بالتأكيد أن أكبر الأسئلة التي بقي أنصار الوفاق السطايفي يطرحونها في المدة الأخيرة، هي عن حاج عيسى، فرغم التطمينات التي قدمها الدكتور زرڤيني وما نقلناه عن قرار اللاعب (استنادا إلى تصريحات أحد أكبر المقربين إليه وهو رياض بن شادي)، بعودة المعني إلى سطيف مباشرة بعد عودة الفريق من ليبيا، إلا أن الكلام بخصوصه لم يتوقف، رغم نقل الندوة الصحفية عبر كل وسائل الإعلام الوطنية ليس فقط المكتوبة، ولكن حتى المرئية والمسموعة. الأنصار كانوا يبحثون عن أولى صوره وكان للصمت الكبير في قضية حاج عيسى خلال المرحلة السابقة بطلب من الدكتور زرڤيني شخصيا، دور كبير في كثرة الإشاعات، وخاصة أن عدم ظهور صور جديدة لحاج عيسى في الصحف خلال المدة الأخيرة، وعدم حضوره للندوة الصحفية، جعل التطمينات تصل إلى الأنصار، ولكن تبقى منقوصة من شيء هام وهو رؤية حاج عيسى أمامهم. تواصل إغلاق حاج عيسى لهاتفه زاد من الحيرة وكان لإبقاء حاج عيسى هاتفه النقال مغلقا في الأيام الماضية وحتى بعد ظهور نتائج الكشف الطبي (بسبب رغبة المعني في التخلص من ضغط 7 أسابيع التي كان فيها بين وبين)، دوره في زيادة الحيرة لدى أنصار الوفاق من كثرة حبهم لحاج عيسى، وإحساسهم بالحاجة إليه في المرحلة السابقة، خاصة أن رغبة إدارة الوفاق في إرساله للتحضير البدني في الخارج (فرنسا)، أدى إلى الانطباع أن العودة ليس قريبة (رغم رفض حاج عيسى في حواره لهذا الطرح الخاص بالتنقل إلى فرنسا). الهاتف مغلق ولكن باتنة قريبة وأمام هذا السؤال الدائم طرحه والرغبة الملحة والطلبات التي كانت تصلني شخصيا من العديد من أنصار الوفاق السطايفي في رؤية أول حوار لمدللهم وصانع أفراحهم على امتداد السنوات الماضية، كان لابد من وضع حد لهذه التساؤلات، وحتى وإن كان هاتف حاج عيسى مغلقا، ولم يتمكن حتى رئيس النادي عبد الحكيم سرّار من الاتصال به، فكان الحل من طرفي هو التنقل إلى باتنة، ومن أجل هذا قمت بإرسال الصحفي نجم الدين سيدي عثمان بديلا لي في تغطية سفرية الوفاق إلى بنغازي، ليكون هدفي في فترة تواجد الوفاق في لييبا هو طمأنة أنصار الوفاق بصفة نهائية بأول صور مدللهم حاج عيسى. شقيقه رحب بالفكرة ولكن أكد أن مواعيد لزهر غير مضبوطة ولأن الاتصال كان دائما متواصلا بيني وبين الدكتور حاج عيسى حميد شقيق اللاعب، فقد رحب بفكرة زيارتي لباتنة وللبيت العائلي للاعب، رغم تأكيده أن لزهر يمكن أن نلتقيه في البيت ويمكن ألا نلتقيه، لأن مواعيد دخوله إلى البيت وخروجه ليست مرتبطة بوقت معين. شقيقه كان في الانتظار وممثل لجنة الأنصار التحق وفي الطريق عندما كانت الرحلة بين سطيفوباتنة في منتصف الطريق، أعلمت شقيقه بأنني في الطريق لأن الموعد تم ضبطه باللقاء أول أمس الأحد بعد الساعة الخامسة (موعد عودته من العمل من مستشفى عين التوتة إلى باتنة)، فسأل عن باديس الذي كان قد زار العائلة في وقت سابق مع ظهور الأزمة الصحية، فعدت واتصلت بباديس هاتفيا من حمام السخنة، فقام المعني بأخذ أول سيارة لصديقه وجدها والالتحاق بي في باتنة، تقريبا 40 دقيقة بعد وصولي. الاتصال بلزهر لم يكن ممكنا ولكن الوالدة حضرت كل شيء وكان شقيق المعني في التوقيت والمكان المناسبين، رغم أنه لم يتمكن من الاتصال بلزهر هاتفيا لإعلامه بموعد وصولنا، ولكن في المقابل أكد أن والدته –أطال الله عمرها- قد حضرت لنا العشاء وأصرت أن نكون ضيوفها في البيت (سبق أن فعلتها في مارس 2006 يوم لقاء وفاق سطيف – إتحاد بسكرة في الكأس). “دوري المحترفين“ في بارك أفوراج والتحاق محمد وصادف دخولنا إلى البيت العائلي لحاج عيسى بداية حصة دوري المحترفين عبر الفضائية الثالثة، والتحق بالبيت إلى جانب شقيقه حميد شقيقه الآخر محمد، وتمت مشاهدة حصة دوري المحترفين وسط تفاعل شديد وحديث أكثر عن لقاء الوفاق الأخير أمام “الحمراوة“، والوضعية في مولودية باتنة (حميد هو طبيب مولودية باتنة). تفاعل شديد مع روبورتاج زرڤيني وتأكيد على إيطاليا وكان الصمت هو سيد الموقف في بيت حاج لثانية من الحصة، مع بث الربورتاج الخاص بالندوة الصحفية للدكتور زرڤيني، وتأكيده على إعطاء الضوء الأخضر لحاج عيسى بعد السفرية الأخيرة لزرڤيني وحاج عيسى إلى إيطاليا (كما جاء في الهدّاف في أكثر من مناسبة، وليس نحو سويسرا كما قيل). والدته في قمة السعادة بعودته وإضافة إلى الشقيقين حميد ومحمد اللذين أبديا ارتياحا كبيرا لنهاية المسلسل الأخير بهذه الطريقة، خاصة أن لزهر عرف ضغطا شديدا أمام طول المدة، فقد أكدت الوالدة الكريمة لي أنها في قمة السعادة بعد عودة ابنها إلى المنافسة. والدة لزهر: “عشنا خلعة حقيقية والحمد لله على النهاية السليمة” وأكدت الوالدة على أن العائلة عاشت “خلعة“ حقيقية في الفترة الأخيرة مع ظهور العارض الصحي لابنها، ولكن في النهاية حمدت الله على أن الأمور سارت بهذه الطريقة السليمة، وابنها سيعود إلى الميادين من أجل ممارسة هوايته المفضلة في الكرة، وإفراح الآلاف من أنصار الوفاق السطايفي مجددا. تشكر كل من تضامن مع ابنها وتتمنى لسطيف التوفيق مجددا وتحدثت الوالدة بمعرفة كبيرة عن الوفاق السطايفي متمنية له التوفيق في مشواره الجديد، والبداية من اللقاء أمام ليبيا هذا الخميس، مؤكدة أنها تتمنى على الدوام التوفيق للوفاق السطايفي الذي منح ابنها الكثير والكثير. وتؤكد على فضل “الهدّاف“ ومنذ دخولنا إلى البيت العائلي تعرفت علينا والدة حاج عيسى، ولم تنس اسم صحفي “الهدّاف“ رغم أن آخر مرة التقيناها كانت ماي 2006 في مقر ولاية سطيف، يوم عودة الوفاق بالكأس العربية من الأردن، فقد أكدت أنها لا تنسى الفضل الكبير لجريدة “الهدّاف“ على ابنها خاصة في بداياته مع الوفاق (وقبلتنا بكل معاني الأمومة) طالبة مني أن أضع لزهر مثل أخي، قبل أن تجدد دعواتها بالتوفيق للوفاق، وقد حمدنا الله وشكرناه على عودة لزهر مجددا إلى الميادين، وشكرنا والدته على كرم الضيافة. غادرنا البيت دون إجراء الحوار مع لزهر ومع نهاية “دوري المحترفين” غادرنا البيت العائلي لحاج عيسى أمام تعذر الاتصال به، وعاد باديس في الليلة نفسها إلى سطيف مصحوبا بدعوات الشكر من كل العائلة على الوقفة المعنوية باسم كل أنصار الوفاق السطايفي، فيما قررت شخصيا البقاء في باتنة ليوم ثان وإن تحتم الأمر ثالث ورابع من أجل لقاء حاج عيسى. رحلة البث عنه كانت في أماكن تردده وصبيحة أمس الإثنين قررت أن أبدا البحث عن حاج عيسى في أماكن تردده، وكانت النقطة الأهم التي توقعت أن أجده فيها هي ملعب عبد اللطيف شاوي أين يتدرب يوميا في منتصف النهار، ولكن مصورنا في باتنة (عبد الصمد عبد الله) أكد لي أن لحاج عيسى مكان آخر ممكن أن نجده فيه وهو محل صديقه إسماعيل، وهو المكان الذي وجدناه فيه. في البداية رفض ولما سمع اسم سمير خرج يبحث عني وبعد مساع حثيثة تم العثور على حاج عيسى في محل الحلويات والمرطبات التابع لأحد أصدقائه (إسماعيل) في المكان الواقع بين حي الزمالة وبوعقال غير بعيد عن الأمن الحضري، حيث دخل مصورنا يبحث عنه بالداخل، ولما قال له إن صحفيا يريد لقاءه بالخارج رفض إجراء الحوار، ولكن بمجرد أن عرف أن الأمر يتعلق بصحفيي “الهدّاف“ سمير من سطيف خرج بنفسه يبحث عنا (كنت قد بقيت في السيارة)، وجمعنا حديث هامشي حول حالته الصحية والمعنوية قبل أن نقترح عليه إجراء حوار لطمأنة الأنصار حول حالته الصحية وتكذيب مختلف الإشاعات التي روجت في المدة الأخيرة موازاة مع غيابه الاضطراري عن أجواء الميادين والمواعيد الرسمية للوفاق وبالمرة وضع محبيه وأنصار الوفاق في الصورة. تحفظ ثم ارتياح وموافقة على الاقتراح وإذا كان معشوق أنصار الوفاق قد أبدى رفضه الحديث مع رجال الإعلام بحجة الضغط الذي مورس على عائلته من عدة أطراف إضافة إلى تضرره من الأخبار الكثيرة التي نشرت حوله والتي لم يكن لها أي أساس من الصحة حسب قوله، إلا أن ذلك لم يمنعه من التخفيف من حدة التحفظ وإبداء ارتياحه على ضوء الحديث المباشر بطريقة أخوية قبل أن يوافق على مقترح إجراء حوار حصري على صفحات يومية “الهداف” قصد توضيح العديد من الأمور الغامضة على خلفية غيابه المفاجئ عن الميادين وتسارع الأحداث في ظل الكلام المتناقض حول وضعيته الصحية ومستقبل مشواره الكروي. مازال مبتسما، ولكن “شوية شيان” تحدث مع باديس ومازال حاج عيسى بروحه المرحة جدا وابتسامته التي لم تفارقه وكذا ثقته الكبيرة بالنفس، وعلى هامش الوقفة التي جمعتنا به أكد على نقل تحياته إلى باديس الذي علم من والدته الكريمة أنه زاره بالأمس، لنطلب له باديس من هاتفنا ويجري لزهر حديثا هاتفيا مع نائب لحنة الأنصار باديس لعوام الذي تجمعه به علاقة متينة، بدليل أن هذا الأخير كان قد تنقل إلى منزل حاج عيسى واطمأن على حالته الصحية رغم غيابه، والتقى مع والدة حاج عيسى وشقيقه الأكبر حميد، وهو الأمر الذي أثر في مدلل أنصار الوفاق الذي شكر باديس ونوه بالالتفاتة التي قام بها في هذا الشأن، قبل أن يواصل الحديث معنا في أجواء أخوية طبعها الكثير من الارتياح بعد أن تجاوز مرحلة التحفظ التي لازمته في البداية. وجدناه بلباس الوفاق الرياضي يستعد للتدريبات وكانت المفاجأة الكبيرة لنا لما خرج إلينا لزهر من محل صديقه إسماعيل وهو بلباس رياضي “كاسياس” خاص بتدريبات الوفاق، وهو يستعد للذهاب إلى ملعب شاوي، وقد ثمن حاج عيسى الوقفة الإيجابية التي تمت من عديد الأطراف المقربة منه سواء من الوسط العائلي أوبعض زملائه وأصدقائه من أيام الطفولة في حي بوعقال الشعبي. نزاري من أكبر الواقفين وكان معه ومن بين أبرز الواقفين مع لزهر صديقه وليد نزاري الذي لم يفارقه في المدة الأخيرة وعمل ما بوسعه حتى يكون إلى جانبه رغم التزاماته الكروية من خلال حمله ألوان نادي تڤرت الناشط في بطولة ما بين الرابطات، ولم يتوان نزاري في التأكيد على وفائه لحاج عيسى والوقوف إلى جانبه قصد تحفيزه من الناحية المعنوية، وهو ما لقي ارتياحا شديدا من حاج عيسى بدليل أنهما لا يفترقان إلا في مناسبات قليلة في صورة تعكس العلاقة المتينة التي تجمع الطرفين، وكان معه أمس بسيارته لنقله إلى التدريبات. طلب منا مرافقته إلى ملعب الشاوي لإجراء الحوار وكان صانع ألعاب الوفاق مصحوبا بزميله الأسبق في مولودية باتنة وليد نزاري الذي لعب إلى جانبه في مختلف الفئات الشبانية ل“البوبية” إلى غاية ارتقائه لصنف الأكابر، حيث ظل نزاري إلى جانب حاج عيسى في الأيام الأخيرة بدليل أنه هو الذي تكفل بقيادة سيارة “حاجي” انطلاقا من محل صديقه إسماعيل حين توجهنا إلى ملعب عبد اللطيف الشاوي الذي اعتبره حاج عيسى المكان المريح للإجابة عن مختلف استفسارات “الهداف” والشارع الكروي، وإجراء الحوار. لعب لقاء وديا في العيد وخلال وقفتنا على النشاط اليومي لحاج عيسى أثناء زيارتنا لعاصمة الأوراس، فقد عرف حاج عيسى كيف يحدث أجواء حيوية في حياته اليومية رغم الظروف الصحية والنفسية التي مر بها مؤخرا، وعرف كيف يستعيد ابتسامته المعهودة من خلال لقاءاته المستمرة مع أصدقائه في الطفولة والكرة الذين وقفوا إلى جانبه في الفترة العصيبة والمواظبة في الوقت نفسه على إجراء التمارين الرياضية في ملعب عبد اللطيف الشاوي إضافة إلى برمجة تمارين في قاعة تقوية العضلات في الملعب ذاته قصد الحفاظ على لياقته البدنية قبل العودة إلى أجواء التحضيرات مع الوفاق بداية الأسبوع المقبل، أين أجرينا الحوار وطلب منا مرافقته في تدريباته داخل القاعة وكله فرح وسرور، كما علمنا أنه لعب مواجهة ودية في عيد الأضحى المبارك في ملعب عبد اللطيف شاوي مع زملائه في أصاغر المولودية. لا يريد التحضير بفرنسا ويطلب كأس “لوناف“ هدية ومن خلال الحوار الذي جمعنا به وأكد من خلاله أنه متحمس للعودة من جديد إلى الملاعب، كما أوضح أن عودته إلى سطيف الأحد أو الاثنين القادم حسب موعد أول حصة تدريبية بعد عودة التشكيلة من ليبيا، أكد لزهر حاج عيسى أنه يريد كأس “لوناف“ هدية بعد العودة مباشرة. شقيقه وعائلته لا يريدان إزعاجه بالسؤال بعد العودة وسيتصل بسرّار غدا وكان الأهم في حديثنا مع شقيقه حميد الذي ساهم منصبه كطبيب في محافظة العائلة على المعنويات في أيام الأزمة، أنه يشكر أنصار الوفاق كثيرا على وقفتهم معه في المدة الأخيرة، ولكنه يتمنى من الأنصار من الآن أن يتفادون طرح السؤال حول الفترة السابقة، وغيابه لأن كثرة تردد هذا السؤال سيكون مصدر إزعاج للزهر، وبالتالي فعلى أنصار الوفاق تفادي ذلك من الآن، كما سيكون الاتصال الأول بين سرّار واللاعب بصفة مباشرة غد الأربعاء هاتفيا، وهذا بعد أن فضل اللاعب في الأيام الأخيرة أن يعيد ترتيب أوراقه المعنوية، وسط انتظار لعودته بشغف على أهازيج أنصار الكحلة “حاج عيسى يا وليد الكحلة إن شاء الله يبرى ويرجع كيما زمان”. ---------------- حاج عيسى: “سأعود إلى سطيف هذا الأحد وأنتظر كأس “لوناف“ أجمل هدية” “لا أريد التحضير البدني في فرنسا وأفضّله مع التشكيلة السطايفية لأنني توحشتهم”. “أقول كاين ربي لكلّ من أطلق عليّ إشاعات السجن أو الخلاف مع الإدارة” “لا أنسى فضل روراوة وزرڨيني معي في المرحلة السابقة، وأشكرهما كثيرا” مقدمة ============ كيف هي الأحوال؟ الحمد لله على كل حال، فالمرء دوما معرّض للامتحانات من الله سبحانه وتعالى، والشكر لله أن الأمور سارت على ما يرام في النهاية. بحثنا عنك منذ أيام ولم نجدك؟ كنت أنوي ألا أتكلم عبر وسائل الإعلام إلى غاية العودة إلى سطيف وعقد ندوة صحفية، ولكن بعد أن جئت بنفسك إلى هنا بباتنة، فلا يمكن لي إلا أن ألبّي رغبتك، خاصة أنني أحترمك كثيرا وبيننا عشرة تعود إلى اليوم الذي انضممت فيه إلى وفاق سطيف. وأضيف شيئا آخر. تفضّل... منذ ظهور الأزمة الصحية لم يكن لي أي حديث عبر وسائل الإعلام مهما كان نوعها، وأقسم بالله أنها المرّة الأولى التي أتحدث فيها عبر وسائل الإعلام منذ عودة الفريق الوطني من إفريقيا الوسطى، وحتى ما قيل على لساني بعد العودة والضوء الأخضر فهو غير صحيح، وأنا إن كنت أتحدث معك الآن فهذا للسبب السابق الذي قلته لك، وأيضا إلى إطلاعي بما كنت تكتبه في فترة الغياب، والتي كانت أقرب الروايات إلى الواقع. لنبدأ من النهاية التي كانت سعيدة بعد حصولك على الضوء الأخضر؟ فعلا، النهاية كانت مفرحة لي ولكل أفراد أسرتي، وأيضا للآلاف من أنصار الوفاق، بعد أن سارت الفحوصات ونتائجها في الطريق الصحيح، والحمد لله فبعد السفريات المتعدّدة إلى سويسرا وإلى إيطاليا، وحتى وإن طالت الأمور، فالأهم هي النتيجة النهائية التي جاءت مفرحة. كلّ أسرة وفاق سطيف من لاعبين وأنصار فرحت كثيرا للقرار الطبي بعودتك، فكيف كنت تتبع أخبار الوفاق في المرحلة السابقة؟ كنت على اتصال مباشر مع رياض بن شادي، وأعرف أن أنصار الوفاق “تحيروا“ عليّ كثيرا في المرحلة السابقة، ويوجد بالمناسبة حتى من زار البيت من سطيف إلى باتنة خصيصا من أجل الاطمئنان عليّ، وأشكرهم كثيرا، وخاصة الأخ باديس الذي وجدته في فترة سابقة من الموسم قبل الماضي، وكان الواسطة بيني وبين الرئيس أيام رفضت البقاء في الاتفاق السعودي، وأشكر كثيرا كل من “تحيّر” عليّ في المرحلة السابقة، وأقول لهم شكرا وحاج عيسى بنفسه يحييكم، ويقول إنه عائد إلى وفاق سطيف. متى ستكون هذه العودة؟ مباشرة بعد عودة الفريق من ليبيا إلى سطيف سأكون حاضرا في ملعب 8 ماي من أجل بدء التدريبات. كان هناك كلام كثير في فترة غيابك بأن حاج عيسى غاضب من الإدارة؟ كنت على إطلاع جيّد بما كان يدور من كلام في الشارع السطايفي في فترة غيابي، وحتى ما كان يكتب في الفترة السابقة، وكل واحد “يغني بغناه“ كما يقال، فهناك من قال إن لي مشاكل مع الإدارة، ويوجد حتى من قال إن حاج عيسى في السجن.. ... حتى هذه وصلتك؟ نعم، فأنا أقول لكل الأنصار إن هذه الدعايات غير موجودة تماما، وكان المشكل الوحيد والحقيقي الذي تم توقيفي بسببه هو قضية القلب، وإعادة الفحوص عدة مرّات، وهذا هو السبب فقط، رغم أن طول مدة الغياب أدخلت الكثير من “التوسويس” في النفوس وأيضا لدى الأنصار، خاصة أن ألسنة الناس لا ترحم وكل واحد يقول وجهة نظره، فمن السجن إلى الغضب من الإدارة، وغيرها من التأويلات والإشاعات غير الصحيحة، في وقت كان من المفترض حسب أخلاقنا الإسلامية أن يدعو لي بالشفاء العاجل، ولكن أنا متأكد أن نسبة 99,99 بالمئة من أنصار الوفاق كانوا يدعون لي بالشفاء، وتوجد نسبة ضئيلة دوما تحسب نفسها هي التي عندها الحقّ والمصداقية في كل شيء، وتحبّ السير ضد التيار من خلال إطلاقها الإشاعات، حتى تؤكد أنها عندها الحقيقة دون غيرها. أقول فقط لهذه الفئة “ربي يهدي ما خلق”. كل لاعبي الوفاق كانوا منشغلين بك، فكيف كانت علاقاتك بالوفاق في فترة الغياب؟ كنت على اتصال مع رياض بن شادي فقط، لأن الدكتور زرڨيني أمرني بعدم الحديث مع المحيط الخارجي، وتفادي كثرة الاتصالات إلى غاية ظهور النتائج النهائية للكشف الطبي، ولكن على إطلاع بيوميات الفريق عن طريق الصحف. أشكر كثيرا كلّ اللاعبين الذين تضامنوا معي وأهدوني أهدافهم، وحتى المدرب الإيطالي “سوليناس“ أهداني أحد الانتصارات، وحتى الهتافات التي كانت من أنصار الوفاق متمنية لي الشفاء في إحدى مباريات البطولة (يقصد لقاء سعيدة) اطلعت عليها في الصحف، وأعدهم إن شاء الله أنني عائد أفضل من من المرحلة السابقة. اللاعبون يتمنون أن تكون موجودا ولو بديلا في لقاء الإياب أمام النصر، حتى ترفع الكأس الجديدة بصفتك قائد الفريق، ما قولك؟ إن شاء الله يكون ذلك، وخاصة أنني أعرف درجة القلق الشديد التي كانت من اللاعبين عليّ، وأنا تمنيت أن أكون معهم في ليبيا قبل العودة في سطيف، ولكن بإذن الله سيحققون لنا نتيجة إيجابية في لقاء هذا الخميس، وفي العودة أتمنى أن أكون في مقعد البدلاء مع زملائي من أجل أن نفرح جميعا، وأشكرهم على شعورهم النبيل بالتفكير في أن أكون أنا من يرفع الكأس. سرّار اقترح على شقيقك أن ينقلك إلى فرنسا للقيام بتحضير بدني خاص، ما ردّك؟ أعلمني شقيق حميد بهذا، ولكنني شخصيا أفضل أن تكون عودتي للتدريبات في سطيف وليس في مكان آخر، ولا أريد الذهاب إلى فرنسا. لماذا؟ أعرف أن رئيس الوفاق يريد أن يكون تنقلي إلى فرنسا من أجل الإسراع في تحضيري البدني، ولكن أنا متأكد من قدرات الطاقم الفني الحالي للوفاق على تحضيري البدني، كما أنني بحاجة إلى الاندماج المعنوي في المجموعة، كما أن الإشاعات قد تطالني مجدّدا، ولو أذهب إلى فرنسا سيقولون إنني في مكان آخر، كما أنني “توحشت“ زملائي اللاعبين كثيرا. التقيناك وأنت بلباس التدريبات، كيف يسير برنامجك التدريبي؟ أنا أخضع منذ حصولي على الضوء الأخضر بالعودة إلى المنافسة، لبرنامج تدريبي يخص ّ الجانب البدني بدرجة أكثر، أين أتدرب يوميا في قاعة العضلات الموجود في ملعب “عبد اللطيف شاوي“، ثم أتحوّل إلى التدريبات الميدانية فوق أرضية ملعب شاوي، وهذا إلى غاية عودة الفريق من ليبيا. كنت أنوي العودة إلى سطيف في نهاية الأسبوع المنقضي، أي في اليوم الموالي للندوة الصحفية للدكتور زرڨيني، ولكن لمّا اتصلت ب بن شادي وعلمت أن الوفاق سيكون على موعد مع التنقل إلى ليبيا في اليوم الموالي للقاء، قرّرت أن أؤجل العودة إلى ما بعد عودة التشكيلة من ليبيا، لأنه من الناحية المعنوية ليس جيدا أن تتدرّب مرة مع الفريق ثم تنقطع لأسبوع إضافي. تبدو متحمّسا للعودة... أنا متأكد من أنني سأعود إلى المنافسة “في سع.. في سع”. هذه خامس مرّة ستعود فيها إلى الوفاق بعد فترة غياب؟ فعلا، العودة هذه المرّة وبعد حوالي شهرين من الغياب لن تكون بالجديدة عليّ، وأنا متأكد أنه مثلما حصل في المرّات السابقة فسأعود أفضل هذه المرّة من المرات السابقة. إذا عدنا إلى مرحلة الغياب، كيف اجتزتها من الناحية النفسية؟ “هذا مكتوب ربي“.. صحيح أن الإنسان يضطرب في البداية، ولكن فيما بعد يقول “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”، لأنه لا قدر الله وأكملت اللعب دون إجراء الفحوص اللازمة، كان من الممكن أن يحدث لي شي خطير. إذن “هكذا ولا أكثر“ كما يُقال؟ فعلا، التوقف الاحتياطي أفضل من اللعب وبتخوّف من شيء خطير، وهكذا أصبحت الأمور بالنسبة لي أكثر من رائعة من الناحية النفسية، رغم أنني لم أتوقع أن تكون مدّة الغياب بهذا الشكل، إلا أنني أقول في النهاية للأنصار حاج عيسى يكلمكم بنفسه ويقول لكم إن العودة ستكون أكثر من قوية بإذن الله. من هم الأشخاص الذين ساعدوك كثيرا في المرحلة السابقة؟ أشكر كثيرا الدكتور زرڨيني الذي تعب معي كثيرا في المرحلة السابقة، والحاج روراوة على المجهودات التي قام بها معي والتعب الذي كان معي، وحتى الضغط الذي كان عليه من طرف الصحفيين لمعرفة آخر الأخبار، والأوامر التي أصدرها من أجل التكفل التام بي، وتسهيل كلّ إجراءات السفر في المرحلة السابقة نحو سويسرا في مناسبتين ونحو إيطاليا في المناسبة الثالثة والأخيرة، وهو من وفر لي كلّ وسائل الراحة وأشكره كثيرا. وأعد هذا الثنائي بالخصوص أني سأعيد خيره فوق الميدان مع الفريق الوطني، كما سأعيد خير أنصار الوفاق الذين تضامنوا معي أيضا في الجبهات القادمة التي تنتظر “الكحلة“. كقائد للوفاق رفعت كأس الجمهورية وكأسين لشمال إفريقيا، كيف ترى إمكانية رفع الرابعة؟ أعرف مستوى الوفاق ولكنني لا أعرف مستوى الفريق الليبي، ولكنني متأكد أن زملائي الذي لهم الفضل في مرور الوفاق إلى المباراة النهائية، سيرفعون التحدي من جديد ويقدّمون لي هذه الكأس الجديدة، التي أرى أنها أجمل هدية تقدّم لي من طرفهم بمناسبة العودة. ماذا ينتظر حاج عيسى من مشواره الجديد؟ إن شاء الله ستكون عودتي بكأس في سطيف والتي أؤكد أنني أريدها أجمل هدية، وبعدها ستكون الانطلاقة الجديدة والمشوار الجديد، وألقاب جديدة بإذن الله. متى نراك في سطيف؟ مع عودة الفريق مباشرة إلى سطيف، بما أن الفريق يعود السبت، فإذا كانت حصة الاستئناف الأحد سأكون في سطيف أمسية الأحد، وإذا كانت الحصة التدريبية الأولى بعد العودة الاثنين، فستكون عودتي إلى 8 ماي يوم الاثنين. ما هو أجمل خبر سمعته في المدة الأخيرة بعد خبر حصولك على الضوء الأخضر؟ بقاء مترف في الوفاق هو أحسن خبر سمعته في المدة الأخيرة، ف مترف إضافة إلى أنه لاعب خارق للعادة وموهوب، فهو ابن عائلة “ومتربّي“ كثيرا، والمجموعة الحالية للوفاق لا يجب التفريط في أيّ منها، لأنها المجموعة التي ستقودنا إلى التتويج في القادم بلقب دوري أبطال إفريقيا. ... وبالنسبة للفريق الوطني؟ في عودتي الثانية من “زيوريخ“، التقيت صدفة بالمدرب الوطني عبد الحق بن شيخة في مطار “هواري بومدين“، وأكد لي أنه يتابع حالتي الصحية بصفة يومية، وتواجد اسمي ضمن قائمة ال 40 الخاصة بكأس إفريقيا للمحليين دليل على أنه يثق في، وأنا أيضا احترمه كثيرا، فهو من دعاني في 2005 لمنتخب الآمال، وهو من أعادني إلى “الخضر“، وإن شاء الله سأردّ له الجميل في أول فرصة ميدانية. عدم اتصالك المباشر ب سرّار والإدارة منذ عودتك خلق الكثير من القيل والقال، فإلى ماذا يعود ذلك؟ الإدارة لم أتحدّث معها في المرحلة السابقة، لأن الفحوصات النهائية لم تكن قد ظهرت، ولكن في اليومين القادمين سيكون لي الاتصال بالإدارة، وبطبيعة الحال بالرئيس سرّار هاتفيا. لكن لماذا هذا التأخر في الاتصال؟ أردت فقط أن أرتّب أموري من الناحية المعنوية، لأنني عشت ضغطا نفسيا رهيبا في المرحلة السابقة، وبالتالي بعد حصولي على الضوء الأخضر أردت أن أرتب الكثير من الأمور بيني وبين نفسي، قبل أن أعود إلى سطيف في حالة معنوية جيدة. إذا لا مشاكل لك مع الإدارة؟ لا توجد ومن قال هذا على لساني فهو كاذب، لأنني لم أتحدّث لأي كان، كما أن الشخص الذي كان وصل الصلة بيني وبين الإدارة هو شقيقي حميد. ماذا تقول في الأخير؟ أقول لأصحاب الإشاعات ومن لم يرحموني بالكلام في محنتي الصحية الأخيرة “كاين ربي”، وأقول لأنصار الوفاق “ما يتقلقوش، لأنه بعد الفحوص والكشوف الأخيرة كانت كلّ الأمور على أحسن ما يرام، وعودتي ستكون أقوى بإذن الله. شكرا جزيلا على كبر قلبك معنا ونتمنى لك عودة أقوى؟ شكرا لك أيضا ومرحبا بك في البيت العائلي دوما، فأنت صديق شقيقي وحتى الوالدة والوالد يعزّانك كثيرا، ومن خلالك أنقل كلّ التحيات لأنصار وفاق سطيف، وأطلب منهم أن يدعو بالشفاء لوالدي أطال الله في عمره، ومن خلال “الهدّاف“ أوجه التحية لكل اللاعبين في مدينة بنغازي وأقول لهم: “أنا أريد هذه الكأس”.