باتت الأوضاع داخل بيت “الفيفا” مكهربة ومتوترة جدا وذلك قبل ساعات من اختيار البلدين اللذين سيكون لهما شرف احتضان كأس العالم 2018 و2022، بعد أن كشفت قناة “بي بي سي” البريطانية عن طريق أحد الصحفيين في إحدى الحصص عن وثائق مهمة تثبت تورط ثلاثة أعضاء من “الفيفا”، من بينهم عيسى حياتو في قضية فساد واستلام الرشاوى سابقا. الصحف البريطانية كانت وراء الكشف عن الفساد ظهرت هذه القضية بعد أن فجرت مجلة “سانداي تايمز” البريطانية خلال الأسابيع الماضية قضية الفساد الموجود على مستوى “الفيفا”، لتعود القضية للبروز في الأيام الأخيرة بواسطة صحيفة سويسرية “سونتاغ زيتونغ” التي نشرت قائمة متضمنة العديد من الأسماء لأعضاء في “الفيفا” الذين استفادوا من العديد من الملايين سابقا من خلال الرشوة، وفي ليلة أول أمس كشفت قناة “بي بي سي” البريطانية عن أمور جديدة وذلك عن طريق التحقيق الذي قام به صحفي جريدة “أوندرو جينينغز” في حصة “بانوراما” الذي قام بالكشف عن وثائق سرية وأصلية تكشف استلام ثلاثة أعضاء في “الفيفا” للرشوة في السنوات الماضية من طرف وكالة الاتصالات المتخصصة في التسويق الرياضي لتقوم ببيع الحقوق الحصرية لكأس العالم، وتتعلق هذه الوثائق الخاصة بالمؤسسة ب 157 دفعة غير قانونية في الفترة الممتدة بين 1989-1999 بقيمة 100 مليون دولار، والأعضاء الثلاثة هم “عيسى حياتو” رئيس الكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم الذي استلم مبلغا يقدر ب 20000 دولار سنة 1995، “ريكاردو تيكسيرا“ رئيس الاتحادية البرازيلية لكرة القدم وعضو في لجنة التنظيم لكأس العام التي ستقام في البرازيل في 2014 وكذلك البراغوياني “نيكولا ليوز” رئيس كونفديرالية أمريكا الجنوبية لكرة القدم. كشوفات خطيرة ومصير الثلاثة مجهول لا شك أن هذه الكشوفات الخطيرة سيكون لها تأثير على مصير أعضاء”الفيفا” السابق ذكرهم، خاصة أنهم من بين الأعضاء الذين سيصوتون على البلدين اللذين سيحتضنان كأس العالم 2018 و2022، فالاتحاد الدولي قام سابقا خلال هذا الشهر بإيقاف مهام عضوين آخرين في اللجنة التنفيذية وهما “أموس أمادو” من نيجيريا و”رينالد تماري” من تاييتي بعد أن أثبتت تقارير صحفية لمجلة “سانداي تايمز” تورطهما في قضية فساد واستلام الرشوة، ويمكن أن يتكرر الأمر مع “عيسى حياتو”، “ريكاردو تيكسيرا” و”نيكولا ليوز” المتورطين في قضية فساد واستلام الرشاوى وهذا بإيقاف مهامهم أو بمنعهم عن التصويت على البلدين اللذين سيحتضنان كأسي العالم 2018 و 2022. القضية تعود إلى 10 سنوات والاتحاد الدولي يطالب بأدلة أكثر قطعية وقد طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم قناة “بي، بي، سي” بتقديم الأدلة القاطعة التي تثبت تورط أعضاء “الفيفا” الثلاثة المذكورين سابقا في الفساد، كما أكد العديد من متتبعي شؤون كرة القدم العالمية أن بعض القائمين على الوسط الكروي في بريطانيا كانوا وراء الكشف عن تورط الأعضاء الثلاثة السابق ذكرهم في قضية الفساد وأنهم انتظروا الوقت المناسب للقيام بذلك، خاصة أن إنجلترا مرشحة لاحتضان كأس العالم 2018، ويعلم البريطانيون جيدا أن الأعضاء الثلاثة من بينهم حياتو لن يساندوا بريطانيا في ذلك فقاموا(البريطانيون) بالكشف عن أسرار وأمور جرت في السنوات الماضية بهدف الإطاحة بهؤلاء الأعضاء قبيل التصويت سعيا منهم لتعيين أعضاء آخرين يساندون حتما إنجلترا في قضية احتضان كأس العالم 2018 خاصة أن الصراع سيكون شديدا عليها، فهناك العديد من البلدان التي تسعى هي الأخرى لذلك في صورة روسيا، إسبانيا والبرتغال بالاشتراك، وهولندا وبلجيكا بالاشتراك. الفيفا يبرئ الثلاثي ويطوي الملفبيان لكن جاء أمس في بيان “الفيفا” توضيح بشأن هذه القضية التي تصدّرت وسائل الإعلام بكل أطيافها. وقد نفت هيئة “بلاتير” تورّط أعضائها في قضايا الفساد والرشوة مذكرة بأن الملف عالجته محكمة “بوغ” في جوان 2008 وبرّأت كل الأطراف التي اتهمت بتلقي الرشوة. وأوضحت “الفيفا“ أنها أغلقت الملف مستغربة الضجة الإعلامية التي أثيرت مجدّدا عن قضية تعود إلى عشر سنوات خلت.