يواصل الحدث البارز في منافسة الكأس بين إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر أخذ حصة الأسد من حديث المتتبعين في كل مكان. ورغم أن اللقاء لازالت تفصلنا عنه عشرة أيام كاملة إلاّ أنّ هذا الأمر لم يمنع المتتبعين من التحدث عنه من الآن ويعتبرونه الأبرز في هذا الدور، بالرغم من وجود أمور أخرى تعتبر أهم من هذا اللقاء بكثير والذي لم يحن موعده بعد، فهناك لقاء المنتخب الوطني الذي جرى أمس أمام منتخب صربيا، وهناك مباريات البطولة يومي غد وبعد غد. ومن بينها لقاءي الداربيين بين الإتحاد العاصمي وشباب بلوزداد من جهة والمولودية أمام إتحاد الحراش من جانب آخر، إلا أن لقاء الكأس كان له نصيب كبير من الحديث بين أنصار الناديين، لا سيما حول مكان إجرائه، فهناك من يرى أنه من حق الإتحاد أن يستقبل المولودية على ملعبه في بولوغين، في حين يرى البعض الآخر أن اللقاء يجب أن يُلعب في ملعب كبير لا يقل عن ملعب 5 جويلية، وهو الأمر الذي جعل أنصار الناديين يتساءلون عن مكان برمجة هذا اللقاء الكبير من الآن. القانون واضح والمولودية لا تستطيع المعارضة ومن الناحية القانونية، الأمور واضحة وضوح الشمس، فالقانون الجديد الذي سنّته الإتحادية الجزائرية لكرة القدم هذا الموسم والخاص بمنافسة الكأس والذي ينص على أن الفريق الذي يتم سحبه أولا هو الذي يستقبل، ومن هذا المنطلق فمن حق الإتحاد أن يُطالب الإتحادية ببرمجة اللقاء على ملعبه في عمر حمادي، في حين يرى البعض الآخر أن لقاء “الداربي” لا يمكن أن يتم لعبه هناك نظرا لأهميته، وعليه فإن إدارة نادي “سوسطارة” من حقها أن تتحوّل إلى هذا الملعب وتستقبل الجار في منافسة الكأس حسب القوانين الجديدة، لكن المشكل يتمثل في صغر الملعب وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول ما إذا كان عليق سيقبل اللعب هناك أم لا. البطولة ليس لها علاقة بالكأس وكانت القوانين الأخيرة المعدلة من طرف الرابطة الوطنية فيما يخص البطولة والقاضية ببرمجة كل المباريات المحلية العاصمية إلى ملعب 5 جويلية قد أثار الكثير من الإنتقادات كونه لم يتم تطبيقه بشكل تام، خصوصا وأن عددا من الداربيات تم نقلها إلى ملعب الرويبة، تارة بسبب تزامن داربيين في جولة واحدة، وتارة أخرى بسبب المنتخب الوطني، لكن ليس هذا هو أساس الحديث بل الأساس يكمن في لقاء الكأس الذي يمكن للإتحادية نقله إلى ملعب 5 جويلية في حال قبول الإتحاد الطلب، أما إذا لم يقبل، فإن روراوة ما عليه إلاّ الإنصياع للقوانين التي سنّها هو ومعاونوه، لأن الكأس ليست لها علاقة بقوانين البطولة. عليق قد لا يقبل 5 جويلية بسبب قضية “جيزي”-”نجمة” وتتداخل الأمور في هذا المجال بين إمكانية تنازل عليق عن حقه في اللعب بملعب عمر حمادي وبين ما قرّرته الإتحادية بفرض قوانين الإشهار على الأندية والتي تعرف لدى العام والخاص بقضية “جيزي” و”نجمة” وحكاية الفرق التي تموّلها “جيزي” وباتت ملزمة على اللعب بشعار المالك الحصري لمنافسة الكأس وهو المتعامل “نجمة”، بالتالي قد يقوم عليق بالرد على الإتحادية ما دامت القوانين في صالحه وتُمكنه من الإستقبال في ملعب بولوغين دون أدنى إشكال، وهو ما يضعه في حرج تجاه الإتحادية التي حتما ستُحاول إقناعه بضرورة التنازل عن حق الإستقبال بملعب بولوغين. يريد الكأس لإنقاذ الموسم ومن بين الأمور التي تجعل الرئيس عليق متمسّكا بقرار اللعب في بولوغين هو أن الكأس باتت الهدف الوحيد له هذا الموسم، ومن غير الممكن أن يلعب خارج ملعبه ما دامت القرعة جاءت في صالحه، فالإتحاد بات يستهدف كأس هذا الموسم وهو يعلم جيّدا أن إخراج المولودية متصدر البطولة يعني أن التأهل إلى أدوار متقدمة يعتبر ممكنا جدا كون أحد أكبر المتنافسين خرج من السباق، بالتالي يرى مسيّرو الإتحاد أن الفرصة مواتية ولا يمكن تضييعها من أجل إنقاذ الموسم والعمل على التتويج بالكأس التي تغيب عن خزائن الإتحاد منذ ست سنوات، خصوصا أنهم تأهلوا بعد آخر تتويج مرتين إلى النهائي ولم يتمكنوا من التتويج أمام المولودية. والي العاصمة الوحيد المخوّل له رفض عمر حمادي ويعتبر الوحيد المخوّل له قانونا الوقوف ضد خيار عليق هو والي العاصمة الذي سيضطر إلى تحويل اللقاء إلى الملعب الأولمبي لأجل ضمان الأمن الذي يعتبر الأساس في مثل هذه المباريات الكبيرة، والحديث عن مواقف سابقة كثير وعليق لن يستطيع رفض طلب والي العاصمة لأنه لا يريد أن يحرم الجمهور من مباراة كبيرة على الملعب الكبير. المولودية “خايفة” من “تبهديلة” جديدة ويتخوّف مسؤولو ومناصرو المولودية من أن تلعب المباراة في بولوغين ويتكرّر لهم ما حدث الموسم الماضي حين تلقوا صفعة على يد دزيري ورفاقه بثلاثية نظيفة ستبقى خالدة في التاريخ، بالتالي يريدون ملعب 5 جويلية من أجل زيادة حظوظهم في التأهل إلى الدور القادم، وهم يضغطون من الآن بشكل أو بآخر من أجل تغيير مكان المباراة. ------------------------------------------------------------ حموم: “مستعدّون للإنطلاقة من جديد على حساب بلوزداد” كيف كانت تحضيراتكم طيلة هذا الأسبوع؟ كانت على أحسن ما يرام رغم بدايتنا الصعبة بعد الهزيمة في العلمة التي كانت قاسية وأثرت فينا كثيرا، ونحن الذين ذهبنا إلى هناك من أجل الفوز والعودة إلى الديار بالنقاط الثلاث، لكن لم نُوفق في ذلك... المهمّ الآن هو لقاء بلوزداد لأنه ما حدث لنا أمام العلمة أصبح في طيّ النسيان. ما سبب هزيمتكم في العلمة؟ لا أدري، فقد دخلنا بكل قوّة وخلقنا عدّة فرص، لكن في كرة القدم لمّا لا تُسجّل فإنك من الطبيعي ستتلقى أهدافا، وهو ما جرى لنا بالضبط أين تلقينا هدفا من الصعب تجرّعه في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول. وفي المرحلة الثانية، رغم أننا حاولنا التدارك، لكن دون جدوى، وانتهى اللقاء بخسارة مرّة جدا سنسعى إلى تعويضها أمام بلوزداد في “الداربي”. إذن تعوّلون كثيرا على الفوز في “الداربي”، أليس كذلك؟ بالتأكيد.. إرادة قوية تحدونا لأجل تحقيق الفوز، خاصة أن وضعيتنا صارت معقدة في البطولة أين لم نفز منذ الجولة الأولى من مرحلة العودة أمام شباب باتنة، ونعوّل بذلك كثيرا على لقاء بلوزداد قصد تحقيق الإنطلاقة من جديد، خاصة أننا سنستقبل في هذه المباراة ومن غير المعقول أن نضيّع المزيد من النقاط. أين هو المشكل بالذات وراء نتائجكم المتذبذبة؟ لا أدري بالضبط، فلا مشكل داخل المجموعة وكل شيء يسير على أحسن ما يرام مع المدرب سعدي الذي يحاول في كل مرّة وضع خطة مناسبة لكي نجد راحتنا في اللعب وتحقيق الفوز، وأتوقع أن يكون ذلك أمام شباب بلوزداد ونعود إلى سكة الإنتصارات من جديد. وتأكد فلو نحقق هذا الفوز، فإنه سيفيدنا كثيرا فيما تبقى من مشوار، لأنه - دون مبالغة- لدينا مجموعة من بين الأحسن في البطولة، لكن بحكم النتائج المتذبذبة فإن الثقة في النفس تقلّ، وهذا هو ربما المشكل الوحيد وسنسعى إلى تخطيه. كانت مشاركتك أمام العلمة الثانية لك مع الإتحاد، كيف تقيّم مردودك وهل أنت جاهز أمام بلوزداد؟ أنا أشبّه مباراة العلمة بمباراة بجاية كثيرا لأنني لمّا دخلت كان ذلك من أجل تقديم الإضافة، لكن وتيرة المباراة لم تسمح بذلك، فقد كان الفريق المنافس مسيطرا على مجريات اللقاء ومتفوّقا في النتيجة وكان من الصعب إختراق دفاعه. ومن جهتي فلن أكون راض على نفسي حتى أقدّم أشياء كثيرة لفريقي. وعن لقاء بلوزداد، فأنا على أتم الاستعداد ولن أخيّب في حال اعتمد عليّ المدرب من جديد، وليس المهمّ من يُشارك بقدر تحقيق الفوز لأنه الأهم بالنسبة لنا قبل كلّ شيء. أوقعتكم قرعة الكأس في مواجهة الجار مولودية الجزائر، هل من تعليق؟ إنها القرعة، فلا نحن و لا لاعبي المولودية كانوا يريدون أن توقعنا القرعة معا، لأن هذا اللقاء يعتبر نهائيا قبل الأوان، لكن ما باليد حيلة، فنحن نعوّل كثيرا على الكأس وسنُحضّر لذلك اللقاء كما ينبغي ولا خوف علينا أمام المولودية... المهمّ هو إنجاح العرس وإعطاء صورة مشرّفة عن الكرة المحلية في الجزائر، وأنا متأكد أننا سنتأهل إن شاء اللّه.