كثيرون لم يفهموا سرّ عدم تحمّس المسؤولين على مستوى المنتخب الوطني لفكرة مواجهة منتخب إقليم “كاتالونيا”، ومنتخب إقليم “الباسك” من بعده، وكثيرون استغربوا لأنّ الناخب بن شيخة وافق رسميا على مواجهة منتخب “التشاد” المغمور والمتواضع عوض مواجهة نجوم إقليميإسبانيا اللذين كانا من أصرّا على مواجهة الجزائر حتى بمحلييها يوم 29 ديسمبر المقبل. بن شيخة يفضل الاحتكاك إفريقيا قبل “الشان” «الهداف” تحرّت بشأن هذا الأمر، لأنها هي الأخرى استغربت سرّ رفض مواجهة عمالقة الكرة الإسبانية، ومنح الجزائريين فرصة للاستمتاع بنجوم عالمية، والوقوف على مدى استعداد أبنائها لخوض التحديات المقبلة التي تنتظر المنتخبين الأول والمحلي، وتوصلت إلى السبب الجوهري الذي جعل بن شيخة لا يتحمس لا لمواجهة “الكاتالانيين” ولا “الباسكيين”، ألا وهو رغبته في أن يحتك أشباله قبيل نهائيات كأس إفريقيا للمحليين بلاعبين أفارقة مثلهم، لا بنجوم عالمية، فجاء عرض “التشاد” في وقته وتمت الموافقة عليه دون تفكير، بحيث تأكد وكما كشفنا عنه أمس عبر “الهداف” بأن رفاق جابو سيواجهون بتاريخ 29 ديسمبر المقبل بأرض الوطن المنتخب التشادي تحضيرا ل “شان” السودان. «التشاد” ستلعب بمنتخبها الأول وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن المنتخب التشادي لن يكتفي بمواجهة “الخضر” بمحلييه وفقط، بل إنه يسعى إلى توظيف لاعبيه المحترفين أيضا من خلال إشراك منتخبه الأول الذي يشارك في تصفيات كأس إفريقيا 2012، وهو ما جعل الطاقم الفني ل “الخضر” يتحمس لفكرة مواجهته حتى يقيس مستوى لاعبيه ومدى تأهبهم لخوض غمار المنافسة الإفريقية للمحليين مع مطلع فيفري من السنة المقبلة. عرض “الباسك” شبيه بعرض “الكتالان” ودائما حسب مصادرنا فإن العرض الذي تلقته “الفاف” من طرف “الباسكيين” كان مشابها لذلك الذي تلقته من طرف “الكاتالانيين”، أي بواسطة إحدى الشركات التي تسهر على برمجة لقاءات ودية بين المنتخبات، وبنفس الامتيازات أيضا، ولو أن الاختلاف الوحيد يكمن في أن “الباسكيين” كانوا موافقين على مواجهة محليي الجزائر دون اشتراط مواجهة المحترفين مثلما كان يتمنى “الكاتالانيون” الذين اصطدموا برفض بن شيخة إشراك محترفيه رغم أن مختلف بطولات أوروبا تكون في عطلة وراحة آنذاك. «الباسكيون يختارون فنزويلا رسميا ومباشرة بعد الرد السلبي الذي تلقوه من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أقدم “الباسكيون” على ترسيم مواجهة ودية سيخوضونها بذات التاريخ (29 ديسمبر) أمام منتخب فنزويلا الذي منح موافقته رسميا على مواجهتهم، بعد أن كانت الجزائر أكبر مرشح لمواجهة منتخب هذا الإقليم الذي يتكون من نجوم “الليڤا” الإسبانية. تفكير خاطئ من أصحاب القرار وحتى “كاتالونيا” كان علينا مواجهتها وحتى إن كانت لبن شيخة وكل من تحاشى مواجهة “الكتالان” و«الباسك” وجهة نظرهم الخاصة بهم، والمتمثلة في تفضيل الاحتكاك إفريقيا تحضيرا ل “الشان”، إلاّ أن رفض عرض الإسبان يعدّ في اعتبار الكثير من الأخصائيين خطأ فادحا، فبخصوص لقاء “كاتالونيا” كان على المسؤولين استغلاله للاحتكاك بنجوم عالمية يقيس من خلاله محترفونا مستواهم، فضلا عن ربحهم مباراة أخرى تحضيرية فيما بينهم تحسبا للقاء المغرب، لا سيما وأن مختلف البطولات الأوروبية تكون في راحة مع نهاية السنة، وبخصوص لقاء “الباسك” كان على بن شيخة أن يقبل لعبه أيضا حتى يحتك محليونا بنجوم “الليڤا” ويختبرون قدراتهم أفضل اختبار عوض الاكتفاء بمواجهة منتخب “التشاد” التي لن تجديهم نفعا. إذا كان الأمر راجعا للخوف فذلك وضع آخر وقد يكون بن شيخة والمسؤولون قد تخوفوا من أي نتيجة ساحقة تنتهي بها مواجهة “الكتالان” أو نفس المصير أمام “الباسك”، وذلك خطأ أيضا لأن كرة القدم الجزائرية بمنتخبها وأنديتها الكبيرة وفي عزّ عطائها احتكت بعمالقة الكرة العالمية، دون أن تتعرض للإهانة والمذلة، بل وكانت تقدم مستوى رائعا ورفيعا، لكننا اليوم وللأسف الشديد صرنا نحرم من تلك المباريات الكبيرة، ونفضل مغموري “التشاد” على الاحتكاك بنجوم عالمية ك “بويول، تشافي” وغيرهما.