف للمواعيد اللاحقة“. وفي نهاية كأس إفريقيا الصحفي نفسه جاءني وقال لي: “خلاص لم أقل شيئا. أنت أفضل مدرب في التاريخ”. كنتم 4 في الطاقم الفني... (يقاطع)... لا أتلاعب في أمور مثل هذه، كنت أنا المسؤول، صحيح أني كنت آخذ رأيهم في أمور صغيرة لكن كنت أنا من يقرر. استقبلكم الشاذلي في اليوم الموالي للتتويج، هل صحيح أن كرمالي لم يأخذ هديته؟ غادرنا الملعب على الواحدة صباحا، في اليوم الموالي كنا في القصر الرئاسي وطلب منا الشاذلي أن نطلب أي هدية، أنا شخصيا لم أرد ولم آخذ أي شيء، وحتى لما استفادوا من مكافأة التتويج بقيت قيمة رمزية أقسم أنها لم تدخل جيبي. وهل أخذت حقك من كرة القدم؟ في ليبيا، تونس والإمارات نعم، في الجزائر لا، أتذكر أن أحد المسؤولين بقي مندهشا لما رفضت أن آخذ مكافأة الفوز بكأس إفريقيا، ورجاء لن أمنح اسمه لأتفادى أي لغط. مثل الكلام الكثير الذي قيل عن رفضك زيدان بسبب ثقله... وهل زيدان أول لاعب تخسره الجزائر؟ ثم ماذا كان يمكنه أن يفعل لنا؟ في الجزائر كنا نملك في فريق “جبهة التحرير” لاعبين أفضل منه مثل مخلوفي، صحيح هو لاعب عظيم لكن مخلوفي وبن تيفور كانا أحسن من زيدان في نظري. ألا تتأسف لأنك غادرت المنتخب بعد مهزلة زيڤنشور سنة 1992؟ لم يكن يعرف أحدا ما يحصل، داخليا الأمور لم تكن تعجب، لم يكن هناك تفاهم بين اللاعبين، البعض يطالب بالمنح وتكرّر ذلك وظهر مشكل الألبسة، وقد قمت بعقد ندوة صحفية وقلت آخر كلمة لي: “أنا الوحيد المسؤول عن الكارثة”، وصفق ليّ الجميع لأني تحمّلت مسؤوليتي. وأضيف شيئا لا يعرفه الجيل الجديد. ما هو؟ الإرهاب كان أحد أسباب الإنهيار، كنا نتدرب في 5 جويلية بالخوف، بل هناك من حاول أن يفرض عليّ لاعبين من “الفيس” فماذا يمكن أن نحقق في جو مثل هذا؟ أقسمت أني لن أعود ولكن عدت بسبب حب الوطن وكانت تلك آخر تجربة. تملك 5 ألقاب، ما هو الأحلى؟ الأفضل فوزي بكأس إفريقيا، الذي لا ينسى مع سطيف (الكأس)، تتويجنا بالكأس الآفروآسيوية على حساب إيران جعلنا نشعر بالعظمة لأن الجزائر سنة 1991 سيطرت على نصف الكرة الأرضية، والتتويح مع إتحاد الشاوية كان خاصا حيث كنت أقول ل ياحي: “أنت لا تملك سوى طريق رئيسي في أم البواقي هو الشارع الرئيسي الذين تبيعون فيه البرتقال ومع هذا نحن أبطال”. شكرا لك، وبماذا تريد أن تختم؟ أتمنى أن أشاهد كرتنا التقليدية واحد – إثنين، اللعبات الفنية، التمريرات القصيرة، الإعتماد على الأجنحة والتوغلات، كما بودي أن أقدم عبركم تحياتي الى دوادي المسير السابق في المولودية، عبد الحميد ياحي، بالإضافة الى الجنرال المتقاعد بتشين في قسنطينة، من يريد أي نصيحة أنا هنا لا أتكبر لأنني لا شيء رغم خبرتي الطويلة في الميادين.