خبر لم يكن سارا ذلك الذي تفاجأنا به بمجرد وصولنا إلى “لوكسمبورغ” قبيل وصول بعثة المنتخب الوطني إلى هنا، حيث وقفنا على الحالة السيئة والمزرية التي تتواجد عليها أرضية ميدان “جوزي بيرتال” الذي سيحتضن هذا الأربعاء لقاء “الخضر” ضدّ منتخب “لوكسمبورغ”... إذ أنّ الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة تسبّبت في إتلاف جزء كبير من العشب الطبيعي لهذا الملعب، فضلا عن الحفر التي خلفتها وهو ما وقفنا عليه من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى الملعب مؤخرا. حفر كثيرة، أرضية زلجة، واللاعبون سيواجهون صعوبات زيارتنا إلى ملعب “جوزي بيرتال” جعلتنا نقف على الحفر الكبيرة التي خلفها تهاطل الأمطار الغزيرة على المدينة، حفر منتشرة في أرجاء الملعب هنا وهناك، فضلا على أن البرد القارس الذي يطبع الأجواء المناخية هنا، خلف جليدا انعكس على أرضية الميدان التي صارت جدّ زلجة، وغير مساعدة بتاتا للاعبين “22” الذين سيجدون صعوبات جمة في تطبيق طريقة لعبهم، وحتى في تمرير الكرة فيما بينهم. ومحطّة الأرصاد تتوقّع تهاطلا طيلة الأسبوع ومن المتوقع أن تزداد حالة العشب الطبيعي للملعب سوءا خلال الأسبوع الجاري، لأن محطة الأرصاد الجوية ل”لوكسمبورغ” توقعت في آخر نشرة من نشراتها الجوية مزيدا من التساقط للأمطار وبنفس الغزارة على مدار الأسبوع الجاري، وهو خبر لن يسرّ أشبال الناخب بن شيخة الذين كانوا يتمنوا أن يخوضوا اللقاء في ظروف مريحة تسمح لهم بإقناع الناخب الوطني، لا سيما بالنسبة للجدد. الأمور قد تتعقد بسبب لقاء “الروغبي” اليوم ولعلّ ما قد يزيد “الطّين بلّة” كما يقال، ويزيد من “بلة” طين وعشب ملعب “جوزي بيرتال”، هي مباراة “الروغبي” التي سيحتضنها هذا الأخير ظهر اليوم بداية من الساعة الثانية زوالا، بين منتخب “لوكسمبورغ” و”بلغاريا” لحساب كأس أوروبا للأمم، ولكم أن تتصوروا كيف ستكون حالة أرضية الملعب بعد انتهاء المباراة التي ستعرف اندفاعا بدنيا من الجانبين وحرثا حقيقيا بأرجل اللاعبين بما أن رياضة “الروغبي” تتميز بذلك، أكيد أن الأرضية ستتحول إلى “حوش بطاطا” حقيقي، وستصبح صالحة لكل شيء ما عدا ممارسة كرة القدم. بستانيون مختصّون في سباق ضدّ الزّمن لتجهيزها وتزامن تواجدنا أمس بالملعب، وتواجد “بستانيون” مختصون في إصلاح العشب الطبيعي عندما يتلف، وهي فرصة سمحت لنا بالوقوف على المجهودات المضنية التي يبذلونها حتى يستعيد ولو قليلا من بريقه يوم المباراة، وكان لنا حديث مع أحدهم، قال لنا فيه:” لقد دخلنا في سباق ضدّ الزمن من أجل تجهيز الملعب، وكما تروا فإن حالته ليست على ما يرام بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الأيام الأخيرة، والآن نحن نعمل بجدية حتى نسمح للمنتخبين بلعب مباراة كبيرة في أفضل الظروف.” اللاعبون مطالبون بالحذر لتفادي الإصابات ومهما يكن، وبمّا كل المؤشرات توحي بأنّ هطول الأمطار على “لوكسمبورغ” سيتواصل إلى إشعار آخر، فإن لاعبينا مطالبون بتوخي الحيطة والحذر يوم المباراة من أجل تفادي الإصابات التي قد تعصف بمستقبلهم من أنديتهم من جهة و”الخضر” من جهة ثانية.