فؤاد بوقرة لاعب غيور، ايتو المجري والمهاجم السابق للنادي الإفريقي قبل 3 مواسم والمتزوج من تونسية، يتكلم عما يحصل في الجار الشرقي، خاصة أنه كان ضحية صعوبات وجدها أنذاك في تطبيق الفرائض الدينية، ولا ينسى أنه كاد يطرد مرة بسبب صيامه شهر رمضان.. كيف هي الأحوال فؤاد؟ على ما يرام. نريد أن نعرف رأيك فيما حصل في تونس مؤخرا؟ عشت عاما ونصف في تونس، صدقني الأوضاع صعبة للغاية، وعائلات بالجملة لا تجد ما تأكله، توطدت علاقتي ببعض العائلات في الضواحي وكنت أمنحها ما أقدر عليه، الصورة التي أحتفظ بها في ذهني هي أن حتى العمال في تونس لا شيء يشغلهم سوى كيفية إنهاء الشهر دون صعوبات، حرية التعبير كارثة وهذه ليست ديمقراطية، إضافة إلى ذلك هناك أشياء لم أتقبلها تتعلق بالمسائل العقائدية. ما هي؟ النساء كن يمنعن من وضع الخمار الذي ينزع عنهن بالقوة، شاهدت أحد الشبان يوقف لا لسبب سوى لأن له لحية، حيث أخذوا وثائقه وطلبوا منه أن ينزع اللحية وعندما يفعل يمر على المركز (مقر الأمن) لاسترجاع بطاقة الهوية، المساجد كانت مراقبة، والشرطة تعرف كل من يدخلها، لأنهم يمتلكون بطاقات يحصلون عليها من مقرات الشرطة تسمح لهم بولوج بيوت الله، ما جعلني أفضل الصلاة في البيت، ثم هل تعرف ما الأمر أدهشني أكثر؟ ماذا؟ كل خطب الجمعة تنتهي بالدعاء لبن علي، نحن اللاعبين كانوا يجبروننا على الإفطار حتى نلعب.. مرة حصل لي مشكل كبير وكدت أطرد لأنني رفضت الإفطار، ولم يحل المشكل إلا بعد أن تم تغريمي بمبلغ 1000 أورو، لهذه الأسباب أنا مرتاح لحصول التغيير خاصة أن لي علاقة خاصة بالتونسيين لا تقتصر فقط على مروري عاما ونصف على النادي الإفريقي. هل من توضيح؟ أنا متزوج من تونسية من مدينة جربة. هل كنت تتوقع أن يثور التونسيون بهذه الطريقة؟ صدقني، كنت أعلم وأتوقع في أي لحظة لأن الضغط يولد الانفجار، وفي الملاعب لو تلاحظون كانت الجماهير تتنقل لإفراغ غضبها من “الحاكم” ما أدى إلى تفشي العنف، كما أنه دائما ما كانت تحدث اصطدامات خاصة في مباريات الإفريقي التي كانت عبارة عن حرب بين الشعب الفقير والنظام البوليسي. كيف تتوقع أن تكون الأمور على الصعيد الكروي في ضوء هذا التغيير السياسي؟ أعتقد أن الترجي التونسي سيكون المتضرر لأنه سيضعف وتقل قوته فقد كان مدعوما من طرف الدولة، ومن مسؤولين كبارا، فسليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع بن علي... لما كان رئيسا حصد على كل شيء مستغلا مكانته، لهذا سينقص هذا الدعم بانسحاب أسماء مؤثرة مثل شيبوب وغيره من السياسيين وحتى الصناعيين، الأمر الذي يعني أن المستقبل كله سيكون لفريق “الزوالية” النادي الإفريقي. لكن حتى النادي الإفريقي يوجد في مكتبه المسير شقيق ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي وهو متهم بالفساد، هل لك فكرة؟ نعم، هو بلحسن الطرابلسي كان طيبا مع الجميع وعلاقتي به حسنة، لكن مع هذا الجمهور كان يحس أنه دخيل على الإفريقي فريق الفقراء. هل سمعت ما وقع لأمير العكروت اللاعب السابق للملعب التونسي والحالي للنادي الإفريقي؟ أعرف جيدا أمير، وسمعت الخبر من زميلي الغرزول الذي عاد مؤخرا إلى تونس بعد تجربة في السودان، وتأثرت جدا والحمد لله أن الرصاصة تجنبت القلب وإلا لكانت الكارثة، لقد كتب له عمر جديد والحمد لله، وشخصيا أبلغته تأثري الشديد وتضامني عبر المحضر البدني كريم الشماري.