حسين بوعيشة المدافع الدولي السابق لمولودية قسنطينة، بلوزداد، عنابة، القبة وغيرها من الفرق برز مطلع العشرية الماضية كواحد من أفضل المدافعين وهو الأمر الذي أوصله لبطل الجزائر بلوزداد في صفقة قياسية، برز بشكل لافت في الموسم الأول قبل أن تأتي المباراة الشهيرة أمام مولودية الجزائر أو ما تسمى مباراة “الحملة” التي كانت نقطة تحوّل في مشواره حيث لم يعمّر طويلا بعدها، بوعيشة لا يريد الابتعاد عن الميادين ومصمّم على العودة من بوابة التدريب ويستهدف تحقيق النجاحات نفسها التي حققها كلاعب. أين هو حس ين بوعيشة وماذا يفعل حاليا؟ أنا في عين مليلة أرعى مصالحي وتجارتي، لكني لست بعيدا عن عالم كرة القدم مادمت أشغل مهمة مدرب نادي واد الحد من الجهوي الأول وأتطلع لأكون مدربا ناجحا في المستقبل. هل تملك الشهادات اللازمة؟ أنهيت مؤخرا تربص الدرجة الثانية وفي شهر جوان سأشارك في تربص للحصول على سهادة الدرجة الثالثة وإجازة “الكاف”. متى أنهيت مسيرتك الكروية كلاعب؟ سنة 2005، ولم أكن أتعدى وقتها سن 33 ربيعا. ولماذا؟ كرهت المشاكل التي تعرفها كرة القدم الجزائرية والتي واجهتها في مختلف الأندية خاصة ما حدث لي في مولودية باتنة. هل يمكن أن تذكّرنا بما حدث لك يومها؟ بعد مغادرتي للقبة وقعت لمولودية باتنة وكنا نستهدف الصعود لكني عشت مشاكل كبيرة مع الرئيس المدعو محمدي الذي اتهمني بترتيب مباراة العناصر التي تعادلنا فيها على ملعبنا، كان مبررا فقط حتى لا يقوم بتسليمي مستحقاتي حتى أن المدرب وقتها عبد الرحمان مهداوي سعى جاهدا لإقناعه بأنه على خطأ وبأن اتهاماته باطلة لكنه رفض سماع ذلك. ألا ترى بأنك تسرعت في اتخاذ قرار الاعتزال في ذلك السن؟ لست نادما، اتخذت قراري بعد أن اقتنعت بأن الاستمرار في مسيرتي كلاعب لن يجلب لي سوى المشاكل، كرتنا يسيّرها أشخاص لا يفقهون شيئا لا في التسيير ولا في الكرة ويدخلونك في متاهات، أقول هذا ولو أني مقتنع بأني على مستوى اللعب قادر على اللعب بسهولة. كيف ذلك؟ بالنظر لما أراه من مستوى متواضع لن أبالغ لما أقول إنني قادر على اللعب حاليا وبعينين مغمضتين، صراحة “ما بقاش niveau”. هل أنت راض بما حققته؟ على العموم نعم، ولو أني كنت قادرا على تحقيق الأفضل لو وجدت الدعم الكافي. ماذا تقصد بالدعم الكافي؟ لو أجدت أناسا يأخذون بيدي لكنت على الأقل قد ظفرت بعقد احترافي، فقد وصلتني عروض من ناد من الدرجة الثانية الفرنسية لكن لفقير لم يسرّحني، وصلني عرض من المريخ السوداني ومن المغرب الفاسي لكني لم أجد من يساعدني. ماهي برأيك أفضل مرحلة مررت بها في مشوارك؟ هو الموسم الأخير لي مع مولودية قسنطينة والأول لي مع شباب بلوزداد، كنت في مستوى كبير ووصلت للمنتخب الوطني الأول. على ذكر شباب بلوزداد، تعاملت مع المدرب عبد الحق بن شيخة، كيف تجده؟ صحيح، عملت معه لموسم واحد ويمكنني التأكيد بأنه مدرب يملك شخصية قوية بدليل أنه استطاع أن يفرض نفسه في بلوزداد في فريق كان يعج بالنجوم. الكل لازال يذكرك بمباراة “الداربي” الشهير بين بلوزداد والمولودية يوم تسبّبت في فوز “العميد” بعد أن تسببت في ركلتي جزاء، ألا ترى أن تلك المباراة كانت نقطة تحوّل في مشوارك؟ أحمل ذكرى سيئة جدا عن تلك المباراة إلى يومنا هذا، ولم تخدمني تماما في مشواري، لكن الحقيقة أنّ المسؤولين لم يرحموني وقتها. كيف ذلك؟ لست أول أو آخر لاعب يخطئ في مباراة هامة، لكن الفرق بيني وبين لاعبين آخرين مروا بمراحل فراغ هو أنني لم أجد أحدا يدعمني ويقف بجانبي، في اتحاد العاصمة دزيري وحتى عشيو مروا بمرحلة فراغ لكنهما وجدا السند المعنوي وتجاوزا المرحلة الصعبة وعادا بقوة، عكس ما حدث معي، لم يرحموني تماما بعد تلك المباراة و«خلّصتها” غالية. يُقال إنك تغيرت كثيرا وصرت باللحية والقميص ومن يراك لا يتعرف عليك. (يضحك) ليس لهذه الدرجة، لكن الحمد لله الذي هدانا للطريق القويم . متى التزمت وكيف؟ خلال الفترة التي لعبت فيها في القبة على يد الشيخ أمين إمام مسجد “لابروفال” والحمد لله لازلت على الطريق نفسها. ملتزم متعصّب أو متفتح، وهل صحيح أنك ترفض أخد الصور الفوتوغرافية؟ لست متعصبا ولا متطرفا، الالتزام ليس في أخذ الصور أو في اللباس، الالتزام في القلب والمعاملات. هل أنت مرتاح مادي بعد أن تقاعدت؟ من هذا المجال لا يوجد مشكل، لدي محال في عين مليلة وعنابة وحمام وأموري تسير على أحسن ما يرام. ما هي أهدافك المستقبلية؟ أن أحقق نجاحات في التدريب كالتي حققتها كلاعب.