الحداوي مصطفى المدرب السابق لمنتخب المحليين المغربي، واللاعب الدولي سنوات الثمانينيات والتسعينيات، شارك في مونديالين وأنهى مسيرته عقب خوضه كأس العالم 1994 التي جرت بأمريكا، دون أن ننسى احترافه في عدة أندية فرنسية أهمها لانس وسانت اتيان ونيس، يتكلم عن الجزائر وأشياء أخرى في هذا الحوار.. ما هي أخبار مصطفى خاصة بعد مغادرتك تدريب منتخب المحليين وفسخك العقد بالتراضي؟ وقتي حاليا لا زالت أخصصه لكرة القدم، حيث أترأس نقابة اللاعبين المغاربة مثلما هو حاصل في فرنسا وإيطاليا، حيث نضم لاعبين كبارا من القسمين الأول والثاني، نتابع انشغالاتهم ومشاكلهم، خاصة مع مشروع الاحتراف الذي تستعد الكرة المغربية لإدخاله على كرتنا، بالتنسيق مع الوزارة الوصية، الشغل الشاغل بالنسبة لي أن تأخذ هذه النقابة مكانها الحقيقي، خاصة أنها تضم أيضا بعض اللاعبين المحترفين . مثل من؟ لدينا الشماخ، خرجة، بوصوفة، العربي، وغيرهم، يتواجدون على اتصال دائم معي، ويشجعون مثل هذه المشاريع التي تهدف لخدمة مصلحة اللاعب وفي النهاية الكرة في المغرب. هل يتابع مصطفى وضع الكرة الجزائرية حاليا؟ بطبيعة الحال، لأننا نملك ذكريات تاريخية مع الجزائريين، فضلا عن كوننا في مجموعة واحدة في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا، أعرف أن المدرب بن شيخة وحده وبحاجة إلى مساعدة، كما قرأت في بعض الصحف الجزائرية عبر الأنترنت أنه يريد ماجر إلى جانبه، فضلا عن وجود مدربين فرنسيين في القائمة مقترحين للعمل معه، بالإضافة إلى هذا أنا على إطلاع أن وضعية بعض اللاعبين المحترفين الجزائريين لا تسر حيث لا يشاركون بشكل منتظم في أنديتهم، وأتصور أن أمرا مثل هذا يزعج المدرب ويقلقه، لأن الجزائر اليوم باتت بحاجة إلى لاعبين لهم لياقة تنافسية عالية، فما يمر به المنتخب الجزائري مرحلة سبق أن تخطيناها لأنها حصلت معنا قبل عام ونصف. هل من توضيح؟ مع المدرب الفرنسي روجي لومير كان هناك لاعبون يستدعون بالرغم من أنهم لا يشاركون في فرقهم، نستدعيهم لأننا تعودنا على ذلك، كانوا يأتون إلى المنتخب لترميم معنوياتهم، وتعويض خيباتهم في الأندية، وأكثر من ذلك أنهم لا يقدمون شيئا كبيرا للمنتخب لأنهم أصلا يأتون ومعنوياتهم في الأرض، اللاعب حتى يمنح دفعا لبلاده يجب أن يكون حاضرا على كافة المستويات مع فريقه وفي أعلى مستوى من ناحية الاستعداد، في حين عندما يقوم أي مدرب سواء غيرتس أو بن شيخة بجلب لاعب لا يشارك في فريقه ويقحمه ويمنحه الفرصة والثقة، هل تعرف ماذا يحصل. ماذا يحصل، نريد أن نعرف منك؟ يحدث نوع من الانشقاق وسط المجموعة، لأن أي لاعب محلي لا يرضى أن يبقى جالسا في الاحتياط في وقت أن لاعب احتياطيا في فريقه يحظى بالثقة، ويشعر هنا بالنقص، كنا لاعبين ونعرف ما يحس به كل من يكون في هذه الوضعية، هذا الشيء يؤسس لمشاكل داخلية، وقد عانينا منها، رغم أنها ليست خطيرة ولكن حصولها وارد في وضعيات من هذا النوع، كان ذلك مع لومير لكن الآن مع غيرتس هناك استقرار خاصة أنه استدعى فقط اللاعبين الذين يتألقون في أنديتهم. كيف ترى بخبرتك اللقاء القادم بين المنتخبين والذي سيكون مصيريا للجزائر؟ بالنسبة لي هذه المباراة “بحال” لقاء داربي ين الرجاء والوداد، يمكن أن يكون الفريق الأخير يعيش مرحلة ازدهار ونتائج إيجابية، والكل يتوقع له الانتصار، ولكن في اللقاء الرجاء هو من يتفوق، لا يوجد أي منطق في الداربيات، ولن أستغرب لو يرد المنتخب الجزائري الفعل ويكون قويا يومها، خاصة أن هناك عوامل أخرى تتدخل من أجل صنع الفارق مثل التحضير النفسي، وعمل المدرب ولمسته، بالإضافة إلى دور الجمهور وغيرها، لهذا ليس لي أي تكهن، كما أن موعد اللقاء لا يزال بعيدا، وحتى ذلك الوقت يمكن لبعض الاحتياطيين في المنتخب الجزائري أن يكسبوا مناصبهم، وتتغير الذهنية ومن ثم الانطلاق، كما أن هناك احتمالا آخر وهو أن يواصل المنتخب المغربي صحوته التي جاءت بعد وقت طويل وتراكم الخيبات، الشيء الذي أصر عليه وقلته في كل تصريحاتي، هو ضرورة أخذ الدرس مما وقع بينكم وبين المصريين، وأضيف شيئا في السياق. ما هو؟ ما وقع بين الجزائر ومصر لم يكن سببه اللاعبون، ولكن فئة ضالة من الإعلاميين دفعت الجمهور إلى التعصب، فرميت حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة ووقع ما يعرفه الناس جميعا ولا أريد العودة إليه، ولكن أقول إننا إخوة وفي تاريخ مواجهاتنا معكم كانت الروح الرياضية الفائز الأكبر، بالعكس علينا أن نفرح لأن فريقا مغاربيا سيكون حاضرا في كأس إفريقيا. ألا يمكن أن يكونا منتخبان؟ لا زالت الأمور لم تحسم ولا نعرف كم يلزم لأي منتخب ليكون أحسن ثان، ولكن المغرب ضيعت نقطتين والجزائر 4، ولو كان الأمر بأيدينا لتمنينا تأهلهما معا، وكما كنت أقول أريد أن يكون عرسا كبيرا في المدرجات، وقد سمعت أن هناك نوايا بين الاتحاديين المغربي والجزائري من أجل منع المناصرين من التنقل، أنا ضد هذا القرار لأنها مباراة أخوية، فشخصيا لو أتنقل فليس فقط من أجل مشاهدة اللقاء، ولكن من أجل التقاء “الحباب” والسياحة في الجزائر، وهذا ما سيفعله المغاربة، إن شاء الله يكون اللقاءان بحضور الجماهير، وفي مستوى المنتخبين وتاريخ كل واحد ونعطي أفضل صورة عنا للجميع. بالنسبة لكم في المغرب، هل تعتبرون المنتخب الجزائري في أزمة؟ نسمع أن بن شيخة دون مدرب مساعد، وهناك العديد من اللاعبين الذين لا يشاركون في فرقهم، أين يشتكون من نقص المنافسة، بالإضافة إلى اللاعبين المصابين، ولكن نعرف أن الجزائريين لهم روح قتالية ولا يستسلمون ففي غمرة الأزمة انتفض المنتخب الجزائري وحقق نتائج باهرة وشارك في كأس العالم، لهذا نتوقع كل شيء، كما لا ننسى من جانب آخر أنها كرة قدم والكرة الإفريقية لم تبق كما كانت عليه من قبل، مثلا إفريقيا الوسطى أقصيناها من حساباتنا رغم أنها سرقت الأنظار في أول جولتين وهي المرشح الأول، بالإضافة إلى كوننا نتنقل لها، لهذا علينا أن لا نستبق شيئا ونترك الميدان يفصل ويقول كلمته. مادمت تحدثت عن اللاعبين الذين لا يشاركون في فرقهم، زياني التحق اليوم (الحوار أجري مساء أمس) بفريق قيصري سبور التركي، ما رأيك في هذا الخيار؟ كل لاعب مسؤول عن خياراته، وزياني لم يكن يشارك في ألمانيا ولكن الأكيد أنه في تركيا سيحظى بفرصة اللعب، وسيشارك أمامنا ولياقته التنافسية جيدة، وكمغاربة نعرف جيدا قيمة هذا اللاعب ودوره في المنتخب. ماذا تقول للجمهور الجزائري في الأخير؟ تحية كبيرة الى الجمهور الجزائري، وأتمنى أن نحضر لقاء في مستوى المباريات التي كنا نلعبها في سنوات الثمانينات، ونعطي صورة حضارية لكل العالم عن مستوى المغرب العربي الكبير من الناحية الكروية وعلى صعيد التصرفات والسلوكات، إن شاء الله لن تقع اصطدامات وأتمنى الخير لكل الجزائريين أينما كانوا.