صايب واجه أجاكس وحمداني بلغ النهائي الجزائريون يبحثون عن فضائيات كؤوس أوربا تعتبر الجزائر الدولة العربية الوحيدة، ومن الدول القليلة في إفريقيا، التي تعد أزيد عن عشرة لاعبين في تاريخها الكروي شاركوا في مختلف الكؤوس الأوربية للأندية، رغم أن ماجر مازال لوحده من شرب من أغلى كأس أوربية وهي الخاصة بكأس الأندية البطلة. ولم يحدث أيضا في تاريخ الجزائر وأن شارك أربعة لاعبين كاملين في الكؤوس الأوربية دفعة واحدة، كما يحدث في النسخة الحالية من الكأسين الأوربيتين للأندية، ويتعلق الأمر بزياني "فولفسبورغ" وبوڤرة "غلاسكو رانجرس" وحليش "ناسيونال ماديرا" ومڤني "لازيو روما". * * و كان يمكن أن يكون رقم الأندية المشاركة ستة لو لم يغادر "يبدة حسان" نادي بنفيكا ولو لم ينقطع حبل الود ما بين رفيق جبور وناديه أييك أثينا اليوناني المشاركين في الكؤوس الأوربية. ومع ذلك، فإن رقم أربعة لاعبين مهم جدا لأنه يمثل أزيد من ثلثي تشكيلة المنتخب الوطني الأساسية، مما يعني أننا الآن نلعب بمنتخب قوي نصف تشكيلته سبق لها وأن لعبت مباريات أوربية قوية، إذا أضفنا إسم نذير بلحاج الذي لعب الموسم الماضي مباريات قوية في كأس الاتحاد الأوربي مع ناديه بورسموث وواجه نجوم "أس ميلانو". * * دحلب أول جزائري أوربي * وماجر خلّد اسمه في أغلى الكؤوس * يعتبر مصطفى دحلب أول جزائري يشارك في كأس أوربية وهي التي كانت تخص الحائزين على الكؤوس، المحلية وتعدى كأس الكؤوس الأوربية، وهذا عام 1980 عندما أحرز ناديه باريس سان جرمان كأس فرنسا، ولكن نادي العاصمة الفرنسية خرج في الأدوار الأولى، وتلاه بعد ذلك المدافع الجزائري القوي نورالدين قريشي الذي شارك في الموسم الكروي (81 - 1982) ناديه بوردو الفرنسي، وجاء الإقصاء على يد نادي هامبورغ الألماني، وتكفل قريشي بحراسة المهاجم الألماني الشهير روباش وتمكن من شل حركته، وهذا قبل أربعة أشهر عن لقاء (16 جوان 1982) حيث تكفل قريشي مرة أخرى بحراسة روباش ولكن هذه المرة بنجاح، لأن رفقاء قريشي هم الذين فازوا عندما انتزعت الجزائر أول فوز في تاريخها في المونديال (2 - 1) أمام ألمانيا. وعاد بعد عامين دحلب رفقة باريس سان جرمان ولكن بمصاحبة صالح عصاد، حيث شاركا سويا مع باريس سان جرمان. وتبقى المواجهة التي لا تنسى ضد جوفنتوس الذي كان يضم نجوم العالم مثل زوف وبونياك وروسي وبلاتيني، ورغم إقصاء باريس سان جرمان، إلا أن ما قام به عصاد في ملعب جوفنتوس مازال في الذاكرة، كما أن ربع الساعة الأخير لعبها دحلب هزت الملعب، حيث اكتسح دفاع جوفنتوس ولكن ثقل السنوات حرم الباريسيين من التأهل. * وظلت مشاركة هؤلاء النجوم جافة إلى أن دخل المنافسة النجم الكبير رابح ماجر مع نادي بورتو، فبعد مشاركة أولى في كأس الأندية البطلة توقفت في الدورة 16، حل موسم (86 - 87) ليلعب ماجر النهائي ضد بايرن ميونيخ وفي العاصمة النمساوية فيينا سجل بالعقب في مرمى الحارس البلجيكي الأسطورة "بفاف" معدلا النتيجة ومقدما كرة ثانية طازجة للبرازيلي "جواري" ليحمل الكأس الأوربية، ومن بعدها كأس ما بين القارات في اليابان، وكان أيضا مسجل هدف الفوز في ملعب مغطى بالثلوج. ومن الصعب الآن أن يظهر لاعب مثل ماجر يحصد الألقاب الأوربية. وفي رحلة الدفاع عن اللقب الأوربي في الموسم الموالي أقصي بورتو أمام ريال مدريد وكان ماجر في اللقاء الذي جرى في بورتو هو مسجل الهدف ولكن المدرب آرثر جورج أخرج ماجر، فتحول الفوز إلى هزيمة (2 - 1) واختفت الأسماء الجزائرية بعد ذلك عن الكؤوس الأوربية، خاصة بعد انهيار المستوى وأيضا احتراف الجزائريين في الأندية الضعيفة. * * تاسفاوت وصايب واجها أجاكس * وحمداني وصل النهائي مع رانجرس * وكان من حسن حظ موسى صايب، أنه احترف مع أوكسير الفرنسي وأحرز معه اللقب الفرنسي، ما مكنه من لعب كأس رابطة أبطال أوربا وأيضا مواجهة أجاكس أمستردام الذي كان ظاهرة كروية في أواسط التسعينيات من القرن الماضي، وكان يسمى فريق الأحلام. وشارك معه عبد الحفيظ تاسفاوت، الذي جمع في أرشيفه 8 مقابلات أوربية من أعلى مستوى، ولكن مشوار أوكسير لم يكن إيجابيا، عكس ما حققه إبراهيم حمداني الذي بلغ في ماي 2008 نهائي كأس الاتحاد الأوربي مع فريقه غلاسكو رانجرس ولعب أساسيا كل المباراة ولكنه خسر النهائي بثلاثية أمام "زنيت الروسي". ورغم أن المباراة جرت في إنجلترا وتنقل لمتابعتها 30 ألف من مناصري رفقاء حمداني، إلا أن حلم حمل لاعب جزائري للكأس بعد أزيد عن عشرين سنة عن حمل ماجر لها تبخر. وإذا كان ماجر قد لعب النهائي وعمره 29 سنة، فإن ابراهيم حمداني لعبها وعمره 30 سنة، فهو من مواليد 15 مارس 1978 وحلم حمداني الآن الوحيد هو أن يكون ضمن التشكيلة الجزائرية التي تشارك في مونديال 2010 رغم أنه بعيد عن الملاعب. * * رباعي جزائري دفعة واحدة * "مقني" و"حليش" أصغر المشاركين * لا يمتلك الرباعي الجزائري المشارك حاليا في كأس أوربا أي حظ في التتويج، اللهم إذا شارك فولفسبورغ أو ڤلاسكو رانجرس في كأس الاتحاد الأوربي بعد إقصائهما المحتمل في دور المجموعات في الجزء الثاني من التصفيات. ويشارك حاليا رفيق حليش، وهو أصغر جزائري يلعب الكؤوس الأوربية، حيث يبلغ من العمر 23 سنة فقط، "مواليد 2 سبتمبر 1986"، ولعب أول مباراة في تاريخه في ماديرا وخسر أمام فيردر بريمن (3 - 2) وكان له شرف تسجيل الهدف الثاني لفريقه. كما لعب مراد مڤني أول مبارياته الأوربية وعمره 23 سنة "مواليد 14 فيفري 1986" وخسر أيضا مثل حليش على أرضه وفي ذات الكأس، الأقل شأنا مقارنة بكأس رابطة الأبطال الأوربية التي يشارك فيها بوڤرة مجيد لأول مرة وعمره 27 عاما "مواليد 17 أكتوبر 1982) حيث لعب لأول مرة في تاريخه الكأس الغالية وكانت أول مواجهة له في شتوتغارت الألمانية وسجل هدفا تاريخيا في مرمى ليمان العملاق، كما لعب زياني كأس رابطة أبطال أوربا مع ناديه فولفسبورغ أمام بطل روسيا وكانت الغلبة لناديه وحتى لو لم يتنقل إلى ألمانيا لكان قد شارك مع مارسيليا في ذات الكأس ضمن مجموعة الموت التي ضمت إضافة إلى مارسيليا أندية زيوريخ وريال مدريد وانتير ميلانو. ورغم أن زياني ومڤني ليسا أساسيين، عكس بوڤرة وحليش، إلا أنهما يشاركان باستمرار وهو ما يعني أن خبرة هؤلاء الأربعة لن تقاومها نقص خبرة منتخب رواندا، لكن المؤسف أننا لا نمتلك أي مهاجم جزائري يلعب الكؤوس الأوربية، كما أن الملاحظ أن اللاعبين الأربعة من الشباب حيث أن أكبرهم هو كريم زياني الذي بلغ سن 27 عاما في 17 مارس الماضي ومن الصعب الحلم الآن أو في المستقبل القريب بأن يحرز لاعب جزائري كأس رابطة أبطال أوربا، لأن الفوز بهذه الكأس لا يمكن أن يكون إلا للأندية الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد وتشيلسي وميلان. * * "الجزائريون" في كل مكان * بطاقات الجزيرة "تطير" رغم غلائها * التواجد المهم والتاريخي لنجوم منتخبنا في أوربا، دفع الجمهور إلى البحث عن سبل متابعتهم تلفزيا، حيث لا يكتفون بمشاهدة المباريات المحلية ضمن البوندسليغا والكالتشيو والدوري القطري، وإنما صار همّهم متابعة اللاعبين الأربعة وهم زياني وبوڤرة ومڤني وحليش خلال المباريات الأوربية القوية، وتبقى الوسيلة الوحيدة هي اقتناء بطاقات "آرتي" وأيضا الجزيرة الرياضية رغم ارتفاع ثمنها الذي راوح المليون سنتيم، وتعتبر أيام الثلاثاء والأربعاء وأيضا الخميس مواعيد ملحة بالنسبة لمجانين الكرة الذين لم تعد تهمهم مباريات الريال أو برشلونة أو الإنتير أومانشيستر يونايتد وإنما مباريات غلاسكو وفولفسبورغ ولازيور روما وماديرا، وتقدم المقاهي عبر الوطن المواجهات ويميل الجزائريون بقلوبهم نحو الأندية التي يلعب لها النجوم الأربعة وفي حال تأكد انتقال رفيق جبور نحو سلتيك غلاسكو سيتابعون مغامرة هذا النادي الذي يشارك حاليا في كأس الاتحاد الأوربي وسيدفعون المال لأجل مشاهدة الداربي الإسكتلندي الكبير ما بين غلاسكو ورانجرس، حيث يكون جبور المهاجم في مواجهة بوڤرة المدافع. الملاحظ أيضا، أن العلم الجزائري الذي كان يرفرف في مرسيليا وفرنسا فقط صار يصطحبه بعض الأنصار في روما، حيث يلعب مراد مڤني وغلاسكو حيث يلعب بوڤرة وغيرها من المدن الاوروبية، مما يعني أن الكأسين الأوربيتين هذا العام بطعم جزائري، على أمل أن تتواصل المغامرة إلى نهاية المشوار، خاصة أن الحظوظ متوفرة خاصة في كأس رابطة أبطال أوربا.