يبدو أن فريق مولودية العلمة يسير بخطى ثابتة نحو استعادة مستواه الذي بدأ به الموسم الحالي والخروج من المرحلة الصعبة بشكل نهائي. فبعد أن تحقق فوز الفرج أمام اتحاد العاصمة كان الموعد أول أمس مع تحقيق نتيجة إيجابية جديدة تمثلت في فرض التعادل على أهلي البرج والعودة بنقطة ثمينة تعادل 3 نقاط بالنظر إلى قيمة النقاط في هذه المرحلة. إذا دخلت البابية جيدا في الشوط الأول “عليك أمان الله” وتأكد مرة أخرى ما قلناه من قبل وهو أن مولودية العلمة إذا دخلت جيدا في الشوط الأول من كل مواجهة وكانت سباقة إلى التهديف وتفادت تلقي الأهداف المفاجئة، فإنها لا تنهزم وهذا ما حدث في البرج، فرغم تلقي هدف التعادل إلا أن البابية لم تنهزم وعرفت كيف تحافظ على نقطة التعادل حتى الصافرة النهائية. وهذا خلافا لكل المواجهات التي كانت المولودية تتلقى فيها أهدافا في الأشواط الأولى وتعجز عن العودة على غرار ما حدث أمام البوبية، عنابة وغيرهما. البابية كان بإمكانها قتل اللقاء والعودة بكامل الزاد وبالحديث عن المواجهة من الناحية الفنية فقد كان بإمكان المولودية العلمية أن تعود بالنقاط الثلاث لو استغلت الفرص الواضحة المتاحة لها في نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني وجسد بقرار أو غضبان إحدى الفرص الكثيرة المتاحة لقتل اللقاء، لكن عدم تجسيد هذه الفرص جعل الأهلي يعادل الكفة ويحرم البابية من فوز كان يبدو في متناولها. وكان بإمكانها الانهزام أيضا لولا تصدي مويات لركلة جزاء بن طيب وإذا كانت المولودية العلمية قد ضيعت الفوز في مواجهة البرج، فيمكن القول كذلك إنها نجت من الهزيمة، خاصة وأن الأهلي استفاد من ركلة جزاء مع بداية الشوط الثاني. وكان بإمكانه العودة في النتيجة مبكرا وربما تحقيق الفوز لولا تصدي مويات لركلة جزاء بن طيب وإبقائه على التفوق لصالح العلمة حتى جاء هدف التعادل للبرج في آخر 20 دقيقة، أي في وقت يمكن للبابية تسييره والصمود فيه مقارنة بالصمود لأكثر من 40 دقيقة لو سجلت البرج ركلة الجزاء. صمود أسطوري لمويات والدفاع في الشوط الثاني ومن جهة أخرى فإن البابية كادت لا تعود أصلا بأي نقطة من البرج لولا صمود مويات وخط دفاعه في الشوط الثاني من مواجهة أول أمس، خاصة في ظل الضغط الرهيب الذي فرضه لاعبو “الكابا” على منطقة العلمة والحملات الخطيرة الكثيرة التي تعرض لها مرمى مويات. وهو ما يجعل من النقطة المحققة فيها ألف بركة رغم أنه كان بالإمكان تحقيق الفوز. غضبان يتجه لأن يكون صفقة ناجحة وكان هدف البابية الذي سمح بجلب نقطة التعادل من إمضاء المستقدم الجديد عبد المطلب غضبان برأسية جميلة موقعا أولى أهادفه بألوان المولودية العلمية، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه يتجه لأن يكون صفقة ناجحة، خاصة وأن غضبان نجح في ظرف قصير منذ قدومه في “الميركاتو“ في تحصيل مكانة أساسية في تشكيلة البابية وتقديم أداء مقبول إلى حد بعيد. رنان يساهم في رابع هدف للبابية وجاء هدف غضبان برأسية جميلة إثر فتحة جميلة أيضا من الظهير الأيسر فؤاد رنان الذي عاد إلى التألق مع البابية وساهم في رابع هدف منذ بداية الموسم بعد أن كان من قبل قد سجل الهدف الثالث في مرمى البرج خلال مرحلة الذهاب، ومنح تمريرة هدف لقراوي أمام الشلف، قبل أن يسجل الهدف الثاني للعلميين أمام نصر حسين داي ويمنح تمريرة حاسمة أخرى لغضبان أول أمس. أول نقطة خارج الديار منذ الجولة 12 والفوز في حسين داي وجاءت نقطة التعادل التي عادت بها البابية من البرج أول أمس، لتكون الأولى من نوعها التي تحرزها التشكيلة العلمية خارج ميدانها منذ حوالي 4 أشهر، وبالضبط منذ مواجهة الجولة 12 والفوز المحقق في زيوي على حساب نصر حسين داي (1 2)، وبالتالي فإن هذا التعادل يعتبر الأول في مرحلة العودة والعام الجديد 2010 خارج الديار. والثامنة في المجموع خارج الديار كما كانت هذه هي النقطة الثامنة في مجموع النقاط التي عادت بها البابية من خارج الديار منذ بداية الموسم الحالي، حيث كانت البداية بنقطة في بجاية (1 1)، ثم الفوز في باتنة أمام البوبية (0 1) وفي زيوي أمام النصرية (1 2) قبل فرض التعادل الأخير على البرج. وهو ما يعد رقما مقبولا بالنسبة للعلميين، خاصة وأنه أفضل من الحصيلة التي حققها الفريق خارج الديار طيلة الموسم الماضي والتي لم تتعد 6 نقاط من فوز في القبة (1 3) و3 تعادلات في سعيدة (0 0)، الشلف (1 1) وسوسطارة (3 3). فرض التعادل على البرج في ملعبها يمنح الثقة ويرفع المعنويات وحتى وإن كان بالإمكان أفضل مما كان في البرج، إلا أن فرض التعادل على الأهلي في ملعبه وأمام جماهيره ليس في إمكان كل الفرق حتى الكبيرة منها، بالنظر إلى قيمة المنافس. وهو ما يجعل النقطة التي عادت بها البابية ثمينة وذات قيمة معنوية كبيرة وتمنح اللاعبين ثقة إضافية في النفس، خاصة وأن النقطة أصبحت “بحقها” في الوقت الراهن نظرا للمرحلة الحاسمة التي وصلت إليها البطولة وما يميزها من حسابات السقوط والتتويج. عودة تدريجية للبابية إلى مستواها الحقيقي وجاء التعادل الذي تحصلت عليه المولودية العلمية في ملعب 20 أوت أول أمس، ليكون النتيجة الثانية على التوالي للبابية بعد الفوز المسجل على اتحاد العاصمة من قبل. وهو ما يكشف عن عودة تدريجية للفريق العلمي إلى سابق عهده ومستواه الحقيقي الذي بدأ به الموسم الحالي، خاصة وأن الفريق عوّد أنصاره على العودة بقوة بعد كل مرحلة صعبة. حتى نتائج الجولة كانت في صالحها وإضافة إلى المعطيات سابقة الذكر، فإن ما يجعل نقطة التعادل التي عادت بها البابية من البرج ثمينة وإيجابية هو النتائج التي أفرزتها الجولة الماضية والتي خدمت في معظمها المولودية العلمية، خاصة فيما يتعلق بتعادل البليدة على أرضها أمام تلمسان (1 1) وخسارة شباب باتنة في حسين داي (1 2) وهما المنافسان (الكاب والبليدة) المباشران للبابية على أوراق البقاء الثلاث. حيث أصبحت المولودية العلمية الآن في المركز 13 لوحدها ب28 نقطة أي بفارق نقطة واحدة عن “الكاب” وبناقص لقاء أمام وفاق سطيف، بينما بقي الفارق الفاصل عن البليدة 7 نقاط، هذا دون الحديث عن هزيمة البوبية على أرضها وسقوطها شبه الرسمي. البابية ربحت نقطة وربحت استنفاد بوجليدة وبن حاج وإضافة إلى قيمة نتيجة البرج من الناحية الفنية، فإن البابية ربحت إلى جانب نقطة التعادل، استنفاد المدافع المحوري مراد بوجليدة لعقوبة 4 لقاءات التي سلطت عليه أمام البوبية. وهو الشأن نفسه بالنسبة لوسط الميدان بن حاج جيلالي رضا الذي استنفد في مواجهة البرج أيضا عقوبة لقاءين المسلطة عليه في لقاء الكأس أمام عنابة. وبذلك سيكون اللاعبان متواجدين في اللقاء المقبل أمام اتحاد الحراش. 5 إنذارات كاملة أمام البرج وبالحديث عن جانب الانضباط، فإنه بالرغم من حصول 5 لاعبين على بطاقات صفراء في مواجهة البرج وهم كمارا، محفوظي، بوزيدي، بقرار وبوحافر، إلا أنه لن يكون هناك أي لاعب يغيب عن المواجهة المقبلة أمام اتحاد الحراش بسبب العقوبة. وهو ما يمكن اعتباره مكسبا آخر من المكاسب الإيجابية العديدة التي خرجت بها البابية من لقائها الأخير في البرج. بصمات خزار بدأت تظهر ولكي يكون لكل ذي حق حقه، فإن الفضل في العودة التدريجية للبابية إلى مستواها الحقيقي وانخفاض معدل العقوبات والبطاقات الصفراء المجانية بشكل كبير في آخر مواجهتين، يعود نصيب منه إلى المدرب الجديد الهادي خزار أيضا، خاصة فيما يتعلق بالعمل النفسي الكبير الذي قام به مع اللاعبين وتمكنه كذلك من حل مشكلة الهجوم الذي سجل في لقاءين متتاليين بعد أن عجز عن ذلك طيلة شهرين كاملين. المطلوب الآن هو الاستثمار في هذه الوضعية الجيدة وفي ظل كل هذه المعطيات الجيدة والإيجابية المتوفرة حاليا في بيت مولودية العلمة وفي أوساط التشكيلة، يبقى المطلوب هو الاستثمار جيدا في حالة الانتعاش هذه ومن كل النواحي. ونقصد بذلك التفاف الجمهور أكثر حول الفريق وتفرغ اللاعبين والطاقم الفني للمرحلة المقبلة بكل جدية، إضافة إلى عمل الإدارة على توفير كامل الشروط المادية والمعنوية للاعبين وأهمها المستحقات التي تبقى العصب الذي يسير أي فريق. ------------------------------------------------------ غضبان: ” تجاوزنا الأزمة وهدفي فاتحة لأهداف كثيرة إن شاء الله”بعد الفوز المسجل أمام اتحاد العاصمة، تحققون نتيجة إيجابية أخرى في البرج، ما هو تعليقك؟ هذا التعادل يحفزنا كثيرا على مواصلة العمل وبذل جهد أكبر لتحقيق نتائج أخرى في الجولات المقبلة، حيث بفضل هذه النتيجة يمكن أن نحسن الكثير من الأمور على الصعيد المعنوي والفني. هل فعلا يمكن القول إن البابية ضيعت الفوز؟ كنا نتمنى عند تنقلنا إلى البرج أن نحقق الفوز بطبيعة الحال وكنا نفكر في النقاط الثلاث، ولم نذهب من أجل اللعب وفقط، لكن مادام أننا تحصلنا على نقطة فهذا أفضل من لا شيء لأن نقطة فيها بركة وخير إن شاء الله. ما معنى هذه النتيجة بالنسبة إليكم، خاصة وأنها الثانية على التوالي بعد مرحلة صعبة للغاية؟ هذه النتيجة لها معنى كبير وتتركنا نعمل بكل جد على تحسين مركزنا في جدول الترتيب وتعيد إلينا الجمهور أكثر فأكثر مثلما كان عليه الحال أمام اتحاد العاصمة، حيث ساعدنا الأنصار كثيرا وتنقلوا معنا إلى البرج وسيساعدوننا أكثر في الخرجات المقبلة بفضل هذه النتائج. هل يمكن القول إن البابية خرجت نهائيا من الأزمة؟ إن شاء الله بفضل النتيجتين الإيجابيتين المحققتين مؤخرا فقد تجاوزنا الأزمة بشكل نهائي، وهذا بفضل عمل المجموعة وتضافر جهود الكل من إدارة، طاقم فني وأنصار والقادم سيكون أجمل كما يقال. وقّعت أول أهدافك مع البابية في البرج، ماذا تقول عن هذا الهدف؟ إن شاء الله سيفتح لي هذا الهدف شهية التهديف في المرحلة المقبلة وسيكون فاتحة لأهداف أخرى كثيرة ومتنوعة. وفيما يخص منصب قلب الهجوم الذي أقحمك فيه خزار، كيف وجدت نفسك فيه؟ ليس لدي أي مشكل في هذا الجانب، فأين يطلب مني المدرب اللعب سألعب حتى ولو كان الأمر يتعلق بمنصب حارس مرمى (يضحك لأنه تفطن أنه سينافس صحراوي ومويات). كيف ترى مستقبل البابية بصفة عامة؟ “بربي راني نشوف خير كبير جاينا” وسنعمل على تحسين مرتبتنا أحسن ما يمكن، لأن المرتبة التي تتواجد فيها البابية حاليا لا تستحقها وليست المرتبة التي من المفترض أن تتواجد فيها. كيف ترى مواجهة الحراش المقبلة؟ هذا اللقاء يبقى كسائر اللقاءات الماضية من حيث الصعوبة، لكن بالعمل وثم العمل سنجتاز عقبة هذا المنافس بشكل عادي ونواصل في هذا الطريق الذي نسير عليه حاليا. كلمة أخيرة لأنصار البابية. أشكرهم كثيرا على الدعم الذي قدموه لنا لأننا عندما احتجناهم وجدناهم وأعادوا إلينا الروح القتالية المفقودة، وأؤكد لهم أنهم كلما عادوا بقوة عدنا نحن كذلك بقوة، كما لا يفوتني أن أهدي هذا الهدف إلى الوالدين الكريمين اللذين يبقى فضلهما فيما وصلت وسأصل إليه كبيرا وكبيرا جدا، ومهما عملت أو قلت فلن أعيد لهما خيرهما. ----------------------------------------------------------- الاستئناف مساء اليوم في زغار بعد الراحة التي استفادت منها تشكيلة مولودية العلمة يوم أمس عقب مواجهة أهلي البرج، سيتجدد الموعد مساء اليوم مع التدريبات ابتداء من الساعة الرابعة ونصف في ملعب مسعود زغار، حيث تنطلق التحضيرات الخاصة بالمواجهة المقبلة أمام اتحاد الحراش. بورنان أسقط عمور أرضا بلقطة فنية رائعة إذا كان الكل يعرف مدى روعة وبطولية الأداء الذي يقدمه وسط الميدان سمير بورنان في كل مواجهة والمستوى الثابت الذي يلعب به، فإن اللاعب وصل إلى حد التفنن. وهو ما حدث في مواجهة البرج الأخيرة عندما قام بمراوغة جسمانية رائعة لعمور أحد أبرز نجوم البرج وأوهمه بالتمرير إلى بقرار دون أن يفعل ذلك، حتى سقط عمور أرضا وهي اللقطة التي من روعتها صفق لها أنصار أهلي البرج في حد ذاتهم. المستحقات منتظرة هذا الأسبوع بعد أن مضت المهلة الأولى التي حددها الرئيس بوذن للاعبين من أجل تسليمهم جزءا جديدا من المستحقات، وهي المهلة التي بدأت بعد لقاء بلوزداد وانتهت بعد لقاء سوسطارة، ينتظر أن تقوم إدارة الفريق بتسوية المستحقات قبل نهاية الأسبوع الحالي، خاصة وأن التشكيلة حققت نتيجتين إيجابيتين متتاليتين. وأصبح من الضروري القيام بهذه الخطوة للإبقاء على الانتعاشة الحالية لدى اللاعبين وتحفيزهم على تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية. الأواسط في المركز قبل الأخير وبفارق 25 نقطة عن المتصدر بسبب الهزائم المتتالية التي ما فتئت تتكبدها تشكيلة أواسط مولودية العلمة منذ بداية مرحلة الإياب، فقد تقهقر الفريق إلى المركز قبل الأخير في جدول الترتيب برصيد 20 نقطة كاملة وبفارق نقطة واحدة فقط عن صاحب المؤخرة شباب باتنة، وعلى بعد 25 نقطة كاملة من متصدر الترتيب مولودية الجزائر. وهو ما يكشف المستوى المتدهور جدا لأواسط البابية، خاصة وأن فارق 25 نقطة هو فارق شاسع جدا ويعادل بطولة كاملة. غضبان قدم لخزار قبلة العرفان بعد نجاحه في تسجيل الهدف الوحيد للبابية في البرج، توجه اللاعب غضبان عبد المطلب مباشرة إلى المدرب خزار وقام بتقبيله في الجبين في لقطة جميلة ومؤثرة أراد من خلالها اللاعب التعبير لمدربه عن تقديره وعرفانه له وللثقة التي وضعها فيه منذ قدومه إلى العلمة.