أنهت مولودية قسنطينة مرحلة الذهاب من عمر بطولة الرابطة المحترفة الثانية نهاية الأسبوع الماضي بتعادل ثمين في عاصمة الغرب وهران أمام الجمعية المحلية بصفر لمثله، بالتالي واصلت تحقيق النتائج الإيجابية بسلسلة بلغت ست مقابلات دون هزيمة، ما سيسمح بكسب ثقة كبيرة لدخول مرحلة الإياب بطموحات وعزم أكبر لبلوغ الهدف المسطّر عند نهاية الموسم، وهو اقتطاع إحدى التأشيرات الثلاث المؤهلة للصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وهو حلم يبقى يراود كل عشاق المولودية منذ سنوات. تخوفات كبيرة قبل انطلاق البطولة ومركز رابع يعتبر مفاجأة وبالعودة إلى فترة ما قبل انطلاق المنافسة وما ميّز الصائفة الساخنة في بيت مولودية قسنطينة، بعد تأخر تعيين رئيس جديد يقود النادي عقب استقالة مداني الموسم الماضي، وكذلك انسحاب اللجنة المؤقتة التي أنقذت الموك من السقوط نهاية موسم 20102011، ويتذكر جيدا محبي المولودية الحالة التي كان عليها فريقهم أياما قبل نهاية الميركاتو وانطلاق البطولة، وحالة الفوضى والغموض اللتان خيّمتا على القبة البيضاء قبل أن يتولى بورفع قيادة النادي في آخر لحظة، إذ قام بتشكيل فريق في ظرف وجيز جدا وقوبلت معظم خياراته برفض الأنصار الذين احتجوا على بقاء بعض الأسماء الغير مرغوب فيها من تعداد موسم 20102011، وكذلك عن سياسة جلب لاعبين غير معروفين بما أن الموك تعوّد على استقدام نجوم من الدرجة الأولى. وبعد تربص مضطرب في العاصمة وبقاء المدرب عساس ونتائج المباريات التحضيرية كالهزيمة أمام رمضان جمال، كان الجميع يتوقّع موسما كارثيا للموك ولم يكن أشد المتفائلين يتصور أن ذلك الفريق سينهي مرحلة الذهاب في المركز الرابع، وعلى بعد نقطة واحدة فقط من صاحب المركز الثالث. لقاء البرج أعطى الأمل وغيّر نظرة الجميع وفي أوّل جولة واجهت المولودية فريق أهلي البرج بملعب هذا الأخير، بعد تربص لم يكن في المستوى وضيق فترة التحضير، إذ تشكل الفريق في آخر لحظة والكل حكم عليه بالفشل حتى قبل بداية المنافسة، إلا أن أوّل مواجهة مع فريق النجوم أهلي البرج والأداء الراقي لرفقاء بورقعة الذين ضيعوا الفوز من بين أيديهم، جعل كل المتتبعين يغيرون نظرتهم على تشكيلة المدرب عساس وأعطى لقاء البرج أمل للأنصار في أداء موسم جيّد بعد أن وقفوا على إمكانيات بن عيادة، بلوفة، مغني، دربال وجمعوني، وهذا ما تأكد في ثاني جولة أمام مستغانم عندما فازت الموك بهدفين لصفر، وهنا انطلق مشوار المولودية هذا الموسم حاملا معه أمل الآلاف من أنصار البيضاء، وأصبح الصعود مطلب الجميع والمركز الرابع الذي يحتله الفريق برصيد 25 نقطة ليس بمفاجأة والفريق يريد الأفضل مستقبلا. "الموك" حصدت 17 نقطة من أصل 21 في حملاوي وبلغة الأرقام، يملك فريق مولودية قسنطينة 25 نقطة في 15 مقابلة كانت حصيلة حملاوي منها 17 نقطة من أصل 21 ممكنة، إذ حققت الموك خمسة انتصارات بميدانها أمام كل من ترجي مستغانم (20)، مولودية باتنة (21)، إتحاد عنابة (20)، إتحاد بسكرة (10)، وأمل مروانة (31)، وهو أثقل فوز منذ انطلاقة الموسم، فيما تعادل الفريق مرتين على أرضه أمام كل من مولودية بجاية (22) وكذلك سريع المحمدية. جلبت 8 نقاط خارج قسنطينة أما عن حصيلة الفريق خارج قسنطينة، فقد حققت المولودية فوزين أمام رائد القبة (21) ونادي بارادو (10)، فيما تعادل النادي مرتين أيضا خارج القواعد أمام كل من إتحاد بلعباس (11) وجمعية وهران (00)، في حين عرفت باقي المواجهات الأربع خسارة رفقاء شويّح بأقل فارق، باستثناء خسارة الساورة المدويّة (50) في الجولة الثالثة، أما البقية فكانت الهزيمة (10) أمام البرج وكذلك (21) أمام المدية، وآخر هزيمة كانت (10) أمام إتحاد البليدة. ضيّع فرصة الإنفراد بالوصافة بميدانه رغم أن الفريق ضيّع 4 نقاط بميدانه وتمكن من جلب 8 نقاط خارج قواعده، بما يعني أنه يملك زيادة بأربع نقاط، إلا أن هذا يعتبر محاسبة لفريق يلعب على البقاء فقط، وفريق يلعب على الصعود كان لابد عليه عدم تضييع أية نقطة بميدانه ومحاولة جلب أكبر عدد ممكن من خارج قسنطينة، ولو تمكّن الفريق من المحافظة على تفوقه في لقاءي الموب (22) وكذلك المحمدية (11) بحملاوي، أين عدّل المنافسان في اللحظات الأخيرة، لكانت المولودية الآن في الوصافة بمفردها خلف أهلي البرج، لتبقى الحسرة على تضييع 4 نقاط في قسنطينة كبيرة جدا، رغم تمكن الفريق من جلب 8 نقاط خارج الديار. الهجوم سجّل 18 هدفا ويحتل المركز الثالث يعد هجوم الموك هذا الموسم نقطة قوّة الفريق، فرغم أن الحصيلة ليست كبيرة، إلا أنها مقبولة جدا وتمكنت المولودية من الوصول إلى شباك منافسيها 18 مرة كان للثلاثي جمعوني، بورقعة، بلوفة حصة الأسد فيها، إذ سجّل الثلاثي لوحده 12 هدف برصيد 4 لكل واحد منهم، أما الستة المتبقية فقد تقاسمها 6 لاعبين وهم يزيد، بولمدايس، لوصيف، بلعيدي، شرماط وبورنان، ليكون كل من بورقعة وجمعوني هدافي الفريق داخل الديار بأربعة أهداف، فيما يبقى بلوفة هدّافا خارج قسنطينة بتوقيعه ثلاثة أهداف، ويكون هجوم الموك هو الثالث في البطولة بعد كل من أهلي البرج والساورة ب 23 هدفا. الدفاع تلقى 16 هدفا والتاسع في البطولة أما الخط الخلفي للموك، فقد تلقى 16 هدفا كاملا (تقريبا بمعدل هدف في كل مقابلة)، إذ تلقت شباك الحارسين شويّح وعيساني 5 أهداف في حملاوي و11 خارج حملاوي، وكانت أثقل حصيلة هي خماسية الساورة في الجولة الثالثة، في حين حافظت المولودية على عذرية شباكها خلال النصف الأول من البطولة في 5 مواجهات أمام كل من مستغانم، عنابة، بسكرة، بارادو ولازمو. ويحتل دفاع الموك المركز التاسع في البطولة ليبقى أهلي البرج هو الأول في جميع الأرقام، إذ لم يتلق سوى 6 أهداف فقط. أربعة مدربين وحصيلة مشهود الأفضل وقد تعاقب على تدريب الموك خلال 15 جولة 4 مدربين، والبداية مع عساس المنسحب الذي قاد الفريق في المقابلات الثلاث الأولى وحصد 3 نقاط بمعدل نقطة في كل لقاء، ثم قاد المساعدان مراحي و لعور فريد الفريق في الجولة الرابعة أمام الموب وتحصلا على تعادل داخل الديار ليقالا بعدها، ليأتي مشهود الذي قاد الفريق أمام كل من القبة في الجولة الخامسة والبوبية في السادسة وتمكن من حصد فوزين، قبل أن يأتي تبيب الذي قاد الفريق في 4 مقابلات أمام المدية، عنابة، البليدةوالمحمدية وحصد من خلالهم 4 نقاط، ليواصل مشهود المسيرة بامتياز بتحقيقه 11 نقطة من أصل 15 أمام كل من بلعباس، بسكرة، بارادو، مروانة ولازمو، لتكون حصيلة هذا الأخير الإجمالية 7 مقابلات تمكن من جلب 17 نقطة من أصل 21، أي بمعدل 2،5 نقطة في كل مقابلة، ويبقى المدرب الوحيد الذي لم ينهزم مع الموك. "الموك" أشركت 22 لاعبا وبورنان على رأس القائمة وقد أشركت المولودية في 15 مقابلة 22 لاعبا من أصل 24 يملكون إجازة الأكابر، ورغم تعاقب 4 أطقم فنية على رأس المولودية، إلا أن اللاعب بن يحيى والحارس الثالث ميهوب فارس يبقيان الوحيدين اللذين لم يلعبا ولا دقيقة واحدة، فيما يتقدم لاعب الوسط سمير بورنان زملاءه باحتلاله المركز الأول في ترتيب اللاعبين الأكثر مشاركة برصيد 1300 دقيقة، يليه بولمدايس ثانيا ب 1233 دقيقة وبن عيادة وشويّح ثالثا ب 1170، فيما يحتل ثلاثي المؤخرة كل من عيساني ب 180 دقيقة، خلاف ب 177 وأخيرا قسوم ب 148 دقيقة.