كرة القدم/الكأس الجزائرية الممتازة-2024 (مولودية الجزائر- شباب بلوزداد): مرشحان في رحلة البحث عن أول لقب للموسم    الدراجات/ طواف الجزائر2025: الطبعة ال25 عبر ولايات شرق و جنوب الوطن    تنظيم الطبعة ال 19 للصالون الوطني للتشغيل والتكوين المتواصل والمقاولاتية من 8 الى 10 فبراير بالعاصمة    "الأونروا" تحذر من مخاطر تعرض مئات آلاف الفلسطينيين في غزة للبرد القارس    الكويت تجدد موقفها الثابت الداعم للشعب الفلسطيني    رئيس جنوب افريقيا يؤكد استمرار بلاده في الوقوف مع الشعب الفلسطيني    الفريق أول شنقريحة يزور حوض بناء السفن " ڨوا شيبيار ليميتد" في ثاني يوم من زيارته إلى الهند    عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    المواطنون الراغبون في أداء مناسك العمرة مدعوون لأخذ اللقاحات الموصى بها    رئيس الجمهورية يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره التشيكي    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    مهرجان الصورة المؤسساتية: تتويج 14 فيلما مؤسساتيا بجائزة أفضل الإبداعات السمعية البصرية في مجال الأفلام المؤسساتية    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    السيد عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    الجوية الجزائرية/الديوان الوطني للحج : اتفاقية لنقل الحجاج وفقا لآليات تنظيمية ورقمية متطورة    تجارة: مراجعة شاملة للإطار التشريعي وتوسيع الاستثمار في المساحات الكبرى    التدابير الواردة في قانون المالية لسنة 2025 تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال في الجزائر    مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 27 : تسليم محور قسنطينة خلال الثلاثي الرابع من 2025    وفاة المجاهد و الخطاط عبد الحميد اسكندر عن عمر ناهز 86 عاما    حيداوي يبرز جهود الدولة في التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة    المنازل الذكية تستقطب الزوّار    إبراهيموفيتش يكشف سبب رحيل بن ناصر    مسلوق يتعهّد باحترام رزنامة المباريات    راموفيتش مدرباً لشباب بلوزداد    تعويضات للعمال المتضرّرين من التقلبات الجوية    الجيش الوطني يسترجع أسلحة وذخيرة    صوت المريض    تنفيذ تمارين افتراضية بالجلفة    بذرة خير تجمع الجزائريين    بوغالي يجدّد رفضه للائحة البرلمان الأوروبي    عطاف يُحادث فيدان    إبراز التراث الأدبي والديني للأمير عبد القادر    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    شاهد حي على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    ترامب يفتح جبهة صراع جديدة    مع فرضية غير واقعية    خط سكة الحديد الرابط بين العبادلة وبشار يوضع حيز الخدمة قريباً    سايحي يلتقي نقابة البيولوجيين    كرة القدم/ كأس الجزائر: تأجيل مباراة اتحاد الجزائر-نجم مقرة ليوم الاثنين 10 فبراير    مناجم: تنصيب مدير عام جديد للشركة الوطنية للأملاح    أمطار رعدية مرتقبة بعدة ولايات جنوب البلاد ابتداء من يوم الخميس    ندوة تاريخية للتأكيد على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    اليمين المتطرّف الفرنسي في مرمى النّيران    "الأميار" مطالبون بتحمل مسؤولياتهم    صب منحة رمضان في حسابات مستحقيها قبل منتصف فيفري    استعادة الأراضي غير المستغلّة وتسريع استكمال المباني غير المكتملة    تأسيس جمعيات للتنشئة السياسية لفائدة الشباب    الجزائر تحتضن مؤتمر الاتحاد الإفريقي    "أباو ن الظل".. بين التمسّك والتأثّر    معرض لفناني برج بوعريريج بقصر الثقافة قريبا    ندوة وطنية عن المعالم والمآثر بجامعة وهران    رياض محرز يشدد على أهمية التأهل إلى كأس العالم    المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرضون أعمالهم بالجزائر العاصمة    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    الإذاعة الثقافية تبلغ الثلاثين    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“إيميليو بوتراغوينيو“... ساحر الريال الكبير الذي سحرته الجزائر ويعلم عنها الكثير
نشر في الهداف يوم 15 - 12 - 2010

“إيميليو بوتراغوينيو“، اسم قد لا يعني الكثير للجيل الحالي الذي لا يعرف عنه الكثير،
لكنه اسم يعني الكثير بالنسبة للجيل السابق الذي عاش عن قرب إبداعاته مع الفريق الملكي ريال مدريد خلال فترة احترافه مع هذا النادي ما بين 1984 و1995، حين حقق العشرات من الألقاب بين بطولة وكأس وكأس الاتحاد الأوربي.. هذا النجم الإسباني والعالمي كان ضيف شرف النسخة العاشرة من حفل الكرة الذهبية.
وكما جرت تقاليدنا مع مختلف النجوم العالمية التي نزلت ضيفة على “الهداف“، قام اللاعب الدولي السابق للمنتخب الإسباني بجولة في العاصمة التي يكتشفها لأول مرة واكتشف سحر القصبة ومعالمها، ليغادر بلادنا بانطباعات جيّدة على وعد منه بزيارة ثانية.
فقد شقيقته منذ شهر، ولهذه الأسباب اختار والده لمرافقته
وكان النجم الإسباني مرفوقا في رحلته إلى الجزائر بوالده الذي يشاركه في نفس الاسم “إيميليو“، وصار أيضا يشاركه في كلّ شيء تقريبا خلال السنوات العشر الأخيرة، أي منذ وفاة والدة ضيف الكرة الذهبية. الفاجعة التي ألمت بعائلة “بوتراغوينيو“ قبل شهر من الآن عقب وفاة شقيقة اللاعب السابق للريال، جعلته الأخير يقترب أكثر من والده ويصطحبه في كلّ جولة من جولاته حتى يخفف عنه أحزانه “اختياري لوالدي كان لأنه شخص عزيز عليّ وقريب جدا، إنه يقاسمني كل شيء تقريبا خلال السنوات العشر الأخيرة أي منذ وفاة والدتي. وقبل شهر من الآن فقدت شقيقتي، وفي مثل هذه اللحظات الصعبة نكون دائما بحاجة لتضامن العائلة، وهو ما دفعني لاصطحاب والدي معي إلى الجزائر، حتى أخفف عنه أحزانه ولا يشعر تماما بالوحدة”، يقول “بوتراغوينيو“.
الوالد بقوّة الأسد علمه حبّ الريال
ويقول ضيفنا إن علاقته القوية بوالده تعود لأيام الطفولة لمّا كان يتحوّل معه وهو في سنّ مبكرة إلى ملعب “سانتياغو برنابيو“ من أجل حضور مباريات الريال التي كان الوالد ولازال مشجّعا وفيّا له “والدي هو الذي علمني ريال مدريد لما كان يتحوّل بي من مقرّ إقامتنا الأولى في خيتافي إلى ملعب برنابيو لمشاهدة مباريات الريال وأنا في سن مبكرة جدا. والدي لم يكن مجرّد مشجّع للريال، بل كان منخرطا ويملك اشتراكا فيه لحضور كلّ مبارياته”، يقول نجم الريال السابق الذي كشف أيضا أن والده وإن لم يكن بمهارته وفنياته، إلا أنه كان وقتها قويا جدا من الناحية البدنية وكان بقوة الأسد على حدّ قوله، ولعل هذا ما يفسّر اللياقة التي لازال يتمتع بها وهو في سن 86 الآن.
في الجزائر... لأول مرّة
ومنحت “الهداف“ و“لوبيتور“ النجم “بوتراغوينيو“ فرصة زيارة الجزائر لأول مرة، وهو الذي تجوّل في شتى أنحاء أوربا والعالم بحكم مشواره الكروي على أعلى مستوى، أو بحكم دراساته في الاقتصاد التي أتمّها في الولايات المتحدة، أو بحكم منصبه الحالي كمسؤول عن التسويق في النادي الملكي “لقد زرت المغرب في العديد من المناسبات حتى أني سأتوجّه هناك بعد زيارتي هذه، حتى أفتتح مركزا اجتماعيا خاصا بالريال هناك، ووصلت مرّة إلى غاية الحدود مع الجزائر، لكنها أول مرّة أضع فيها قدمي في بلدكم”، يقول “بوتراغوينيو“.
العشرية السوداء والحرب الأهلية الإسبانية
وخلال جلوسه معنا في القاعة الشرفية لمطار “هواري بومدين“، كشف “بوتراغوينيو“ عن وجهه الأخر بعيدا عن كرة القدم، وجه المتعلم والمثقف والشغوف بكلّ ما يحيط به، وهذا ما تجلى من سيل الأسئلة التي طرحها بخصوص الجزائر، بداية بالتساؤل حول أسباب الأزمة الأمنية وتداعياتها وما وصلت عليها، وقد ردّ عليه رئيس تحرير “لوبيتور“ أن الجزائر وإن مرّت بظروف صعبة خلال تلك الفترة، فهي لم تكن بأقلّ صعوبة من ظروف الحرب الأهلية الإسبانية، وإذا كانت إسبانيا قد احتاجت ل “دكتاتورية فرانكو“ من أجل استرجاع أمنها، فإن الجزائر كانت بحاجة لحكمة رئيسها من خلال قانون المصالحة لتسترجع استقرارها. هنا تدخل “بوتراغوينيو“ ليؤكد أن وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت بشكل مباشر إسبانيا ليست أرحم من الأزمة الأمنية.
بولمرقة، مرسلي و“كاتشو“
ولا تتلخّص الجزائر في مشاكلها الأمنية السابقة بالنسبة لضيفنا الذي يعرف العديد من الأمور كشفها لنا خلال جلستنا معه في القاعة الشرفية، هداف الريال الأسبق يعرف الجزائر من خلال أبطالها في مختلف الرياضات وفي مقدّمتها ألعاب القوى، وذكر بالخصوص البطلين العالمين والأولمبيين بولمرقة ومرسلي “أعرف جيدا بولمرقة التي فازت بالميدالية الأولمبية في برشلونة، لكني كنت مُعجبا أكثر بمرسلي الذي كان بطلا مميّزا خلال فترة التسعينيات، ويكفى التذكير أنه جرّد بطلا مثل عويطة من كل ألقابه”، صرّح محدثنا، وهو التصريح الذي نقلناه لمرسلي الذي لم يستغرب الأمر، مؤكدا أن أغلب الإسبان يذكرونه لأنه كان في منافسة كبيرة مع البطل الإسباني السابق “فيرمين كاتشو“.
الكرة الجزائرية يمثلها في ماجر وبلومي الذي لم يفهم سرّ بقائه في الجزائر
ومن ألعاب القوى، تحوّل ضيفنا للحديث عن كرة القدم الجزائرية التي استفسر عن أحوالها وأحوال البطولة المحلية، كما سأل عن طريقة تنظيم البطولة وإمكانات الأندية وإقبال الجمهور. ليعود ويؤكد أن كرة القدم الجزائرية بالنسبة لجيله تبقى ممثله في اسمين لا ثالث لهما وهما لخضر بلومي ورابح ماجر “بالنسبة لجيلي، كرة القدم الجزائرية يمكن تمثيلها باسمين وهما ماجر وبلومي. وبالنسبة ل بلومي لم أفهم لحدّ الآن سرّ بقائه طيلة مشواره في الجزائر بدل التحوّل للاحتراف في أوربا مع أنه كان يملك كلّ مقومات اللاعب الجيّد”، صرح محدّثنا.
“ماجر كان بارعا جدّا، عبث بنا وآسف على إصابته المبكّرة في فالنسيا“
وأسهب “بوتراغوينيو“ في الحديث عن ماجر وإمكاناته الفنية العالية، لاعب قال عنه ضيفنا: “ماجر يمكن أن أقضي اليوم كاملا لأتحدّث عنه، أذكر جيّدا انجازاته وتتويجه بكأس أوربا وكيف فزنا عليهم بصعوبة خلال الموسم الموالي في مباراة لعبناها في فالنسيا (ملعب برنابيو كان معاقبا) وسجل علينا هدفا يومها، كان لاعبا خارقا، ويُبهر بسلاسته في مراوغة المدافعين، كان يراوغهم بسهولة بالغة. لقد أسفت كثيرا على الإصابة التي تعرّض لها مبكرا مع فالنسيا والتي حرمته من البروز مع هذا الفريق، لأنه قبل ذلك كان رائعا خلال الجولات الأولى” يقول البويتري (تسميته في إسبانيا وتعني طائر العقاب).
لم ينس مباراة 1986 وكيف اضطر للخروج مبكّرا
ذكريات “بوتراغوينيو“ مع الكرة الجزائرية محدودة جدا واقتصرت على مباراة واحدة في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، لمّا واجه الإسبان منتخبنا الوطني في مباراة فاصلة من أجل التأهل للدور الثاني “لا يمكنني أن أنسى تلك المباراة، وأذكر أني غادرت الميدان بعد نصف ساعة فقط من اللعب بعد أن تعرّضت لتدخلين قويين واحدا تلو الآخر خلال الدقائق الأولى من المباراة”، قال محدثنا الذي ذكرناه بتدخل زميله غويكوتشيا على الحارس دريد خلال المباراة ذاته “أذكر ذلك جيدا، لكن أن يقوم غويكوتشيا بتدخل عنيف فهذا أمر لا يفاجئنا تماما من لاعب متعوّد على مثل هذه الأمور”، أضاف “بوتراغوينيو“.
التقى مغني في القاعة الشرفية وتحدّثا عن “الكالتشيو“، “الإنتير“ و“ميلان“
وتصادف تواجد النجم الإسباني في القاعة الشرفية لمطار “هواري بومدين“ بوصول ضيف “الهداف“ الآخر، مراد مغني، الذي تم تحويله من الطائرة التي أقلته من باريس، وقمنا على الفور بتقديم “بوتراغوينيو“ ل مغني، الذي للأمانة لم يتعرّف عليه. ليتحوّل للحديث عن “الكالتشيو“ و“الإنتير“ ومدربه الإسباني بنيتيز الذي يعاني من الإرث الثقيل ل “مورينيو“، وهنا تدخل مغني وأكد أن الفريق يعاني أكثر بسبب ما وصفه “شيخوخة” التعداد الحالي للنادي. ليتحوّل الحديث عن الميلان الذي عرف طفرة نوعية في النتائج حسب “بوتراغوينيو“ بعد أن استقدم لاعبين فقط هما إبراهموفتيش وروبينيو. قبل أن يختم مغني الحديث عن “الكالتشيو“ بما قاله عن ناديه لازيو: “أعتقد أن لازيو سعيد بغيابي عن صفوفه بعد أن صار يلعب الأدوار الأولى في وقت كان في وضع سيّء خلال الفترة التي كنت ألعب فيها للنادي”.
أعجبه الشاي الجزائري لكن من غير سكّر ويرغب في زيارة الصحراء
ودائما خلال جلسته معنا في القاعة الشرفية، تذوق ضيف “الهداف“ الشاي المعدّ على الطريقة الجزائرية، والذي نال إعجابه ولو أنه - كما قال- شربه مُرغما لأنه بسكر وبزيادة مقارنة بما وجده في الشاي المغربي وهو يحبّذه دون سكر، وهو ربما أحد أسرار نشاطه الدائم بجانب التدريبات التي يداوم عليها. نصحنا ضيفنا بعدها بتناوله لدى أهل الاختصاص في تحضير الشاي في الجزائر في الصحراء، وهي المنطقة التي كشفنا له عن سحرها وجمالها وعن زيارة زيدان لها مع أسرته قبل بضع سنوات، وهو الكلام الذي أثار اهتمامه وجعله يفكّر مليا بالقيام هو الآخر بزيارة عائلية إلى المناطق الرائعة التي يزخر بها جنوبنا الكبير.
في “هيلتون“.. الإسبان احتفوا به
وبعد أكثر من نصف ساعة قضيناها في القاعة الشرفية، غادر “بوتراغوينيو“ باتجاه فندق “هيلتون“ أين تصادف وصوله بتواجد بعض الإسبان المقيمين في الفندق ذاته، فكانت مفاجأة كبيرة وسارّة بالنسبة لهم استغلوها لأخذ صور تذكارية، والأمر امتد أيضا لعمال الفندق ورجال الأمن.. الكلّ سارع لأخذ صور مع بطل “الليغا“ مع الريال ست مرّات. لم يمكث طويلا بسبب ضيق الوقت، ليتحوّل معنا مباشرة إلى مقرّ الجريدة، متمعّنا المناظر العامة لمدينة الجزائر.
زار مقرّ “الهدّاف“، صحفي إيطالي فرح بوجوده ووقع على السجلّ الذهبي
الساعة كانت الرابعة زوالا عندما وصل “بوتراغوينيو“ إلى مقرّ “الهداف“ أين كان المدير العام في استقباله، قبل أن يستضيفه في مكتبه الخاصّ أين التقى ضيف “الهدّاف” الآخر الصحفي الإيطالي “فابيو“ العامل في جريدة “الماتينو”، الذي بدا مسرورا للغاية بتواجده مع واحد من أكبر الأسماء التي صنعت مجد الريال، وقد تجاذب معه أطراف الحديث، قبل أن يوقع على السجل الذهبي ل “الهداف“ بعد أن تصفحه جيّدا وتفاجأ بكتابة بالإسبانية على إحدى صفحاته، قبل أن نعلمه أنها خاصة بسفير المكسيك في الجزائر.
تفاجأ بقيمة الموقعين وأخذ صورة أمام زيدان وصايب
وخلال تصفحه السجّل الذهبي ل “الهداف“، تفاجأ ضيفنا بنوعية الموقعين فيه، والذي يضمّ نجوما عالميين على غرار بطل العالم “شوماخير“ و“بريمي“، هذا الأخير الذي قال بأنه كان مدافعا ممتازا حتى وإن لم يوفق في تجربته بإسبانيا مع نادي “ساراغوس“. كما تساءل عن هوية مراد لحلو، ربما لشكله وللحيته. وبعد أن اكتفى بتناول حبة حلوى تقليدية، تنقل ضيفنا مرفوقا دائما بوالده إلى مختلف أقسام الجريدة، منها القسم التقني قبل أن يأخذ بعد الصور التذكارية مع عمال القسم وأخرى أمام الصورة المكبّرة للنجم العالمي زيدان خلال تسليمه الكرة الذهبية ل موسى صايب سنة 2005.
سحر القصبة... وحسرة على حالها!
من مقرّ الجريدة توجّهنا بضيفنا نحو القصبة وسط زحمة السير الكبيرة في أوقات الذروة (حوالي الرابعة والنصف زوالا)، أمر لم يستغربه نجم الريال السابق.. لتبدأ الزيارة بالقصبة العليا التي اكتشفنا بأنه يعرفها مسبقا ويعرف بالخصوص أنها من المعالم التاريخية التي صنفتها منظمة “اليونسيكو“ ضمن التراث العالمي.. الجولة في القصبة كانت أقوى محطات زيارة ضيفنا الذي بقى مبهورا لما شاهده هناك من تحف في العمارة التركية التي تعود للقرن ال 16، لكنه أبدى أسفه الشديد لحال بعض البيوت الهشّة أو الآيلة للسقوط.
شبّهها ب “توليدو“ وقال إنها تُحفة في حاجة للرعاية
وخلال تجوّله في القصبة، وجّه ضيفنا العشرات من الأسئلة حول كلّ ما يخص القصبة، الذي استفسر حتى عن كيفية نقل الفضلات منها بما أن السيارات لا تعبر منها.. القصبة التي شبّهها بمدينة “توليدو“ الإسبانية التي تمتاز بنفس الخصائص ولو أنها أكبر منها، وأكد “بوتراغوينيو“ أن القصبة تحفة بحاجة للرعاية، وبأن السلطات المحلية مُلزمة بالاهتمام أكثر بهذا المعلم التاريخي.
“ياه! هذا تاع الريال.. إيه بوتراغوينيو“
ولم يمرّ مرور النجم الإسباني على القصبة دون أن يلفت الأنظار، كنا أعلمناه أنه سيجد نفسه مُحاطا بالمعجبين، لكنه استبعد الأمر وقال إن ذلك غير ممكن بما أنه غاب تماما عن المستوى العالي منذ 1995 بعد أن غادر الريال باتجاه المكسيك.. “ياه، هذا تاع الريال .. إيه بوتراغوينيو“، صاح أحد الشباب الذي كان قريبا منا وتعرّف بسرعة على النجم الإسباني، قبل أن يلحق به آخرون ويُحيطون به.. الكل استغرب تواجده عندهم، شرحنا لهم الأمر ورحّبوا كثيرا بضيفنا الذي ارتسمت على وجه ابتسامة عريضة وهو يأخذ صورا تذكارية مع المعجبين من أبناء الحي العتيق.
“فهّمنا علاه الخمسة مع برشلونة”
ومن بين المعجبين كان أحدهم من المشجّعين المتعصّبين للريال والذي يتحدث الإسبانية ولو بصعوبة، لكنه أصرّ أن يوصل رسالته للنجم السابق للفريق الملكي ليستفسره عن أسباب النكسة الأخيرة لرفقاء رونالدو أمام الغريم التقليدي برشلونة والخماسية الثقيلة. وأجاب “بوتراغوينيو“ أنه وإن أقرّ أن الريال لم يكن في يومه وفقط، وهذا أمر وارد في كرة القدم، وهي إجابة لم تكن لتقنع صاحبنا الذي يبدو مثل الكثير من “السوسيوس” لم يتحمّل لحد الآن وقع الهزيمة الثقيلة في “الكلاسيكو“.
شاهد مباراة ذكّرته في بداياته، وسحرته الواجهة البحرية للعاصمة
وتحوّلنا مع ضيفنا بعد ذلك إلى أحد الأسطح من أجل رؤية الواجهة البحرية للعاصمة.. المنظر كان جميلا، لكن مباراة في أحد الميادين الصغيرة هناك لفتت انتباه “بوتراغوينيو“ الذي تذكر بداياته وكيف كان يلعب في ميادين مماثلة “هذه الملاعب لم تعد موجودة تماما في إسبانيا، على عكس ما كان عليه الحال في السابق عندما كنا نلعب في ميادين ضيّقة مماثلة وفيها كنا نتعلّم فنيات المراوغات”.. هنا اقترب منا أحد المقيمين هناك دون أن يتعرّف على هوية ضيفنا وعرض علينا الدخول إلى منزله من أجل رؤية الواجهة البحرية للعاصمة لأن منزله يوجد في موقع مميّز لذلك، قبلنا عرضه وهنا وقفنا على انبهار “بوتراغوينيو“ بروعة المنظر الذي يعرض عليه رؤية أهمّ المواقع في العاصمة الجزائرية.
طلب عرجون تمر جزائري لمقارنته بالتمر الفلسطيني والتونسي
وقبل مغادرتنا القصبة طلب ضيفنا الحصول على التمر الجزائري، وهو الذي كشف لنا أنه نهم جدا عندما يتعلق الأمر بالتمر ويريد أن يتذوّق طعم التمر الجزائري الذي سمع عنه الكثير: “أنا أعشق تناول التمر، فهو لا يفارق مكتبي، وبعد أن تذوقت التمر الفلسطيني، وذلك الخاص بتونس، أريد فعلا تناول التمر الجزائري”.. حققنا طلب ضيفنا الذي حصل على عرجون تمر، والذي لم يطق صبرا وتناول أول حبّاته في فطور الصباح. وقبل أن يعود إلى بلاده صبيحة أمس، أكد لنا “بوتراغوينيو“ أن التمر الجزائري لا يُعلى عليه.
وعد بزيارة ثانية للجزائر، والصحراء ستكون وجهته بعد أن يستفسر زيدان
وهو يستعدّ لامتطاء الطائرة التي ستقله إلى تونس ومنها إلى إسبانيا، أكد لنا “بوتراغوينيو“ أنه كان سعيدا جدا بتواجده في الجزائر، لكن الوقت لم يكن كافيا بالنسبة له لاكتشاف جمال هذا البلد الذي سحره خاصة خلال زيارته إلى القصبة ورؤيته للواجهة البحرية.. نجم الريال السابق يريد أن يتحوّل خلال المرّة المقبلة للصحراء التي سمع عنها الكثير، ووعد أن يستفسر لدى زيدان عند عودته إلى مدريد، وهو الذي يريد زيارة عائلية لاكتشاف المنطقة على غرار ما فعل “زيزو“ قبل ثلاث سنوات. ليُغادر ضيفنا الجزائر على وعد بزيارة قريبة لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.