بدأ مدرب جمعية الشلف إيغيل مزيان في خفض وتيرة العمل من حصتين في اليوم إلى حصة واحدة ابتداء من نهار أمس، كما غيّر توقيت الحصة التدريبية ، حيث كانت من قبل على الساعة السادسة مساء، ليحوّلها إلى الثالثة بعد الزوال، فضلا على هذا فقد تنقل من التركيز على الجانب البدني إلى الناحية التكتيكية... وهذا ليضع اللاعبين من اليوم في الصورة أمام اللقاء الكبير الذي ينتظرهم في الجولة القادمة أمام شباب بلوزداد لحساب الجولة التاسعة. مباراة بلوزداد أمام الشبيبة تشدّ انتباه “الشلفاوة” وقد حرص إيغيل خلال الحصة التدريبية لنهار أول أمس على توجيه نصائح للاعبيه، أبرزها حديثه على اللقاء المتأخر الذي سيجمع شبيبة القبائل بضيفها شباب بلوزداد اليوم الثلاثاء. حيث طلب من لاعبيه متابعة اللقاء والتركيز على نقاط قوة وضعف أشبال الأرجنتيني “ڤاموندي” في اللقاء، كما طلب من كلّ لاعب أن يقدّم له الملاحظات التي ستشدّ انتباهه في اللقاء، وهذا ليأخذ إيغيل فكرة عن طريقة تفكير لاعبيه ودرجة فهمهم لطريقة لعب المنافس والنقاط التي يجب استغلالها، وهذا ما يجعل لقاء اليوم بين الشبيبة وبلوزداد ذا أهمية بالغة في نظر الطاقم الفني الشلفي. الحديث عن بلوزداد بدأ وسط اللاعبين وإذا كان إيغيل تحدّث عن لقاء بلوزداد من الآن رغم أن المباراة مبرمجة يوم السبت القادم على الساعة الثالثة زوالا، فإن كلام اللاعبين بدأ هو الآخر عن هذا اللقاء، بل الجميع يرى بلوزداد منافسا كبيرا يجب التعامل معه بحذر والتحضير له في الوقت نفسه بجدية كبيرة، ليواصل الفريق سلسلة النتائج الإيجابية التي يحققها في الجولات السبع الأخيرة من البطولة. الجميع واعٍ بالمسؤولية وحصد النقاط الثلاث كما أجمع زملاء لعموري جديات على ضرورة مواصلة حصد المزيد من النقاط في الجولات القادمة، خاصة مع ارتفاع معنويات التشكيلة والدعم الكبير الذي تلقاه من جمهورها وطاقمها المسيّر، فضلا على هذا الطريقة الذكية التي يسيّر بها المدرب إيغيل مزيان ومساعداه بن شوية وآيت محمد التشكيلة. وكل هذا جعل الفريق الشلفي يعقد العزم على تأكيد قوّته في الجولة القادمة أمام بلوزداد بملعب هذا الأخير. غياب الإصابات يُريح الطاقم الفني ومن بين النقاط الإيجابية التي لاحظها التقني الشلفي على لاعبيه في الأسابيع القليلة الماضية، هي غياب الإصابات، فما عدا سنوسي الذي خضع لعملية جراحية اضطرارية على الغضروف، فإن عودة زاوش ومكيوي والمردود الذي قدّمه كل لاعب في اللقاءات الودية الأخيرة، جعل إيغيل يقتنع أن هناك إصرارا ورغبة من اللاعبين في تقديم وجه جيّد في البطولة، وهذا بتطبيقهم الصارم للتعليمات المقدّمة لهم من طرفه هو ( إيغيل)، أو من الطاقم الطبي حينما يرى نقصا أو معاناة عنصر في الفريق من إصابة. احترافية اللاعبين أنست الطاقم الطبي معاناة المواسم الماضية ولعلّ أهم شيء ساعد الطاقم الطبي هذا العام في عمله وفي تطبيق التعليمات والملاحظات للاعبين، هي الذهنية التي تميّز زملاء زاوي هذا الموسم، فحينما توجّه ملاحظات للاعب ويطلب منه ضرورة الخضوع للراحة وعدم التهاون في العلاج، أو يمنعه من قيادة السيارة لأن حركات القدم في المكبح أو تغيير السرعة يتطلب جهدا، وهذا الجهد يؤثر في رجل اللاعب بصفة آلية، لكن احترافية اللاعبين ووعيهم بالمضاعفات التي قد تلحق بهم في حال عدم تطبيق التوجيهات التي تقدّم لهم، جعل الإصابات تقل كثيرا هذا الموسم مقارنة بالذهنية التي كانت في المواسم الماضية. بن شوية يشيد بالروح التضامنية وسط الفريق وعن سير التدريبات وسط اللاعبين، أكد لنا المدرب المساعد محمد بن شوية أنه فضلا على التعليمات التي يقدّمها الطاقم الطبي والتوصيات التي يوجهها إيغيل للاعبين، فإن الفريق صار تحدوه روح المجموعة والتضامن بين اللاعبين، إلى درجة توحي أن الجمعية تملك هذا الموسم روحا أخوية وكأن الفريق عائلة واحدة، وهذا الأمر زاد الفريق تماسكا، ويؤكد في كل مرة جاهزية الفريق للتحدّيات التي تنتظره. بن شوية: “روح المجموعة ستزيد الشلف قوّة هذا العام” وواصل بن شوية حديثه عن الأجواء التي يلاحظها على الفريق هذه الأيام مقارنة بالسنوات الماضية، قائلا: “أعتقد أن الشيء المميّز هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، هي الروح الجماعية التي تسود الفريق، لأنه ليس من السهل أن يكون لديك ثمانية لاعبين كله جدد ويتمتعون بخبرة كبيرة في كرة القدم، وتنجح في ظرف سريع في خلق توازن وروح تآخٍ بين الفريق، وهذا الجانب أعتقد أنه ساهم بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج طيبة في بداية الموسم. وأتوقع أن روح المجموعة هذه ستزيد الفريق قوّة هذا الموسم”. مبارتان وديتان كانتا كافيتين ل إيغيل وبالعودة إلى سير التحضيرات واللقاءات الودية التي خاضتها الجمعية لحد الآن، سواء أمام جيل عين الدفلى الأسبوع الماضي أو أمام اتحاد البليدة يوم السبت الفارط، فإن المدرب إيغيل مزيان أكد أن لعب فريقه مبارتين في فترة توقف البطولة أمر جيّد، لمحافظة لاعبيه على المنافسة وأيضا الوقوف أكثر على إمكانات العناصر الاحتياطية، واعتبر أن مبارتي عين الدفلى والبليدة كانتا كافيتين بالنسبة إليه، ولذلك قال إنه لا داعٍ لبرمجة لقاء ودي ثالث قبل خمسة أيام من مواجهة بلوزداد السبت القادم. من سيخلف سنوسي؟ يسود تساؤل كبير وسط التشكيلة الشلفية وأنصار الجمعية حول هوية الظهير الأيمن الذي سيكلفه إيغيل في لقاء الجولة القادمة بخلافة سنوسي بن زيان المصاب. حيث يرى البعض أن اعتماده على بن طيب اسماعيل في لقاء البليدة ظهيرا أيمن ثم بعدها جرّب لاعب الأواسط نعاس، كان بمثابة امتحان للاعبين ليختار من خلاله إيغيل العنصر الأكثر جاهزية، بينما ترى أطراف أخرى أن دفع غربي صبري للعب ظهيرا أيمن، وهو المنصب الذي تعوّد اللعب فيه في المواسم الماضية، يجعل أمر دعم الوسط محيّرا هو الآخر، إذا ما تحوّل غربي للرواق. إيغيل يفضّل التريث للحسم في المسألة ورغم إلحاحنا على المدرب إيغيل مزيان أو على مساعده بن شوية لإفادتنا بهوية اللاعب الذي سيشغل منصب ظهير أيمن أمام بلوزداد، إلا أن المدربين فضّلا التريث وعدم التسرّع للفصل في الأمر، بل قال بن شوية إن الفترة القادمة من التحضيرات ستكون للمتابعة والوقوف على قدرات كل لاعب، والفصل النهائي في مسألة من سيخلف سنوسي سيترك إلى يوم المباراة، وهذا حتى يحافظ على قوة وتماسك الفريق ويترك روح التنافس دائما حاضرة بين اللاعبين. ----------- علي حاجي: “تمنينا أن نُقيم الصلح عن حقيقة مع “الحمراوة“،ولكن..” كيف حالك مع الجمعية والمدرب إيغيل مزيان؟ أنا بخير والحمد لله مادامت الجمعية بخير وتحقق نتائج جيدة في البطولة، ونفس الشيء مع المدرب إيغيل مزيان الذي اعتبره من المدرّبين الكبار في البطولة الجزائرية. لهذا فأنا جد مرتاح “وبالي هاني” هذا الموسم. تعني أن قلة المنافسة التي تشتكي منها لا تشكل قلقا بالنسبة إليك، أم ماذا؟ لم أتحدّث عن المشاركة لأنها بيد المدرب، فهو يشرف على الفريق واللاعب الذي يرى أنه الأحسن يعتمد عليه، ما جعلني أرتاح ولا أقلق تماما، بل حتى القلق مع إيغيل يستحيل على أيّ لاعب أن يتحدّث عنه في الوقت الراهن، سواء في طريقة تعامله معنا أو في المنهجية التي يطبّقها في التدريبات والمنافسة الرسمية. لذا سواء لعبت أو لا، فإنني أجد نفسي قبل أو بعد اللقاء مرتاح البال. ربما تحقيق الفريق لنتائج طيبة هو ما يجعلك راضيا على وضعيتك؟ لم يسبق لي أن انتقدت المدرب على خياراته، ومادمت ألعب كرة القدم لن أفعل هذا الأمر، بل أنا لاعب أعرف جيّدا واجبي وأدرك أن حقي يتوقف عندما يبدأ حقّ الغير، بمعنى أنني أعمل وأتدرّب وأجتهد فهذا حقي، أما بالنسبة للمنافسة واختيار التشكيلة الأمثل للدفاع عن ألوان الفريق فهي من حقّ المدرب ولا أحد يملك هذا الحقّ غيره. لذا تراني أعمل دون إثارة المشاكل لأني أعرف واجبي من حقي. ربما مشاركاتك في اللحظات الأخيرة من كل لقاء جعلتك ترضى بما أنت فيه؟ قلتها وأكررها: ليس لدي أي مشكل في هذا الأمر، فما دام الفريق يحصد النتائج الإيجابية وأنا فرد في هذه المجموعة، فإنني مقتنع تمام الاقتناع أنني لم أظلم ولا يوجد لدي أدنى شك بأنني مظلوم، بل أعترف أني لو لم أقنع المدرب بقدراتي لما كان في كل مرّة يتركني للحظات الأخيرة ويشركني في المباريات، وهذا دليل آخر على ثقته في إمكاناتي وحرصه الشديد على مواصلة تألقي. ودعني هنا أوضح أمرا هاما. تفضّل... في لقاء شبيبة القبائل وخاصة في الشوط الثاني كان أداؤنا متواضعا بحكم عودتنا إلى الخلف للمحافظة على النتيجة، ولو كان المدرب إيغيل يبحث عن التعادل لكان بدلا من أن يقحمني يقوم بإشراك مدافع لتحصين منطقة الخلف، ولكن إيغيل لم يفعل ذلك بل عوّضني ب سوڤار، يعني منصبا بمنصب، وهذا دليل آخر على ثقة المدرب في قدراتي، لذا مهما نوّهت وأشدت بقدراته وحنكته فإن هذا الأمر قليل على مدرب كبير وكإيغيل مزيان. لو نتكلم عن البطولة وفوزكم الأخير على مولودية وهران، ما الذي تقوله؟ أعتقد أننا في مباراة مولودية وهران قدّمنا أداء جيّدا ومقنعا نستحق عليه الفوز، كما ينطبق هذا الأمر على جميع اللقاءات التي لعبناها من قبل، إلى درجة أن الناس لم تعد ترى في الشلف ذلك الفريق الذي يلعب الدفاع ويبقى يترقب أي خطأ من المنافس ليستغله ويحوّله إلى فوز، بل نحن هذا الموسم نلعب كرة قدم، نمتع بها كلّ من يشاهد المباراة، ونخرج في الأخير منتصرين، وهذا الأمر يعتبر جيّدا للمردود الذي نقدّمه. كما بودّي أن أضيف أمرا هاما هنا. تريد الحديث عن المصالحة مع “الحمراوة”؟ قبل هذا يجدر بي الحديث عن تصرّفات الأنصار لأنهم في الفترة الحالية لم يعد يقنعهم الفوز بهدف أو هدفين، بل صاروا ينظرون إلى مثل هذه النتائج على أنها عادية جدا، ولكن ما يجب أن يقتنعوا به، هو أننا نحقق نتائج إيجابية ونجمع النقاط الثلاث وهذا هو المهم. أمر آخر يجدر بي الحديث عنه هو ما قلته سابقا عن الأنصار وتصرّفاتهم، بحيث أصبحنا نخشى ردّ فعلهم، مثلما حدث في لقاءات مولودية الجزائر ومولودية العلمة، حينما اجتاحوا أرضية الميدان ورموا بالألعاب النارية، وفوق هذا كله تصرّفهم غير المفهوم مع فريق مولودية وهران. تقصد لمّا رشقوا حافلتهم بالحجارة وكسّروا زجاجها؟ نعم، فنحن كلاعبين تمنينا أن نقيم الصلح عن حقيقة مع “الحمراوة“ ونسعى لتجسيد المصالحة بين الفريقين، من خلال اللعب بروح رياضية عالية وجعل صورة المصالحة تنطلق منا كلاعبين قبل أن تصل إلى الأنصار، ولو أننا كلاعبين وفقنا في مهمّتنا ودخلنا جنبا إلى جنب مع عناصر “الحمراوة”، إلا أنه في نهاية المباراة صدرت تصرّفات طائشة من أشباه الأنصار الذين راحوا يكسرون حافلة مولودية وهران، وهذا التصرّف لا يشرفنا تماما ولا يشرّف سمعة فريقنا. على أنصارنا من اليوم أن يدركوا أن تصرّفاتهم تؤثر فينا كلاعبين، لأننا صرنا نخشى اجتياحهم أرضية الميدان أو رشق الملعب بالقارورات أو الألعاب النارية، لأنها ستكلفنا إنذارا ثالثا وهذا يعني اللعب دون جمهور. لو نتحدّث عن البطولة والتشكيلة التي تملكها الشلف هذا الموسم، هل بإمكاننا القول إن الجمعية تستهدف اللقب، أم ليس بعد؟ المثل يقول”مادامت هناك الحياة فالأمل دائما يبقى موجودا“، نحن كلاعبين نتمنى أن نحرز لقب البطولة ونهديه لأنصارنا وإدارة الفريق، ونعزز خزينة الشلف بلقب يبقى في التاريخ. ولكن ما يجب أن يدركه كل مناصر هو أن اللقب صعب تحقيقه، فهو يتطلب اجتهادا وتركيزا ودعما قويا وأمورا كثيرة. نحن حاليا نفوز باللقاءات ونقدّم عروضا كروية جميلة، ولكن يجب على الأنصار أن يساعدونا حتى لا نفكر في عقوبة الملعب، فضلا على هذا فإن أكبر ما أخشاه شخصيا هو أن نمرّ بمرحلة فراغ قد تؤثر فينا كثيرا، خاصة مع كبر طموح الأنصار ورغبتهم الشديدة في تحقيقنا للقب، وإذا ما قدر الله وانهزمنا أو مررنا بمرحلة فراغ، فإنهم لن يرحمونا، بل سيكثفون علينا الضغط وهذا ما لا أتمنى حدوثه. كل ما أتمناه هو أن يظل أنصارنا في كل الأحوال إلى جانبنا، ويومها سنؤكد أننا حريصين على تحقيق طموحاتهم. تحضيراتكم هذه الأيام مركزة على لقاء بلوزداد القادم، كيف ترى المباراة والمنافس؟ شباب بلوزداد فريق محترم ويملك عناصر تتمتع بالخبرة وأخرى شابة ترغب في البروز، وهذا ما سمح لها بتحقيق نتائج طيبة. أما عن المباراة فأعتقد أنها ستكون صعبة علينا، طالما أننا سنواجه بلوزداد على أرضه وأمام أنصاره، ولكن الشيء الأكيد الذي مقتنع به هو أننا سنعود بنتيجة إيجابية من بلوزداد، وأنا جد متفائل لهذا الأمر لسببين: الأول الحالة النفسية التي يوجد عليها فريقنا، والثانية الانسجام والتنسيق الذي نجح الطاقم الفني من خلقه وسط الفريق. ألا ترى أن الفوز هو تحدٍ من نوع آخر، بمعنى أنكم مطالبون به لتأكيد سلسلة النتائج الإيجابية التي تحققونها؟ جمعية الشلف هذا الموسم صار ينظر لها على أنها الفريق الذي لا يُهزم، وعلينا كما قلت أن نثبت هذا الكلام ونجسّده على أرض الواقع، فمادمنا نقدم عروضا كروية جميلة ونمتع في طريقة لعبنا محبينا ومناصري الفرق الأخرى، فهذا يجعلنا في مهمة تأكيد هذه الصورة، وعليه فإن كل لاعب في الفريق واعٍ بما ينتظره، ونحن على دراية تامة بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا، لذا نأمل أن يحالفنا الحظ ونكرّس مرة أخرى قوّتنا في الجولات القادمة. ------------- الجمعية تأخذ حصة الأسد في تحليلات “دوري المحترفين“ بعد التهميش الذي كانت تعانيه جمعية الشلف خاصة الموسم الماضي بعد التراجع الرهيب لأداء ومستوى الفريق، أصبحت عودتها القوية إلى الواجهة مطلع هذا الموسم تصنع أحاديث المتتبعين سواء في الشلف أو خارجها، وآخر ما وقفنا عليه تمحور حديث المحللين في الحصة الرياضية التي يعدها التلفزيون الجزائري “دوري المحترفين” حول نتائج وأرقام الجمعية المسجلة في الجولات الثماني الأولى. إقرار بإمكانات إيغيل هذا وقد أرجع المحللون العودة القوية للجمعية إلى الواجهة وتحقيقها لنتائج رائعة مطلع الموسم، إلى وجود الناخب الوطني السابق مزيان إيغيل على رأس العارضة الفنية للفريق، حيث عرف كيف يفرض طريقة عمل وانضباط خاصة على لاعبين تم انتدابهم من قبل إدارة الفريق الصائفة الأخيرة رغم أنهم لم ينهوا الموسم الماضي مع الأندية التي كانوا ينشطون فيها مثلما يتمناه أي لاعب، إيغيل ورغم التغييرات الجذرية التي حدثت على التشكيلة الأساسية في الفريق والتي لم يبق منها سوى ثلاثة لاعبين فقط (زاوي، غربي ومسعود) عرف كيف يحقق الانسجام والتجانس بين اللاعبين ويصنع من التعداد تشكيلة تلعب كرة قدم فريدة من نوعها. الوحيد الذي اعتمد على نفس التشكيلة في جميع اللقاءات من بين النقاط التي تحدث عنها المحلل مرزقان، اعتماد المدرب إيغيل على نفس التشكيلة تقريبا منذ انطلاق الموسم إلى غاية الجولة الثامنة، وحتى التغييرات التي عادة ما يحدثها المدربون في وسط الأشواط الثانية من اللقاءات لم يحدثها إيغيل الذي كان عادة ما يحدث التغييرات في الأنفاس الأخيرة من اللقاءات، وهي ميزة لم يجدها المحللون عند العديد من الأندية التي استعمل مدربوها تقريبا جميع التعداد أو لجؤوا في بعض الأحيان إلى الاستنجاد بلاعبين من فئة الأواسط. مرزقان يؤكد أحقية سوداني باللعب للمنتخب الأول من بين النقاط المهمة التي وقف عندها المحللون في الحصة، الأهداف المسجلة وهداف البطولة هلال سوداني الذي سجل سبعة أهداف كاملة، متقدما على هداف شباب بلوزداد بورڤبة، حيث أكد الدولي السابق شعبان مرزقان أحقية هداف الجمعية في أخذ مكانة مع المنتخب الوطني باعتباره مهاجما صريحا وقناصا حقيقيا للأهداف، خاصة وأن سوداني أصبح يسجل الأهداف بانتظام، وأكثر من هذا أكد مرزقان أن الإمكانات التي يتمتع بها هذا الشاب أفضل بكثير من إمكانات بعض اللاعبين الذي وجهت لهم الدعوة مؤخرا من قبل الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة. كلام مرزقان صنع الحدث في معاقل الأنصار والأكيد أن كلام مرزقان بخصوص أحقية سوداني باللعب للمنتخب الأول لم يأت من أي محلل أو لاعب وفقط، بل جاء من قبل لاعب دولي سابق له دراية كبيرة بخبايا الكرة المستديرة، ليكون حديث الأنصار “الشلفاوة“ سواء من الذين تابعوا حصة دوري المحترفين أو أولئك الذين فوتوا فرصة سماع ما دار من حديث عن جمعية الشلف كله منحصرا حول ضرورة منح الفرصة لهذا الشاب الجوهرة القادر على فك العقدة التي لازمت المنتخب الوطني لفترة طويلة. إشادة كبيرة بإمكانات الحارس غالم كما عرفت الحصة إشادة كبيرة بمستوى الحارس محمد غالم الذي عرف كيف يعطي الثقة إلى زملائه المدافعين رغم الرباعية التي تلقوها في المباراة الأولى أمام شبيبة بجاية، لكن بعد ذلك عرف كيف يصمد في وقت قياسي يقدر ب 510 دقائق كاملة، حيث تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في خمسة لقاءات (الحراش، البليدة، العلمة، القبائل، المولودية) قبل أن يسقط قبل نهاية الشوط الأول من مباراة فريقه أمام مولودية سعيدة ويتلقى هدفا لا يتحمل مسؤوليته على الإطلاق، صمود غالم طيلة هذا الوقت جعله يقود الجمعية إلى امتلاك واحد من أفضل خطوط الدفاع في البطولة. -------------- تدريبات الفريق دائما بتعداد مكتمل من بين النقاط الإيجابية التي جلبها معه المدرب المحنك مزيان إيغيل للجمعية، إلى جانب النتائج الإيجابية، الصرامة في العمل والانضباط الكبير، الحضور الجماعي لكل التعداد في الحصص التدريبية، وهي الملاحظة التي وقفنا عليها منذ انطلاق عملية التحضيرات الصائفة الماضية، رغم أن المتعود عليه عند عدد كبير من اللاعبين هو التغيب ولو في حصص الاستئناف وإيجاد المبررات. المنافسة الشديدة على المناصب سبب آخر للانضباط إضافة إلى قوة شخصية إيغيل الذي عادة ما يؤكد للاعبيه على ضرورة تفادي الغيابات غير المبررة، هناك نقطة أخرى مهمة أصبحت تجبر اللاعبين على عدم تضييع أي حصة من الحصص التدريبية والمتمثلة في المنافسة الشديدة على المناصب، فالأكيد أن غياب أي لاعب سيكلفه تضييع مكانته الأساسية لصالح لاعب آخر. -------------- غالم: “إذا كنا نفكر في غير الفوز أمام بلوزداد فعلينا البقاء في الشلف“ بداية، كيف هي الأجواء داخل المجموعة؟ الأجواء جيدة وتبعث على التفاؤل خاصة وأننا نتدرب بتعداد مكتمل والتحضيرات تجري في أفضل الظروف والكل يعول على مواصلة التألق ولعب المباريات المقبلة بنفس الجدية التي ظهرنا بها من قبل. واجهتم اتحاد البليدة وديا أول أمس، حيث أنهيتم المباراة بفوز أكدتم به سيطرتكم على هذا الفريق؟ أمام البليدة لم تكن تهمنا النتيجة بما أن المباراة ودية تحضيرية الغرض منها الحفاظ على أجواء المنافسة بعد توقف البطولة نهاية الأسبوع الأخير، ووقوف المدرب على الأخطاء التي أصبحنا نرتكبها لأجل تصحيحها في الحصص التدريبية الموالية خاصة وأننا مقبلون على جملة من الخرجات الصعبة. رغم أن المباراة تحضيرية إلا أنك كنت في المستوى وحرمت المنافس من الوصول مرماك. أنا أعمل بجدية كبيرة منذ التحاقي بالفريق وهذا لتأكيد أحقيتي بالمكانة الأساسية خاصة وأن المنافسة شديدة على المناصبة بالنظر إلى المستوى المتقارب للاعبين. هل ترى أن حجم العمل المنجز في الأيام الأخيرة بعد استفادتكم من راحة في مستوى التحدي الذي ينتظركم نهاية هذا الأسبوع؟ بالطبع، فمباشرة بعد العودة إلى أجواء التحضيرات عمد المدرب إلى الرفع من حجم العمل من خلال برمجة حصتين تدريبيتين يوم الجمعة، قبل أن نواجه البليدة وديا في اليوم الموالي وهي المباراة التي استفدنا منها كثيرا، لذا أرى أن حجم العمل المنجز كان معتبرا وكافيا لمواصلة مسيرتنا المظفرة والصمود في وجه أي فريق. لكن البعض لم يقتنع بالمستوى الذي قدمتموه أمام البليدة خاصة بالنسبة للاعبي الخط الأمامي؟ صحيح أننا أصبحنا في كل مرة نجد صعوبات كبيرة في إنهاء المحاولات بأهداف والسبب هو الطريقة الدفاعية والتجمع القياسي .للاعبي المنافس حول حارسهم، وهو السيناريو الذي لم نتخلص منه حتى في مواجهتنا الودية أمام البليدة، والدليل أن ثنائي الوسط الدفاعي هو من تمكن من التسجيل هذه المرة، لكن علينا أن نتأكد أن المباراة تحضيرية للمباراة المقبلة والتي ستكون مغايرة للقاءات السابقة. مقابل عجز المهاجمين عن التسجيل، لم يخيب لاعبو الوسط ولاعبو الخط الخلفي رغم غياب الظهيرين سنوسي وزازو. أمر العادي أن يحافظ لاعبو الوسط على أدائهم المميز خاصة وأن الفريق يملك عددا مهما من اللاعبين المعروفين الذين ينشطون في هذا الخط، أما عن الخط الخلفي فأعتقد أن الثقة ازدادت لدى المدافعين بفعل النتائج التي حققناها مؤخرا، وأصبح كل لاعب يعطي أفضل ما لديه إدراكا منه بأن المناصب أصبحت غالية، كما أننا بدأنا نصل تدريجيا إلى الانسجام المطلوب وكلها عوامل سنستثمرها للمحافظة على صمودنا ونظافة شباكنا أمام بلوزداد. بالحديث عن هذه المباراة، هل ترى أنكم قادرون على العودة من 20 أوت بنتيجة إيجابية؟ إذا كنا نفكر في غير العودة بنتيجة إيجابية من العاصمة، فالأجدر بنا ألا نتنقل أصلا للعب المباراة، أعتقد أننا وصلنا إلى درجة من الوعي والنضج تسمح لنا بالتفكير دوما في النقاط الثلاث، لكن كلنا متأكد أن النتائج الإيجابية لن تتحقق إلا بالعمل الجاد والتحضير الجيد لكل مباراة، وبما أننا بصدد القيام بالاستعداد اللازم لهذه المواجهة ونمر بمرحلة ممتازة، فأكيد أننا قادرون على الصمود أمام الشباب. الأنصار يتطلعون لتحقيق ثاني فوز خارج الشلف، فكيف تفكرون أنتم؟ كما تتابعون، هذا الموسم ضمن البطولة المحترفة تغيرت الكثير من المعطيات، حيث أصبحت النتائج التي تحققها الفرق التي تلعب خارج قواعدها غير مفاجئة، أي أنه لم يعد هناك فريق مستقبل وآخر ضيف، ففي القسم الأول أصبحت كل الظروف مواتية لتحقيق النتائج الإيجابية خارج الديار، ولعل الفوز الأخير لوداد تلمسان في بجاية، و“الحمراوة“ على البطل مولودية العاصمة، أو التعثرات المتتالية للبليدة بميدانها أحسن دليل على ذلك، وهو ما يجعلني أقول إن لاعبينا أصبحوا يصرون على جلب النقاط من خارج الشلف. هناك غياب الظهير الأيمن سنوسي بسبب الإصابة، ألا ترى أن ذلك سيؤثر فيكم؟ غياب سنوسي خسارة كبيرة لنا فهو يعطي الكثير للفريق خاصة في الدفاع بفضل الإمكانات الكبيرة التي يملكها في الاسترجاع أو عندما يتقدم ويساعد المهاجمين، لكن بالنظر إلى ثراء التعداد فهناك حلول أخرى سيعتمدها المدرب. الحديث يدور حول إمكانية معاقبة ملعب 20 أوت وإجراء مباراتكم مع الشباب أمام مدرجات فارغة، ألا ترى الأمر في صالحكم؟ صحيح أن جمهور بلوزداد معروف بوقفته إلى جانب فريقه خاصة في ظل النتائج الإيجابية التي أصبح يحققها، ولهذا أعتقد أن لعب المباراة في غياب الجمهور سيكون عاملا في صالحنا ولو أننا نحن كلاعبين لا نعطي الأمر أهمية كبرى.