سبق أن كشفنا في عدة مناسبات البرنامج الذي سطره الناخب الوطني عندما تقلد مهامه على رأس العارضة الفنية ل "الخضر"، حيث كان هدفه الأول هو تشبيب المنتخب الذي ورثه من بن شيخة وقبله سعدان، إذ وجد حليلوزيتش منتخبا محطما نفسيا بعد خسارته برباعية ومحدودا فنيا بسبب عجزه عن التسجيل طيلة عام كامل وتعدادا لم يعد يحكمه قانون المنافسة، كما وجد ركائز المنتخب الذين شاركوا في المونديال لا يتزعزعون من مناصبهم حتى بفعل نقص المنافسة أو الإصابات، ليراهن حليلوزيتش على مشروع بناء منتخب شاب يشارك به في مونديال البرازيل مبني على روح التنافس بين اللاعبين ولكنه رفض أن يكشف عما كان يحضر له حتى تكون ثورته في المنتخب تدريجية، وهو ما وفق فيه لحد بعيد بعدما تمكن هذا المنتخب المتأثر بخسارة برباعية إلى عهد الفوز برباعيات وبتعداد مشكل من لاعبين جدد وشبان أصبحوا أمل الكرة الجزائرية. جبور فقط من شارك في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا المؤشر الذي يمكن العودة إليه لتأكيد سياسة التشبيب والتجديد الذي اعتمدها الناخب الوطني، هو غياب أي لاعب ممن شاركوا في مباراة أم درمان التي تعتبر "المباراة المرجع" بالنسبة للحقبة الفارطة، بل لم يقحم الناخب الحالي أي لاعب ممن شاركوا في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا ماعدا مهاجم "أولمبياكوس" جبور الذي كان حاضرا في بعض المباريات، وهو ما يؤكد أن حليلوزيتش تمكن من تحقيق القطيعة مع المنتخب السابق في ظرف عام واحد تغير فيه التعداد بنسبة 80 من المائة. لحسن، ڤديورة، بودبوز وفغولي أصبحوا الركائز تغير وجه المنتخب في عهد حليلوزيتش بعدما فرض البوسني مبدأ المنافسة بين اللاعبين ولم يعد يعترف لا بالأسماء ولا حتى بتاريخ اللاعبين في المنتخب، حيث تم إبعاد عدة أسماء ثقيلة يتقدمها زياني الذي لم يعد قائد المجموعة رفقة بلحاج، عنتر يحيى، غزال ومطمور الذين اختاروا الاعتزال في ظل صعوبة فرض أنفسهم مع الأسماء الشابة التي أصبحت من ركائز المنتخب على غرار لحسن الذي ورث شارة القائد، رفقة كل من بودبوز، مصباح وقادير الذين التحقوا بالمنتخب عشية مونديال 2010 أو فغولي، حشود وسوداني في أول ظهور لهم مع المنتخب الأول. الجدد يهددون بوڤرة، جبور، بوعزة وغيلاس تضم المجموعة الحالية بعض اللاعبين القدامى الذين لم يستغن عنهم حليلوزيتش، ولكنه بالمقابل لم يعد يعتبرهم من الركائز ومكانتهم أضحت مهددة على غرار بوڤرة الذي ينافس كلا من مجاني وبلكالام على منصب في المحور بعد تلقيه إصابة مؤخرا، كما لم يضمن جبور، غيلاس وبوعزة مكانة في الهجوم بعد تألق عودية، سوداني وسليماني في انتظار أسماء جديدة تهدد مكانة أقدم رباعي في المنتخب الحالي. المحليون أوراق جديدة بيد البوسني لعل العامل الذي لم يكن على بال المتتبعين هو فتح الناخب الوطني حليلوزيتش الباب على مصراعيه لفائدة اللاعبين المحليين، الذين أصبحوا معه أوراق مهمة في تعداده حيث لم يسبق لأي مدرب محلي (سعدان وبن شيخة) أن استعان بهذا الكم من العناصر المحلية وقد كتب لسوداني، حشود، عودية وسليماني، تجار وبن موسى انتظار مدرب أجنبي ليمنحهم فرصة البروز بعدما كان المنتخب الوطني مشكلا في مونديال جنوب إفريقيا من لاعب محلي واحد هو المدافع العيفاوي.