تبقى العلاقات وطيدة بين دولتي الجزائر وقطر، وقد تأكد ذلك في العديد من المناسبات، سواء في المجالات السياسية، الإنسانية أو غيرها. وفي الفترة الأخيرة، كان الدعم والتعاون الرياضي كبيرا بين البلدين، فقد قامت دولة قطر بتقديم دعم كبير للجزائر قبل الذهاب إلى “المونديال“.. سواء عن طريق مصحة “أسبيتار“، أو أشياء أخرى..ويبدو أن القطريين يعترفون أن الجزائر كانت فأل خير عليهم، فقد كان سمّو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني برمج زيارة إلى الجزائر يوم أمس، أي مباشرة في اليوم الذي يلي قرعة الإعلان عن مستضيف كأسي العالم 1018و 2022، وهو لا يمكن أن يكون صدفة، حيث كان ينتظر أن يكون احتفاله بالحدث العربي في أرض الجزائر، وقد وصل أمس إلى الجزائر وكان في استقباله الرئيس الجزائري بوتفليقة، وهو ما يعبّر عن العلاقات الكبيرة والوطيدة الموجودة بين البلدين الشقيقين، وعن الدعم الذي يقدّمه كل بلد للآخر. بوتفليقة أول المُهنّئين والرياضة سبقت السياسة هذه المرّة وكان سمّو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في “زيوريخ“ السويسرية أول أمس، وحضر قرعة اختيار البلدان التي ستنظم كأسي العالم 2018 و2022، وقد تلقى خبر احتضان قطر كأس العالم سنة 2022 على المباشر. ورغم أن الفرحة عمّت بلاده وكل البلاد العربية، إلا أنه لم يجد من حرج في أن يواصل الرزنامة التي وضعها ويأتي إلى الجزائر في اليوم الموالي للحدث التاريخي الذي سيبقى يتذكره العالم بأسره، وهذا معرفة منه أنه سيكون في بلده الثاني، والبلد الذي فرح بهذا الانجاز تماما مثل الأشقاء القطريين. وقد تلقى سمو الأمير أولى التهاني المباشرة من سعادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي صدفة لها معانٍ عديدة. الجزائر “المونديالية“ ساهمت في الدعاية لقطر ولا ينكر الجزائريون فضل دولة قطر على الرياضة الجزائرية، وعلى كرة القدم بصفة خاصة، حيث أن القطريين وضعوا كل إمكاناتهم في تدعيم “الخضر” خاصة عن طريق استقبال لاعبي “الخضر” المُصابين من أجل الإشراف على معالجتهم في مصحة “أسبيطار“، على غرار بوڤرة، منصوري، بلحاج، بوعزة ومغني، وهو ما أفاد “الخضر” فعلا، كما أنه كان بمثابة دعاية إيجابية للقطريين، الذين أبانوا من خلال هذه العملية تطوّر إمكاناتهم، وعلى أنهم قادرون على تنظيم دورات كبيرة وعالمية، واستقبال نجوم عالميين، وتوفير لهم كل شيء. وبالتالي فإن المصالح بين الأشقاء كانت متبادلة، والفوز أخيرا كان لقطر والجزائر ولكلّ العرب. فهنيئا لدولة قطر، وكلّ العرب.