دخلت عناصر الشرطة، أمس، في مواجهات مع آلاف المناصرين بعد فترة قليلة من فتح أبواب الملعب في حدود منتصف النهار، ما أدى إلى وقوع جرحى وإغماءات في وسط عدد كبير من الشبان الذين حاولوا الدخول عبر تسلق جدران الملعب... الأمن واجه المناصرين الغاضبين بالغاز المسيل للدموع المدرجات امتلأت عن آخرها في حدود الساعة الثانية زوالا ليتم بعد ذلك غلق أبواب الملعب، الأجواء على غير العادة بدت جد مشحونة بين عناصر الشرطة وآلاف المناصرين لتتطور بعد ذلك إلى مواجهات بينهم بالغازات المسيلة للدموع والحجارة، لترتفع وتيرة التوتر بينهم ويتم استدعاء الدعم من عناصر الشرطة مرفوقين بشاحنات المياه الساخنة قصد السيطرة على المناصرين، وشهدت جميع أبواب الملعب انتشارا كبيرا لعناصر قمع الشغب بسبب الطوفان البشري الذي اجتاح كل أرجاء مركب 5 جويلية الأولمبي. أنصار باتوا في العراء واشتروا تذاكر ب 3 آلاف دينار لدى توجهنا لرصد أجواء مباراة الفريق الوطني الجزائري لفت انتباهنا عدد كبير من الأنصار الذين قدموا من المسيلة والبرج وبعض الولايات الداخلية يدخلون في مواجهات مع عناصر الشرطة بسبب التذاكر، ما جعلنا نستفسر هؤلاء، حيث أكدوا أنهم تعرضوا إلى عملية احتيال لم يكتشفوها سوى عند محاولتهم دخول الملعب لأن ''البيي مسكاني''، كما قالوا، ما جعلهم يدفعون ثمن ''جياحتهم'' كما يقال بالعامية، حيث تعرضوا إلى ضرب مبرح من قبل عناصر الشرطة ومكافحة الشغب بسبب محاولتهم الدخول إلى الملعب بالقوة، وفي ذات السياق شهدت إحدى الجمعيات القادمة من ولاية المسيلة اضطرابا كبيرا وحتى عناصر الشرطة رفضت التدخل بسبب الشد الحاصل مع الأنصار، ولدى اقترابنا منهم أكدوا أنهم فقدوا 5 أطفال وسط الحشود التي غزت الملعب، في الوقت الذي شهدت الأحراش والغابات المجاورة للملعب تطويقا كبيرا من قبل عناصر الشرطة. 5 آلاف شرطي طوقوا الملعب.. والعائلات عانت الأمرّين شهد، أمس، ملعب 5 جويلية تنظيما كارثيا وعمليات عشوائية وجولات بين عناصر الشرطة وعدد كبير من الأنصار المشاغبين الذين حاولوا اقتحام المدخل الخاص بالعائلات ما جعل عناصر الشرطة ''تخلطها جنيرال'' ما جعل عددا كبيرا من الآباء الذين اصطحبوا عائلاتهم معهم ''يخلصوها غالية''، في ما أكد مصدر أمني أن عدد عناصر الشرطة الذين جندوا لتسيير المباراة والسهر على حماية المواطنين بلغ 5 آلاف شرطي شرعوا في التوافد على الملعب خلال الساعات الأولى من نهار أمس، وواجه عناصر الشرطة مشكلا كبيرا بسبب الحرب التي شنها المناصرون عليهم بالمفرقعات والألعاب النارية والحجارة ولم يكن بوسعهم سوى الرد بالغازات المسيلة للدموع لتفريق الحشود البشرية قصد عدم حدوث أي انزلاقات خطيرة. رجال تنكروا في زي ''بابيشات'' للدخول إلى الملعب من أطرف المواقف التي وجهتنا ونحن نعاين الجو العام إضافة إلى الشد والمد بين عناصر الشرطة وحشود المناصرين، هو تنكر عدد كبير من الشبان في زي ''بابيشات'' مرتدين ''بريكة'' ومونتو'' ونظارات شمسية، ولم يتوان عدد منهم في وضع ''الماكياج'' قصد تمويه عناصر الشرطة والدخول بشتى الطرق التي تؤدي إلى مشاهدة رفاق زياني والإقتراب منهم قدر الإمكان، غير أنهم لم يضعوا في حسبانهم مكر عناصر الشرطة التي طالبتهم بخلع النظارات والتحقيق معهم عند المدخل ليشبعوا بعد ذلك ''القزول''... سعر التذكرة بلغ 4 ألاف دينار يوم المباراة شهدت أسعار التذاكر المخصصة لدخول مباراة الجزائر صربيا ارتفاعا جنونيا حيث بلغ 4 آلاف دينار جزائري قبل سويعات قليلة من انطلاق المباراة رغم امتلاء مدرجات الملعب الأولمبي 5 جويلية على الساعة الثانية زوالا، وقد شهدت التذاكر إقبالا كبيرا من قبل أنصار الفريق الوطني قصد الدخول ولو بدفع مبالغ خيالة. قارورة ماء معدني صغيرة ب 50 دينار و''سندويتش'' ب 150 دينار واستغل عدد كبير من الباعة الوضع بسبب مبيت آلاف الأنصار في العراء قصد الرفع من سعر المواد الغذائية، على غرار المياه و''السندويتشات'' التي شهدت ارتفاعا قياسيا مع اقتراب موعد انطلاق المباراة حيث وصل سعر قارورة ماء صغيرة الحجم من المياه المعدنية 50 دينارا جزائريا، و''سندويتش'' بطاطا مقلية ب 150 دينار جزائري. ما يزيد عن 5 آلاف مناصر بدون تذاكر لم يدخلوا الملعب ما صعب من عمل الشرطة أمس، هو العدد الكبير من المناصرين الذين توجهوا إلى ملعب 5 جويلية لحضور القمة بين الفريق الوطني الجزائري والفريق الصربي، ووجود حوالي 5 آلاف مناصر بدون تذاكر حاولوا بشتى الطرق إما الحصول على تذكرة أو الدخول عبر اجتياز جدار الملعب الذي طوقه عناصر الشرطة ودخلوا في اشتباكات مع الأنصار قصد منعهم. العائلات تاهت ولم تجد من يوجّهها بسبب سوء التنظيم وجدت العائلات صعوبة كبيرة في العثور على المدخل المخصص لها بسبب سوء التنظيم ومحاولة الأنصار الذين لا يملكون تذاكر استغلال الوضع والتسلسل مع العائلات، ما جعل تطويق المدخل المخصص لهم يحول دون دخول عدد كبير من العائلات رغم حصولها على تذاكر الدخول، في الوقت الذي أبدت استياء كبيرا من سوء التنظيم وفضلت بعضها الإنسحاب وعدم الدخول إلى الملعب أصلا. عائلة بأكملها قطعت مئات الكيلومترات من الوادي لمشاهدة المباراة! هي عائلة عمّي محمد القادمة من واد سوف بوابة الصحراء، ارتأت أن تشاهد المنتخب الوطني من قرب، من أجل مناصرته وإعطائه الثقة في أول تربص رسمي قبل نهائيات كأس العالم المنظمة في جنوب إفريقيا، حيث أكد عمّي محمد ''أنه من عشاق كرة القدم وطلب من أقاربه القاطنين بالعاصمة وبالضبط في حسين داي ،أن يقتنوا له التذاكر ولعائلته المتكونة من 3 أبناء بالإضافة إلى ابنته وصهره من أجل مشاهدة رفاق زياني''، وعن الظروف العامة للمناصرة قال عمي محمد:'' بصراحة أنا متخوّف من عدم استيصاغ المناصرين لفكرة تواجد الجنس اللطيف في الملعب لأن هذا الأمر دخيل علينا، وكما ترين وتشاهدين العديد من التحرشات تعاني منها الفتيات وهذا ماأخشاه '' أن يتحول العرس إلى انزلا قات أخرى بالرغم من أن المكان المخصص للنساء هو منفصل بعض الشيء عن مكان المناصرين الآخرين.