حل الأسطورة الجزائرية، رابح ماجر في مدينة سطيف في زيارة إلى شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي ومنها إلى العديد من الأحياء السطايفية الأخرى، وصنع نجم بورتو السابق الحدث بشكل كلي أول أمس، خاصة عندما تعرف عليه أنصار “الكحلة والبيضاء“ والتفافهم حوله، لاسيما لما توجه ماجر إلى الأحياء العتيقة على غرار بومرشي وطنجة، كما حظي باستقبال كبير من طرف السلطات المحلية لسطيف وعلى رأسها الوالي بدوي الذي أبى إلا أن يخصص استقبالا كبيرا على شرف ماجر، الأمر الذي يوحي أن صاحب العقب الذهبي “قدرو عالي” في عاصمة الهضاب، التي خصّها بزيارة أبرزت تعلق ابن حسين داي الشديد بمنطقة كروية أنجبت العديد من الأسماء البارزة والتي تألقت في سماء المستديرة الجزائرية بشكل لافت للانتباه. الزيارة كانت مفاجئة ولا أحد انتظرها وكان مرفوقا ببوزيدي وحسب ما استقيناه من مصادرنا، فقد كانت الزيارة إلى سطيف مبرمجة سرا، حيث أن ماجر لم يخبر أي أحد بتفاصيلها وهذا حتى لا يجلب إليه الأنظار وليكون لقاؤه بالمدرب كرمالي سريا إلى حد بعيد كلقاء الإبن لأبيه، ولا أحد كان ينتظر أن يحضر لاعب بحجم ماجر إلى سطيف وفي هذا الظرف بالذات، بالنظر إلى ما تفترضه مقتضيات الفترة الراهنة وخاصة كأس العالم التي أصبح الجميع يعتبره من بين المعنيين بها، وكان ماجر مرفوقا بصديق الطفولة يوسف بوزيدي الذي أبى إلا أن يرافق رفيق دربه في زيارة مدينة الهضاب العليا. ماجر قطع وعدا على نفسه في 2006 ووفّى به في 2010 وفي حديث لماجر على أمواج القناة الإذاعية الجهوية “الهضاب”، أكّد أنه كان ينوي زيارة سطيف في أي مناسبة تتاح له الفرصة لذلك، لأنه قطع وعدا على نفسه بأن يقوم بذلك عرفانا للفضائل العديدة التي كانت للمدرب كرمالي عليه خلال بداياته الأولى في ميادين كرة القدم، خاصة أن ما حزّ في نفسه أكثر هو غيابه عن مباراة الاعتزال التي أقيمت على شرف كرمالي في 2006 بسبب التزاماته كمحلل مع قناة الجزيرة الرياضية، إلا أنه وفى بوعده بعد أربع سنوات لاسترجاع الذكريات الجميلة التي عاشها مع كرمالي. شرب من عين الفوارة وزار أحياء سطيف العريقة وقد استغل ماجر الفرصة ليغترف غرفة من منبع عين الفوارة الأسطوري وسط أهازيج الأنصار، كما طاف في مختلف أحياء سطيف العريقة، وكما صرح به في إذاعة “الهضاب“ قائلا: “شربت من عين الفوارة لكي أعود إليها مجددا” وهو كلام الذي يدل على المعرفة الجيدة لماجر بكل تفاصيل مدينة سطيف، حيث أكّد أنه لن يتردد لحظة واحدة في العودة مجددا إلى بلاد سيدي الخيّر كلما أتيحت له الفرصة. كرّم كرمالي بدرع جميل وعائلة “الشيخ” أخذت صورا تذكارية معه وكان ماجر قد كرّم شيخ المدربين بدرع جلبه له خصيصا كذكرى من تلميذ إلى أستاذه، حيث أكّد على ذلك من خلال عرفانه بالدور الذي قام به مهندس تتويج سنة 90، وتبادل معه أطراف الحديث لفترة طويلة، قبل أن يستغل أفراد عائلة كرمالي وخاصة أحفاده الفرصة لأخذ صور تذكارية مع ماجر، وقد أبان ماجر عن تواضع شديد عندما قال إنه يعتبر نفسه أولا وقبل كل شيء واحدا من أبناء كرمالي الذي استرجع معه ذكريات السنوات الجميلة التي عرفها معه لما أشرف كرمالي على النخبة الوطنية في فترة من الفترات. حلّ ضيفا على إذاعة سطيف الجهوية والتقى زكري وحلّ ماجر ضيفا على إذاعة “الهضاب“ الجهوية أين أخذ الكلمة للتعبير عن سعادته الكبيرة بوجوده في مدينة سطيف العريقة، وعبر عن سعادته في أنه لم يرد أن يفوت فرصة وجوده في الجزائر كي يزور عائلة الشيخ كرمالي ووفى بوعده تجاهه، الأمر الذي سرّ به كرمالي لأنه يبقى يحظى بحب واحترام لاعبيه القدامى، بما أن ماجر قام بتصرف يبرهن بحق على المكانة المحترمة التي يحظى بها كرمالي عند لاعب بورتو السابق، وقد كان في الأستوديو مدرب الوفاق زكري، الذي كان له تدخل على المباشر وعبّر عن سعادته الكبيرة بالكلام الذي سمعه من ماجر عن الوفاق. التلفزيون الجزائري وقناة mbc غطّيا الحدث واستغلت القناة التلفزيونة الجزائرية الفرصة لتغطية الحدث عن قرب عن طريق مكتبها الجهوي في سطيف، كما لم تفوّت القناة التلفزيونية العربية “آم بي سي” الفرصة وغطت الحدث بأدق تفاصيله، خاصة أنها من أشد المتابعين للواقع الكروي الجزائري في الآونة الأخيرة، وزيارة ماجر كانت تمثل بالنسبة لها حدثا بارزا. ماجر: “كرمالي رجل عظيم وخيره سبق” ولم يفوّت ماجر الفرصة ليصرح على إذاعة الهضاب قائلا: “يجب أن نعترف بشيء مهم، وهو أن شخصا مثل كرمالي قدّم الكثير للكرة الجزائرية، وأنا إن قررت أن أزوره فهذا لأنني أعترف بأني تعلمت الكثير من كرمالي ومهما قمت به من مبادرات فلن أوفيه حقه، وخير كرمالي “هو اللي سبق“ كما يقال، وسأبقى دائما تلميذه الوفي ولن أتردد في زيارته كلما أتيحت لي الفرصة”. كرمالي: “ماجر هو اللاعب الأكثر احترافية ممن درّبتهم” وفي تصريح لكرمالي، قال شيخ المدربين بخصوص ماجر: “أشكر رابح أو مصطفى كثيرا على مبادرته، أعتقد أن ماجر برهن اليوم بزيارته هذه على أنه رجل عظيم جدا، وعلى هذا الأساس أرى أنه أحرجني كثيرا بزيارته هذه، وماجر هو اللاعب الأكثر احترافا ممن دربتهم، كيف لا، وهو اللاعب الذي نال كؤوس كل القارات وهذا أمر يدل على أنه لاعب ومدرب وشخص عظيم ويستحق كل العرفان”. ---- ماجر: “زيارتي إلى سطيف تجسيد لوعد عمره أربع سنوات” أكد النجم الجزائري رابح ماجر خلال تدخله صبيحة أمس عبرة اذاعة “الهضاب“ أنه جاء إلى سطيف من أجل زيارة شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، وهذا بعد أن تعذر عليه سنة 2006 حضور “جوبيلي“ كرمالي، وقال: “صراحة زيارتي إلى سطيف هي تجسيد لوعد عمره أربع سنوات، حيث كنت قد وعدت الشيخ كرمالي أني سأزوره تعويضا لغيابي عن جوبيله.” “أشكر والي سطيف على الاستقبال المميّز“ من جهة أخرى أصر لاعب بورتو سنوات الثمنينيات على شكر السلطات المحلية لولاية سطيف، على رأسها الوالي، على حسن الضيافة وعلى اهتمامها بالكرة والرياضة والرياضيين، وقال: “أود أن أشكر والي سطيف على حسن الاستقبال، وعلى الاهتمام الذي أعطاه لهذه المبادرة، وأشكره على اهتمامه الكبيرة بالكرة، وبالرياضة والرياضيين بشكل عام.” “لم تفاجئني سطيف بجمالها والكل يتحدث عنها بالخير” بعدها تحدث صاحب الكعب الذهبي عن جمال مدينة سطيف التي تطورت كثيرا -حسبه-، حيث أكد أنه كان ينتظر أن يجدها بهذا الجمال بما أن الجميع كان يتحدث عنها بالخير في قطر حين كانت الأندية الخليجية تأتي للعب مع الوفاق، وقال: “صراحة لم أفاجأ بجمال مدينة عين الفوارة، فآخر مرة زرتها فيها كانت من بين أجمل المدن الجزائرية، وقد وقفت على تطور هذه المدينة الكبير خلال السنوات القليلة الماضية، على كل حال الكل كان يتحدث عنها بالخير في قطر.” “الاحتراف كان موجودا في الجزائر منذ 77” وفي سؤال عن قضية الاحتراف في بلادنا، أكد رابح ماجر أن الاحتراف في بلادنا بدأ في سنة 77 خلال الاصلاح الرياضي، حيث تحولت الكرة إلى مهنة للاعبين، وهو ما يعني أننا في الجزائر نعرف الاحتراف منذ مدة، وقال: “أعتقد أن الاحتراف ليس جديدا علينا نحن الجزائريين، بما أننا تحولنا إلى محترفين سنة 1977 بعد قانون الإصلاح الرياضي، حيث تحولت الكرة إلى مهنة يحترفها اللاعبون ومصدر رزق لهم، وبهذا يمكن القول إن الاحتراف ليس جديدا على الجزائريين.” “الجزائر محتاجة إلى انتصارات ونجاح المنتخب نجاح الجميع” بعدها تحول رابح ماجر للحديث عن المنتخب الجزائري الذي حقق نتائج باهرة -حسبه- وجاءت في وقتها بما أن الشعب الجزائري كان محتاجا إلى هذه الفرحة، والكرة الجزائرية محتاجة للمزيد من الانتصارات، واعتبر انجاز “الخضر“ هو انجاز الجزائر بأكملها، وقال: “أعتقد أن وصول المنتخب الجزائري إلى المونديال يعتبر إنجازا في حد ذاته، ساهم فيه كل الجزائريين، وقد جاء في وقته لأن الشعب الجزائري كان في أمس الحاجة لمشاهدة منتخبه يحقق الانتصارات من جديد“. “حذار من سلوفينا ويجب اللعب بروح 82” وعن مواجهة سلوفينيا القادمة، صرح ماجر بأنها مهمة للغاية، إلا أنه صرح بالمقابال:”يجب أن نكون واقعيين بعض الشيء، المنتخب السلوفيني استطاع أن يتأهل إلى المونديال على حساب منتخب روسيا القوي جدا، وبالرغم من أننا على الورق قد نكون أفضل من سلوفينيا، إلا أن الحل هو أنه يجب أن نلعب المنافسة ونستهلها بنفس الطريقة التي بدأنا بها مونديال 82 في ألمانيا، ونفرض منطقنا من البداية تجنبا لأي مفاجئة غير سارة قد تأتينا منها”. “الوفاق لم يفاجئني بنتائجه أتمنى له التوفيق رفقة باقي الاندية قاريا” ولم ينس ماجر أن يتحدث عن وفاق سطيف في معرض حديثه، حيث أشار إلى إعجابه بالهيكلة التي أصبح يسيّر بها النسر الأسود، وقال في هذا الشأن:”أعتقد أن الوفاق قام بكل شيء يوحي على أنهم في المستوى المطلوب، حيث أن نتائجه تتحدث عن نفسها هذا الموسم في كل المنافسات التي شارك فيها، وبالمناسبة أستغل الفرصة لأتمنى لهم على غرار شباب بلوزداد وشبيبة القبائل أن يواصلوا تألق المنتخب الوطني على صعيد الأندية وأن يوفقوا إلى حد بعيد في هذا الصدد”. “إلتحاقي ب العربية كان بالعاطفة” وعن اختياره العمل في قناة العربية كمحلل خلال نهائيات كأس العالم، صرح ماجر قائلا:”الجميع الذي ألتقيه يعبر لي عن سعادته بالتحليل الذي أقوم به في القنوات التي عملت فيها، وأنا “مبسوط” كثيرا لما أسمع مثل ذلك الكلام، كما أن انضمامي إلى العربية كان بدافع العاطفة في ظل وجود صديقي ومواطني يزيد مواقي فيها وهو الذي حفزني كثيرا، وسأكون سعيدا بالعمل فيها في الأيام القليلة القادمة”. “7 جوان سأكرم في جنوب افريقيا” وعبر ماجر أنه سيكون ممثلا للجزائر في حفل ضخم سيحضره في جنوب إفريقيا، الهدف منه تكريم أحسن اللاعبين في القارة السمراء، وقال في هذا الشأن:”يوم 7 جوان سيكون مفخرة لكل الجزائريين، بما أنه سيشهد تكريمي على غرار 50 لاعب إفريقي ممن صنعوا أفراح الأندية والمنتخبات الإفريقية وهذا سيكون فخرا للجزائر ككل وليس لشخصي فقط”.